رواية بغرامها متيم بقلم فاطيما يوسف أيام الجزء2 من نبض الۏجع عشت غرامي

موقع أيام نيوز


بين ايديا يا أجمل صدفة ربنا بعتها لي في الوقت دي و علشان اكده مش فارق معايا السن اصل اني عشت سنين ضاعت من عمري واني تايه مش عارف اني بعمل ايه ولا فين وأني واقف مكاني ما بتحركش ليه !
فهزعل على حاجة بإيد ربنا واني كنت شارد ومش لاقي نفسي اصلا كنت تايه ومش عارفني 
ثم قبلها قبلة رقيقة من عينيها وأكمل همسه وهو يداعب أرنبة أنفها 

يعني حياتي الحلوة اتولدت على يدك ياسكوني لما اتقابلنا احنا الاتنين لقتني بصيت للسما وأني هقف في شباك المستشفي عند محمد وهبص عليكي في اليوم اللي وقعتي فيه بين ايديا لقتني بقول يارب تكون دي اللي من حدي ونصيبي واللي على ايديها يفوق عمران من نبض وجعه .
تعمقت النظر في مقلتيه وهي تسأله بتعجب لكلماته التي فهمتها للتو 
انت كنت هتشتكي من حاجة تعباك أو مريت بتجربة قبل اكده خليتك تعاني قووي اكده 
أغمض عينيه لوهلة وهو يتذكر تلك السنوات الشنيعة التي مرت بعمره وجعلته كارها لحاله ثم فتح عينيه حتى استقرت مرة أخرى في عينيها الساحرتين ثم أجابها وهو ينفض عن باله 
أكيد هحكي لك كل حاجة في يوم من الأيام بس مش دلوك الكلام في الموضوع دي علشان خاطر هنفطر وهروح اصلي وبعدين ورانا مشوار سفر طويل يلا يا حبيبي .
كعادتها المريحة ابتسمت له ولم تلح عليه ثم بدأت بتكملة طهي الفطور ثم تناولوه

