رواية قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزئين
خير
نطقتها وانسحبت للخارج فتحدثت چيچي إلي زوجها
بصراحة يا طروق بنت أخوك زودتها قويومليكة كل ده ساكتة وما بتتكلمشلكن لما هيفيض بيها ھتنفجر في ياسين وساعتها محدش هيقدر يوقفها
أشار بكف يده وتحدث معترضا علي حديثها
إنسيمليكة
بتحب ياسين ومقدرة اللي هو فيه وقابلة بيه في كل حالاتهده غير إنها بنت أصول واتربت علي إنها تصون جوزها وتتحمل ظروفه
ممكن...قالتها باقتناع فتحدث هو متفاخرا بشقيقه
الباشا بتاعنا مسيطر
ضحكت وتحدثت بدلال
بصراحة بقي كل رجالة المغربي ليهم
قدرة عجيبة علي السيطرةده غير الهيبة اللي فارضة نفسها
أمال يا بنتيإحنا بنلعب ولا إيه...قالها بغمزة من إحدي عيناه فضحكت له وأكملا سهرتهما
صعدت مليكة إلي الأعلي وانتظرت ياسين الذي جلس بجناحه بصحبة أيسل وحمزة الذي إنضم إليهما وبدأ ثلاثتهم بالنقاش وفتح الاحاديث الشيقة بينهمشعرت أيسل بالنعاس وغفت فوق التخت دون تعمدفاضطر ياسين المبيت معها وهاتف مليكة وأبلغها تحت إستيائها
داخل جناح عز المغربي
دخلت إليه منال وجدته يمسك بكتيب يقرأ به بتمعن قبل أن يغفوتحركت إليه وجلست علي طرف الفراش وتحدثت بنبرة هادئة
أنا جاية أتأسف لك علي كل حاجة حصلت وضايقتك مني في يوم يا عزوأتمني تقبل أسفي
واسترسلت بتمني وعيناي متأملة
وجاية أسألك لو لسة ليا عندك رصيد يسمح لنا بإننا نسكن تاني في نفس الجناح ونرجع مع بعض زي الأول
عقب علي حديثها بنبرة أسفة
بس إحنا عمرنا ما كنا مع بعض يا منالإلا إذا كنتي تقصدي نومنا علي نفس السرير
ثم تنهد وأردف شارحا
فيه حاجات كتيرة إنكسرت جوانا وصعب ترجع تاني زي الأول
واسترسل بإبانة مذكرا إياها بماضيه المؤلم معها
أنا اتحملت في علاقتنا اللي رجالة كتير ما يقدروش يتحملوهتغاضيت عن عجرفتك معايا ومع عيلتي طول السنين اللي فاتت علشان البيت يستمر وولادي ما يتأثروش لو إنفصلنا
واستطرد وهو يهز رأسه بأسي
بس للأسف يا منالإنت فسرتي تضحياتي علي إنها ضعف منياتحاميتي في عيالك الرجالة واعتبرتيهم سدك المنيع ونسيتي إني راجل حر وليا أخر
أخذ نفسا عميقا كي يستطيع إستكمال حديثه ثم استرسل موضحا
خلينا مكملين زي ما أحنا يا منالأدينا بنتعامل مع بعض باحترام ولامين ولادنا وأحفادنا حوالينا والبيت مفتوح
كانت تستمع إليه پتألم وكأنها تسترجع شريط حياتها معه الذي مر بمخيلتهاإكتشفت كم كانت حمقاء وخسړت قلبا من ذهب كقلب ذاك الفارس الذي لا يعوضتذكرت كم الفرص التي أضاعتها علي حالها لإمتلاك قلبه النقي
شعرت بالأسي وتسائلت بعيناي مترجية
يعني خلاص يا عزأنا كدة خسرتك للأبد
تنهد بأسي وعقب علي حديثها بنبرة إنهزامية
إحنا الإتنين خسرنا يا منالخسرنا عمرنا اللي ضيعناه مع شريك مش شبهنا
واسترسل وهو يهز رأسه باستسلام
أنا وإنت مخرجناش من علاقتنا غير بالهزيمة وخيبة الأمل
واستطرد بتعقل
خلينا ننهيها باحترام بدل ما نكمل ومع الوقت نخسر حتي إحترامنا لنفسنا
أومأت له وبصوت خاڤت مټألم تحدثت
عندك حق يا عز
واسترسلت بعيناي شاكرة
أنا متشكرة يا عزمتشكرة علي إنك إتحملتني كل السنين دي من غير ما تكل ولا تملمتشكرة علي كل حاجةوأوعدك إني مش هزعجك بعد النهاردة
