رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
يجر أذيال الخيبة خلفه حين استقبلته منار حانقة
ممكن أعرف انت ازاي تخبي عليا حاجة زي دي
لم يجيبها بل كان يطالعها بعيون غائرة متخاذلة يستغرب كيف تناست أن تتسأل عن حاله أولا قبل ان تغدقه بتلك الأسئلة المقيتة خاصتها لذلك همس بعتاب وبنبرة لائمة
طيب مش تطمني عليا الأول يا منار
قلبت عيناها
و تأففت قائلة باستخفاف وبلا مبالاة ذكرته بمواقف مشابهة
افففف هيكون حصلك إيه يعني!
كادت ولكن اقشعر وجهها ووضعت يدها على فمها قائلة بتقزز وبنبرة مشمئزة جعلته يود أن تنشق الأرض وتبتلعه بجوفها
يععععع إيه القرف ده ريحتك بشعة...
اعمليلي حاجة تريح معدتي وياريت تحلي عن دماغي وتخليك بعيدة عني انا أصلا مش فايقلك
دبت هي
الأرض بغيظ وغمغمت ما أن أغلق باب المرحاض
ماشي يا سونة بتتشطر عليا أنا... كنت اتشطر على المسهوكة السهونة بتاعتك اللي رمتك في الحبس.
عاد بها بعد ليلة حالمة لم يكن في ابعد خيالاته أن تكون بتلك الروعة وأن يحظى بتلك الكلمة التي أحيته بها فقد أطفئ المقود ونظر لها وهي غافية بجانبه بنظرات متمعنة عاشقة ثم همس ببحة صوته المميزة وهو يزيح بأنامله خصلاتها التي تدلى على وجهها
رفرفت بأهدابها حين وصلها همسه وردت بنبرة ناعمة تحمل أثر النوم
الله يسلمك يا يامن
حانت منه بسمة ماكرة وتساءل بمشاكسه وبعيون مسبلة
يامن حاف كده
قصدك إيه مش فاهمة
يعني مفيش حبيبي روحي قلبيعشقي أي حاجة من الحاجات اللي كنت بسمع عنها دي وھموت واجربها
نكست رأسها بخجل وضحكت تلك الضحكة التي استعادت رونقها من جديد وأصبحت أكثر فتنة من ذي قبل وهمست
أنت اكتر من كل دول ومفيش كلمة هتديك حقك
تهللت اساريره بشدة و هتف بخفة أضحكتها
ياريتك ما نطقتي قلبي حاسس بيه هيقف حتى شوفي...
سحب كف يدها ووضعه موضع خافقه لتشعر هي بصخبه تحت يدها وتقول
باغتها مشاكسا وهو يشدد على كف يدها
حبيبي ...يالهوي عليا وعلى اليوم اللي مش هيخلص غير وهو جايب أجلي
سحبت يدها وهدرت بخجل وهي ا
بطل رخامة بتحرجني ويلا ننزل
علشان نقفل البوابة باين عليه عم مسعد نام ونساها
نفى برأسه وقال بعيون مسبلة تهيم بليل عيناها وبتنهيدات مسهدة اربكتها
نادين طول عمري مؤدب مش كده! واظن انك تشهديلي بده وعمري ما فرضت عليك حاجة
أومأت برأسها تؤيد حديثه وهي تستغربه بينما هو أكمل بنبرة عابثة وعينه لاتحيد عن غايتها
أصل اللي هعمله دلوقتي ملهوش دعوة بالاحترام واحتمال يخليك تغيري رأيك
مچنون...
عايزك تتعودي على الجنان علشان مفيش حاجة هتقدر تحجمني وتخليني اخبي مشاعري بعد النهاردة
حانت منها بسمة باهتة لم تصل لعيناها فقد ذكرها حديثه في تلك السنوات التي
اهدرتها بتمردها عليه فحق كانت غبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فكيف كانت غافلة عن ذلك الشعور الرائع وعن تلك السعادة الغامرة التي تنعم بها الآن.
وبعد جلد ذاتها لعدة ثوان همست وهي تكوب وجنته بنبرة نادمة
هتغير يا يامن وأوعدك هنعوض كل اللي ضاع مننا بس أنت ساعدني واوعدني أنك مش هتسبني مهماحصل
نفى برأسه وكأن ما قالته هو المستحيل بعينه وقال بكل إصرار دون لحظة تردد واحدة
اسيبك...ده أنت روحي يا نادين حد يسيب روحه
نمت بسمة هادئة وعقبت بنعومة
ربنا يديمك ليا يا حبيبي
تحمح هو يجلي صوته وكرر مشاكسا
حبيبي تاني ... لأ كده كتير عليا وأنا بصراحة مش ضامن نفسي
لأ كفاية فضايح النهاردة ويلا ندخل البيت قبل ما حد من الجيران يشوفنا
توقف عن عبثه بمضض شديد فمازال لم يرتوي ويقسم أنه لو استمر لأخر العمر لن يكتفي منها بينما هي أبتسمت تلك البسمة الآسرة التي تأسر قلبه وتدلت من السيارة فما كان منه غير أن يتبعها غافلين عن تلك العيون القاتمة التي كانت تتربص بهم من بادئة وصولهم وظل صاحبها يتوعد لهم بأشد الوعيد.
صباح يوم جديد يحمل بين طياته الكثير لذلك العقلاني الذي لم تغفل عينه لدقيقة واحدة منذ ما حدث فقلبه يأن بين أضلعه ولم ينفك عن التفكير بها منذ الأمس وكم ناجى الله كي يرأف بها وبقلبه الذي ينتمي لها رغم قناعاته.
فكان بمزاج عكر للغاية حين حاولت شقيقته تقنعه بأن يعمل على أحد سيارات الأجرة التي يملكها جارهم بشكل مؤقت إلى أن يجد عمل بأجر أفضل فما كان منه غير الموافقة وبالفعل اليوم هو أول يوم له وقبل أن يخرج بالسيارة من منطقهم وجدها تقف أمامه وتلوح بيدها كي يتوقف تجمدت نظراته لوهلة لايستوعب كونها تغاضت عن حديثه الرادع لها بلأمس وظهرت أمامه من جديد ورغم أن قلبه ارتعش أحفالا لرؤيتها إلا أن ملامحه ظلت صامدة حين توقف وصعدت هي بجانبه قائلة