رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


سليم بيه 
انسابت الډماء من شفتيها.. بعدما نال حرمة شفتيها.. دفعته بكل قوتها بعدما تمكنت تسرع نحو باب الغرفة ولكنه كان أسرع منها وهو يغلق الباب يحاصرها بجسده
سالت دموعها على خديها تتوسل إليه وقد استوحشت عينيه
سيبني أمشي يا بيه أبوس ايدك متأذنيش
ولكنه تلك اللحظة لم يكن يسمع إلا صوت حسن الذي يتردد في أذنيه 

بقى خدامة زيك تضحك عليا انابقى انا سليم النجار اتخدع في حته عيله لا وكمان خدامهلعبتيها معاه صح وطلعتيني مغفلسليم النجار يتلعب بي على إيد خدامة
تراجعت للخلف مذعورة من نظراته المتوحشة ومن تلك اللكمات التي يضرب بها على الجدار خلفها.. فاضت عيناها بالدموع تنظر اليه تبرر له صمتها 
انا كنت هحكيلك كل حاجة بس حسن.. 
لم يمنحها فرصة لتخبره ولم يمنح نفسه فرصة بأن يسمعها للنهاية 
حسن طلقك وقبض تمنك .. لعبتكم أتكشفت وجيه وقت دفع التمن 
وابتعد عنها يدور حول نفسه لا يصدق انه انخدع فيها.. من حماها من نفسه ورغباته من أراد أن يخلصها من تلك الزيجة الفاشلة ويعطيها
________________________________________
حياة كريمة عضت يديه
حاولت فتح الباب تطرق عليه بكل قوتها كي يسمعها أحدا ولكن المنزل كان فارغا إلا منهما
عاد يتفرسها بعينيه يدقق النظر جيدا بمعالم جسدها الذي يغطيه فستانها الواسع
محدش هيسمعك 
واقترب منها بخطواته يهتف بها 
محدش علمك إن اللعب مع الكبار نهايته وحشة 
هددني إنه هيحبس أبويا ليلتها .. كنت هقولك يا بيه كل حاجة بس خۏفت 
وعادت تهتف برجاء وتنظر حولها لعلها تجد مخرجا
أرجوك يابيه سيبني اروح لحالي
هووس 
انكمشت على حالها وازداد إرتجاف جسدها كلما اقترب منها بخطواته.. فرت من أمامه للجهة الأخرى ولكنه كان اسرع منها وهو يجذبها إليه يلصقها نحو الحائط حسن باعك تمن حريته وقبض تمنك.. وصل الأمانة بتاع والدك اتدفع.. من حقي أخد التمن 
وتعلقت عيناه بها يرى الخۏف في عينيها 
والتمن جسمك يا فتون
الفصل السادس والعشرون
_ بقلم سهام صادق
له.. تتوسل وتصيح تدفعه بكل قوتهاإلى أن خارت قوتها.. واصبحت تطالع ما يفعله بأعين جامدةتنتظر اللحظة الفاصلة 
انتفضت مڤزوعة من غفوتها تمسح حبات العرق من فوق جبينها تضع بيدها على صدرها تلهث أنفاسها
نفس الکابوس برضوه 
اقتربت منها جنات بعدما اندفعت داخل حجرتها تضئ إنارة الغرفة وتضمها إليها 
فتون.. حسن ماټ .. انسى ذكرياتك معاه.. فكري في اللي وصلتي ليه.. فكري إن خلاص حلمك بدء يتحقق.. وبكره هتبدأي أول خطوة 
والجميع هكذا يظنون.. يظنون أنه حسن .. التقطت أنفاسها أخيرا تنظر نحو التي تمدها بالدعم منذ أن وضعها القدر في طريقها مسدت جنات فوق كفيها تطمئنها 
