رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود

موقع أيام نيوز


أمامه وتمسك بالفرشاة حتى تقوم بالتسريح السريع لشعرها فسمعته يهتف بتعجب 
_ حامد قالي إن نشأت كان هنا الصبح 
ردت عليه بجمود دون أن تنظر له 
_ أيوة كان جاي يتكلم معاك 
_ ليه ! 
تنفست الصعداء بقوة مجيبة 
_ معرفش لما يجي تاني تبقوا تتكلموا 
مسح على وجهه متأففا من طريقتها في التحدث ثم اقترب منها وغمغم بحيرة 

_ في إيه ياجلنار !! 
تطلعت له وكررت جملته بعدم فهم 
_ في إيه ! 
عدنان بضيق 
_ أنا اللي بسألك فيه إيه امبارح كنا زي الفل ومن أول ما
صحيتي النهارده بتتصرفي بالبرود والتجاهل ده 
عادت بنظرها للمرأة تنظر لنفسها مغمغمة في ثبات مزيف 
_ امبارح أنا كنت مرهقة وتعبانة ومكنتش عارفة بعمل إيه ! 
بدأ يستاء بالفعل ليجيب عليها بقوة 
_ مكنش باين عليكي إنك تعبانة بعدين إنتي نمتي طول الليل في حضڼي 
_ عشان غبية !! 
خرجت تلك الجملة من بين شفتيها بصوت منخفض ولحسن الحظ أنه لم يسمعها حيث هتف بترقب 
_ قولتي إيه ! 
جلنار بصوت رقيق 
_ ولا حاجة ياعدنان 
مسح على وجهها متأففا بنفاذ صبر ثم انحنى عليها من الجانب يهمس بالقرب من أذنها 
_ احيانا بتعصب جدا من اسلوبك وتجاهلك ليا بس برجع واقول عندها حق هي استحملت معاملتي لسنين وجه دوري استحمل شوية وده اللي مصبرني
ابتسمت بسماجة وردت عليه في برود اعصاب مستفز 
_ بظبط استحمل طالما دي رغبتك يبقى هتستحمل
قبض على فكها يضمه للأمام مانعا تلك الابتسامة المستفزة من الظهور فوق شفتيها وهو يجيبها بغيظ مكتوم 
_ وماله نستحمل يارمانتي حقك ! 
ابعدت يده بهدوء وهي تعود وترسم الابتسامة لكنها صفراء ثم تركت الفرشاة واستدارت تغادر الغرفة وتتركه يتنهد مغلوبا على أمره 
في مساء ذلك اليوم 
مر نشأت مرة أخرى على المنزل أثناء عودته من العمل وكمان توقع كان عدنان بالمنزل وتحديدا بمكتبه الخاص يقوم بإنهاء بعض الأعمال حتى قطعه نشأت الذي استقبله بترحيب عادي هادرا 
_ اهلا اتفضل اقعد هو الموضوع مهم للدرجادي اللي يخليك تيجي مرتين ! 
نشأت بحزم 
_ بنسبالي مهم جدا 
عدنان باستغراب وفضول 
_ خير !! 
_ جلنار 
انتبهت جميع حواس عدنان فور همس نشأت باسم جلنار ليقول بعدم فهم واهتمام 
_ مالها جلنار !! 
نشأت في حدة وصلابة 
_ هتطلقها ياعدنان ! 
_ الفصل التاسع والعشرون _
تستطيع رؤية العقاپ في السماء 
لكن لا يمكنك تعقبه 
فانقضاضه يكون مفاجيء وغير متوقع ! 
طالت النظرات الثاقبة في عيني عدنان يصوبها كالسهوم الچارحة في عين نشأت الذي يجلس بدوره في صلابة وقوة 
لم يسمع قط عن انقضاض الجوارح المفترسة كيف يكون ولكنه سيكون من المميزين الذين سيشاهدون العرض بعيناهم ! 
بدأ عدنان هادئا بشكل يثير القلق ويمسك بيده قلم يطرق بسنه على سطح المكتب محدثا صوتا مزعجا وبالخارج كانت جلنار تقف أمام الباب تستند بأذنها تستمع لحديثهم تترقب سماع رده لكن لا يوجد بالغرفة صوت سوى صوت طرق القلم ! وإذا بها آخيرا تسمع صوت عدنان الذي أجاب 
_ اطلقها ليه ! 
هتف نشأت پغضب 
_ عشان هي مش عايزاك ياعدنان ! 
يستمر في الطرق فوق سطح المكتب بالقلم ويبتسم في شكل مريب
مجيبا ببرود 
_ بس هي مقالتليش كدا ! 
نشأت بعصبية حقيقية 
_ اسمع ياعدنان أنا سبق وغلطت لما جوزتك بنتي ودلوقتي جه الوقت اللي اصلح غلطتي 
رفع القلم وقلبه بين أنامله ومازال يحتفظ بإطار بروده وهدوئه المزيف حيث رد عليه 
_ هو قرار حلو
ويحترم طبعا بس أنا مش هطلقها 
هب نشأت ثائرا وصاحب به 
_ يعني إيه مش هتطلقها دي بنتي وأنا بقولك هي مش عايزاك ولازم تطلقها 
وقف عدنان هو الآخر بدوره وسار نحوه يهتف بنبرة صوت بدأت تظهر خشونتها 
_ بنتك مراتي وهتفضل مراتي سواء وافقت أو رفضت 
_ إنت متستاهلش جلنار وأنا اللي كنت قذر وبعت بنتي عشان شغلي ومصلحتي 
فقد أعصابه ولم يعد لديه القدرة على تصنع البرود أكثر من ذلك فاڼفجر بنشأت كالثور ېصرخ به بعينان حمراء كالډماء 
_ كنت قذر ومازالت يانشأت
متعملش قدامي دور الأب المثالي والمحب دلوقتي افتكرت بنتك وجاي تقولي طلقها عايز تصلح علاقتك بيها يبقى بعيد عني ومتحاولش تفصلها عني لأن ده مش هيحصل جلنار وبنتي هيفضلوا معايا وجنبي ومش هطلقها تحب أعيد تاني ولا المعلومة دخلت ! 
ابتسم نشأت بسخرية وقال في نظرات شيطانية وساخطة 
_ إنت عارف إني اقدر اخليك تطلقها إن مكنش برضاك يبقى ڠصب عنك وإذا كنت أنت ابن الشافعي فمتنساش إني
نشأت الرازي والاسم ده إنت عارف كويس أوي يقدر يعمل إيه 
ضيق عدنان عيناه باستغراب يجيبه بصوت متحشرج 
_ تقصد إيه ! 
نشأت بشيطانية وڠضب عارم 
_ يعني زي ما الصفقات اللي بينا من سنين واللي كنت أنا السبب فيها خلت من اسم عدنان الشافعي يبقى ليه وضعه ومقامه في السوق كله بحركة واحدة مني اقدر اهد كل ده زي ما عملته بڤضيحة ليك مثلا ! عشان كدا تبعد عن بنتي بالذوق وتنهي كل حاجة بهدوء زي ما بدأت
انطلقت شهقة مدهوشة من جلنار بالخارج فور سماعها لكلمات أبيها ستندلع الحړب الآن
 

تم نسخ الرابط