رواية بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف أيام الجزء2 من نبض الۏجع عشت غرامي
المحتويات
ظننا أننا سنولد على يدها من جديد ولكن لا بأس علينا أن نكسر الأشواك حتى ولو كان الأمر يبدو شاقا في البداية إلا أنه حين الوصول للنهاية سننظر لما رممناه بيدينا وسنبتسم وستتبدل أشواك الصد إلى بساتين من الزهور لن نستريح إلا بجوارها وننعم بظلها
بقلمي_فاطيما_يوسف
في المشفى حيث أصبحت الساعة الآن الخامسة صباحا وهؤلاء القلقين يجلسون على جمر الن ار منتظرين ساعة الڤرج من عند الله كان ماهر زوجها هو الوحيد المتواجد معها بالغرفة متمسكا بيدها وهو يجلس على الكرسي بجانب التخت ويغفو برأسه بجانب قدمها فقد باغته النوم خلسة رغما عنه
يااااااه أحمدك يارب أخيرا يارحمة أخيرا ربنا بعت لي رحمته .
ثم قبلها من عينيها ووجنتيها وهو يطمئنها
حبيبتي متقلقيش إنتي بخير وأني جارك ومش ههملك بس هروح للدكتور ياجي يشوفك ويطمن عليكي ويطمنا .
هو في ايه يا ماهر هتجرى اكده ليه رحمة جرى لها حاجة لا قدر الله
له الحمد لله فاقت يا عمران ادخل لها خليك جارها وأني هنادم على الدكتور .
ارتاح قلب عمران بدقاته الثائرة پخوف شديد على شقيقته ثم منعه
له روح إنت خليك جار مرتك وأني هجيب لها الدكتور هي محتجاك انت أكتر من أي حد .
حرك أهدابه بامتنان لذاك العمران الذي هرول سريعا للطبيب أما هو عاد إليها متلهفا وما إن دلف اليها حتي احتضن كفاي يديها بين يديه كي يبثها الدفئ ويجعلها تشعر بالأمان في وجوده وهو يردد لها بحمد
إنتي معرفاش غلاوتك في قلبي كد ايه !
ظل يلقي على مسامعها عبارات الحب والإحتياج لوجودها بجانبه كي يجعلها لا تتأوه وتنسى ما هي به واللحظات الصعبة التي مرت بها ثم أتى عمران هو والطبيب الذي بدا بالفحص الكامل لها وحقنها كي يجعلها تفيق ويستطيع التحدث معها كي يعرف حالتها وأول سؤال بدأ به
أجابته بوهن بعدما بدأ المصل يجري مفعوله وفاقت من تيهتها رويدا رويدا
اسمي رحمه سلطان المهدي متجوزة ماهر الريان
سألها الطبيب وهو يشير الى كلاهما
انهي واحد في اللي واقفين دول يبقى جوزك والتاني يبقى مين
كانوا مندهشين من أسئلة الطبيب اما ماهر نظر إليها وهو منتظر إجابتها كي يهدأ قلبه وهو لم يصدق انها لن تتذكره اما هي أشارت الى ماهر بعينين تلمعان بوميض من العشق وهي تردد بدعابة اعتاد عليها لسانها حتى في اشد لحظات مرضها مما جعلهم ابتسموا جميعا على طريقتها
ضحكوا جميعا على اجابتها اما هو نظر اليها بنصف عين بنفس دعابتها وهو يداعب أسفل ذقنه بيديه ويتوعد لها بخفة
وأكملت وهي تشير بيدها تجاه عمران
ودي عمران اخوي حبيب قلبي ربنا ما يحرمني منه ابدا .
حرك الطبيب راسها براحة وبدأ بعمل تمارين ليديها وجدها تحركها بسلاسة دون اي إعاقة ثم طلب منها ان ترتفع بجسدها قليلا كي تتكئ علي الوسادة دون أن يساعدها أحدا غير أن ماهر عدل من وضعية الوسادة خلفها فأسندت يديها على التخت ثم رفعت جسدها على الوسادة مما جعل الطبيب يطمئن لهذا المؤشر
ثم استأذن من ماهر ان يتناوب في عمل تمارين لقدميها فرفع ماهر الغطاء قليلا وعدل من هندامها كي لا تظهر قدميها فهو يغار عليها بشدة ثم بدأ بتحريك قدميها ولكن رحمة لم تشعر بهم على الإطلاق مما جعلها رددت بذهول
اني مش حاسة برجلي خالص هو في ايه
اڼصدم عمران وماهر من ما قالته للتو مما جعل الطبيب يتنهد بأسى مما شك فيه من البداية فاستأذن من ماهر
بعد اذنك ممكن تبعد اشوف شغلي .
