رواية قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزئين

موقع أيام نيوز

أن يتحرك إلي ذاك الزائر 

حاضر يا عمو.

مال علي أذن مليكة الواقفة بجانبه وتحدث متهمكا 

هو إيه اللي جايبة معاه المغفل ده كمانهو فاكر نفسه جاي يقرأ فاتحة بروح أمه!

همست مليكة بترجي 

إهدي يا ياسين وعدي اليوم علشان خاطري

رمقها بنظرات مبهمة ثم نظر أمامه يتابع ذاك الكارم

وصل مروان إلي كارم وقام بالترحيب به ثم حمل عنه إحدي العرائس وجاوره الخطوات حتي وصلا إلي ياسين الذي رحب بكارم قائلا بحفاوة وابتسامة هادئة رسمها ببراعة بعد أن جنب غيظه منه

أهلا يا سيادة الرائدنورتنا

أجابه بتوقير لشخصه

متشكر لذوق سعادتك يا باشا

نظر ياسين إلي زوجة عمه وأشار بكفه لتقديمها إليه

ثريا هانم المغربيمرات عمي أحمد

 

الله يرحمه وأمي التانية

إبتسمت ثريا ونظرت إلي ياسين بحنان أما كارم فمد يده كي يصافحها وتحدث بلباقة وتوقير 

زادني شرف بمعرفة جنابك يا افندم

بابتسامتها البشوش المعهودة عقبت باحترام 

العفو يا سيادة الرائدشرفتنا

ثم استطردت وهي تنظر إلي ما بيده 

تعبت نفسك ليه بس يا ابني

بهدوء عقب 

دي حاجة بسيطة حضرتك بمناسبة المولد النبويكل سنة وحضرتك طيبة

قدم له ياسين مروان وحمزة وانس وعز الصغير ثم تحدث بإبتسامة قاصدا مليكة وأيسل التي تجاور والدها بقلب يدق بضړبات سريعة

مش محتاج أعرفك علي الباقي أكيد. 

أومأ له ونظر إلي مليكة وأمال بجانب رأسه وتحدث موقرا إياها 

إزي حضرتك يا مدام مليكة

أجابته 

الحمدلله يا سيادة الرائدشرفتنا

بدهاء منه حول بصره إلي حمزة واقترب من وقفته وقام بتقديم العروسة ذات الرداء الوردي والتي إحتفظ بها بيده وتحدث إلي مسك وهو يقبل وجنتها الرقيقة 

كل سنة وإنت طيبة يا مسك.

ضحكات متتالية خرجت من الصغيرة التي باتت تلوح بكفاها لتمسك بها الدمية بحفاوة أسعدت الجميع

وبمنتهي المكر تحرك إلي مروان وتناول عنه الدمية الأخري والتي كانت ترتدي ثوبا أبيضا كثوب عروس بليلة زفافهاثم تحرك إلى أيسل وبسط لها ذراعيه بالأخري وتحدث بنبرة جادة 

كل سنة وإنت طيبة يا دكتورة

مدت يداها لتتلقي هديته ثم رفعت عيناها لتلتقي بعيناه لينتفض قلبها پعنف ورجفة قوية أصابت جسدها التي إرتفعت حرارته وكأن سهم عيناه المنطلق أصاب قلبها وقضي الأمر

بلحظة محي كل حزنها الذي أصابها بفضل حديثه المهين

 

ليلة الأمسحمحمت لتجلي صوتها وبصعوبة أخرجته ونطقت

ميرسي يا سيادة الرائد

إرتبك من نظراتها ونبرة صوتها الحنون حيث شعر برجفة بسيطة بداخل قلبه علي أثرهاعلي عجالة حول بصره إلي ياسين خشية إغضابه وجده بالفعل رافعا حاجبه مستغربا ما يحدث وأردف مبررا في محاولة منه لإظهار الصورة كطبيعية ولإبعاد الشبهة عنه

أنا لقيت إنه مايصحش أجيب لبنت حضرتك الصغيرة وما اجيبش للدكتوره بما إنهم الإتنين بنات حضرتك 