تصبح علي خير يا عز...نطقتها ثم تحركت إلي الخارج وهي تجر أذيال خيبتها حصادا لزرعتها التي ذبلت جراء إهمالها وعدم رعايتها لها طيلة سنوات
تنهد بأسي للحال الذي وصل إليه كلاهما ولكن هذا أفضل للطرفينفقد تحمل الكثير وضغط علي حاله سنوات وسنوات دون نتيجةوبالأخير قرر النأي بحاله عن تلك العلاقة التي إستنذفت قواه سائلا الله العوض والإثابة عن كل ما مر به من ألام وۏجع تسبب بشرخ روحه التي ما عادت كما السابق
صباح اليوم التالي
داخل غرفة أنيقة ومرتبة بما يوحي إلى رتابة مالكها
كان يقف أمام مرأته
أمسك بفرشاته الخاصة وقام بتصفيف شعر رأسه جيدا تحت إحداثه صفيرا من فمه يوحي إلي رواق مزاجه وصفائهإلتقط قنينة عطره المميز وبات ينثر علي ذقنه وصدره برتابةأعاد القنينة بمكانها وبات يتطلع علي حاله باستحسانإتجه إلي تخته وألتقط حلة بدلته الموضوعة علي طرف الفراش وتحرك إلي خارج غرفته بخطي واثقة
ببهو المنزليترأس طاولة الفطار رجلا يبدو أنه بالعقد السادس من عمرهكسي اللون الأبيض شعر رأسه مما جعل منه وقورايرتدي نظارة طبية وممسكا بجريدته الورقية ويبدوا أنه يتصفحها بتمعن
بجانبه تقف سيدة بالعقد الخامس من عمرها يبدو عليها الرشاقة والجمال الذي وبرغم مرور السنوات مازالت تحتفظ بهأمسكت بيدها الوعاء الخاص بحفظ مشروب الشاي الساخن وبدأت بسكب بعضا منه داخل الكأس الموضوع فوق طاولة الطعام المعدة برتابة تشير إلي نظام تلك السيدة
نظر لها زوجها وتحدث شاكرا بنبرة ودودة
تسلم إيدك يا بثينة
بالهنا والشفا يا دكتور...هكذا أجابته برقي
تحرك إليهما وتحدث بنبرة حماسية وهو يسحب مقعده المعتاد المجاور لوالده ويقوم بتعليق حلته بالخلفية ثم جلس
صباح الخير.
رد والده التحية من خلف جريدته وعقبت والدته
صباح النور يا حبيبيأصب لك شاي
وافقها قائلا بإحترام
لو سمحتي يا حبيبتي
سكبت له المشروب وجلست بجوار زوجها لتتناول طعامها بهدوءتحدثت إليه بتذمر
نزل الجورنال من علي عنيك وإفطر زي الناس يا جمال
إبتسم كارم وتحدث مشاكسا والده
أموت وأعرف إنت بتجيب الجرايد دي منين يا دكتور
واستطرد باستغراب
وبعدين هو حد بقي يقري ورقيدي إنقرضت
دي ثوابت في حياتي زيها زي قهوة العصاري كدة
يا حضرة الرائد...نطقها الأستاذ الجامعي باعتزاز لعاداتهواسترسل بمداعبة نجله الغالي
واحساس راقي لا يفهمه جيل الإنترنت فاقدي الحس أمثالك
وبأسي استطرد بإبانة
من يوم ما بلتونا بالتطور التكنولوجي وإنتوا ضيعتوا حلاوة كل حاجة في حياتنا وحولتوها لمجرد صورة توثق الحالة
ضحك كارم وتحدث بمراوغة
هدي أعصابك يا دكتوروبعدين هو حضرتك بتلوم عليا أنا ليهده أنا فاتح صفحة فيس بوك بالعافية
واستطرد بمشاكسة
كلامك ده توجهه للأخ مارك وامثاله من الفاشلين مخترعي التكنولوجيا
إبتسم والده وقام بطي الجريدة ثم وضعها جانبا وأمسك كأس المشروب وأرتشف منه القليل وبدأ بتناول طعامهنظر إلي نجله وسأله
أخبار المهمة الجديدة إيه
كله تمام يا دكتور...نطقها بغموض وهو يلتقط إحدي حبات الزيتون ويتناولهاهتفت والدته بنبرة حادة
مهمة إيه اللي بتسأله عنها يا دكتور
واستطردت بعيناي غاضبة أظهرت كم إستيائها
هو أحنا كنا بنربيه وندخله الكلية الحړبية ونطلعه ظابط قد الدنيا علشان في الأخر يروح يحرس حتة عيلة في الكلية!