ابتعد ماهر وخطى إليها وأمسك كف يديها واحتضنه بين يديه وباليد الأخرى يربت عليه ظهرها بحنو كي تهدأ اما الطبيب بدا ايه بعمل تمارين لقدمها وهو يسألها وكل ما تجيبه انها لن تشعر بشيء أبدا فقام بشك قدمها بذاك الدبوس ولكنها أيضا لم تشعر ولم تتأوه مما جعلهم جميعا منصدمين من عدم شعورها بشكة الدبوس حتى نطقت پصدمة
معقولة هو انا اكده اتشليت يا دكتور !
خطى عمران إليها هو الآخر ثم شملها بنظرة حانية وهو يربت على ظهرها كي يرزقها السکينة والهدوء ثم تحدث الطبيب بنبرة حزينة وهو يعلمهم حالتها
الحمد لله قضى أخف من قضى ربنا نجاكي من المۏت بمعجزة من عنده لو كان جوزك اتأخر عنك دقيقة واحدة بس كانت هتفرق في عمرك فمش عايزين ايه اللي حصل يأثر على نفسيتك علشان في مشوار علاج لازم هتكمليه وبإذن الله ربنا بيخلف في قضاه ألف رحمة .
انهمرت الدموع من عينيها بغزارة وكأنها كانت تعلم كم ذاك الۏجع الذي سيسكن قلب تلك الرحمة وشعرت أن الدنيا اظلمت من حولها
أيعقل بعد أن كانت تلهو وتلعب وتجري بشقاوة وتملأ الكون من حولها بهجة وسعادة لاااا بل هي صاحبة السعادة بنفسها أن تقضي باقي عمرها على كرسي متحرك !
أما ذاك الماهر هو وعمران انصدموا بشدة وعمران نطق بلسان غير مصدق
يعني ايه كلامك دي يادكتور ! هي اكده مش هتقدر تمشي تاني على رجليها !
أجابهم الطبيب بعملية
مش انا اللي هقدر احدد دي لسه هنعمل إشاعات وتحاليل ودكتور عظام هو اللي هيتابع معاها ويعرف حالتها ايه بالظبط وهتمشي ازاي بس ان شاء الله ما تقلقوش ممكن يبقى فترة مؤقتة وترجع لطبيعتها تاني بس أهم حاجة الصبر والحالة النفسية دول أهم من أي علاج فانا هبعت لكم دكتور عظام كويس جدا هو
اللي هيتابع الحالة بتاعتها .
أنهى الطبيب فحصه لها وإخبارهم بكل شئ يخص حالتها وأجابهم على جميع أسئلتهم ثم خرج معه عمران وهو يسأله صريحا بعيدا عنها
يعني يا دكتور ممكن تقعد قد ايه في حالتها دي من نظرتك
ولا هي أصلا هتفضل اكده على طول قاعدة على كرسي متحرك
تنهد الطبيب بأسى وهو يصارحه
مش هقدر اجزم في حالتها واريحك بحاجة اني ما هعرفهاش ومش متوكد منيها لكن في حالات كانت زيها بالظبط ومع العلاج والمداومة والمتابعة مع دكتور العظام ربنا كرمهم رجعوا يمشوا على رجليهم تاني
وزي ما قلت وأكدت الحالة النفسية هي العامل الأساسي لشفا المړيض فأول حاجة هتشتغلوا عليها معاها هي إنكم تحسنوا من نفسيتها وما حدش يزعلها وما حدش يحسسها ان هي فيها حاجة مختلفة لازم تتعاملوا معاها بحذر جدا لأن هي الفترة الجاية هتتصرف تصرفات عدوانية جدا لأنها هتحس بتقلها على كل اللي حواليها مش هتحب تشوف نظرات العطف ولا الشفقة
اني هقول لك الكلام دي عشان تاخدوا بالكم منها كويس قوي ولازم تحطو قدام اعتباركم انكم هتشوفوا إنسانة جديدة خالص غير اللي انتم تعرفوها لأن اللي حصل لها مش شوية إن الإنسان يكون بيمشي ويجري ويلعب ويروح كل مكان ويعتمد على نفسه في كل حاجة وفجأة يلاقي نفسه قاعد على كرسي متحرك مش قادر حتى يخدم نفسه ولا قادر حتى يعمل لنفسه أقل الأشياء البسيطة فبالتالي الدنيا هتسود في عينيه وعلشان اكده لازم الدعم النفسي أولا وآخرا وكل شيء وطالما الدعم النفسي موجود ان شاء الله العلاج هيجيب نتيجة
أما المدة قد ايه فلازم ما نعرفهاش للمريض عشان ما يبنيش أمل عليها وبعد اكده لما تخلص المدة وما يلاقيش نفسه استجاب للعلاج هينتكس فنقول للمريض كل شيء بأمر الله واحنا نعمل اللي علينا
حبيت اعرفك كل حاجة علشان تكون على علم ولازم تبلغ جوزها بالكلام اللي اني قلته لك وربنا يشفيها يا رب وترجع لكم بألف سلامة .
