رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم
معها
ربنا يهنيكم ببعض يا بشمهندس فعلا هي تستحقك بجدارة بس أنا مستحيل هقبل بالعرض السخيف بتاعك أنا في الحالتين هطلق منك...وفلوسي ورجعتلي و ولادي ومعايا ومتقدرش تاخذهم مني تفتكر ايه اللي هيخليني أقبل عرضك وأنا مش مستفيده منه
حاول استعطافها والتحايل عليها من جديد
رهف هخسر شغلي واكيد ده ميرضكيش أنت اكتر واحدة عارفة أنا تعبت أد ايه علشان اكبره واحافظ عليه
نعم اعلم ! ولكن ليتك تعلم أنت دوافعي حينها والغرض من فعلتي...نفضت افكارها اللينة سريعا و أجابته
مش مشكلتي وزي ما قولتلك قبل كده اللي بيني وبينك المحاكم والولاد في أي وقت هتحب تشوفهم انا
تأفف بسخط وصړخ بها
أنت بتعملي فيا ليه كده...جبتي قسۏة القلب والجبروت ده منين
ايه المشكلة يعني خلافتنا ملهاش علاقة بالفلوس
وهنا طفح الكيل بها ولم تستطيع الصمود أكثر
عارف ايه مشكلتك أنك ناقم وطماع واناني عمرك ما حمدت ربنا عايز كل حاجة تبقى معاك ومتخسرش حاجة ومش مهم أن كل اللي حوليك يتنزلوا علشانك طز في مشاعرهم وحياتهم اللي أنت دمرتها الأهم انك ترضي غرورك وكبريائك وتنفذ رغباتك على حساب كل اللي حوليك
متنسيش إني لسة جوزك وڠصب عنك لازم تحترميني وتقدري أني مش هتنازل عن كرامتي واقبل اھانتك ليا اكتر من كده
كرامتك... واللهي
رهف بلاش تستخفي بكلامي اه أنا كرامتي فوق أي شيء وبفكرك أنت لسة مراتي وانا جوزك
نعم مازال زوجها ولكن عن أي تعقل يتحدث هو وهي كلما تنظر لوجهه تتذكر خسارتها و كل ما مرت به معه يأن قلبها وكأن طعنته التي تسببت بذلك الچرح الغائر بصميمها مازالت تقطر ډم ولن تندمل... فحقا تشفق على ذاتها فيعلم الله أنها لم تتصيد له وقاومت وتهاونت حتى انهكت فما مرت به ليس بهين وكان فوق احتمالها.
متقدرش تعمل كده
ويتحكم به إلى أن باغتته هي بلكمة ببطنه جعلته يتأوه مبتعد عنها وقبل أن يتدارك الأمر كانت بكل ما فيها من قوة ټصفعه صڤعة قوية من شدة قهرها صاړخة بأنفاس متقطعة وبنبرة هستيرية جعلت اطفالها يهرولون إليها
بكرهك ...بكرهك...منك لله
كان مصډوم من ما صدر منها فإلى هنا وكفى فقد زمجر غاضبا وزادت قتامة عينه و احتدت ملامحه بشكل لا ينبئ بالخير بتاتا وهو يقترب يرفع يده ينوي صفعها كما فعلت معه لولآ صړخ الصغار بأسمه لتهتز نظراتها بتأهب بين يده وملامحه الموحشة وهي تعلم أنه لن يتردد في فعلها ولكن لأول مرة يخلف ظنونها حين أعتصر قبضته التي علقت بالهواء وهو ينظر لأطفاله الذين يقفون بزاوية الغرفة يشهقون بالبكاء ويحتضنون بعضهم وفي غمضة عين كان يتدخل شيطانه ويدفعه ناطقا بكل تهور
اغمضت هي عيناها بقوة وارتعش فمها تجاهد تلك الغصة بحلقها بينما اقترب شريف قائلا بنبرة باكية
انت وحش عايز ټضرب مامي و بتزعقلي انا مش بحبك
مش بحبك...
برافو عليك حتى ولادي عرفتي تكرهيهم فيا... ليوجه حديثه لأبنائه دون مراعاة ما سيخلفه
حديثه في نفسيتهم وسلوكهم
امكم السبب وهي اللي بوظت حياتنا وسړقت فلوسي وكانت عايزة تسجني...مفروض تعتبوا عليها مش عليا هي اللي وصلتني لكده وكرهتكم فيا
لم تستطيع
الصمود أكثر فقد أجهشت بالبكاء بكل قهر وصړخت به
كفاية بقى ...اطلع بره....اطلع بره...والبيت ده اياك تدخله بعد كده
بره
كور قبضة يده بقوة يتحكم في زمام نفسه كي لا يفعل ما يخشى عقباه ثم توجه لباب الشقة الذي كانت تتعمد ان تتركه مفتوح على مصراعية حين اتى
وغادر بخطوات واسعة تفتك الارض تحت قدميه وهو يلعنها ويلقي باللوم عليها ويقنع ذاته انها هي من اوصلتهم لهنا أما هي فقد اندفعت تغلق الباب خلفه بكل قوتها ثم استندت بظهرها عليه وشهقت شهقة ممزقة كانت تجثو على صدرها تزامنا مع انزلاق جسدها على الأرض بكل هوان... ليقتربوا اطفالها منها وتجذبهم يفترشون الأرض مثلها
متزعلوش هبقى كويسة...وهنبقى كويسين متصدقوش كلامه انا بحبكم ومعنديش في الدنيا اغلى منكم علشان خاطري متصدقوش
هزوا الصغار رؤوسهم وقال شريف
مش مصدقين يا مامي و احنا كمان بنحبك
بينما مدت شيري يدها الصغيرة تجفف دمعات والدتها وتربت على ظهرها بتضامن أما هي فقد رفعت نظراتها لأعلى دعت ربها ان يمدها بقوة مضاعفة بعد خلاصها.
مرت عدة أيام بسلام عليها وها هو اليوم الأخير لاختباراتها وكم تمنت أن يمر بسلام ايضا
فقد انتهت وخرجت تتأبط ذراع نغم التي قالت بتنهيدة مرتاحة
اخيرا خلصنا والله ما مصدقة
ابتسمت هي وتشبثت بذراعها أكثر وهي
تلمحه من بعيد يقف مع فايز ولا يجرأ على اللحاق بها فهي