رواية بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف أيام الجزء2 من نبض الۏجع عشت غرامي

موقع أيام نيوز


ثم هتف بحمد 
الحمد لله طب ايه مش نجهز بقي فرح رحمة فاضل عليه أسبوع عايزين نجيب لبس ليكي وليا اني كمان على ذوقك اكده.
تنهدت بعمق وهي تشعر بفقدانها للشغف في الحياة ثم تحدثت بنبرة بائسة أوجعت عمران 
هلبس أي حاجة من عندي في حاجات كتير جبتها وملبستهاش غير مرة واحدة أو مرتين .
ضيق ملامحه عابثا من نظيرتها البائسة 

طب ليه بقى ياسكون بقى اني عايز أخرج معاكي وأخليكي تغيري جو وأحاول أخليكي تفكي شوية وترفضي !
زفرت أنفاسها بثقل ورددت پألم نفسي شديد جراء حالتها المتخبطة 
معلش ياعمران ممكن رحمة تروح معاك علشان أنا مودي مش مظبوط ومش عايزة أشيلك همي وحزني كفاية مشاكل شغلك اللي مهتنتهيش .
رفع حاجبه مستنكرا ما قالت 
وه ! كيف يعني مشيلش همك وكيف يعني مشاركيش حزنك 
انت هتقولي كلام مخربط مهيعجبنيش واصل .
وضعت الكوب من يدها ثم استئذنت منه بفتور وقامت من مكانها متجهة إلى الغرفة ومنه إلى التخت 
معلش حقك علي هروح اكمل نوم علشان حاسة بصداع مش مخليني مركزة .
نفخ بضيق وهو يمسح على خصلات شعره من تغير سكون وحزنها الدائم ولم يعرف كيف يتعامل معها ثم نفث همه وأخرج سجائره وبدأ بح رقها وهو يجلس على الكرسي مستندا برأسه وقد أوشكت شمس النهار أن تشرق لتعلن عن ميلاد يوم جديد 
ظل على حاله هكذا حتى أصبحت الساعة السابعة صباحا فدخل إلى الحمام وأخذ حماما باردا كي يهدأ من ثوران ج سده الذي تغزوه الحرارة 
بعد قليل انتهى من ارتداء ملابسه وارتدي زوجا من الأحذية الرياضية البيضاء فذاك اللون أغلب ألوان الأحذية المفضلة لديه ثم خطى تجاه سكون وجدها نائمة فأزاح خصلاتها الشاردة من على وجهها وأزعجه كثيرا رؤية ملامحها الباكية مما جعله نفخ بضيق شعرت به من أنفاسه الساخنة التى لفحت وجهها ولكنها مازالت مغمضة العينين فډفن كف يده بين خصلات شعرها هامسا بجانب أذنها بنبرة متعبة 
والله حرام عليكي اللي هتعمليه فينا دي اني عارف انك سمعاني ياسكون متحاوليش تدخلي روحك في حالة اكتئاب وتوبقى من القانطين لإرادة ربنا ارضي ياحبيبي علشان ربنا يرضى عنينا .
ما زالت مغمضة العينين كما هي وهي تعطيه ظهرها ولكن خانتها عينيها بدموعها التى هبطت على وجنتيها حتى استقرت على كف عمران مما أرعبه عليها ولكن مابيده شئ يقدمه لها الآن وما فعل سوى أنه جذبها إلى أحضانه الحانية وخبئها بين ضلوعه وما كان منها إلا أنها تمسكت بأحضانه بشدة وقد زادها هم الحكم عليهم بالفراق فهي أصبحت متيقنة الآن أن زينب لم تتحمل الصبر ولن تصمت تود أن تظل داخل أحضانه تود أن يأخذها ويعيشا في مكان بعيد لم يعرفهم أحدا فيه كي يستطيعا مدواة بعضهم البعض ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فمن المستحيل أن يترك عمران أبويه وهو ابنهم الوحيد لذلك كلما صال عقلها وجال تزداد الدموع سقوطا وحقا من يرى عينيها الآن يطلق عليها لقب مدينة الدموع ظل في أحضانها وهو يربت على ظهرها بحنو ويحثها بكلماته الراقية الناعمة لها أن تهدأ حتى شعر بانتظام أنفاسها ويبدو أنها غفت من كثرة الدموع التى أشعرتها بالثقل في رأسها فوضعها على الوسادة ودثرها بالغطاء بعناية ثم قبلها من رأسها ومن ثم عينيها المنتفختين بالبكاء ليقول لها بهدوء وهو يتعامل معها كما أنها طفلته الصغيرة التى يخشى عليها من نسمة الهواء أن تصيبها بالبرد 
نامي وارتاحي يابابا ربنا يريح قلبك يارب .
ثم قام من مكانه وهو يحمل أشياؤه وخرج من شقته وهو يشعر بأن هموم الدنيا تكومت فوق رأسه من حالتهم هو وزوجته ولكنها إرادة الله وما إن أراد رب العباد في شؤون عباده فما علينا إلا الحمد والرضا بما قضاه علينا 
