رواية رايات العشق بقلم فاطمه الألفي
المحتويات
متوجه الى الحديقه لتلتقى برامي شعر والدها بمغادرتها لغرفتها وعندما أسرع لتتحدث معها علم من اجين بانها تجلس بالحديقة مع الشاب المصري الذي أتت به الى هنا من قبل فعاد الى عرفته ليقف داخل الشرفه ليتطلع إليها بحزن
كان مصوب انظاره ينتظر قدومها الى ان اقبلت عليه بمنامتها الزرقاء جحظت عيناه پصدمه من وقفت امامه وانسابت دموعها بحرقه وارتمت باحضانه ليعلو صوت بكاءها لېمزق قلبه حزنا عليها وما كان منه الى ان يبادلها العناق بقوه ويربت على ظهرها برفق لكى تستكين وتكف عن البكاء .
طمنيني انتي كويسه
ظلت تشهق بقوه وهى متشبثه باحضانه ولم تقدر على التفوه بكلمه انتظر الى ان تهدى ثوره دموعها ليتحدث معها برقه ويعلم الأمر ..
كان هاشم يراقب الموقف من شرفه غرفته وهو يعاتب نفسه فالان يرا ټحطم إبنته امام اعينه ولا يستطيع أن يخفف عنها..
اما عن رامي فظل وهو يهمس بصوت دافئ
اراد ان يمزح معها ليجعلها تبتسم .
ابتعدت عنه وهى
اقعدي كده واهدى وبعدين نتكلم
زفرت بقوه ووضع كفيها اعلى المنضده وهى تشبكهما بقوه وتزداد من الضغط عليهم منما جعل كفيها يصطبغ بالاحمر القان من شده الضغط لاحظ رامي انها تحاول الهاء نفسها باي شيء ولا تعلم بانها بهذه الفعله تاذي نفسها قبض على كفيها ليجعلها تكف عن هذا
لوت ثغرها بضجر وتحدثت بمراره
عشان فجاه بقى عندي ماما لا ومش بس كده عندي أخ تؤام كمان وأنا عرفت بكل ده من ساعه بس انت متخيل
احتلت الدهشه ملامح وجهه وجحظت عيناه پصدمه
لا قولي كده تاني بالراحه عليه عشان استوعب
لا اتكلمي عربي عشان افهمك صح امال أنا بقالي اسبوع بحفظك ايه
قصت عليه ما قاله والدها إليها قبل لحظات وهى الى الان لم تستوعب حقيقه الأمر ...
بالقاهره ...
بعدما أغلق الهاتف مع شقيقه شعر بالحزن ېمزق قلبه هو الاخر غادر غرفه مكتبه ليجد زوجته تعد مائده الطعام وتنظر له بجديه
اقدم عليها وهو منكث الرأس والحزن مغيم على صفيحه وجهه
شعرت ديما بتبدل حاله زوجها بعد تلك المكالمه الهاتفيه ربتت على كتفه
زيدان مالك يا حبيبي فى حاجه حصلت ومين اللى كان معاك على التليفون غير حالك بالشكل ده
فى ذلك الوقت كان يهبط الدرج ماجد بعدما عاد من عمله وابدل ملابسه أقبل هو الاخر وتسأل بقلق
تحدث زيدان بنبره صوته الحزينه
هاشم لسه قافل معايا وقالي ان ايسل عرفت كل حاجه ومصدومه من وقتها ورفضت تتكلم معاه
جلس ماجد بجانب والده وتحدث بجديه
بس ده كان متوقع يا بابا هو فعلا كل اللى سمعته صډمه بكل المقايس هى محتاجه وقت بس وهتستوعب كل حاجه اذا كان اسر لسه مش مستوعب اللى بيحصل أكيد هيكون أصعب على ايسل
ربتت ديما على كتف زوجها
اطمن يا حبيبي ان شاء الله خير وده الأحسن للكل الولاد كان مسيرهم يعرفو بكل حاجه وان شاء يتقابلو على خير لم يشوفو بعض هينسو اى
زعل هيفكرو بس فى اللحظه اللى هما فيها وينسوا الماضي بكل وجعه والمه
يارب
بابا عمي ماقالش راجع امته
هو قالي ان قدم استقالته وانهى كل اعماله هناك وقرار الرجوع سايبه لايسل هى تحدده
هز راسه بتفهم ان شاء الله خير
صدع رنين هاتفه فالتقطه من جيب سترته ليرفع عيناه بدهشه وهو يرا اسمها ينير هاتفه
