رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
المحتويات
أمام قبلتها وابتسم لها بعشق ليحرك حاجبيه بإيجاب على طلبها المتغلغل بلهجة الأمر ليجدها هي الأخرى تنفرج شفتيها وتقول بعفوية _
_ هروح اكمل تحضير الفطار لغاية ما تلبس
أنهت عبارتها واندفعت لخارج الغرفة وبقى هو يحدق في أثرها مبتسما بوميض لامع ومغرم في عيناه !
داخل شركة الشافعي
خرجت من المصعد وقادت خطواتها الواثقة تجاه ليلى الجالسة على مقعدها أمام مكتبها الصغير وقفت بصلابة وقالت في جدية وهي تمد
لها ورقة _
مدت ليلى يدها وكانت على وشك أن تلتقط الورقة منها لكن يده انتشلت الورقة من يد مهرة پعنف ورمقها مشټعلا ثم هتف بغلظة ولهجة آمرة _
_ تعالي ورايا على المكتب يا أنسة مهرة
القى بعبارته وابتعد يتجه نحو مكتبه بينما مهرة فتأففت بنفاذ صبر وحنق ثم استدارت وسارت خلفه
_ قولتلك امبارح طلبك مرفوض
اندفعت نحوه ثائرة وصاحت بعصبية _
_ إنت مش هتجبرني اشتغل عندك والطريقة اللي كلمتني بيها امبارح مش هسمح انك تكلمني بيها تاني أبدا
هدأت ثورته أمام ثورانها هي وقال ببرود يثير الأعصاب _
_ طالما مفيش عندك سبب قوي يبقى اعتبريني بجبرك
آدم بعصبية _
_ في حاجة حصلت وإنتي رافضة تقولي مش معقول الأسباب دي ظهرت في يوم وليلة وأنا قبلها كنت مكلمك وقولتي إن جدتك بقت كويسة وهترجعي الشغل
صاحت به في شراسة وسخط _
_ غيرت رأي ومش عايزة اشتغل هنا ومعاك بالأخص
غضن حاجبيها بدهشة واجابها باستغراب _
مهرة بعصبية وهي تتجاهل سؤاله _
_ ممكن تمضيلي على الورقة يا آدم بيه عشان امشي
كانت نظراته الثاقبة تخترقها كالړصاص عدم الفهم والدهشة يهيمنان على معالمه اشاحت بوجهها بعيدا عنه حتى لا ېخونها قلبها الضعيف أمامه فسمعته يتمتم بصوت متحشرج _
_
مش عايزة تشتغلي معايا ليه يا مهرة !!
فقدت شجاعتها ولم تتمكن من النظر بوجهه حيث ثبتت نظرها بالأسفل تحديدا على الورقة التي بيده وتمتمت في خفوت وحزم تعيد طلبها مرة أخرى _
القى بالورقة في إهمال وصاح منفعلا _
_ مش همضي على زفت فهميني إيه اللي حصل !
استجمعت رباطة جأشها وتطلعت بعيناه هاتفة في ترقب وقوة _
_ وإنت مهتم بيا وعايز تعرف للدرجة دي ليه !!!
آدم بغلاظة صوته الرجولي ووضوح تام _
_ عشان مش هسمحلك تمشي يا مهرة
طالت نظراتهم المتبادلة في حديث تجريه العيون فقط كلمات كثيرة لم تتفوه بها ألسنتهم ولكنها اخترقت جدار القلوب وتربعت على عرشه !
انزوت نظرها عنه بضعف من مشاعرها الدفينة له وبعد ثواني تطلعت إليه مرة أخرى وهتفت بثبات _
_ أسأل والدتك وهي تقولك
ثم استدارت وسارت لخارج الغرفة تتركه يقف مذهولا يحاول فهم جملتها الأخير ولم تستغرق وقتا طويلا ليدرك أن والدته
تسببت بخلق فجوة مختلفة من بفعل من أفعالها !
طرقت الباب عدة طرقات خفيفة قبل أن تدخل بتوتر ملحوظ أغلقت الباب وعلقت نظرها على عدنان الذي يقف يوليها ظهره واضعا قبضته في جيبي بنطاله ويتطلع من النافذة العريضة بالغرفة
استجمعت شجاعتها وهتفت _
_ قولت إنك عايزني يا عدنان !
بقى ساكنا لا يتحرك ولا يتفوه ببنت شفة مما أثار اضطرابها أكثر من ردة فعله ولم تكن سوى دقائق معدودة حتى وجدته يستدير ويسير نحوها ليقف أمامها مباشرة ويتمتم بنظرات ممېتة _
_ التصرفات الرخيصة دي متتعملش معايا ياجميلة مش عدنان الشافعي اللي حركات الحريم دي هتخيل عليه
تمكن منها الخۏف البسيط فهتفت محاولة الدفاع عن نفسها _
_ بس ياعدنان أنا
صاح بها يكتمها ويمنعها من التحدث بصوته الجهوري _
_ إنتي كل مرة بتنزلي من نظري اكتر وتخطيتي حدودك أوي معايا
جميلة پغضب حقيقي امتزج ببراءة مزيفة _
_ أنا مكنتش اقصد اعمل كدا أكيد
عدنان بانفعال هادر وصوت نفضها بأرضها _
_ من هنا ورايح مش هسمح بأي تجاوزات يا جميلة فاهمة ولا لا أنا حتى الآن عامل اعتبار لوالدي والدك الله يرحمهم بس بعد كدا هتشوفي جانب قذر مني واعملي حسابك إنك هتنتهي من المشروع اللي شغالة فيه في أقرب وقت وهتتنقلي للفرع للتاني
جميلة پصدمة _
_ الفرع التاني عدنان إنت
اسكتها للمرة الثانية يجيب بصرامة مصححا لها اسمه _
_ عدنان بيه !!
احتدمت الډماء في وجهها وطالعته بيأس
وخنق قبل أن تخفض انظارها أرضا وتتمتم بأسف _
_ أنا آسفة ياعدنان بيه
عدنان بجفاء وأعين مظلمة _
_ اتفضلي على مكتبك
استدارت فورا قبل أن تنهمر دموعها وانصرفت مسرعة بينما هو فتأفف بخنق ومسح على وجهه في نفاذ صبر
يجلس هشام بجوار زوجة خاله ويتحدثون من وقت ليس بقليل تعددت المواضيع التي تناولولها أثناء حديثهم وكان شاغرهم الشاغر والأهم هي زينة
متابعة القراءة