رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


ترفع الملف عاليا والكل ينظر إليها بذهول.. فكيف وجدته والكل بحث عنه
مالكم يا جماعه بتبصوا عليا كده ليه الملف كان عالق في الدرج..
لم يهتم هاشم بالأمر وأسرع نحوها يلتقطه متنهدا براحه ينظر نحو حازم الذي وقف يطالع كارمن بشك فلما هي الوحيدة التي وجدته رغم بحث الجميع عنه
النهاردة مش يوم حظك يا استاذ هاشم كالعادة

القتها كارمن بداعبة فهتف هاشم يصدق علي كلامها
اليوم ده هسجله من كل شهر عشان منزلش من بيتي
ضحك الجميع وقد تناسوا ما حدث وقد عاد الملف 
انسحب حازم لمكتبه وأخيرا ها هو السيد سليم صديقه العزيز يهاتفه 
ضحكت دينا مستمتعه وهي تستمع للطرف الأخر عبر الهاتف
هايل يا كارمن بجد تجنني.. مش عارفه أزاي اشكرك
ابتسمت كارمن بسعادة وهي تعبث بخصلاتها في دورة المياة أمام المرآة
اه لو شوفتيها وهي مڼهارة حالتها يا حرام تصعب علي الواحد
واردفت بعدما مسحت طرفي شفتيها من طلاء الشفاه الخاص بها
عشان تتعلم تعرف تبص لفوق إزاي وتتظاهر قدامنا إنها بنت عادية.. وهي مرات سليم النجار
تمتمت عبارتها الأخيرة پحقد فحتي هذه اللحظة لا تتخيل أن سليم النجار يتزوج فتاة مثلها كانت خادمة في منزله وزوجة سائقه. 
التمعت عينين دينا بمكر بعدما انهت المكالمه واقتربت من مرآتها تنظر لهيئتها
بتعمل فينا إيه يا سليم مخلينا نجري وراك.. وفي النهايه تكون متمسك بواحدة زي ديه.. مجرد خدامة مسيرك في يوم هطلقها 
.
دلف المؤسسة بخطوات سريعة جامدة وعيون الواقفين عليه.. ينظرون له وقد ادركوا أن الأمر قد وصل له
نهض حازم عن مقعده ينظر نحو فتون التي نهضت من فوق الأريكة وقد كانت تجلس في غرفة حازم حتي يزيل الخلاف بينها وبين السيد هاشم الذي أخذ يعتذر لها عن
________________________________________
أي كلمة قد بدرت منه دون قصد
إيه اللي حصل يا حازم
سليم بيه أنا حقيقي مكنتش أعرف إنها زوجة حضرتك.. غير من استاذ حازم النهاردة
هتف بها هاشم فحدق سليم بصديقه الذي اشاح عيناه بعيدا عنه ..ولولا دلوف سكرتيرة حازم التي أتت كالنجدة إليه تخبره عن عودة السيد فهيم
سليم أنا هروح المكتب التاني عشان القضيه.. وفتون تشرحلك كل حاجة
غادر الغرفة دون أن ينتظر سماع شئ فاتبعه هاشم الذي شعر بالأرتبارك من نظرات سليم له. 
تنهد پغضب يحاول تجاوز حنقه من صديقه.. فتعلقت عيناه بها واخيرا قد ظهر وجهها الذي كانت تطرقه أرضا 
مين عمل فيكي كده الدموع مغرقة وشك ليه.. فهميني
صړخ بها وهو يمسك وجهها بين كفيه فارتجفت شفتيها تتذكر تفاصيل ما حدث.
فتون انطقي.. أنا علي أخرى وخصوصا منك لأنك زي العادة بتنسي تستنجدي بيا وكأني مش هعرف أحميكي واخدلك حقك 
طيب وطى صوتك وأنا احكيلك
طالعها طالبا الصبر.. حتي لا يصب غضبه فوق رأسها.. وبلطف لا يعرف كيف تملكه وهي تطالعه بتلك النظرة التي تأسر قلبه
بحاول اهدي يا فتون
وضمھا إليه بعدما هتف عبارته يمسح فوق ظهرها
مټخافيش
استكانت بين ذراعيه لمدة من الوقت.. إلى أن ابعدها عنه وتحرك بها نحو الأريكة ينتظر سماع الأمر منها
سردت له كل ما حدث تقسم إليه إنها لم تضيع ملف القضيه عن قصد منها. 
دلك جبينه ثم فرك رأسه واسترخي برأسه للخلف
مين البنت اللي لقيت الملف
تعجبت من سؤاله فقد ترك كل شيء وارد أن يعلم بهوية من خلصتهم من تلك الکاړثة ولكنها جاوبته في النهاية
كارمن
...
دلف حازم أخيرا مكتبه بارهاق.. ولكن عيناه قد توقفت علي صديقه الذي جلس يمازح ويلاطف زوجته.. يعطيها العصير والحلوي وكأنها طفله صغيرة.
اقترب حازم منهم وقد انتبهوا أخيرا علي وجوده وقبل أن يهتف سليم بشئ.. كان حازم يلتقط علبة العصير من يده متمتما
قالتلك مش عايزة فهشربها عادي بدلها.. ولا أنت عندك اعتراض يا فتون
ابتسمت فتون وهي تومئ له برأسها وقد عادت الډماء لوجهها
فتون روحي مكتبك عشان عايز حازم في كلمتين
تمتم بها سليم ينظر له بنظرات متوعده فاسرع حازم مستنجدا بها بطريقة لم تعهدها منه من قبل
فتون أنا رئيسك في العمل وبقولك خليكي.. 
فتون زي ما قولتلك روحي علي مكتبك
كادت أن تخرج من الغرفة ولكن حازم اسرع في هتافها ثانية ولكن بجدية
فتون قولي لسليم إنه كان طالبك محدش يعرف بهويتك في المؤسسة
قالتلى يا حازم متخافش بس أنا وأنت حسابنا في حاجات مش في حاجة واحده
خرجت من الغرفة تتنفس براحة ولكن تلك المرة كانت راحتها يرفقها سعادتها التي ارتسمت فوق ملامحها.
عادت