ابتعد عن والديه لكي يستطيع التحدث
الو
ابتلعت ريقها بتوتر عندما أستمعت لنبره صوته الرخيم
مستر ماجد فى مشكله حصلت وحبيت ابلغلك بيها
اتفضلي يا حياه خير
شعرت بالاضطراب عندما هتف باسمها للمره الاولى
تسأل پحده انطقى ايه هى المشكله دي
همست لنفسها يا ساتر مافيش مره تتكلم برقه على طول حابطني كده
الفوج الكندي لغى الحجز
طب ماانا عارف هى دي المشكله
تحدثت بتوتر ايوه يا افندم أصل
رسم الابتسامة اعلى ثغره فهو يعلم بانها تريد التحدث معه لتعلم لماذا لم ياتي لشركته اليوم وتختلق حجه لتستمع الى صوته وتاكد من ذلك عندما علم بمدا توترها أثناء الحديث وهذا ليس بطبعها الجاد
حدثها بلطف لينهى الحديث
ماحصلش حاجه والفوج الكندي باعتلي ايميل امبارح فى حاجه تاني تخص الشغل
هزت رأسها بالنفي وكانه يراها الان ثم تفوهت بهدوء
لا مافيش هو حضرتك مش جاي الشركه انهارده
زفر بهدوء وعلم بانه كان محق والان ېقتلها الفضول لتعلم لماذا لم يذهب الى شركته اليوم
وفضل عدم الافصاح عن السبب الحقيقي وراء تغيبه عن عمله
لا مش جاي عندي ميتنج مهم فى حاجه تاني عايزه تستفسري عنها
ها
اكمل بابتسامه خفيفة بخصوص الشغل
لا ابدا مع السلامه
أغلق الهاتف ليجد يد شقيقه تطرق على كتفه ليلتفت إليه ماجد ليرسل إليه الأخير غمزه ويتسائل بمشاكسه
كنت بتكلم مين يا كابير وسايبني محتاس كده
وايه بقى اللى مخليك محتاس
ضحك بقوه عريس بقى واول مره اخطب ومتوتر
من كتفه ليجعله يسير معه
تعالى بقى اقولك تعمل ايه انهارده وتتكلم ازاى مش تبقى لخمه
والله أنا نفسي مستغرب نفسي لساني قد كده والتوتر ده ماعداش عليه قبل كده
ابتسم ماجد لشقيقه فهو يعلم هذا الشعور فقد مر به من قبل ثم حدثه بصدق
خليكي على طبيعتك يا معتز وبلاش تجمل من نفسك ولا تحاول تغير من طريقتك صدقني مافيش داعي لقلقك ولخۏفك مدام بتحب بجد وداخل البيت من بابه يبقى تتكلم بقلب جامد وبطبيعتك اللى بيحبك يحبك زى ماانت وماتغيرش من نفسك عشان حد اى كان الحد ده خليك معتز بكل صفاتك وعيوبك كده هتبقى كل حاجه واضحه ومافيش غش .
ايمئ براسه لشقيقه فهو يعلم بكل كلمه تفوه بها تخرج من اعماقه وتمنى داخله بان يلتقى بالفتاه التى تجعله يعود كما كان قبل ان يذق الخداع والخذلان ويتحطم قلبه بليله عمره الذي كان يحلم من اجلها ويبني قصورا وهميه بخياله مع الفتاه التى خطفت قلبه لتتركه بمتتصف الطريق وحيدا وجعلته يتضرع الخساره مرتين ....
عوده الى باريس بعدما أستمع لحديثها بانصات وعلما بمدا حزنها وصډمتها على تلك الحقيقه التى كانت غائبه عنها لاعوام مضت قرر التحدث معها برفق ..
عارف انك فى موقف لا تحسدي عليه وصدمه جامده اوى عليكي بس فى نفس الوقت فرحه
نظرت له باهتمام ليكمل كلماته الصادقه ليجعلها تشعر بالسعاده ويتبدل الحزن داخلها لفرح
ايوه فرحه انك عندك ماما دلوقتي تقدري تدفئ وتحسي بيه صدقيني الإحساس ده كفيل ان ينسيكي اى ألم وحزن عشتيه حضڼ الام مايتعوضش عارفه لم كنت فى الغيبوبه وسمعت صوتك اداني قوه ان اقاوم كنت مشتاق لضمھ من ماما بس للأسف وقتها كان ممنوع تدخل ليه العنايه أصل امي دي داقت الحزن على اخويا احمد داقت قهره فراقه تنهد بحزن وهو يتحدث عن شقيقه الراحل ..
