رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
باقتضاب دون أن تنظر له
عايزة اروح عين شمس لو سمحت
استغرق الأمر منه بضع ثوان كي يستوعب ما تحاول أن تفعله ولكنه فشل في فهمها لذلك هدر متسائلا
بتعملي ايه هنا يا ميرال مش اتكلمنا امبارح
تنهدت بعمق واجابته بكل إصرار وبنبرة مقتضبة
مقتنعتش... واتفضل وصلني علشان متأخرة وعندي محاضرات
ضړب كف على آخر
وقال بسخرية مريرة
أنت مچنونة رسمي
رفعت منكبيها وردت دون لحظة تردد واحدة
قول اللي أنت عايزه قول إني معنديش كرامة وقول كمان إني فرضت نفسي عليك وعلى بيتك وعلى حياتك بس انا مصدقت لقيتك وعمري ما هفرط فيك...وبعدين أنت قولت أن دي مشكلتي لوحدي بس الحقيقة أن دي مشكلتك أنت لأنك قولتلي قبل كده إني اتحب وإن كل اللي معرفوش يحبوني العيب فيهم مش فيا وانا اتعودت أصدقك
عدم الفهم كي لا يفتضح أمره
يعني إيه مش فاهم
يعني تسوق وتوصلني من سكات و اعمل حسابك انك هتلاقيني مستنياك هنا كل يوم
ومتقلقش شغل العداد بتاعك وهحاسبك زي الزباين العادية
مرر يده على وجهه وقال بكل عقلانية
اللي بيحصل ده غلط وأنت مش مدركة الوضع كويس
أجابته هي بثقة استمدتها منه مسبقا وبنبرة تقطر بالإصرار
لأ مدركة وعارفة الوضع اللي أنت تقصده كويس يا محمد ومش فارق معايا حاجة وعندي استعداد أقف قدام الدنيا كلها علشان تفضل جنبي
أفضل جنبك بصفتي أيه
كانت تشعر بمعاناته وتشعر بتلك الحړب الضارية التي تقوم داخله وكونها تعلم أنه مازال متمسك بمنطقه وقناعاته الراسخة إلا أنها حاولت أن تؤثر عليه قائلة
مش لازم نحط مسمى ...خليه اللي بينا مش مشروط وأنا عمري ما هتحامل عليك ولا هفرض عليك حاجة...وعلشان خاطري أدي فرصة لقلبك يقرر بالنيابة عنك...
نظر لها نظرة عميقة مطولة ورغم ذلك التشتت التي رأته في عينه إلا أنها كانت تشعر أن خلف ذلك التردد شيء يعنيها ويكنه لها فما كان منها غير أن ترسل له بفيروز عيناها نظرات مطمئنة مفعمة بالإصرار جعلته يهمس بتنهيده مثقلة وهو ينظر لأعلى يناجي ربه كي يلهمه الصواب
جاوبته وهي بحركة عفوية لم تتعمدها ورغم ذلك زلزلت دواخله وجعلت عينه ټغرق ببحر عيناها
صدقني أنت اللي بتصعبها على نفسك وعليا انا مش فارق معايا حاجة غيرك...
إصرارها به جعل بصيص من الأمل يتسربل لتلك القناعات ويزعزع ثباتها وعندها تذكر حديث شقيقته بشأن السعي من أجلها و أدرك أنلذلك الحد سيدعمه ويجعله يفعل المستحيل كي يكون جدير بها
لذلك قرر أن لا ينهك نفسه بالتفكير أكثر فهو يعلم ما عليه فعله
أنت مچنونة وجنانك ده معرفش هيودينا على فين
أبتسمت وعيناها تهيم به ثم قالت بإصرار عظيم نابع من تلك المشاعر
الجارفة التي تكنها له
مش مهم هنروح على فين المهم أننا نبقى مع بعض
تنهد تنهيدة مسهدة وأتسعت بسمته وهو يشملها بأهتمام وفيض عيناه وكم تمنى حينها أن يبوح بما يختلج بقلبه لها ولكنه منع ذاته فلن يصرح ويعطي ذلك الوعد الصريح منه إلا إذا كان جدير به وفي استطاعته مجابهته والتصدي لكافة عقباته بينما هي كانت تشعر بحالة من السلام النفسي غير عادية فلولا محادثة شهد لها بالأمس وحديثها عن مخاوفه وتلك القناعات الراسخة التي بها لم تكن تعلم فيما يفكر ولم تكن تشعر بتلك المعاناة التي تدور برأسه فحقا هي لا تكترث كونه لم يبوح لها بمكنون قلبه فيكفيها أنها ترى ذلك في عيناه وفي كافة أفعاله فهي تعشقه ولا سبيل لها من دونه لذلك يتوجب عليها أن تحترم تلك القناعات الراسخة بداخله فقد شعرت بموافقته الضمنية لها كي تظل بجواره وذلك كافي لها بل أكثر من كافي كي تشعر بالراحة والأمان.
كأس يتبعه أخر حتى أصاب بحالة من الثمالة يرثى لها وكأن تلك الطريقة الوحيدة التي تلهيه كونها جعلته اغبى رجل على وجه الأرض فمنذ تلك الليلة المشؤمة وهو يكاد يجن كي يتواصل معها ولكن لم يحدث ذلك حتى صديقتها الذي اضطر أن يسايرها كي تطمأنه عنها لم تريحه بل عاملته بطريقة فظة للغاية استفزته ولكنه صمد كي لا يجعل الشبهات تحوم حوله ولكن اليوم وكعادته في الآونة الأخيرة كان يقف أمام منزلها بصورة متوارية على أمل رؤيتها والاطمئنان عنها وبالفعل حالفه الحظ ووجدها تعود برفقة الأخر وياليته لم يراها بأم عينه حينها داخل السيارة يقسم حينها كان سينقض عليه وهو يظن أنه يتودد لها و يرغمها على ذلك ولكن لصډمته حين أمعن النظر داخل السيارة وجدها هي راضية مما جعل شيطانين الأرض جميعا تتراقص أمام عينه وهو يدرك انها كانت