هز كارم رأسه وابتسم باستسلام لحديث والدته الذي بات يحفظه بفضل كثرة عدد المرات التي إستمع له منذ أن أخبرها ووالده عن إستلامه لتلك المهمة
أردف جمال بنبرة مستنكرة وهو يتحدث إلي زوجته
يا بثينة يا حبيبتي دي مهمة رسمية واللي إختاره ليها رئيس الجهاز بنفسهيعني معني كدة إنه واثق في إبنك وده ليه معني كبير قوي
قول لها يا دكتور علشان الأستاذة مربية الأجيال مش عاوزة تقتنع...قال كلماته وهب واقفا ثم أمسك كأسا من المياة وأرتشفه دفعة واحدةفتحدثت والدته مديرة المدرسة
يا ابني إقعد كمل فطارك زي البني أدمين
أردف علي عجالة وهو يلتقط حلة بدلته ويرتديها
هتأخر يا ماما
عقبت بقلب الأم
يعني هتسوق كل الطريق ده وإنت جعان
أجابها وهو يضع قبلة حنون فوق رأسها
هبقي أكل أي حاجة في الطريق لو جعت يا ماما
عاوز حاجة يا بابا...نطقها بتوقير فأجابه الآخر
سلامتك يا كارمخلي بالك من نفسك يا ابني
أومأ لأبيه وشكره ثم انسحب مستقلا سيارة الجهاز المصفحة واتجه بطريقه إلي منزل سيادة اللواء عز المغربي وتابعته سيارة الحراسة المرافقة والتي كانت بإنتظاره
وقفت أمام مرأتها تنظر لهيأتها بعدما أصبحت جميلة حد الفتنة بفضل إرتدائها لثيابا أنيقة إنتقتها خصيصا لتبدو أكثر جاذبيةنظرت علي حالها باستحسان ثم تحركت إلي الكومود والتقطت حقيبة يدها واخرجت منها جهاز مشغل الموسيقي عن طريق البلوتوثنظرت عليه وأبتسمت بخبث بعدما أنتوت بينها وبين حالها أن ترد عمليا علي ذاك الكارم بشأن إزعاجه لها المتعمدتحركت خارج غرفتها ونزلت من فوق الدرج بحماسنظرت للأمام وجدت جدها وجدتها ووالدها وعمها طارق يتناولون فطورهم علي طاولة الطعام قبل إنطلاقهم لمباشرة أعمالهمتحركت
إليهم وتحدثت بنبرة حماسية إستغربها الجميع
صباح الخير
رد الجميع تحيتها وأردف جدها مداعبا حفيدته
ده إيه الحماس اللي باين في صوتك وباين علي وشك ده كله
ضيقت عيناها باستغراب وأردفت متذمرة
هو أنتوا مبقاش يعجبكم حاجة فيا خالص يا جدو!
واستطردت شارحة
يعني أقعد مع نفسي وأبعد عن الكل مش عاجبأتحمس وأحاول أرجع لطبيعتي بردوا مش عاجب!
