رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن
المحتويات
واحتياج
تعالي يا غزال محتاجك
سألته مرة أخرى مستغربة للغاية من حديثه
طب وتمارا والكل
شعر بالضجر من اسألتها وبوادر رفضها فصاح بانزعاج وضيق
متخليش حد يشوفك يا زينة بلاش تعقيد
تحدثت بجدية شديدة محاولة أن تجعله يعود عما يريد
جبل مش هينفع
جلس على الفراش مرة أخرى وحقا شعر بالامتعاض منها فصاح بصوت عالي جاف
أنتي بتستهبلي ولا ايه بقولك تعالي ده أمر
طيب.. طيب
أغلقت الهاتف بضيق ونظرت إلى الخلف لتجد إسراء جالسة على الفراش تعبث بهاتفها تنفست الصعداء ودلفت إلى الداخل نظرت إليها بعدما وقفت أمامها قائلة بجدية
إسراء
رفعت بصرها إليها باهتمام فأكملت
أنا رايحه لجبل عايز يتكلم معايا في حاجه مهمة.. بس لو حد سأل عليا قولي إني في الجنينة مش عنده ماشي
نظرت حولها وهي تسير ترى إن كان هناك أحد يراها وهي ذاهبة إليه أو لا دلفت إلى الغرفة سريعا وأغلقت الباب من خلفها بالمفتاح تنظر إليه بقوة وهو ممدد على الفراش فقالت پغضب
في ايه يا جبل مش قولنا مش هنتقابل
هو في حد شافك أنا طالع وهما في الصالون تحت
اقتربت تقف أمامه تنظر إليه باستغراب بسبب لا مبالاته البادية عليه وكأنه لم يحذرها من كل هذا
بردو ولو هو أنا اللي هقولك
زفر بضيق وقطب جبينه ينظر إليها بقوة يقول بصوت جاد
أنا عارف أنا بعمل ايه وبعدين أنا عايز مراتي ولا أنتي عندك اعتراض
معنديش بس بعمل كده علشانك
ابتسم باستفزاز ومكر قائلا بصوت ونظرة خبيثة
ولو عندك أنا أقدر اتصرف
ضيقت ما بين حاجبيها وعيناها السوداء عليه تسأله باستغراب
تتصرف إزاي
اتسعت ابتسامته أكثر قائلا بمكر
تمارا موجودة
ارتفع صوتها وهي تنظر إليه
تمثل في الرجل ذو الكلمات المعسولة وهو يجيبها
أنتي وحشاني على طول
ششش
أبعد يده عن . وهو يناظر عيناها السوداء تبادله وترى غرابة عيناه الخضراء تلك التي كانت تخيفها إلى أبعد حد الآن لا مكان يحتوي ضعفها وحبها وچنونها وشغفها سوى عيناه المخيفة..
مر عليهم بعض الوقت سويا ثم استمع إلى رنين هاتفه ليبتعد عنها يقبضه بين يده ينظر إلى المتصل باستغراب شديد..
قطب جبينه باستنكار مضيقا عيناه عليه ثم أجاب واضعا إياه على أذنه قائلا بجدية
مكالمة غريبة.. خير يا فندم
تصنم ينظر إلى الفراغ وهو يستمع إلى الطرف الآخر لبضع لحظات فقط ثم أبعد الهاتف عن أذنه يهمس بخفوت يتخلله الذهول والصدمة
أبويا.. ماټ!..
اعتدلت زينة في جلستها تنظر إليه پصدمة خالصة غير مصدقة ما تستمع إليه ألم يتوفى والده قبل سبع سنوات!!..
يتبع
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الثالث_والعشرون
ندا_حسن
ثار بركان الڠضب داخل أعماق قلبي أثناء معركة ضارية والطبول المطالبة بالنجدة تقرع دون توقف في محاولة منها لإنقاذ ذلك الفتات الذي تبقى منه ولكن مع كل مرة تقرع بها
في ايه يا جبل مين ماټ!
حركت عقله مرة أخرى عندما ذكرت المۏت فاستفاق عليها بقوة أدمعت عيناه أمامها والصدمة تحتل كيانه وكأن الرعشة سارت في أنحاء بدنه كطفل صغير فقد لعبته المحبة إلى قلبه أو كطفل ضل الطريق ليصل إلى والده..
حركت عيناها عليه بقلق ورفعت أصابعها إلى وجنته تزيل تلك الدمعة التي هبطت من عين واحدة وكأنها هاربة من سجن أبدي تحدثت بخفوت
جبل.. مالك
دوما نرى الرجال رجالا قولا وفعلا هم رجالا عندما يتصرف بعقلانية
متابعة القراءة