لمكتبها تجمع أغراضها حتي تغارد معه والكل اخذ ينظر نحوها غير مصدقين ما سمعوه ..
فكيف لفتاة صغيرة تبدو بسيطة المنشأ زوجة لرجلا ك
سليم النجار رئيسهم القديم الذي كان يدب الخۏف في قلوبهم من نوبات غضبه. 
وبعد دقائق كان يخرج برفقة حازم يتجه نحو أفراد مؤسسته.. وعيناه عالقة نحوها وحدها..
اقترب من سطح مكتبها يستند بجسده عليه.. يعقد ساعديه أمام صدره. 
الكل توقع أنه سيوبخهم ولكن كعادته لا أحد يفهم عقل سليم النجار
أنتم عارفين إن نجاح المؤسسة بسبب نجاح كل فرد منكم عارف ومتأكد إن المؤسسة جزء منه.. اسمنا بيعلا بتكاتفنا سوا.. صحيح أنا بعدت عنكم لكن مازالت فخور بيكم.. ولولا اخلاصكم و ولائكم كانت المؤسسه اڼهارت
ابتسم الجميع وهم سعداء مما يسمعوه .. ف رئيسهم القديم لم يتحدث عن زوجته كما كانوا يتوقعون.. بل وقف يمدح بهم وبتعاونهم سويا
مش هتكلم عن موضوع الملف لأنه موضوع وانتهى خلاص
تظاهر بأن الأمر قد مضي واخذ يمازحهم قليلا وحازم يشاركه الأمر.. ضحكت معهم فابتسم وهو يغمز لها وقد لاحظ البعض
حقيقي وحشني وجودي في المؤسسه لكن بقيت موجود معاكم في الفترة أخيرة حتي لو مش ظاهر في الصورة
ونظر لها مبتسما بعدما جذبها نحوه وقربها منه.. تحت نظراتهم
طبعا المدام بتناقشني في القضايا وبتستغل خبرتي عشان تتفوق في المجال
واردف وهو يطالع نظرات البعض نحوه وخاصة نظرات حازم وقد كان يفهم لما وقف هكذا صديقه بينهم
طبعا في إستغلال مهني في الحكاية بس منقدرش نقول للسلطة العليا في البيت لا 
ألقاها بدعابه فعاد البعض يضحك غير مصدقين.. إنه سليم النجار 
خفق قلبها وهي تسمعه وتري النظرات نحوها وقد بدء البعض يسألها عن سليم النجار في المنزل فقد عاهدوا مديرا صارم ورجل قانون محنك لا يتمازح معهم.. 
كانت نظراتها نحوه في هيام رأه في عينيها ولم تكن تعلم
ما ينتظرها من رجل القانون عند العودة. 
...
اقتربت منه بتوتر بعدما اخبرتها السيده سعاد إنه يريد رؤيتها
انتظرت أن يرفع عيناه عن الأوراق التي يطالعها.. ثم نهض عن مقعده وقد ظهرت علي ملامحه علامات التعب
طالعت الأوراق التي يقدمها لها ثم التقطتهم منه متعجبه
ديه اوراقك كلها يا بسمه بيان نجاحك في الثانويه العامه كل اوراقك الرسمية.. ومن بدايه السنة الدراسية للعام الجديد هتكوني ضمن الفرقة الأولى في كلية التجارة 
اتسعت ابتسامتها وهي تسمعه فها هو يصدق بأول وعوده وقد احضر لها أوراقها
يعني هتقبل 
اكيد يا بسمه
تهللت اساريرها وهي تضم الأوراق إليها رغم إنها لم تحصل علي إفادة القبول ولكنها تعلم إنه سوف يصدق بكل شئ أخبارها به.
اخرج منديله يضعه فوق رذاذ شفتيه بعدما عطس بشدة 
فطالعته بأسف فعلي ما يبدو إنها يعاني من بوادر البرد.. مسح أنفه.. وعاد لمقعده
تقدري تروحي تشوفي اللي وراكي يا بسمه
الټفت بعدما لم تجد حديث تخبره به ولكنها توقف في مكانها وعادت تلتف إليه
شكلك تعبان اخلي دادة سعاد تعملك أعشاب للبرد او تجبلك علاج
رمقها بنظرة لم تفهمها فشعرت بالتوتر.. وكادت أن تنصرف حانقة من حالها لأنها اقحمت نفسها بما لا يعنيها
ياريت يا بسمة لأحسن حاسس إن جسمي مكسر
وتلك المرة كانت اساريرها تنبسط من أجل حديثه معها .. أندفعت لخارج الغرفة.. تبحث عن السيدة سعاد بلهفة 
جسار بيه تعبان يا داده
وبخطوات سريعة قلقه كانت السيدة سعاد تذهب إليه حتي تري ما به وبعد برهة عادت للمطبخ.. تبحث عن الأعشاب التي تريحة في نزلات البرد
يعني مش هياخد علاج
سكبت السيدة سعاد المشروب في الكوب وقد صعد البخار منه 
جسار بيه مبياخدش أي علاج غير لو لزم الأمر 
ليه طيب مهمل في صحته كده
رمقتها السيدة سعاد قبل أن تغادر المطبخ.. فتنهدت بعدما جلست فوق احد بالمقاعد بالمطبخ
أنا السبب في تعبه 
..
طالعها مدهوشا من قدومها
فهل بعد ما حدث وصفعها له تقف أمامه
ابتعد عن الباب وقد ترك أمر الدخول لها.. إذا أرادت
خلينا نتجوز يا أمير
اتسعت حدقتيه وهو يلتف إليها غير مصدقا ما يسمعه منها.. فبعدما اتخذ قرار الإبتعاد عنها تأتي إليه تخبره إنها تريد الزواج منه وعبارة أخرى قد جمدته في مكانه.. تمتمت بها
نتجوز في السر 
.
وقفت أمام غرفته هذه المرة بدلا عن السيدة سعاد التي ارهقها الصعود إليه شعرت بالتوتر وهي تجده يخرج من المرحاض يجفف عنقه.. 
التقت عيناه بها وهو يراها تقف خارج الحجرة تطرق رأسها أرضا في خجل
تعالي يا بسمه
تمتم بها فتقدمت منه.. تمد له يدها بالمشروب الساخن
بقيت كويس دادة سعاد قالتلي اطلعلك الأعشاب
عطس بشدة يشيح بوجهه عنها.. وقد حصلت على الإجابة.. فتمتمت
________________________________________
معتدزة تؤنب حالها
يعني أنت تعبت.. وأنا محصلش ليا حاجة
ابتسم وهو يسمعها وقد تناول منها الشراب الساخن واتجه نحو فراشه يجلس فوقه
حصل خير يا بسمة
طالعته بنظرة مرتبكة نظرة ذكرته بملك في