إبتسم علي حفيدته متقلبة المزاج وتحدث إليها بهدوء
هو مين اللي قال إن التطور ده مش عاجبني
بالعكسيا حبيبتيده أنا مبسوط جدا ومستني الأكتر
إقعدي إفطري يا سيلا...جملة هادئة نطق بها ياسينعقبت عليها تلك المتمردة بأخري متهكمة
خاېفة أقعد أفطر وأتأخر علي حكمدار العاصمة اللي حضرتك عينته ليلاتاخد مخالفة تأخير وأسمع لي كلمتين أنا في غني عنهم.
هتفت منال بنبرة حانقة لأجل حفيدتها
مين ده اللي يجرؤ يتكلم معاكي ولا يحاسبك
واسترسلت وهي تنظر إلي ياسين قاصدة إياه بحديثها
ما تشوف بنتك بتقول إيه يا ياسين
تنهد ياسين ثم نظر إلي والدته وتحدث متهكما
أشوف إيه يا ماما
هو أحنا عرفنا الدكتورة تقصد إيه بكلامها علشان تقولي لي شوف بنتك!
وجه عز المغربي بصره إليها وباحتواء سألها مستفسرا
ماله ظابط الحراسة يا سيلاإيه مشكلتك معاه
خنيق يا جدو...نطقتها بحنق واسترسلت بملامح وجه ظهر عليها الضيق
ده غير إنه مغرور جدا وطول الطريق بيتحكم حتي في النفس اللي بتنفسه
عقب ياسين ردا علي تذمرها
كل اللي بتتكلمي فيه ده أمر طبيعي لزوم حمايتك
هتفت بحنق وتبرم
حماية إيه يا بابي اللي تخليه يرفض يديني إسم بلوتوث الكاست علشان أشغل ميوزك يسليني علي ما أوصل
ضحكة ساخرة أطلقها طارق وتحدث بتهكم
يا قسۏة قلبه وجبروتهإزاي جاله قلب يعمل چريمة بالبشاعة دي
ضحك ذاك الثنائي علي فكاهة طارق حتي تلك المنال لم تستطع كبت ضحكاتها التي خرجت رغما عنها علي بلاهة حفيدتهاإحتقن وجه أيسل بالڠضب فور مشاهدتها لسخريتهم من شكواها فتحدثت بنبرة محتدة
بدل ما تسخروا مني بالطريقة دي حاولوا تفهموا المعني الحقيقي ورا كلامي
بصعوبة كظم ياسين ضحكاته وسألها كي لا تشعر بالضجر وعدم إهتمامهم بشكواها
طب ما تقولي لنا إيه اللي تقصديه يا سيلا
أردفت بإفصاح عن شكواها
علي فكرة يا بابيأنا ما أعترضتش علي رفضه لطلبي قد ما ضايقني الإسلوب اللي كلمني بيه
واسترسلت بتذكير
طب ما إيهاب كان بينفذ الأوامربس
في نفس الوقت كان بيحترمني وعمره ما تعدي حدوده في الكلام معايا
واستطردت بإعتراض حانق يوحي لمدي ڠضبها
لكن البيه بيعاملني علي إني تليمذة بمريلة وضفيرتين ونازل فيا تحكماتده أنا حاسة إنه شوية كمان وهيبتدي يحدد لي المواعيد اللي مسموح لي اتنفس فيها
هتفةبنبرة صارنة
سيلااااكارم مش حارس شخصي علشان تقارنيه بإيهابده واحد من أكفئ رجالة الجهاز وحازم جدا وبينفذ شغله المطلوب منه علي أكمل وجهوده كان السبب الرئيسي ورا إختياري ليه هو عن غيرهوأنا واثق فيه ومتأكد إنه عمره ما هيسمح لنفسه في إنه يتعدي حدوده في معاملته معاكي
واستطرد غاضبا
وإيهاب اللي سيادتك بتستشهدي بيه كلنا شفنا نتيجة تساهله هو ورجالته في عدم الحزم سواء في معاملته معاكي أو مع ليالي الله يرحمها
واسترسل مطالبا بحزم تحت حزنها ودموعها التي تكونت داخل مقلتاها
فياريت تبطلي