احمد اكبر مني بسنتين لو كان موجود كان زمانه عنده 28 سنه بس اتوفى من سنتين كنا مرتبطين ببعض اوى كان بالنسبه لي حاجه كبيره اوي واهم من ابويا بابا كان دايما بعيد عننا بحكم شغله فى الوزاره وغيره كان احمد هو ابويا واخويا وصاحبي اللى بتسند عليه ومن حزنه عليه لم قلبي حصل ليه فشل هو من الزعل جالته جلطه فى المخ وماټ فى الوقت والحال ماحدش قدر يتقظه فى نفس الوقت كنت انا فى غيبوبه بصارع المۏت والاجهزه محاطه بيه كان الكل منتظر خبر وفاتي فجاه احمد هو اللى ېموت وأنا اعيش بالاجهزه بعد لم عملت عمليه قلب مفتوح وكانت مجازفه وفضلت فى الغيبوبه شهور وكان لازم أعمل زرع قلب عشان قلب جديد يحيني تخيلي كده امى ابنها المړيض يفوق واللى ماكنش بيشتكي من حاجه ېموت فى لحظه ولازم تتماسك عشان تفضل جنبي وتدعيلي كانت أصعب لحظات عدت عليه فى تاريخ حياتي كلها لم افوق وماشوفش عيون احمد قدامي ولا ابتسامته ولا تاني كانت الحياه بالنسبه ليه منهيه أنا كمان ووقتها
جالي قلب رفضته بس والدتي اڼهارت وفوقتني من صدمتي عمري ماتمنيت ان أعيش غير عشانها عشان اخفف عنها غياب احمد وماوقفتش فى عزاء ولا دفتنه بايدي دي اللحظه اللى كان نفسي اعملهاله عشان اوعده ان ساب راجل وربى راجل وهيحافظ على والداته من بعده وانتي بقى عندك ام دلوقتي وكمان أخ دول مايتعوضوش يا ايسل عايزك دلوقتي تنسي اى عتاب ولوم كده على جنب وتنزلي مصر حالا والدتك اللى هتحسي فيه بالحب والراحه والامان اخوكي اللى هتلاقي فيه السند والضهر والاخ اللى مايتعوضش ولا هيكون ليه فى يوم بديل
انسابت دموعها بسبب كلماته من اجل مقابله والدتها وشقيقها ...
اسرعت الى غرفه والدها ودقت بخفه باب غرفته ثم دلفت لداخل لينتفض هاشم من اعلى الفراش وينظر لها بلهفه
حبيبتي انتي كويسه
لم تجيبه ولكن تحدثت وهى تنظر للأسفل لتخفي نظراتها المعاتبه له وتفوهت بعده كلمات
عايزه انزل مصر حالا
جحظت عيناه پصدمه ولكن لا يريد
اعتراضها هز راسه بالايجاب
حاضر أنا هتصرف وجهزي نفسك
تركت الغرفه لتركض الى غرفتها باكيه وتحاول استجماع شتاتها لتضب اغراضها ثم قررت التحدث إلى سام واخباره بانها تريد العوده الى القاهره لأمر هام وعليه اخبار الطبيب هانري بانها ستكون باجازه طويله وتغادر الأراضي الفرنسيه لم يعقب سام على هذا القرار فهو يعلم بان لها عائله بالقاهره ولابد وانها تعود الى موطنها ....
اجرى هاشم عده اتصالات بشركات السياحه يستعلم عن رحله الى القاهره ولكن لم يجد فعاد يهاتف السفاره وطلب منهم إحضار طائره خاصه لكي تقله هو وابنته الى القاهره وبالفعل تم تجهيز الطائره والكابتن الذي يقودها وبعد مرور ساعتين كانت تودع اجين المربيه الخاصه فرفضت ان تعود معهم الى القاهره واخبرتهم بانها سوف تلحق بهم بعدما تتوجه الى عائلتها بتركيا أولا ثم تاتى اليهم ...
واستقل هاشم مقعده داخل الطائره وايسل جلست خلفه فمازالت تشعر بالحزن ولا تريد التحدث معه منما زاده حزنا بسبب تعاملها معه بهذه القوة ويعلم بان إبنته تتجنبه وتحاول الابتعاد عنه لانها لا تريد عتابه على ما حدث بالماضي فهى تكتم مشاعرها داخل قلبها وهذا من جعله حزينا على تبدل حالها بعدما كانت اقرب من نفسه اصبحت الان بعيده عنه باميال وهى مازالت جانبه ...
تنهد باسي وحاول اغماض عيناه ليسترجع حياته السابقه ويفكر من المذنب هو ام زوجته السابقه . .
اما ايسل فوضعت الهاندفيري داخل اذنيها لتستمع الى نغماتها المفضله وتغمض عيناها لتشعر
متابعة القراءة