27 و28 جوازة ابريل الجزء الثاني نورهان محسن

موقع أيام نيوز

معايا كلمتين من غير ما تقلب خناقة!!!
صاحت ابريل بصوت مرتفع يشوبه اعتراض عنيد وبأسلوبك البربري دا مش عاوزة اكلم معاك ا..
بتر بقية الجملة على أعتابها عندما انحنى ينهى المسافة بينهما وفكها بين براثن راحة يده الكبيرة بتملك مبدلا مجادلته العبثية معها إلى فعل حار إلتهم كل ڠضبها منه في لحظة 
أدار باسم وجهه يمرر خده على خدها الناعم هامسا في أذنها بنبرة لينة مليئة بالأسف يبتر بها يدي المكابرة التى تخنق حلقه عن الاعتراف بما لا يدعه الكبرياء أن يبوح به حقك عليا كان ڠصب عني وعارف اني اتسرعت في للي قولته .. بس ازاي هشوفه حاضنك وماتجننش!!
تابع بلهجة مفعمة بالغيرة مسلطا عينيه الرماديتين بعمق في عينيها اللامعتين بإنشداه منه ماتعرفيش ازاي ولعتي فيا بڼار قوية باللي قولتيه .. ماقدرتش اتحكم في نفسي ولا اتحمل فكرة ان فبالك حد تاني
إنصهر عقلها في بركة فضيته الذائبة لتهمس دون تردد بس انا مفيش في بالي حد غيرك
اخترقت الصدمة حجاب عقلها فور أن اندفعت هذه الحروف عبر لسانها تعكس ما بداخل ثنايا قلبها ولم يكن حالته أفضل من حالها حيث تمركزت عيناه على ثغرها الذى نطق بما هز كيانه مما تسبب في زوبعة ضخت مشاعر طاغية في خفقاته المچنونة.
مال بوجهه نحوها ببطء شديد يتحسس بنعومة شعرها في يده قبل أن يدفعه خلف كتفها متكئا بيديه على الباب خلفها يحيط جسدها بذراعيه ليودع لثمة فى غاية الرقة على ثغرها فاستقبلتها بإستجابة وله لتدوم ثوان معدودة 
ازداد ذوبانه فيها ما إن بادرت برفع وجهها مقابل وجهه في مطالبة صامتة بإعادة الكرة فإستجاب لها بهوادة شديدة تتنافى مع صخب قلبه تلهفا إليها ريثما أراحت يدها على صدره الصلب بتجاوب خجول واستسلام أنثوي هش أشعل الأجواء بالدفء حولهما بينما تتنقل رأسهما يمينا ويسارا في تناغم معزوف فوق أوتار نبضات تشتد جنونا وهياما.
ثوان قليلة فقط قبل ان يبتعد ما إن لاحظ أنفاسها تتسارع كثيرا فخاف على رئتيها من الأڈى.
تهدلت يديها إلى جانبها بينما صدره يرتفع وينخفض ولم تكن حالتها أفضل من حالته ليتمتم بخشونة محببة لأذنيها من بين أنفاسه المسلوبة عشقا انتي كويسة!!
_تقريبا
تقطعت حروف الكلمة على عتبة ثغرها بإنشداه عن حالها وهي تزفر أنفاسها بنعومة على وجهه بلهيب ينبعث من ثنايا صدرها لتحرقه شوقا وشغفا بها فوضع جبهته على جبهتها زافرا بهدوء.
خفضت ابريل بصرها إلى الأرض تستجمع أنفاسها المتحشرجة قبل أن تقول بتحذير موجها إلى نفسها قبل منه اللي بنعمله دا خطړ!!
همست بلهجتها الهش فى نعومة غير مقصودة تشابكت عيناهما للحظات فاتسعت ابتسامته المهلكة حتى حفرت غمازتان مثيرتان على جانبي فكه جعلت نبضاتها تتسابق ليقول بأنفاس متقطعة مشبعة باللهفة طول عمري بعشق الخطړ
نبست بهمس مماثل لهمسه وانا طول عمري ببعد عنه
أغمضت عينيها فور أن زرع لثمة حانية على جبينها فشعرت بدفء لذيذ كالعسل يتدفق عبر جسدها بالكامل ليخفض هو وجهه بينما قال بهمسه الأجش والجريء جربيه معايا المرة دي هتحبيه..
_باسم
لفظت أسمه بدلال عفوي أذابه طريقة نقطك اسمي بتعجبني وفي نفس الوقت بتعذبني يا بندقة
بعد مرور فترة وجيزة
داخل مطبخه ذو التصميم الايطالي
_مغمضة ليه حاسة بدوخة!!
سأل باسم باهتمام ففتحت عينيها بسرعة نافية بعد أن كانت متكئة على الحائط بهدوء لا يخلو من التفكير لا ابدا..
_هما مين الناس الكتير دول للي كانو معاك
سألته بفضول من خلف ظهره وهو يعد لهم القهوة فأجاب بهدوء رجالتي
مطت ابريل بإستغراب مكنتش عارفة ان عندك جردات كتير بالمنظر دا
_دول مابيظهروش غير لما بكون محتاجهم بس بتوع المهمات الخاصة اصلا خنيقة فكرة الحرس وانا بميل العڼف نهائي .. بس يوم ما بكون مضطر بفتحلو دراعتي
استدار باسم بجسده نحوها في آخر جملة قالها فاتحا ذراعيه على اتساعهما بابتسامة جانبية فأدرك عقلها بسرعة ما يرمي إليه مطرقة ببصرها إلى الأسفل وهى تشعر بالخطړ يطوق أفكارها بقلق غافلة عن من سارع بالاقتراب منها فشقت شهقتها في إرتعاب الأرجاء الساكنة رافعا إياها بخفة وكأنها لا تزن شيئا بالنسبة له فطوقت رقبته بكلتا يديها تلقائيا ليضعها فوق الطاولة الرخامية ويقف قبالتها تماما دون أن يكف عن النظر إليها.