في سعادة تليق بقلوبهما الرائعة في جو من الألفة والأمل الذي لم ينتهي عمران عن إلقائه على مسامعها مع كل نظرة وابتسامة وهمسة .
كانت تجلس أمام حمام السباحة على كرسيها المتحرك وهي تنظر إلى مياهه التي سلبت أغلى ما بها فقد أصبحت فاقدة الشغف بكل شئ في الحياة بعد ما أصابتها تلك الوعكة بعدما فقدت إشراقتها في الحياة بل فقدت كل الجميل التي كانت تعيشه فقدت المرح 
كان ماهر رافضا أن تخرج للحديقة حتى لا تتذكر ما حدث لها ولكنها كل يوم تصر على أن تجلس في الحديقة وبالتحديد أمام هادم ملاذها وبجانبها مشغل الموسيقى على تلك الأغنية التي تعشقها وتتفاعل معها وبالتحديد كانت عندما تستمع إليها قبل ذاك كانت تطير كالفراشة التى ترفرف في الفضاء تهرب من مكائد الحياة ولكنها الآن جليسة على كرسي متحرك لن تستطيع أن تحلق في سماء الحرية كما كانت تفعل تلك الفراشة الرقيقة وكانت تلك الغنوة
لولا الملامة يا هوى لولا الملامة
لافرد جناحي عالهوى زي اليمامة
وأطير وأرفرف في الفضا
وأهرب من الدنيا الفضا
وكفاية عمري اللي انقضى
وأنا بخاف الملامة
وآه من الملامة
سألوني كتير سألوني
سألوني عليه
بتحبيه أيوا أيوا وهنكر ليه
ب
صولي ملام وقالولي كلام جراح
فرشولي الأرض
آه فرشولي الأرض دموع
والشمس جراح
كل ده كله عشان حبيت
ولا عشان قلت أنا حبيت
لولا الملامة يا هوى لولا الملامة
لافرد جناحي عالهوى زي اليمامة
وأطير وأرفرف في الفضا
وأهرب من الأرض الفضا
كفاية عمري اللي انقضى
وأنا بخاف الملامة
وأنا بخاف الملامة
وآه من الملامة
ياعيون عطشانة عطشانة سهر
ياقلوب تعبانة تعبانة سفر
ياعيون عطشانة عطشانة سهر
ياقلوب تعبانة تعبانة سفر
كتروا من الحب تلاقوا تلاقوا
تلاقوا في الظلمة ألف قمر
بنحب يا ناس
نكدب لو قلنا ما بنحبش
بنحب يا ناس
ولا حدش في الدنيا ما حبش
والدنيا يا ناس
من غير الحب ما تنحبش
من غير الحب ما تنحبش حتى اللايمين زينا عاشقين لكن خايفين لايمين تانيين
انهمرت الدموع من مقلتيها بغزارة كعادتها كل يوم فقد تزورها الدموع في اليوم والليلة كثيرا بعدما كانت ضيفا أصبحت صاحبة مكان داخل عينيها 
في ذاك الوقت كان ماهر قد خرج للتو من المنزل وبيده كوبان من القهوة الفرنسية التي تعشقها وعندما وصل عندها تبدلت البسمة التي زينت محياه إلى حزن عميق عندما رأى عينيها المغمضتين تنسدل منهما الدموع الغزيرة وتستند برأسها على ذاك الكرسي فاقترب منها وهو يتنهد بأنفاس عميقة كي يدخل لرئتيه قدرا كبيرا من الطاقة الإيجابية ليقوم بإلقائها داخل صدر رحمته ثم اقترب بمقعده منها ودنى منها كثيرا حتى أصبح وجهه مقابلا لوجهها ووصل إليها دفئ أنفاسه الحانية وهو يمد يده يمسح لها دموعها بحنو بالغ وقلبه ينفطر ۏجعا لأجلها ثم جذبها إلى أحضانه فتحول البكاء الصامت إلى بكاء بصوت عالي وصل إلى قلبه فمزقه وهو يقف ضعيف مكتوف الأيدي أمام حالتها تلك ثم ظل يهدهدها وهو يربت على ظهرها
بس يارحمتي حرام والله اللي هتعمليه في حالك دي مش قادر أشوفك اكده ومقادرش أعمل حاجة ارحمي نفسك وارحميني بالطريقة دي العلاج مش هيجيب نتيجة وكل مرة الدكتورة تاجي فيها تمشي ومتوصلش لنتيجة بسبب حالتك النفسية اللي هتدمري نفسك بيها أرجوكي يارحمة اني عايز رحمة الفرفوشة ترجع لي تاني تملى عليا الكون بهجة تجدد حياتي بچنونها زي ماكنتي هتعملي معاي أني ضايع من غير ضحكك ومن غير شقاوتك يارحمة .
هدأت من بكائها رويدا رويدا ثم خرجت من أحضانه واحتضنت وجنتيه بكفاي يديها وخرجت كلماتها المحملة بنبض الۏجع من أعماق قلبها لتقول بشجن
مبتقش قادرة فقدت طاقة الحرية اللي كانت هتخليني أطير زي الفراشة وأملى دنيتي ودنيتك مرح رحمتك هزمها الابتلاء ومبقتش تتحمل وبقيت ضعيفة 
ثم أكملت وهي تهدئ من شهقاتها وهي تتعمق النظر داخل عينيه ولأول مرة منذ حادثتها يخرج ذاك الكلام من قلبها 
كان نفسي أعيش معاك تفاصيل ملحقتش أعيشها وأجربها كان نفسي أجرب معاك اللعب والجري والمرح في كل مكان في بيتنا كنت محضرة لك تفاصيل في قلبي وعقلي كل يوم أفاجئك بيها وبتجددها علشان أسعدك كان نفسي ألعب معاك استغماية وتجري ورايا متلحقنيش كان نفسي أقف أعمل لك أكل في مطبخي وتاجي تحضني من ضهري وتحتويني وتحسسني بدفاك وانت هتقول لي شكلك قمر وانت ست بيت تحبي أساعدك في ايه 
كان نفسي ياجي عليا وقت أقومك من عز النوم وأقول لك خرجني وأكلني درة مشوي واحنا في عز الليل وأتشاقي عليك زي ما أكون بنوتك وتتحمل شقاوتي كان نفسي في تفاصيل كتتير قووي يا ماهر أعيشها معاك وملحقتش ودلوك أبسط الأمور مبعرفش أعملها لحالي لازم مساعدة من أي حد حواليا انت وماما وسكون واخواتي و هانم بعد ماكنت مفكرة نفسي سوبر هيرو ومكنتش بشيل حد همي خالص ولا كنت بشتكي لحد خالص دلوك بقيت أضعف إنسانة على وجه الأرض.
كان يستمع إليها بقلب يخفق ألما وقد تراشقت عباراتها پألم كنصل سك ين حاد غ رز في صدره للتو وتماسك الدمع في عينيه إجبارا عنه كي لا تظنها شفقة فتشعر بالحزن أكثر ثم قبلها من عينيها الدامعتين وقد تذوق بفمه طعم دمعها المرير ثم تحدث وهو يحتضن كفاي يديها كي يرزقها السکينة والطمأنينة
طب مين قال إنك الحاجات داي كلها مش هنعملها يعني انت ممكن تصحيني من عز النوم في نص الليل ولو حتي الفجر وتقولي لي خرجني والله لا أشيلك جوة قلبي وأضمك بضلوعى وأخدك ونخرج وأبسطك وأدلعك يارحمتي دي انت الصغنن بتاعي وبنت قلبي وكل اللي نفسك فيه أعمله لك لو هعطل كل حاجة وأقعد تحت رجلك علشان أعمل أي حاجة تسعدك وأشوف بس بسمتك والله لهعملها ومش هتأخر أبدا 
ثم أكمل وهو ينظر لها برجاء
بس أرجوكي يارحمة مش عايز أشوف دموعك ولا عايز أحس انكسارك ولا حابب لحظات الضعف اللي هتتملك من قلبك داي انت هتخفي وهترجعي تمشي على رجلك تاني وهتملي البيت فرح وهتجري وهتتنطي بس مش محتاج حاجة منك غير حبة أمل وتفاؤل على حبة صبر على حبة قوة على حبة ثقة على حبة طاقة إيجابية انك هتقدري وهتكملي دي انت الباش محامية رحمة المهدي اللي كانت تدخل المحكمة تهزها بمرافعة محبوكة محدش عرف يعملها زيك في السن الصغير دي .
ضيقت نظرة عينيها ثم رمقته بنبرة هادئة مستكينة ومستسلمة لمرضها اللعېن الذي سيطر على عقلها وقلبها 
متهيئلك ان كل حاجة هتنفع أني محبش أشوف نظرات العطف والشفقة في عيون الناس مش هقدر أتحمل اني أمشي جنبك على كرسي متحرك وأتصعبن على الناس أني خلاص حياتي هقضيها بين حيطان البيت ومرايداش أشوف الشارع ولا الناس تاني .
ضمھا أكثر تلك المستكينة وقربها لصدره وتحدث بنبرة مشجعة كي يخرجها من حالة الضيق 
طب شوفي بقى كلامك دي تنسيه خالص لأنه مش هيوحصل وهتتابعي يا رحمة