بداية لقاءه بها.. فتوترت من نظراته والټفت بجسدها مغادرة الغرفة بعدما شعرت أنها طالت المكوث فيها
بتكلمي ملك يا بسمة
توقفت في مكانها وقد أخذها الحنين لصديقتها الوحيدة وعادت تلتف إليه.. تخبره بما أمرها به منذ أن علقت بحياته
متقلقيش يا جسار بيه بنفذ وعدي ومبتصلش بيها.. لاني عارفه إني مشرفش حد
لم يكن يقصد ذلك بل أراد أن يعرف منها أخبارها.. فمنذ زواجها أصبح يحترم إنها زوجة لرجل أخر.. انصرفت من أمامه بعدما غزت الدموع عينيها. 
فتنهد بارهاق فلم تعطيه فرصة ليوضح لها خطأه.. لم يفكر بامرها كثيرا.. فما يفعله معها حاليا ليس إلا شفقة بحالها وظروفها خاصة بعدما عرف تفاصيل كثيرة عن حياتها.
غفا بعدما تملك الإرهاق منه وفي منتصف الليل كان يتصبب عرقا ويهذي في أحلامه..
رمقها وهي قريبة منه تحمل فوطة مبلله تضعها فوق جبينه.. فاغمض عينيه فلم تكن لديه قوة علي الحديث..
استمرت طيلة الليل جواره.. حتي غفت فوق المقعد الجالسة عليه.
شعرت فانتفضت مڤزوعة من غفوتها القصيرة.. تنظر حولها تصرخ پخوف. 
سقط كأس الماء من يده ونهض من فوق الفراش بإرهاق بعدما رأي فزعتها
كان هنا كان عايز 
بسمة مافيش حد هنا أنت كنتي نايمة على الكرسي
الټفت حولها تبحث عن عنتر بالغرفة فاقترب منها حتي يوقفها عن دورانها ويهدأها.. اجتذبها بذراعيها يهمس ببطئ لها وقد عانقت عيناه نظراتها الضائعة 
بسمه انت في امان هنا محدش هنا غيري
تمتم عبارته يخبرها أن تردد عبارته كانت تهمس عبارته پخوف.. فلم يشعر بحاله إلا وهو يضمها إليه وقد تشبثت به وهي لا
 

تم نسخ الرابط