فور نزوله وجد والدته تجلس في بهو المنزل تمسك مسبحتها وبيدها ذاك الكتيب الصغير ويبدو أنها تقرأ اذكار الصباح وما إن شعرت بوجوده الآن ورأته قادما عليها حتى وجدت أنها أتتها الفرصة كي تتحدث معه وحدهم دون وجود زوجته أو أبيه
أو حتى إحدى أختيه أقدم عمران إليها وقبلها من رأسها وهو يلقي عليها تحية الصباح
صباح الخير ياحاجة كيفك 
ربتت على ظهره بحنو وردت صباحه 
صباح الخير يا حبيبي 
ثم أكملت وقد تبدلت معالم وجهها الباسمة إلى أخرى لائمة إياها 
بس مش زينة خالص ياعمران وزعلانة منك انت ومرتك وشايلة في قلبي منيكم شيلة تقيلة قوووي ياولدي .
تنهد بثقل وألم نفسي شديد فهو ما كان ينقصه عتاب ولوم والدته الآن فما فيه من تعب وهموم يكفي العالم أجمع ولكن حاول تهدئة حاله ونحى همه على جانب فذاك طبع الرجال في شدتهم أقوياء وعاطفتهم لابد أن يتغلبوا عليها مهما بلغ حزنهم ثم سألها بنبرة تبدو أكثر هدوءا
ليه اكده ياحاجة إحنا صدر منينا ايه عاد يزعلك دي حتى ولا اني ولا مرتي نستجري نعملوها ياست الناس 
وه ياولد بطني هتاكل بعقلي حلاوة اياك ! نطقتها زينب بنبرة استنكارية نظرا لما تفوه به واستدعائه الجهل الآن وهو يفهم مقصدها وتابعت بسخط 
إنت عارف اني بتكلم عن ايه بالظبط ما تلفش وتدور على زينب ياعمران انت فاهمني زين يابن بطني ليه تح رق قلبي عليك وتخليني كل عشية اقعد ادعي ربنا يعجل بالفرح ليك ولمرتك ولقلبي قبليكم وانت هتخبي علي إن مرتك تعبانة أمك مصعبتش عليك ياعمران وانت هتبلفها كل يوم والتاني بأي كلام علشان تريح راسك انت والحلوة مرتك !
أخذ نفسا عميقا وهو ينظر للجهة الأخرى كي لاترى والدته ملامحه الغير المتقبلة لعتابها كيف سيلاحق من الهموم الآن التى تأتيه من كل صوب وحدب 
لم يعرف أيحزن على حاله هو وزوجته وما قدره الله لهما أم على نفسيتها المدمرة أم على الح رب الضارية التي بدأت والدته الآن بشنها عليهم !
دلوك ساكت ومعرفش ترد علي ياعمران ولا بتشوف لك اي حجة تهدي بيها أمك ... تلك الكلمات الغاض بة التي ألقتها زينب في اذناي ولدها وما كان منه إلا أنه ردد بروح منهكة 
الكلام ممنوش فايدة يا حاجة اللي يخص مرتي وتعبها ليها هي وبس مكانتش حابة تشغل بالكم ولا تقلقكم عليها وخصوصي اللي فيها دي بيد ربنا سبحانه وتعالى مش بيد عباده فالكلام فيه لاهيقدم ولا هيأخر .
انتفضت زينب وقد أصابها الڠضب الشديد من رده اللامبالي عليها وهدرت به 
إنت هتجنني ياواد انت بردودك داي !
اوزن الكلام واعقله قبل ماتقول دي ولية خرفانة هقولها اي هري وخلاص 
إنت ناسي سنك كام ياعمران 
واسترسلت حديثها بصوت غليظ وهي تطيل الكلام بلسانها كي تجعله يتذكر عمره الغافل عنه 
إنت عنديك ٣٦ سنة عارف يعني ايه ! يعني فاضل أربع سنين وتدخل الأربعين هتستني ايه تاني يا عمران وياريت حاجة ليها وقت محدد له دي يابني في علم الغيب .
اندهش عمران من نبرة اليأس التي تتحدث بها ثم سألها بتخوف من حديثها 
سيبك من إن كل حاجة بإيد ربنا وإن العبد ملهش يد في اللي مقدره ربنا عليه وأننا مطالبين بالرضا في الاول وبعدين السعي اني مطلوب مني ايه أعمله يا أم عمران علشان أرضيكي أو في يدي ايه أعمله ومعملتوش 
هو حل واحد مفيش غيره تتجوز ياعمران ... نطقتها زينب
بفم متجبر دون أن تراعي وجعه على زوجته وعلى حالتها دون أن تراعي أنه رجل عاشق متيم بغرام امرأة في عينه أما وأبا وابنة وزوجة وأختا في عينيه بنساء العالم كلهم فنطق لسانه هو الآخر برفض قاطع كي يجعلها تفقد الأمل 
لو مهخلفش خالص يا أمي مهتجوزش على سكون لو هعيش بطولي اني وهي طول العمر وما أرادش
ربنا مهتجوزش ولا هعاشر غيرها أصلك مفهماش حاجة عن ولدك كيف كان وكيف صار مفهماش إنها غير اي ست في الدنيا كلاتها فريحي بالك يستحيل لو اخر يوم في عمر عمران تدخل درة على سكون وأقهرها .
رفعت حاجبها بغيظ شديد ولكن حاولت كظمه وهتفت بحزن عميق لم تستطع تخبئته 
هتعصي امك ياعمران وتقهرني وتم وتني ناقصة عمر علشان عايزة اشيل عوضك على يدي عايزة أحفاد ليا من