أنا عارفه إني غلطت لما قولتلك أخر اخبار حسنبس حسيت أنك هتفرحي
واردفت متحمسه 
ربنا مسبش حقك يا فتون سليم النجار في الأول لما حصلتله الحاډثه ودلوقتي حسن 
تجمدت عينيها عند ذكر أسمه.. فاستطردت جنات بحديثها
بكرة أول يوم في الجامعه ياحضرت الباشمحاميه.. مش عايزين اي تخاذل.. ولا عايزه رقبتنا تبقى اد السمسمه أدام الحاج عبدالحميد 
لا يا جنات مش هخذلكم.. التعليم هو اللي هيوصلني وهيخليني ادافع عن حق كل بنت بتتظلم.. نفسي اكون زيك شجاعه
هتفت عبارتها التي سلبت أنفاسها وكأنها تسارع شئ داخلها 
رمقت جنات أنتفاضتها وأنفاسها التي أخذت تتسارع بأعين حزينةفهى خير من يعلم ما عانته فتون منذ أن وضعها القدر أمامها حافية القدمين بثوب ممزق ودموع ټغرق خديها تسير في الظلام دون هدف لتسقط أمام سيارتها الصغيرة
هو حد زعلك في زيارتك الأخيرة لأهلك .. أنتي من ساعة ما رجعتي من يومين وحالك مش عجبني يا فتون 
سقطت دموعها وتلك الغصة عادت تستحكم حلقها وصوت والدتها يتردد في أذنيها 
هتاخدي ايه من التعليم يا بنت بطني وانتي مطلقه.. لا زميل هيحبك ولا حد هيرضي ياخد واحده في ظروفك.. الاستاذ عبدالرحمن مناسب ليكي يابنتي.. مدرس اد الدنيا وراضي بظروفك وميعرفش عننا حاجة بعد ما حسن الله ينتقم منه فضحنا في البلد وخلانا نطفش منها 
اوعي تقوليلي إن الست عبلة لسا برضوه شايفه إن طلاقك عار وأنك عمرك ما هتلاقي اللي يرضي بيكي 
أنا تعبت يا جنات .. 
واردفت تنظر لتلك التي تطالعها بنظرات تحمل الدفئ
هو انا ليه مينفعش اعيش زي اللي ف سني.. ليه كبرت قبل الأوان 
مافيش حاجة أسمها كبرت قبل الآوان يا فتون.. إحنا اللي بنكبر ونعجز نفسنا 
واتسعت ابتسامتها تنظر إليها بأمل 
خلصتي الثانويه العامه اللي كنتي بتحلمي بيها وهتدخلي كلية الحقوق زي ما اتمنيتي..

والدك رغم متعقداته إلا إنه بقى واقف في ضهرك وعايز يشوفك زي ما بتتمني.. الجمعية هتساعدك في مشروع المطعم يعني كل حاجة كنتي عايزه تحقيقها بتحققيها يافتون 
واستطردت بحديثها مازحة 
إلا لو كنتي انتي غاويه نكد 
ورغما عنها كانت تضحك وتنسى أوجاعها تنسى الأعوام التي مضت من عمرها.. تنسى تلك الليله بتفاصيلها 
يلا ننام بقى عندي مقابله شغل بكره
إن شاء الله هتتقبلي محدش يضيع منه حد زيك 
اتسعت ابتسامة جنات ترفع من هندام منامتها تهتف بمزاح 
طبعا محدش يلاقي مني اتنين 
والضحكه عادت تحتل وجوههم وسرعان ما أندفعت فتون إلى حضنها تدعو الله داخلها ألا تحرم منها كما حرمت من تلك السيدة الطيبة التي مرت بحياتها كالطيف الجميل 
.
