رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود

موقع أيام نيوز


وسحبت ذراعها بسهولة من قبضة أمها ثم هرولت للخارج وتركتها تتساءل بفضول عن ما يخفوه عنها
بمطار القاهرة الدولي 
كانت تقف بمنطقة صغيرة بعيدة عن أشعة الشمس وهو يقف بعيدا عنها يتحدث في الهاتف مع أحدهم وماهي إلا لحظات حتى توقفت
أمامه سيارة سوداء وترجل منها شابا ثم بدأ يتبادل أطراف الحديث مع حاتم وهم يضحكون بصفاء وانتهي حديثهم بتوديعهم لبعض وهو يشير له بأن يرحل وكأن مهمته قد انتهت فور رحيله الټفت برأسه لها وأشار لها بأن تأتي فتحركت باتجاهه وصعدت بالمقعد الأمامي المجاور له وهو وضع الحقائب في حقيبة السيارة الخلفية وعاد لها ثم استقل بمقعده المخصص للقيادة نظر لها وتمتم مبتسما باستغراب 

_ مالك ! 
نادين بخنق وهي تلوح بيدها أمام وجهها 
_ the sun is too hot حرارة الشمس مرتفعة جدا 
حاتم ضاحكا 
_ مش للدرجة إنتي بس عشان اتعودتي على جو أمريكا 
اخرجت منديلا ورقيا مبلل ومسحت على
وجهها وهي تزفر بينما هو فانطلق بالسيارة يشق الطرقات متجها إلى منزله بقت هي تتابع الطرق من خلال زجاج السيارة تتفحص كل شيء تقع عيناها عليه في الطرق حتى هتفت بالأخير في رقة 
_ لوين رايحين ! 
_ على البيت
نادين بحيرة 
_ بيتك
هز رأسه بإيجاب فسألته بريبة وتعجب 
_ وأنا لوين راح روح !!
حاتم ببساطة مبتسما 
_ معايا يا نادين يعني هتروحي فين !
اعتدلت في جلستها وقالت بتوضيح أكثر وبجدية 
_ شو بتقصد يعني ! راح نضل أنا وإنت بس بالبيت !
طالعها بنصف نظرة وهو يبتسم بخبث ثم أجاب عليها بمشاكسة 
_ لو حابة نفضل وحدينا معنديش مشكلة 
نادين بحزم بسيط 
_ حاتم لا تتواقح أنا عم اتكلم جد 
قهقه
بخفة ثم هدر بصوت هادئ 
_ لا مش لوحدينا يا نادين خالتي فاطمة مستنيانا وهتقعد معانا
تحمست بشدة وهتفت بعفوية 
_ عنجد تعرف أنا كتير كان نفسي اتعرف عليها وهلأ راح شوفها أكيد بتشبهك
_ اممم بما إني شبه ماما الله يرحمها وهي شبه ماما فأكيد هيكون فينا شبه من بعض
اماءت بتفهم وهي تبتسم بساحرية ثم عادت لجلستها الطبيعية وهي تتابع الطريق من جديد حتى توقفت السيارة بعد دقائق طويلة أمام بوابة كبيرة ولحظة وانفتحت البوابة ثم عبر بسيارته للداخل وهي تتفحص المنزل الكبير بنظرها من نافذة السيارة حتى توقفت ونزل هو أولا ثم لحقت هي به وقفت تتلفت برأسها في كل الاتجاهات وعيناها تتنقل في كل مكان بالمنزل حتى هتفت بإعجاب تحدثه وهو يخرج الحقائب 
_ البيت كتير حلو يا حاتم 
رأته يخرج الحقائب فهرولت هي إليه حتى تساعده في حملها وهي تهتف 
_ لا تحملها كلها أنا بساعدك 
هتف بصوت رجولي حازم رافضا 
_ سيبي ملكيش دعوة إنتي
بلا اساعدك 
زمت شفتيها بغيظ من حدته وكانت على وشك أن تجيب لكنها رأته يحمل الحقائب ويسير بها باتجاه باب المنزل الذي فتح وظهرت من حالة سيدة متقدمة قليلا في العمر وتهتف بلهفة وسعادة غامرة 
_ حاتم 
أسرعت إليه في شوق فترك هو الحقائب وفرد ذراعيه يستقبل خالته معانقا إياها بحرارة وعينان تلمع بشوق مماثل لها
فاطمة بفرحة 
_ وحشتني أوي يا حبيبي 
_ وإنتي كمان والله وحشتيني أوي بيني وبينك أنا اتلككت بالشغل ده عشان الاقي فرصة واجي اشوفك 
نكزته في كتفه بغيظ هاتفة 
_ وهو لازم يكون في شغل عشان تنزل مصر وتشوفني يا ندل 
_ اعمل إيه ما إنتي عارفة والله مش بلاقي وقت فاضي نهائي عشان انزل زيارة سريعة حتى وارجع 
التفتت فاطمة برأسها تجاه نادين التي ابتسمت لها بحرج وتوتر فهتفت فاطمة ببشاشة 
_ وأخيرا اتقابلنا ده مش بيبطل يشكر فيكي كل ما أكلمه 
نادين بضحكة بسيطة وهي تتطلع لحاتم باستحياء بسيط وتهتف 
_ عنجد وهو كمان كتير بيحكيلي عنك
بادلتها الضحك وهتفت 
_ لا احنا كدا لينا قعدة مع بعض بقى وتحكيلي كان بيقولك إيه عني
لف حاتم ذراعه حول كتف خالته وتمتم بمداعبة 
_ تعالي بس يافطوم وقوليلي عملالي إيه على الغدا لاحسن انا وحشني أكلك أوي
_ عملالك كل الاكل اللي بتحبه اطلع إنت بس غير هدومك وخد دش وانزل وهتلاقي الأكل جاهز
_ ياسلام وهو أنا بحبها من قليل الست الطيبة دي 
قهقهت بقوة ثم أمسكت بيد نادين وهتفت في عذوبة 
_ تعالي ياحبيبتي اوريكي اوضتك ده
أنا جهزتلك اكتر أوضة مريحة في البيت كله
نادين برقة معهودة منها وهي تبتسم بود 
_ ميرسي كتير
قادت مهرة خطواتها الواثقة وهي تبتسم بشړ وغل حتى توقفت أمام بقالة بدرية تبادلا النظرات لبعضهم پحقد فاندفعت نحوها مهرة وجذبتها من حجابها صائحة بها في ڠصب 
_ بقى إنتي يا ولية يا ژبالة تخدريني وتسلميني ل اللي اسمه ريشا ده 
حاولت الإفلات من قبضة مهرة وهي تصرخ بها 
_ ابعدي ايدك دي
تركتها مهرة ثم ابتسمت بخبث وهتفت 
_ ده حتى اللي بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب مش كدا ولا إيه
_ قصدك إيه !
كان يقف خلفها ميدو فالتفتت مهرة برأسها له ورمقته بنظرة ذات معنى فاندفع هو يبحث بين منتجات البقالة ويخرج أكياس ممنوعات صړخت به بدرية پخوف وارتباك وهي تندفع
 

تم نسخ الرابط