تركه الطبيب وذهب من أمامه وهو يقف مستندا على الحائط بحزن شديد على شقيقته الصغيرة التي كانت تملأ الكون حولهم بالحب والشقاوة فحرمت من بهجة حياتها
يقف في حيرة كيف يخبرها بما قاله الطبيب عن حالتها
كيف ستتعامل معهم بعد تحذيرات الطبيب تلك وخاصة أن رحمة كانت تحب الحركة كثيرا والخروج وليس من طبعها الكسل
أما في الداخل عند رحمة وماهر كانت تبكي بكاء شديدا يقطع نياط القلوب في صدر زوجها الذي التقطها إلى أحضانه الدافئة وهو يحاول أن يهدئها ويطمئنها بأن الأمور ستسير على ما يرام ولكن ما وصلت إليه الآن وعلى حين غرة لن يستطيع عقلها تحمله ثم غفت في نوم عميق من أثر الأدوية التي دخلت جسدها ومن أثر البكاء التي بكته بشدة ويجلس ماهر وعمران بجانبها وعلى وجوههم حزنا يكفي العالم بأكمله وقد سرد عليه عمران ما قاله الطبيب وهم ينظرون لهيئتها النائمة كالملاك وقلوبهم تتألم بحسرة على ما حدث لها ولم يعلموا كيف سيكون القادم وكيف ستكون هي
هل ستتقبل الأمر برضا بقضاء الله أم ستكون الصدمة شديدة ولم تتحملها
كل تلك الأسئلة التي دارت بمخيلتهم وهم ينظرون إليها والصمت أصبح سيد الموقف من كليهما
بعد مرور ثلاثة أشهر على الأحداث حيث أن سكون لم تذهب للطبيب نظرا لظروف رحمة وأجلت الموضوع قليلا
العلاقة بين شمس وعامر تتطور بسرعة رهيبة وهم يأتون كل يوم في نفس الموعد عند غروب الشمس والكلام يأخذهم حتى اعتادوا على الحديث مع بعضهم بشدة وهي تعلقت بالطفلين بطريقة لا توصف فقد شعرت معهم بالإحساس بالعائلة التي تفتقده حتى بات يومها يفقد طعم اللذة بدونهم إن اختفوا عنها
وكذلك فارس وفريدة فقد أصبح فارس إنسانا جديدا بشخصية واحدة بعد محاولات فريدة الشرسة في الوقوف بجانبه وصار متعلقا بها بشدة ولم يستطيع الإبعاد عنها وهي الأخرى هكذا
أما ذاك العاشقان جاسر ومها حيث أنهم قد قرروا تأجيل كتب الكتاب حتى تستقر حالة رحمة فقلوبهم لم تستطيع الفرح ورحمة بتلك الحالة
ولكن اليوم أتى عمران خصيصا لجاسر وبعد أن جلسا يتحدثون في أمور عامة تحمحم عمران متسائلا
أمال هتتجوز مېتة انت وأم الزين بزياداكم تأجيل عاد يا بن عمي
أومأ جاسر عينيه للأسفل بخجل فهو لم يستطيع التحمل أكثر من ذاك وكأن الظروف تعانده في راحته ولكن لابد عليه أن يصبر فرحمة ليست ابنة عمه فقط ولكن هي من كانت صاحبة النبض الأول من الحب في
متابعة القراءة