رواية رايات العشق بقلم فاطمه الألفي
المحتويات
التى اسرعت تعانق ابنائها بحنان فهى تشعر بحزنهم والأمهم بسبب مرض والدهم ..
وتوجها حاتم الى عاصي لمعرفه الحاله وقرر هو باجراء العمليه لهاشم فهو جراح القلب المشهور والكبير بتخصصه ورئيس بمعهد القلب ونقاش معه تفاصيل العمليه وانه يحتاج لعاصي .
وافقه عاصي الرأي ولكن يعلم بانها مجازفه الان بخوض تلك العمليه الان عليهم الانتظار الى ان تستقر حالته ولكن رفض حاتم الانتظار وأخبره بضروره تبديل الصمامات الان والتأجيل سوف يعرض حياته لاخطر اكبر بعدما علم بان قلبه وقف عن النبض لدقيقه فمن الممكن ان يعاد القلب للاستسلام ثانيا .
اما رامي فانتظر مهاتفه ايسل كما وعدته عند عودتها وانها سوف تلتقي به ولكن خاب ظنه وهى لم تهاتفه حتى الان منما شعره يشعر بالضيق وانها تتعمد مجاهلته لذلك حاول التحكم فى انفعاله وقرر ان يبدء هو ويهاتفها
جلس حاتم امام ايسل واسر ليتحدث معهم عن اجراء العمليه وعن مخاطرها التى على علم بها فهم أطباء ويعلموا بمدا خطورتها بالوضع الحالي ويعلموا أيضا بان الانتظار خطړا اكبر .
تحدث اسر بحزن وهو ينظر لحاتم أنا هشارك فى العمليه مع حضرتك
نظر حاتم لكل منهما پصدمه وحدثهم برفق ماينفعش حد منكم يحضر العمليه ماحدش فيكم هيستحمل وكمان ممنوع وانتو عارفين كده كويس
تحدث اسر برجاء وعيناه تزرف الدموع ارجوك يا بابا أنا هكون مساعد لحضرتك وأنا هقدر ماتقلقش عليا لكن ايسل بلاش مش هتسحمل
زفر حاتم انفاسه بهدوء ونظر لهم بحنان فلا يستطيع حرمانهم من تلك اللحظه فمن المحتمل بانها تكون اللحظه الاخيره لوداع والدهم فلا يريد حرمانهم من هذا الوداع ...
كانت حياه جالسه بمكتبها داخل شركه السباحه يبدو عليها الشرود .
فقد كانت تتذكر ما حدث بالأمس وانتابها الشعور بالغيظ والضيق معغ بسبب تلك الفتاه التى كانت خطيبته سابقا وتحدث نفسها بحيره ماذا حدث لكي يتركها يوم خطبتهم وهل كان يحبها حقا ولما لا وهو مازال اعذب وليس لديه أي علاقه بالفتايات .
مكتبها وتخبرها بانها عليها متابعه الايميلات الخاصه بالشركه من اجل ترجمتهم واعاده ارسالهم .
حياه مستر ماجد اتصل بيه وبلغني ابلغك تترجمي الايميلات بتاعه انهارده وتردي عليهم
ضيقت ما بين حاجبيها باستغراب اتصل ... ليه هو مستر ماجد مش جاي الشركه
لا مش جاي عشان عمه تعبان فى المستشفى
تسألت بقلق عمه تعبان
همت رنا بالانصراف وهى تحدثها بجديه
ايوه يا حياه أنا بقول ايه من الصبح يلا بقى ركزي كده عشان تشوفي شغلك وتنفذي اللى مستر ماجد طلبه عشان أي غلطات هو مابيسمحش فى اى غلطه تخص شغله وأنا كمان رايحه اشوف شغلي سلام ..
تابعت حياه عملها بقلق بعدما حاولت مهاتفه شقيقها لتعلم منه هل بالفعل والد ايسل متعب وبالمشفى الان وشعرت بالقلق عندما وجدت هاتف شقيقها مغلق بالفعل وخشت ان تهاتف ماجد بذلك الوقت ..
بالمشفى وبالتحديد داخل غرفه العمليات
كان هاشم ممدد اعلى الفراش بلا حول منه ولا قوه بعالم اخر لم يشعر بمن حوله وايسل تجلس بركبتيها أمام راسه وتمسك بيده داخل راحه يدها وتنساب دموعها بصمت اقتربت من اذنه تهمس بداخلهم
داد حبيبي أنا جانبك ولن اتركك كون قويا كما اعتدت عليك لا تستسلم داد فمازالت بحاجتك أنا واخي لن اتحمل الحياه بدونك .