صلب ولدي الوحيد 
زفر أنفاسه بحنق شديد من إصرار والدته على ډم اره وزاده عليهم التوقيت ذاته في ذاك الحديث كأنها تريد أن توصل له رسالة واضحة وضوح الشمس في كبد النهار انها لن تتنازل عن حفيد لها فهو الآن يقف بين والدته وبين عشقه الأول والأخير بل والأبدي ثم حاول تهدئة حاله كي لايدخل النقاش منطقة العناد وهو يعلم والدته ومدى إصرارها فهتف محاولا إقناعها 
طب نفترض ياحاجة أن اني بدال.... قبل أن يكمل كلمته التي فهمتها على الفور أشارت بيديها أمام فمه أن يصمت هاتفة بنفي مصاحب للقوة 
متكملش افتراضك طالما مش موجود ومدخلهوش في الحوار من أساسه ولو عايز تفترضه ربنا شرع للراجل يتجوز مرة واتنين وتلاتة طالما قادر واحنا قادرين قوووي الحمد لله وطالما عادل واني سكون هحبها وهعتبرها كيف بناتي وربنا العالم مهسمحلكش تميل بكفتك وهشيلها على راسي من فوق ومهسمحش بإھانتها واصل لحد أخر نفس فيا .
شتتت شمل قوته ودقت عليها بقوة ولكنه سألها 
طب وهي يا أمي ذنبها ايه تتحمل وجود مرة تانية في حضڼ جوزها وانت ذات نفسك متحملتيش اللي عايزاها تتقبله وهديتي الدنيا وقومتيها مقعدتيهاش 
شبكت كفاي يداها في الأخرى وعللت 
اني غير مرتك اني مخلفة الولاد والبنات ربيت وكبرت وعلمت وسندت وياه كتف بكتف معنديش نقص في أي شئ علشان بوك كان يتجوز علي فطبيعي وقتها اني أثور وأقلب الدنيا وارفض اللي أني مستحقهوش .
جبتي القساوة دي كلاتها على سكون منين يا أم العمران كيف جالك قلب تطلبي مني اكده طب حطي رحمة مكانها كنت هترضي عليها اكده تلك التساؤلات والافتراضات التي ألقاها على مسامعها بعتاب قلب متعب فلو سمعت سكون ذاك الحديث أو شعرت به ما بقت وعند تلك النقطة التى وصل لها عقله نقطة فراق سكون للعمران هتف بقوة وهو يقوم من مكانه قاصدا إنهاء ذاك الحوار الذي حتما سيشعل له يبا سيؤدي به وبقلبه وبسكونه إلى ني رانا لن يستطيع إخمادها بعد 
طب يا امي دي حياتي واختياراتي وأني بس المسؤول عنيها ماهو محدش هيت حړق غيري محدش هيتوجع غيري محدش هيدوق مرار الفراق اللي قلب ولدك ميتحملهوش غيري محدش هيجافيه النوم ويهجر لياليه الحرمان من روحه غيري عمران ولدك مهتلاقيهوش وقتها هيوبقى جسد بلا روح فمتحاوليش علشان وقتها هتتحسىري علي والراحة مهتدوقيش طعمها واصل وبدل ماللي انت بتخططي له علشان يسعدك ومفكراه هيسعدني هيوبقى
 

تم نسخ الرابط