واستطرد موقرا إياه

ده طبعا بعد إذن جنابك

إرتبكت مليكة عندما رأت تجهم ملامح ياسين الذي تحدث بنبرة في ظاهرها الهدوء عكس ما يدور بداخله من تساؤلات عدة واستفسارات 

ولا يهمك يا كارموبعدين الدكتورة أيسل زي أختك الصغيرة

طبعا يا باشا...نطقها برصانة تحت إستشاطة أيسل من حديث أبيها الذي أصابها بالضيق

تحدثت ثريا وهي تشير للضيف بكفها للداخل 

إتفضل يا ابني

امال رأسه باحترام وتحركوا جميعا إلي الداخل عدي تلك العاشقة الصغيرة التي نظرت إلي هديته وبدون إدراك وجدت حالها تضمها إلي صدرهاوبلحظة شعرت بإنها إمتلكت العالم بأسره من مجرد هدية بسيطة قدمها لها

تنهدت براحة ثم أخذت نفسا عميقا تهدي به فوران قلبها ودقاته العاليةثم تحركت لتلحق بهم كي لا يلحظ أحدا إرتباكها

بعد قليل كان الجميع يلتفون حول سفرة الطعام المشرفة والتي وجدت عليها أصنافا عديدة من الاطعمة المنوعة والتي توحي علي كرم ساكني هذا المنزل

ترأس ياسين الطاولة وجاوره كارم علي الأيمن وتلاه حمزة وعلي الأيسر من المفترض أن تجاور مليكة زوجها حيث أشار لها لتجلسلكنها نظرت إلي أيسل ولمست إصابتها بالضجر وحدث هذا لسببانأولهما هو جلوس مليكة والفصل بينها وبين أبيها

والسبب الأهم والتي باتت شبه أكيدة منه هو بداية مولد شرارة لعشق رأتها بفطانتها بعيناي تلك المتمردة حيث فضحتها عيناهافأرادت بدهاء أن تصيد عصفورين بحجر واحدوبمنتهي الدهاء تحدثت إليها ببشاشة وجه 

إقعدي إنت جنب بابا يا أيسل

مجرد لحظة وتحول ضجرها إلي حبور شديد ظهر بين علي ملامح وجهها والتي لم تستطع حجب سعادتها مما لاحظه ياسين وتعجب لأمرها

نظرت أيسل إلي مليكة وتحدثت وهي تتأهب لسحب المقعد لمجاورة والدها 

ميرسي

تعجب الجميع من تغيير إسلوب أيسل مع مليكة وانسحبت مليكة لتجاور ثريا التي ترأست الطاولة من الجهة الأخري وجاورها مروان وأنس

أما عز والصغيرة مسك فضلا بالأعلي بصحبة المربية الخاصة بهما حتي حين إنتهاء وجبة الغداء كي لا يحدثوا فوضي في حضور الزائر

إعتدلت أيسل بجلوسها ثم تنفست بانتشاء وراحة لم تتذوقهما منذ البعيدنظرت علي استحياء إلي الذي سلبها لبهاوجدته ينظر داخل صحنه باحترام

تحدثت ثريا إلي كارم 

يلا يا حضرة الظابط بسم اللهدوق عمايل إدينا وقول لي رأيك

علي استحياء نظر إليها وتحدث بمنتهي الرقي 

يا افندم الكتاب بيبان من عنوانهوالأكل ماشاء الله شكله لوحده يفتح النفس

واسترسل وهو ينظر إلي صحن ورق العنب المزين من الأعلي بشرائح اللحم الحمراء والليمون 

ده كفاية شكل ورق العنب

إبتسمت وتحدثت إلي حمزة 

قرب ورق العنب من حضرة الظابط وحط له منه في طبقه يا حمزة

حاضر يا تيتا...نطقها الفتي وبدأ بوضع بعضا منه في حين تحدث ياسين إلي كارم لعلمه عشق الآخر لتلك الوجبة والتي تعني له الكثير