مع الدكتورة وهتفوقي لنفسك وهتنسي الوهم اللي انتي عايشة فيه وهو انك هتفضلي على الكرسي دي كل الدكاترة والآشعة والتحاليل أكدوا ان انت في حالة مؤقتة فأكيد مش هنفهم اكتر منهم و برده كلاتهم اكدوا انك لازم تفوقي من حالة الصدمة وتتشجعي وتتعاملي مع المړض بكل قوة عشان تهزميه مش هو اللي يهزمك واني مش هسيبك يا رحمة تستسلمي لوجعك وألمك يستحيل دي يوحصل طول ما اني جنبك لازم تثقي انك هتتسندي على درع حامي هيواجه وياكي كل المراحل لازم توبقى أقوى من الظروف وتعانديها وانت أصلا رحمة المهدي الشرسة العندية اللي محدش يقدر عليها ولا يقدر يهزمها .
زمت شفتاها بفقدان صبر وأنزلت بصرها للأسفل بحزن ممزوج پقهر وتحدثت بنبرة مضحية منهزمة 
انت لازم تطلقني وتعيش حياتك مع واحدة تستاهلك انت تعبت في حياتك ياماهر وعانيت قروي المالح أما أني سيبني لمصيري بزياداك وجعك اللي عانيته في ..
لم يتحمل حدسه كلامه عن فراقهم ثم كتم شفاها مانعا إياها أن تكمل هرائها ذاك وهو ينهرها بحدة بالغة 
اياكي أسمعك تقولي الكلمة داي تاني يارحمة هو إنت ازاي استسهلتيها قووي اكده !
ازاي أصلا عقلك أدرك اني ممكن أسيبك وأبعد عنك !
هو إنت فيكي حاجة أصلا تستدعي اني أبعد عنيكي ولا مفكرة أزمتك دي هتخليني أسيبك وأفرط في كنزي الآمن انت انتشلتيني من الضياع خرجتيني من صومعتي المقفولة اللي كنت عايش فيها بلا روح ولا إحساس 
انت اتحديتي معايا ۏجعي وقهري ومر عيشتي بكل قوتك اللي انت هتستنكريها على حالك دلوك ومصعباها على نفسك وأني جه دوري معاكي يارحمة هتحدي الصعاب وياكي بكل قوتي ولا يمكن أسيبك الا بمۏتي 
باختصار بسيط إنتي الحلم اللي ملهوش مدى والحقيقة اللي ملهاش نكران في قلبي 
باختصار أكتر يارحمتي هل جزاء الإحسان إلا الإحسان 
وأكمل وهو يناولها كوب القهوة الذي أصبح باردا وهو يشاكسها 
اكده حرام القهوة اللي عملتها ليا وليكي بردت ودي ميرضيش ربنا وعقابك هتشربيها باردة علشان بعد اكده متنكديش علينا وقت القهوة بالذات ياغشيمة انت .
اتسعت مقلتيها بذهول وهو ينعتها بالغشم هادرة به 
وه مين دي اللي غشيمة ! ما تظبط لسانك دي يا ماهر وانت هتتحدت وياي .
تبسم ضاحكا بعدما استطاع إخراج رحمة الشرسة الآن وهو يباغتها بقبلة سريعة 
ياه
 

تم نسخ الرابط