رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
دنيتي أنت والمفعوصة الصغيرة وعارف محدش هيحبني في الدنيا وېخاف على مصلحتي أدكم
حانت منها بسمة ماكرة وقالت
ونسيت البت الغلبانة اللي بټموت فيك
تنهد تنهيدة مفعمة بالكثير واخبرها
منستهاش ولا اقدر عارفة يا شهد انا طاير من الفرحة وحاسس أن الشغل ده جه في وقته... يعني لو الشغل ده ظبط و صاحب التاكس رضى يسلمني طرف بليل الدنيا هتظبط وتبقى تمام
بس ده هيبقى تعب عليك يا قلب أختك ومش هيبقى في وقت كافي علشان ترتاح
حانت منه بسمة متفائلة وقال بنبرة متأملة وهو يقصد صاحبة الفيروزتان اللامعة
كله يهون علشانها وبعدين أنا مش هرتاح غير لما احس إني جدير بيها يا شهد ... ادعيلي.
ربنا يسعد ايامك ويكرمك من وسع وتحقق كل اللي بتتمناه يا قلب أختك
وعلى ذكر الامنيات طرق باب شقتهم طرقات راقصة يعلموا صاحبتها لتقول شهد بخفة
شوفت دعواتي دا انا بركة أهي جت على السيرة والله البت دي بنت حلال
طب روحي افتحلها يا بركة
فتحت شهد باب الشقة لتجدها تقف ببسمة واسعة ترتمي قائلة
صباح الخير يا شهد وحشتيني
قهقهت شهد وأخبرتها بمكر
انا برضوا اللي وحشتك يا اونطجية ولا الاستاذ اللي جاية تجري علشانه
ضيقت ميرال عيناها وتوسلتها بهمس وهي
استري عليا يا شهد
هزت شهد رأسها ببسمة واسعة بينما هي تسألت بلهفة
هو فين
قالها وهو يخرج أمامها لتتجمد نظراتها عليه لثوان ثم همست بصوت خفيض وفيروز عيناها يلمع بوهج عشقه
يخربيت جمالك
لم يلتقط هو همسها ولكن شهد فعلت حتى أنها نكزتها بكتفها لتحمحم بحرج وتعدل حديثها
هااا اه أصل انا مستحيل اسيبك في يوم زي ده من غير ما ابقى جنبك واشاركك
حانت منه بسمة هادئة تنم عن مدى سعادته المستميت به وقال مراوغا
طب هتوصليني ولا اخد التاكس
هوصلك طبعا بس الأول استنى قالتها وهي تخرج علبة مغلفة من حقيبتها وتخرج منها رابطة عنق تناسب تماما لون بدلته جعد هو حاجبيه الكثيفين وسألها
أيه ده
اجابته بعفوية
ضړب كف على أخر وقال بخفة وهو يعقد حاجبيه
ياااه على سوء النية وأنا اللي كنت مفكرها كرڤتا
قلبت عيناها وأكدت وهي تقلد طريقته
يا سلام ما هي كرڤتا
اعتلى حاجبيه وأخذ يهندم من ياقة قميصه قائلا بغرور مصتنع لا يليق عليه
عارف أنت فكراني جاهل ولا أيه أنا بكالوريوس تجارة أد الدنيا واخد كورسات وبتكلم لغتين لبلب بس أنا بس اللي بحب اتواضع علشان معقدكيش
اتسعت بسمتها وهزت رأسها هامسة بمشاكسة
عارفة انك جامد وشكرا لتواضعك يا سيدي ممكن بقى تلبسها
أيه لزمتها انا مش بحبها بتخنقني
لازم تتعود عليها علشان بعد كده لبسك كله هيبقى Formal
حمود بلاش تلكيك لازم تلبسها
زاد مناقرتهم ومشاكستهم لبعض مما جعل شهد تطالعهم وهي تدعو الله بسرها أن يجمعهم معا ويكلل ذلك الحب بينهم بنهاية تليق بنقاء قلوبهم
انتشلها صوته الأجش من شرودها
يا شهد الحقيني وقوليلها حاجة انا بتخنق من البتاعة دي
حانت من شهد بسمة حانية وقالت بخفة
اسمع كلام البنية وبلاش تتعبها معاك وانا هروح اۏلع شوية بخور علشان يخزي العين قبل ما تنزل
بخور كمان انتو عايزين مني ايه
قالها وهو يضرب كف على آخر و يرى شقيقته تدخل للمطبخ وتقهق على مشاكسته بينما هي كانت تطالعه بنظرات حالمة زلزلت قاع قلبه ككل مرة
وجعلته يرتبك قائلا
شكلكم اتفقتوا عليا...أمري لله بس أنا مش بعرف اعملها
أنا هعملهالك وأبطل حجتك
وقبل
أن تحصل منه على رد كانت تشب على طرف حذائها كي تضعها حول عنقه ثم وقفت أمامه تركز نظراتها على ما تفعله بينما هو أغمض بندقيتاه بقوة وهو يلعن تلك الرائحة المسكرة التي تفوح منها وزحفت لكل حواسه اسكرتها وجعلت تلك المشاعر المستترة بقلبه تتأجج شيء فشيء وتدفع تلك الأفكار التي لا تشبهه بالمرة برأسه وتتراءى أمام عينه وتجعله يمني نفسه لو يجوز تحقيقها
أما هي فأخذت تقوم بمحاذاة أطراف رابطة العنق ولفها صانعة عقدة مرتبة في غاية الأناقة
وحين انتهت شبت أكثر كي تعدل من موضعها تحت ياقه القميص دون أن تعي أن ذلك يكاد يفقده صوابه ويزعزع بحدود منطقه ويضرب به عرض الحائط فكم كان يود أن يلبي رغبة قلبه الآن له ولكن عقله ومنطقه لا يجيز ذلك بتاتا رفعت هي فيروزتاها اللامعة له حين انتهت لترى نظراته تنطق بذلك الشيء الذي لم يجرأ إلى الآن أن يبوح به لترسل له هي بعيناها إشارات مطمئنة تخبره بها أن هو كافة أمنياتها و مالك قلبها.
فقد دام تشابك نظراتهم الوالهة معا لثوان معدودة قبل أن يجد ذاته كالمغيب يهمس بنبرة متوسلة كي تكف عن تلك النظرات التي تزعزع كيانه وتجعل عزيمته تتلاشى شيء فشي
بلاش تبصيلي كده مش عايز اڠرق في بحر عنيك...
توردت تحت وطأة نظراته وهمست بخجل وهي تلملم خصلاتها وتضعها خلف أذنها
على فكرة أنت ڠرقت وخلاص
اضطربت أنفاسه وحاول جاهدا أن يتعقل ولا ينخرط وراء تأثيرها ويستعيد ثباته وهو يدعي عدم