معمول لك بناءا علي التوصية ورق العنب بشرايح الموزة ده علي فكرة

إبتسم لسيده وشكره فاسترسل ياسين وهو يشير إليه بنبرة صادقة 

بالهنا والشفا يا كارم

غرس شوكته بأحد أصابع ورق العنب وتذوقه وبات يمضغه باستمتاع ظهر عليه إنتظر حتي إبتلع الطعام

 

وتحدث إلي ثريا منبهرا باشادة

لو قلت لحضرتك إن ده أطعم والذ ورق عنب أكلته في حياتي صدقيني مش هكون ببالع

واستطرد شاكرا 

تسلم إيد حضرتك

عقبت ببشاشة وجهها

بألف هنا علي قلبكبس للأمانة ورق العنب مش أنا اللي عملاه

واسترسلت وهي تنظر إلي مليكة باطراء 

طاجن ورق العنب بالموزة تخصص مدام مليكة أما الحمام المحشي والبط والممبار فدول أنا اللي عملاهم

أردف بتوقير 

هو الحقيقية الأكل كله هايل وبجد تسلم إيد حضرتك

وتحدث إلي مليكة دون النظر إلي وجهها بعدما لاحظ غيرة ياسين وقرر النأي بحاله من براثن ذاك المفترس 

تسلم إيدك يا افندم

أومأت بهدوء وشكرته لتجنب ڠضب حبيبها الغيورنظرت أيسل إلي كارم وسألته بمشاكسة 

شكلك بتحب الأكل قوي يا حضرة الرائد مع إنه مايبانش عليك

أجابها بإيضاح

انا مرتب جدا في حياتي وأحب كل حاجة في حياتي تتعمل علي أكمل وجهحتي الأكل لازم أتذوقه وأستطعمه ويعجبني علشان أقدر أكله

واستطرد مفسرا 

ولو معجبنيش مستحيل أكمل طبقي لو حتي ھموت من الجوعوللأسف ده مسبب لي مشاكل في أي مكان بروحهعلشان كدة بتجنب العزومات وبقلل من الخروجات اللي تخص الأكل علي قد ما بقدر

كانت تستمع له بشغفضحك ياسين وتحدث باستفهام مشاكسا به تلميذه النجيب 

إوعي يكون ده السبب في إنك فسخت خطوبتك الاخيرة

كانت كلمات والدها أشبه بمادة قابلة للإشتعال حيث نزلت علي قلبها المولع بعشقه فأصابته بشرارة تحولت بلحظات إلي إشتعالا شديد

حدثت حالها پجنون 

هل كان لديه خطيبة

أكان بينهما قصة عشقأم انها مجرد خطيبة طرحت عليه من أحدهم

إبتسم بخفة وتحدث بإبانة 

علشان أكون صادق في كلامي ده كان واحد من الأسباب ده غير الأسباب اللي ذكرتها لجنابك قبل كدة

بطريقة حادة استرسلت حديث النفس مرة أخري 

ما هي تلك الأسبابإنطق واسردها أيها الخائڼ لعشقي الذي لم يولد ويخرج إلي النور بعد

أردفت ثريا بتعقل مدافعة عن الفتيات الصغيرات وتفكيرهن

ما هي لازم أكلها ما يعجبكش في الأول يا ابنيما تنساش إنها لسة بتتعلم وواحدة واحدة نفسها في الأكل هيتظبط

أجابها بجدية 

فهمتيني غلط حضرتكهي أصلا ما بتدخلش المطبخ نهائي برغم إنها خلصت دراستها وما بتشتغلشهي رافضة موضوع شغل الست في بيتها من الأساسعاوزة شغالة وده حقها مش هنكر لكن اللي مش مقبول ولا منطقي بالنسبة لي هو إني أعيش علي الدليفري

واسترسل بإبانة 

ده وصل بيها الامر إنها إشترطت عليا هتقفل المطبخ وتعمله بيت للكلبة بتاعتها بحجة إن سيادتها مابتحبش ريحة الطبخ في البيت