_مش عايزة تبصيلي ليه!! خاېفة من منظري بعد ما اتحولت مسخ دميم
أنهي باسم كلامه مجعدا ملامحه بمشاغبة حال أن لاحظها تحدق في كل اتجاه إلا هو ففشلت في كبت ضحكة تلقائية رنت أنغامها بنعومة أثارته وهي تدفعه في كتفه مدعية الڠضب لكن نبرتها خرجت كعتاب جاد ليك نفس تهزر ازاي وانت كان ممكن يجرلك حاجة بسببي انهاردة
قبض علي كفها يأسره فوق قلبه النابض بقوة أربكت كيانها بينما كان عقله يردد عليه كلمات مصطفى الوقحة وتهديداته الماكرة بما قد يفعله لإيذائها فلم يستطع التحكم في انفعالاته تاركا ذئبه يثأر لحمايتها دون التفكير في العواقب لكنه نفى بنبرة مطمئنة ماتفكريش كدا
جذبت نفسا مرتجفا قائلة بصوت خاڤت حياتك اتقلبت من اليوم اللي دخلتها انا فيه
تحدث بصوت أجش لا يخلو من الجدية هي اتقلبت فعلا بس عشان دا الوقت للي تترتب فيه بوجودك انتي معايا يا ابريل
إستولت وساوس الشياطين على عقلها الذى صړخ محذرة إياها من بضرورة توخى الحذر فتحركت أصابعها لا إراديا نحو جبينه تتحسسه برفق فأغمض عينيه ليتلاشى شعوره على الفور بعد أن تكلمت بتردد هي دي تخاريف من حمي ولا دي كمان تمثيل
_عشان بحبك
صوت بداخله تمتم بهذه العبارة دون أن ينطق بلسانه فكان هذا هو التفسير الوحيد لكل انفعالاته الضارية وليتها تشعر بضجيج الحروب في ثنايا صدره و تلهفا عليها وخوفه الشديد عليها كي لا يمسها أذى يكاد يصيبه بالجنون كل ذلك يثبت له بما لا يدع مجالا للشك أنها عبرت أعماقه التي لم يطأها أحد من قبل فبات مغرم بهواها وحالة من العڈاب عزفت ألحانا تمتزج بالشوق داخل قلبه لكن لا شيء في متناوله سوى عذرها فهو على يقين أن ثقتها بمن حولها تمزقت كما يعلم أن اسمه محفور على جدران بوابة المنافقين داخلها
فإذ بصوت العقل يطرح عليه سؤالا بإنشداه من أمره متى أصبحت لها عاشق معذب بن ار ها المتمردة فبادر القلب بالرد عليه ما العيب في إنهيار قيود السلطة ليتحرر غرام مقدرا له أن يتدفق بسخاء لقد حان الوقت لإسكات منطقك المتجبر فنحن في حاجة ماسة إلى إستراحة محارب دع عواطفي الجياشة تتولى زمام الإدارة لأجعلها تشعر بمدى شغفى بها ولتهدأ لوعتى متنعما فيها.
طال صمته دون أن يعلق على كلماتها الأخيرة فندمت على إندفاعها وهمست بصوت يكنف رجفة ساعات بكره نفسي لما بتخدع في ناس بحبهم بحس اني مغفلة وغبية
أومأ برأسه متفهما وبدت ملامحه الحادة أكثر وسامة بكلماته الجادة التي حرص على إخراجها صلبة وحازمة عارف ان خۏفك وخذلانك في اللي حواليكي هيمنعك تصدقيني دلوقتي بس دا مش هيمنعني اوصل لقلبك يا بندقة وهكون امانك والزمن بينا هيثبتلك كلامي
اختتم عبارته بنظرات ثاقبة أكدت لها أن لا شيء سيمنعه من و طالت لحظة السكون
بينهما قبل أن يغير فجأة مجرى الحديث بسلاسة فتضاعفت دهشتها منه تيجي نطلب عشا
هزت أكتافها بعدم إهتمام تجلى فى قولها انا مش جعانة بس اذا جعان مفيش مانع
_لا طالبة معايا تفاح .. بتحبيه!!
سألها باسم مستفسرا وهو يخرج طبقا مليئا بالتفاح الأحمر من الثلاجة فهمهمت بالموافقة فقام بتقطيع ثمرة إلى قطع صغيرة مستفسرا بنبرة متلاعبة حلو!!
همهمت ابريل ببراءة قبل أن تجفل أنفاسها مضطربة حالما لثم خدها مغمغما بصوت متحشرج دا طعمه احلي
_لاحظ انك اخدت عليا جامد
همست ابريل له بتحذير خجول وخفضت بصرها إلى الأسفل وه ثم أرخى مرفقه الآخر على الطاولة الرخامية و وبنفس صياغة جملتها ردد بمرح جريء تجلى في نبرة صوته الضاحكة مستمتعا بتأثيره عليها ومالو!! خدي انتي من دا كتير اوي بقي
_تعالي
هكذا قال باسم وهو ينزلها علي الأرض بسرعة أنزلها ليخرج معها من المطبخ فإستفسرت متعجبة علي فين
تقف عن السير وإلتفت إليها يعتقل خصلة من شعرها بين أصابعه ووضعها خلف أذنها وهمس بما أربك خفقات قلبها 
نهاية الفصل الثامن والعشرون
رواية_جوازة_ابريل
نورهان_محسن

تم نسخ الرابط