استيقظ من سباته يلهث أنفاسه ينظر حوله ويمسح حبات العرق فوق جبينه.. هدأت أنفاسه رويدا حتى بدء عقله يعود لواقعه.. مازالت ذكرى الحاډث في أحلامه ذلك الحاډث الذي نجا منه بأعجوبة أخبره بها الأطباء.. لقد كتب له الله حياة جديدة.. حياة كانت كالفرصة إليه 
نهض من فوق الفراش متجها نحو دورة المياة يتوضأ وخرج بعدها ينشف وجهه يستعد للصلاة.. أنهى صلاته ينظر نحو صغيرته الواقفة تمسح دموعها وتحمل دميتها الصغيره تهتف اسمه 
بابيحلم وحش يا بابي أنا عايزه انام معاك 
واندفعت نحوه ترتمي بين ذراعيه بعدما فتح لها مكانها وحدها .. إنها الهبة الأخري من اللهخديجة الصغيرة صغيرته التي لم يعلم بوجودها إلا بعد ولادتها وبعد حادثته .. يتذكر ذلك اليوم بتفاصيله يوم لا ينسي ولا ينساه عندما دلفت إليه شهيرة تحملها بين ذراعيها تنظر إليه و إلى تلك التى هي قطعة منه 
غفت الصغيره في بعدما مسد على خصلاتها يزفر أنفاسه متنهدا 
أخذه سلطان النوم مجددا فغفت عيناه تلك الساعات المتبقية ينعم بدفئ صغيرته. 
وعلى صغيرته بدء يستيقظ لتقفز عليه صغيرته تتشبث في عنقه 
بابي كفايه نوم 
ضحك رغما عنه وهو يدغدغها 
بابي يلا ننام.. بابي كفايه نوم.. بابي مش عارفه يعمل ايه من ديدا هانم 
ديدا حلوه بابي زي ديدا 
لثم وجنتيها المنتفختين يتذكر خديجة الكبرى عمته والتي تشبهها أبنته وكأنها نسخة مصغرة منها 
طبعا يا حبيبت بابي.. 
ونظر إليها متسائلا بعدما اخذت تداعب لحيته بأناملها الصغيره 
فين الداده بتاعتك
طرقات على باب حجرته جعلته ينظر نحو الطارق ثم دلوف مربية صغيرته التى جاءت ركضا تبحث عن الصغيره 
كده يا خديجه سيباني أدور عليكي وانتي عند البيه 
مافيش مشكله يا مدام ألفت خدي نفسك براحه 
وداعب خدي أبنته التى اخدت تنظر إليه ببراءة 
حبيبت بابا مش عارف طالعه شقية لمين 
اتسعت ابتسامة السيدة ألفت وهي تنظر إليه.. لا تصدق أن هذا هو رب عملها القديم لقد عادت إلى خدمته بعدما لم تعد تتحمل العيش مع أبنها وزوجته عادت لتربي أبنته ورغم كبر سنها إلا إنها كانت الوحيدة التي أستأمنها على صغيرته .. 
سليم النجار اب حنون وزوج رائع ولكن لا تعرف أن تضع لزواجه مسمى.. فشهيرة أبعد من أن تكون زوجة وأم هي سيدة أعمال بارعة ليس إلا 
خليهم يجهزوا الفطار يا داده.. 
ونظر نحو أبنته محذرا 
ديدا متتعبيش دادة ألفت.. عايز اخرج من الحمام وانزل الاقيكي على الفطار ومسرحه شعرك ولابسه هدوم نضيفه 
والصغيرة كانت تستمع بإنصات توافق على أوامره.. تتجه نحو مربيتها بعدما هندمت منامتها الصغيرة وأعطت كفها لمربيتها وكأنها
________________________________________
لا تبلغ من العمر ثلاث سنوات وبضعة أشهر 
صباحه كان مبهج وهو يهبط الدرج بعد نصف ساعه يتحدث في هاتفه وعيناه على صغيرته التى تركت مربيتها وطعامها الذي تناثر بقاياه حول فمها قبل أن تمسحه لها مربيتها..ابتسم وهو يكمل مكالمته ورفعها إليه..