هذا الاثناء كان حاتم يتابع العمليه بدقه وعاصي يقف جانبه يعمل كمساعده واسر أيضا يحاول التماسك وهو ينظر لقلب والده الذي خرج من صدره ويحاولو على اصلاحه واعادته ينبض للحياه من جديد شعر وان روحه هى التى تنسحب منه رويدا رويد
تطلع لوجه والده الساكن امامه بلا حراك والى وجهه شقيقته الباكيه التى تحتضن بوجه والدهم ومازالت تهمس باذنه ومتشبثه بيده بقوه تخشي فقدانها انسابت دمعه حارقه لرؤيته هذا المشهد.
فلم يحظي بوجود والده جانبه بعد هل كان يتحمل الالم ويتماسك من اجل ان يلتقي به ويحتضنه ثم يرحل عن الدنيا
ظل شاردا بوالده الممدد امامه الذي حرم منه وبعدما شعر بوجوده هل يفقده دون محاربه منه هل الدنيا تعانده وتقسو عليه بهذه الدرجه
رفع بصره ينظر لاعلى ويهتف داخله مناديا الله سبحانه وتعالى ليقف جانبه ويستمد منه القوه والعون يطلب رحمته به وبوالده وبشقيقته التى كلما ينظر إليها تزفر عيناه الدموع لم يعد يتحمل كل هذا ..
زرع زيدان الردهه ذهابا وايابا قلقلا على حال شقيقه ويحاول كل من مد ومعتز التماسك من اجل التخفيف عن حاله القلق التى سيطرت على والدهم هم أيضا يشعرون بالقلق والحزن ساكن اعماقهم من اجل ما أصابه عمهم ولكن يحاولون اطمئنان والدهم ..
كانت تجلس فريده بقلق وهى ممسكه بكتاب الله تقرا ما تيسر من القرأن الكريم وتنجاي ربها من اجل شفاء والد ابنائها فهي لا تريد الحزن يسكن ابنائها ولا تريد لهم فقدان أعز الناس لقلبهم .
وعلي وعمر يجلسون بجانب والدتهم ويترقبو خروج والدهم واشقائهم من اجل الاطمئنان عليهم وعلى والديهم ..
ساد الصمت لعده ساعات ينتظرون امام غرفه العمليات بقلب منفطر جميعهم بحاله يرثي لها ذهنهم مشتت قلبهم يتضرع لله بان تمر تلك اللحظات القاتله ويستمعون لخبر يشفي صدورهم جميعا ...
بعد مرور ست ساعات داخل غرفه العمليات انتهت العمليه بسلام دون ان يحدث اي مضاعفات داخل العمليات وبعدما تولى اسر اغلاق چرح والده شعر بالسکينه داخل قلبه فقد مرت الساعات داخل تلك الحجره كاعوام كان يريد التسابق مع الزمن من اجل مرور الوقت للاطمئنان على صحه والده .
كان انظاره مصوبه إليها طوال الوقت وهو يشعر بالشفقه على حالتها تلك ولكن عندما انتهت العمليه نظر لها بلهفه يريد ان يقترب منها ويطمئنها الى ان سبقته يد حاتم الحانيه وهو يربت على كتفها بحنان
الحمدلله يا حبيبتي بابا بخير والعمليه مرت بسلام
نظرت له بعين محمره من اثر الدموع والحزن الساكن بهم واجابته بوهن
مازال الخطړ لم ينتهي بعد
تنهد حاتم بحزن لتنهض من جلستها هذا ليجعلها تقف فى مقابلته
بس ربنا كبير ولازم كمان يكون جوانا امل وثقه وعلى يقين ان ربنا كبير ورحيم بعباده قولي يارب يا بنتي وهو القادر على كل شيء يحيي العظام وهي رميم ..
لاحت شبه ابتسامه اعلى ثغرها و شكرا عمو
ربت على احدى ذراعيها بحنان احنا أهل يا بنتي ومافيش بينا شكر فاهمه انتي عندي زى ولادي واكتر كمان يلا بقى كلكم بره عشان تطمنو العيله وأنا بنفسي هطمن على وضع والدكم فى العنايه ..
غادرت ايسل العمليات برفقه اسر وجدو
الجميع فى انتظارهم بلهفه طمئنهم اسر لوضع والده الى ان تنفسوا الان بارتياح.
