رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
باب الجنينة الجديد
بجد اخيرا فكروا يعملوا باب جديد ده بقاله سنين على الحال ده
الدكتور هو اللي غيره
تنهدت سعاد وقالت
والله الدكتور ده مفيش منه
صحيح يا رهف أنت لغاية دلوقتي مشكرتهوش هو الست كريمة على اللي عملوه معاك
زفرت هي وقالت
مجاش في بالي يا سعاد وبصراحة أنت عارفة انا مش اجتماعية اوي ومبعرفش اختلط بالناس بسهولة
بس عيب كده قلة ذوق مننا احنا بكرة او بعده نجيب علبة شيكولاته محترمة ونطلع نشكر الست الكريمة
بس
حاولت أن تعترض ولكن سعاد قاطعتها
من غير بس وبعدين أنا خلاص هسافر وبعد كده متأكده انك مش هتعرفي تعملي ده لوحدك وبعدين متنسيش أنهم جيرانا و وارد تشوفيهم صدفة في أي وقت وساعتها هتتحرجي علشان كنت قليلة الذوق
هتوحشيني يا سعاد ومش عارفه هعيش إزاي من غيرك
اجابتها سعاد بمحبة خالصة لها
أنت كمان هتوحشيني والولاد والبلد وكل حاجة بس اعمل مضطرة لتضيف بقلة حيلة
جوزي هيتجن عايزني ارجع والشغل هناك متعطل بسببي ...ودراسة الولاد هتبدأ أنا حمدت ربنا أن في فرق
بمواعيد الدراسة بين هناك وهنا علشان اقدر انزل اصلا
أومأت رهف لها بتفهم وبعيون غائمة تساءلت
هتبقي تكلميني!
سعاد و طمأنتها قائلة
طبعا انت مش هتخلصي مني وهتلاقيني بكلمك كل يوم اعرف تفاصيل يومك وكمان كام شهر كده هتلاقيني ناطة تاني وقرفاك
ظلت ملازمة غرفتها بعد غيابه وها هو يوم أخر مر من دونه فكم كانت تتلهف لتسمع صوته ولكنها كانت تخشى أن تفتح هاتفها وتجد ذلك المقيت يحاول أن يهاتفها حقا کرهت الأمر وكانت ټموت بجلدها كلما تذكرته فهي حتى تخوفت أن تغير شريحة هاتفها حتى لا تثير ريبة الآخر ويدفعه فضوله لمعرفة السبب وحقا أخر ما تتمناه هي وتسعى إليه أن يشكك بها ويبحث خلفها ويفضح امرها بنفسه عوضا أن تخبره هي تناولت نفس عميق تشجع به ذاتها كي تبدو طبيعية أمام ثريا ثم توجهت للخارج لتجدها تتحدث في الهاتف قائلة
جعدت حاجبيها المنمقين وتسائلت
ده يامن خير يا ماما هاتي اكلمه
تنهدت ثريا واجابتها وهي تغلق الخط معه
معلش يا بنتي هو مشغول يا عين امه والشغل متلتل فوق دماغه هيكلمك لما يخلص وقالي ابلغك أنه هيرجع كمان يومين أو تلاتة
احتل الحزن معالم وجهها وتنهدت بضيق فلم تعد تطيق غيابه تريده هنا بجوارها تحتمي به ويطمئن قلبها لقربه انتشلتها ثريا من حزنها مواسية
معلش ادعيله ربنا يقويه
أبتسمت لها بسمة عابرة وأمنت على دعواتها وهي تشعر بإنقباض قلبها لتتسترسل ثريا بحنو شديد
أنا هدخل أحضر
الغدا اللي بتحبيه...لونك مخطۏف بقاله يومين ومش عجباني
أومأت لها وتهربت بعيناها منها لتربت ثريا على ظهرها ولم تضيف شيء أخر وتتوجه للمطبخ كي تعد الطعام بينما هي هرولت لغرفتها وهي تنوي أن تحاكيه فقد غلبها شوقها له ولن تستطيع الصبر أكثر لتفتح هاتفها وتضغط على شاشته ولكن لم يجيبها لتزفر بضيق عندما وجدت اشعارت عدة من مواقع التواصل الاجتماعي وعدة رسائل نصية في بريدها الوارد لم تهتم بأي منهم بل كادت تغلقه مرة أخرى لولآ أن تعالى أزيزه وظهر رقم ميرال على شاشته استغربت الأمر كثيرا كون انقطع التواصل بينهم من شهور عدة وحقا كم تمنت أن تفعل هي وتحكيها وتعتذر منها وتخبرها بنهش ضميرها ولكنها لم تكن بالشجاعة الكافية لفعل ذلك
ترددت قليلا قبل أن ترد عليها ولكن دفعها الفضول لتعرف سبب اتصالها لترد بترقب
ميرال
انت فين يا غبية بتصل بيك من يومين وتليفونك مقفول وكنت هجيلك البيت بس الكلام اللي هقولهولك مينفعش حد يسمعه عندك
لم يكن اتصالها فقط غير متوقع بل حتى توبيخها... لذلك ردت مستغربة
انا متفاجئة من اتصالك اصلا و مش فاهمة حاجة
هفهمك ولازم نتقابل ضروري هستناك في المكان القديم اللي كنا بنتقابل فيه بعد ساعة
ميرال طب فهميني انا مش مستوعبة عايزاني ليهلو حاجة بخصوص مواضيعنا القديمة انا...
قاطعتها هي بإقتضاب
لما تيجي هتعرفي يا نادين
اغلقت معها الهاتف دون أن توضح لها مما جعلها تستغرب الأمر كثيرا ولكن حفزت ذاتها أنها لن تخسر شيء بل بالعكس ستستغل الفرصة وتعتذر منها ولكن ماذا لو كانت تلك مکيدة حاكها اللعېن لها معها!!
وعند تلك الفكرة تخوفت كثيرا فلم تجد امامها سوى حل وحيد وهو مهاتفة نغم وبالفعل هاتفتها وقصت لها كل شيء وطلبت منها أن تأتي للمنزل لتصطحبها انصاعت نغم لها وتحضرت بوقت قياسي واستأذنت ثريا وبالطبع لم تعارض
بل وافقت وأكدت عليهم أن لا يتاخرون وبالفعل خرجوا سويا وانطلقوا بسيارتها للمكان المنشود.
لمي هدومك علشان انا بعت الڤلا
جملة قالها حسن وكان وقوعها على مسامعها بمثابة صاعقة كهربائية نفضتها صاړخة بوجهه
نعممممممممم أنت ازاي تتصرف من دماغك و متخدش رأي في حاجة زي دي
اجابها بقلة حيلة
كان لازم اتصرف...ومكنش في قدامي