اردف ياسين بمداعبة 

وانا اللي كنت مستغرب إنك فسخت بعد تلات شهور بسده أنت كدة طولت يا ابني

هز رأسه بإبتسامة خاڤتة أما ثريا فتحدثت بتريث 

بعض بنات اليومين دول واخدين فكرة غلط عن الجواز وده للأسف بيرجع للأملازم الأم تفهم البنت إن الجواز عبارة عن شركة ولازم تتأسس صح ويشتغلوا عليها الطرفين علشان تنجح

إنتبه الجميع لكلامها الحكيم حتي أيسل التي إستمعت بتمعن شديد فاسترسلت ثريا

من حق الست تلاقي الحب والتقدير والإحترام من شريك حياتها اللي سابت أهلها واستغنت عن نظام حياتها كلها علشانهوحق الراجل كمان إنه يرجع بيته بعد يوم طويل يلاقي وش بيضحك قدامه ينسيه هموم اليومواكله حلوة تحسسه بطعم البيت وما تخلهوش يحس إنه فقد الاحتواء والدفا وهو بيسيب بيت أمه علشان يأسس بيته الجديد

أردف كارم باستحسان منبهرا بحصافة تلك الثريا

الله عليكي يا افندمبجد احترمت دماغ حضرتك جدا وياريت كل البنات يفهموا كدة

عقبت علي حديثه 

الحمدلله إحنا بناتنا عاقلين ومفهمينهم يعني إيه بيت وأسرةسارة بنت بنتي الكبيرة مخطوبة حاليا وبدأنا ندخلها المطبخ والحمدلله بقت شاطرة إلي حد ما

ونقلت بصرها علي أيسل وتحدثت بإبتسامة حنون

والدكتورة أيسل أنا بنفسي اللي هعلمها لما تتخطب إن شاءالله

كادت ان تدمع عيناها من كلمات تلك الحنون وتحدثت إليها بنبرة متأثرة 

حبيبتي إنت يا نانا

شعر بحالة من

 

السعادة تغزو قلبه لما لا يدري كان يريد أن ينظر عليها ويتأمل ملامح وجهها لكنه لم يرد إختراق حرمة واحترام المنزل والرجل الذي أمن له ودعاه للدخول إلي منزله وسط عائلته

لف ياسين ذراعه حول كتف إبنته وقبل رأسها وتحدث وهو يضمها لصدره تحت سعادة مدللة أبيها 

أيسل دي قلب ابوها من جوة وجوهرتي اللي لا يمكن افرط فيها أبدا

إشتدت سعادتها وضمت والدها فتحدث حمزة مشاكسا شقيقته

هو حضرتك ناوي تخليها تقعد في وشنا علي طول ولا إيه

ضحك الجميع وبدأوا بتناول الطعام مع سردهم لبعض الأحاديث اللطيفة تحت سعادة أيسل التي تخطت عنان السماء وخصوصا بعدما رأته من إهتمام الجميع بها

إنتهي اليوم بسلام ورحل كارم بعد تناوله قدحا من القهوة بصحبة الجميعسعد بالجمع وأحاديثهم المسمرة التي كانت الغذاء لروحه وعقله ضلت أيسل وحمزة بالداخل

عندما حل المساء 

كانت تتمشي داخل الحديقة حاملة إبنتها فوق صدرها في محاولة منها لتهدأتها ومساعدتها علي الشروع في نوم هنئ وهادئ وجدت من تخرج من باب المنزل الداخلي وتقترب عليها وهي تحمل عروستها علي صدرها وتحتويها

 

بذراعيها كمن يحتوي أثمن أشيائهوقفت قبالتها وبدون مقدمات تحدثت بملامح وجه جادة 

هو أنا ممكن أطلب منك طلب

ضيقت مليكة عيناها باستغراب وتحدثت مرحبة

أكيد طبعا

إنتهي البارت 

قلوب حائرة 2

بقلمي روز آمين

بسم الله ولا قوة إلا بالله 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الفصل الأربعون 

  قلوب حائرةالجزء الثاني بقلمي روز آمين

هذه

تم نسخ الرابط