أنهى مكالمته ينظر إليها ويلتقط المحرمة الورقية من السيدة ألفت التي طالعته بقلة حيلة يمسح لها شفتيها 
مش قولنا لما نكون بناكل منسبش أكلنا لغير لما نشبع 
ديدا شبعت الحمدلله.. بس هتاكل تاني معاك 
ضحك كما ضحكت السيدة ألفت.. اتجه بها نحو المائدة فاسرعت الخادمة في وضع فنجان قهوته أمامه وهو منشغل في وضع المحرمة فوق ثوبها وملئ طبقها لتنعم صغيرته بفطور اخر معه 
حمدلله على السلامه يا هانم 
صدح صوت الخادمة بالترحيب بسيدتها التى القت نحوها سترتها 
حبيبي وحشتني 
لثمت خده وانحنت نحو صغيرتها تلثم خدها وتخبرها عن شوقها لها 
حمدلله على السلامه يا شهيرة 
القى كلماته وهو يغادر.. لتقف تطالع أثره بجبين مقطب وسرعان ما عادت ملامحها لوضعها تزفر أنفاسها.. فما الجديد في علاقتهما إلا التباعد والفتور 
نجهز فطارك يا هانم 
رمقتها شهيرة بعدما وقفت بخطواتها أمام الدرج 
المفروض تكوني فوق بتجهزيلي الحمام.. مش واقفه لسا بترغي 
أسرعت الخادمه أمامها وأكملت هي

خطواتها غير عابئة بنظرات صغيرتها العالقة بها.. فوقفت السيدة ألفت تطالع الصغيرة متنهدة بحزن.. فسيدة المنزل لا تهتم إلا بنجاح شركات والدها وإثبات تفوقها على شقيقها عزت والتنافس بينهم بمن يستحق تولي إدراة الشركات 
...
خطواتها نحو حلمها كانت تقترب وهي تنظر نحو اللافته المعلقة عليها اسم كليه الحقوق جامعه القاهره 
الطالبه فتون هكذا أصبح اسمها ولم تعد تلك الخادمة ولم تعد تلك التي شوهها حسن من الداخل ولم تعد تلك الحمقاء الصغيرة التي ترى الرجال من الخارج أبطال خرافية
انتهى اليوم الأول الذي كانت ترهبه.. لم تندمج مع أحدا ف مازالت تشعر بالغربة وسط الناستشعر من أعينهم وكأنهم يعرفون قصتها 
عادت للشقة التى تعيش بها مع جنات تضم كشكولها تزيل حذائها وترخي من حجابها وقبل أن تفكر بما تعده لهما من الغداء كان رنين هاتفها يعلو برقم والدها الذي فور أن هتفت باسمه جاءها رده 
حلوه الجامعه يا فتون.. هتبقى اكبر محاميه ف البلد وتاخدي حقوق الناس من الظالمة 
حديثه البسيط الحالم معها اطربها.. ولكن سرعان ما عادت الخيبة ترتسم فوق ملامحها 
بدل ما تقنعها يا خويا تتجوز بتشجعها على العلام.. هتاخد ايه منه بس 
بس يا وليه بطلي ندب خليني اعرف اكلم البتها يا بشمحاميه 
اطربها ذلك اللقب الذي نداها به والدهافاغمضت عينيها تستشعره داخلها لعله يزيح ذلك النقص الذي تدمغه بها والدتها بأنها لم تعد فتاة كباقي الفتيات 
اختك رحمه بتقولك إنها كلها تلت سنين وتجيلك الجامعهبتقولك هتذاكر كويس 
ازالت تلك الدمعة التى انسابت على وجنتها تستمع لحديث شقيقتها عبر الهاتف والذي يخبرها به والدها 
بابا متشلش هم دروس رحمهأنا شغلي ماشي كويس هنا والجمعية بتساعدني 
ربنا يبارك فيهم يا بنتي ويستر طريقهم وطريقك.. ابقى سلميلي على جنات بنت الناس الطيبين الله يرحمهم 
وانتهى الاتصال الذي شعرت فيه بسعادة والدها
 

تم نسخ الرابط