تقدمت فريده من ابنتها تعانقها بحنو لتتشبث الاخيره باحضان والدتها لتغمض عيناها بقوه لا تريد الابتعاد عن تلك الحضن الامن لها ..
كان ېصرخ بقوه على تلك الفتاه التى ظهرت امام سيارته فجأة ليتحكم بالوقود ويحاول إيقاف السياره قبل
ان تصطدم بتلك الفتاه الواقفه امامه .
نظرت له بجحوظ ثم عادت تنظر لجسدها پصدمه لتتفقده هل صدمها ذلك الاهوج الارعن فى السواقه فقد كانت تهم بالالتفاف للشارع الجانبي وفجاه وجدت نفسها امام تلك السياره .
ترجل من سيارته وهو ېصرخ بانفعال لتلك الفتاه الماثله امامه
انتي أكيد واحده مجنونه انتي طلعتيلي من اي داهيه
جحظت عيناها پصدمه من اجل صراخه وتحدثت بصرامه
ماتحترم نفسك يا استاذ انت كمان غلطان وبتقاوح
اشار الى نفسه بدهشه أنا اللى غلطان يا انتي انتي ظهرتلي فجاه قدام عربيتي ولولا ان قدرت اتحكم فى السواقه كنتي بقيتي چثه تحت عجل العربيه
اشاحت بيدها وهى تبتعد عنه لتكمل طريقها دون ان تظل تتجادل مع هذا الشخص المغرور الذي لم يعترف بخطائه .فهو المخطئ لا أحد يكسر بسيارته بجانب الطريق ..
نظر لاختفاءها بغيظ وعاد ليقود سيارته وهو يتمت پغضب من اجل تجاهلها اياه ..
اكمل طريقه وهو يشعر بالڠضب فقرر ان يعتدل عن الذهاب الى ايسل لا يريد ان يلتقي بها وهو بهذه الحاله فقرر استغلال الوقت والبحث عن هديه تليق به يريد ان يقدمها لها وهو يفصح عن عشقه ويطلبها للزواج لذلك يريد ان ينتقي هديه مناسبه ..
عادت روعه منزلها بضيق بعدما تعرضت لذلك الموقف الذي جعلها تشعر بالحنك والڠضب وهى توبخه بنفسها تريد الفتك به فقد كان شابا مغرورا لا يهتم بمن حوله زفرت بضيق وهى تدلف لغرفتها لتبدل ثيابها المتسخه اثر الاتربه العالقه بهم بسبب سياره ذلك المستهتر تخشي ان تراها والدتها وتتسال عن السبب واذا اخبرتها بالحقيقه سوف تثير قلق عائلتها لذلك اسرعت الى غرفتها وبعدما ابدلت ثيابها بحثت عن والدها
لتجده يقف شاردا بشرفه غرفته تقدمت اليه وهى تصرخ بمرح
الجميل سرحان فى مين غيري اعترف يا اس اس
ابتسم بحب لابنته وهو ينظر إليها بحنو ثم اطلق زفيرا قويا
قلقان على عمك هاشم بقالي يومين بتصل بيه مابيردش ومش عارف أعمل ايه
تحدثت بجديه مش حضرتك قولتلي ان ابنه دكتور وفى نفس المستشفى اللى حضرتك عملت فيها العمليه ليه ماتروحش هناك وتقابل ابنه وتسأله عنه وكمان تطمن وأنا مستعده اجي معاك طبعا مش معقول هسيبك لوحدك يا جميل انت احسن تتعاكس
انهت كلماتها بغمزه من عينيها اليسرى
ربت والدها على كفها بارتياح معاكي حق يا بنتي بس بكره بأمر الله نعدي على المستشفى واسال عن ابنه أنا عارف اسم ابنه يعني مش هنتوه بأمر الله
قبلت جبينه وجذبته من يده لينهض معاها
كده مافيش داعي للقلق ويلا بينا ناكل لقمه احسن بنتك واقعه من الجوع
عوده الى المشفى .
استكانت بين احضان والدتها وغمرها النعاس فريده بذراعيها بحنان وطبعت حانيه اعلى رأسها وظلت تمسد برفق على ظهرها
وهى تدعى الله ان يطمئنها على ابنائها ..
لم تغفل سوا لحظات لتنتفض بفزع وتبتعد عن والدتها وهى تنظر حولها بقلق
ويزداد تنفسها وهى تنظر لولدتها بلهفه داد
نهضت
متابعة القراءة