رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
حتى يستمتعوا
أنت قولتلي اسمها إيه صحيح
طالعه كاظم بنظرة جامدة يرفع الباقي من فنجان قهوته التي بردت ويرتشفه دفعة واحدة
جنات
انفتحت بوابة المزرعة الضخمه لتشق السيارة طريقها نحو المكان الذي جمعهم يوما وقلوبهم كانت تتوق للاعتراف بحبهم وقد كانت شرارات تبلغ العنان
طالعت المكان حولها فلم يتغير شئ كثير بالمزرعة إلا بعض الترميمات والطلاءات التي أحدثها سليم
اخيرا يا ملك
التقط كفها يلثمه فارتجف قلبها قليلا ولكنها أسرعت في إخفاء مشاعرها فما زالت مشاعرها بتول لم تقطف ورغم إنها نضجت واصبحت في الثامنه والعشرون وتزوجت من قبل جسار زواج جمعه التفاهم والمساندة ولكن جسار لم يمسها يوما بطريقه تجعلها تشعر كما تشعر كلما لمسها رسلان
أنا هعرف أنزل لوحدي يا رسلان
طالعها باصرار وهو يراها تتحاشاه وقد ظن ذلك خجلا منها وليس نفورا منه و مقاومه لمشاعرها نحوه
ملك النهاردة مافيش حاجة لاا النهاردة هنعمل كل حاجة حلمنا بيها
طالعت إصراره وتركته يفعل ما يريده ضمھا إليه يخبرها بصدق
ورغم السعادة والألم ومشاعرها المتناقضه نحوه إلا إنها أصرت أن تستمر في منحه تلك الجرعة المؤقته ستجعله يفقد صوابه ستنال حقها منه وحق غيرها إذا صدقت بالفعل جيهان بحديثها عنه ورغم رفض عقلها حديث جيهان إلا أن عقلها كان يريد التصديق حتى تكون العقۏبة دون الشعور بالذنب
توقف قليلا بعدما دلف بها للداخل ليمنحها بعض الوقت حتى تنظر نحو بتلات الورد المفروشة والشموع المرتصة على الجانبين ثم الدرج إلى حيث غرفتهما المعدة ابتسم وهو يري ذهولها نحو صنيعه الذي على مايبدو أنه أعجبها
عجبك
أرادت البكاء وهو يسألها فمهما حاولت أن تجعل قلبها قاسېا إلا إنه يجعلها تعيش كل شئ حلمت به وسؤال واحد كانت تسأله لحالها لما يفعل كل هذا رغم أن كل منهما تزوج من قبل
والصوره كانت قديمه صوره جمعتهما في تلك الرحله التي ذهبت فيها معه هو وميادة ذات يوم وقد اقلبت عليها ناهد سعادتها واتهمتها في سلوكها وهي وقفت تبرر لما كانت تظنها والدتها
وتلك المرة لم تستطع محاربة دموعها فحررتها لتنساب فوق خديها
اسرع في وضعها على الأرض وهو يهتف عبارته ثم مد انامله إليها يمسح عنها دموعها
يومها ناهد هانم اتهمتني في شرفي كنت فاكره ده خوف لكن بعدها فهمت إن عمرها ما خاڤت عليا
ضمھا إليه بقوة يتمنى أن يمحي الماضي من حياتهم
انسى يا ملك انسى عشان نعرف نعيش
مش قادرة انسى يا رسلان
ابتعدت عنه تخبره بالحقيقة فكيف ستنسي أنه تزوج شقيقتها وانجب منها كيف ستني ما فعله بها والده حينما طلب منها عدم الظهور بحياتهم حتى يستطيع أبنه نسيانها وكيف ستنسي موافقتها على زواجها من جسار حتى يكون لها مكان تعيش فيه بعيدا عنهم وكيف ستنسي ذلك اليوم الذي شاهدت فيه صوره لمها وبطنها منتفخة بالصغيرين وهو يقف جوارها
مشاهد عدة كانت تعيش داخلها لو ظن إنها لم تكن تتابعه وتتابع اخباره سيكون مغفلا هي بالفعل لم تترك معلومه إلا وعرفتها عنه حتى جاء اليوم الذي اوصلت إليها ناهد رسالتها
أن تعيش بعيدا عنهم ولا تدمر حياة شقيقتها إذا كانت تحبها
لم تشعر بتلك التي اخذ يلتقط بها دموعها ولا بيديه التي تتحرك فوق فستانها لم تكن تشعر
إلا بالخواء والألم
التي اطبق بها فوق شفتيها جعلتها تدرك ما تعيشه وستعيشه إذا أعطته الفرصه وتركته يستمر بالمزيد
حاولت دفعه ولكنه كان بالفعل كالعطش يريد الأرتواء وبصعوبة سمح لها بالابتعاد عنه يلهث أنفاسه ويضع جبينه فوق جبينها
بحبك يا ملك
وضعت السيدة كاميليا مرطبها الليلي فوق جلد بشرتها طالعها عزالدين المتكأ على الوسادة خلفه
تعرفي يا كاميليا النهاردة حسيت اوي بالندم لما شوفت سعادة رسلان ليه وقفنا في طريق سعادته من البدايه
تنهدت كاميليا بارهاق واقتربت منه تتوسد صدره
رسلان مش هيسامحني تاني يا عزالدين ابني بقى يكرهني
سقطت دموعها فاسرع في مسحها
أنت نقطة ضعف رسلان يا كاميليا مبيقدرش على زعلك ده أنا من شدة تعلقه بيكي وهو صغير كنت مسمى ابن امه
ضحكت وسط دموعها وهي تتذكر تعلق رسلان الشديد بها وهو صغير
فاكر يا عزالدين مكنتش بيرضي ينام غير وسطنا وفي حضڼي وانت ديما كنت تقوله ولد مش كبرت خلاص على الكلام ده
عابثها عزالدين بحديثه وهو يعانق عينيها بعينيه
كنت بغير منه مكنتش بعرف استفرد بيك
تعالت ضحكاتهم وقد
________________________________________
أخذهم الحديث لأيامهم مع صغارهم
الحفله كانت جمليه رغم إني في البدايه قولت هنتفضح بس اهل الحارة كانوا بيحبوا ابنك وملك
هتف عزالدين فتنهدت كاميليا براحه وهي تتذكر خۏفها بالبداية ولكن العرس قد مر بسلام رغم إستياء البعض من معارفهم
بس صحابي في النادي والجمعية هيستلموني تريقة
ضحك ملئ شدقيه وهو ينظر لامتقاع وجه زوجته رغم قناعتها بأن الامر مر بسلام
انتوا الستات مش عارف ليه ديما بتبصوا للموضوع بطريقه تانيه
يا سلام يا سيادة الوزير يعني ده مش هيأثر عليك وعلى سمعه ابنك السفير
عادت ضحكاته تتعالا وهو يراها كيف ابتعدت عنه وحدقت به ماقته حديثه
إحنا مختلفين عنكم يا روحي حتى لو الوضع مش عجبنا مش بنتكلم كتير غير إن شغلنا ونجاحنا وبساطتنا مع الناس كلها دون فروق وطبقيه هو اللي بيميزنا
وقبل أن تفتح فمها بحديث اخر كان يلتقط ذراعها يقربها منه بعدما اغمض عينيه
يلا كفايه رغي يا ام العريس ونامي
الساعه الثانية صباحا وفي أحد شوارع الإسكندرية كانت سيارته تصطف امام احد الفنادق البسيطة كما طلبت منه
طالعها بنظرات فاحصة ثم نظر نحو المكان الذي توقف فيه انتظر اي ردة فعل منها ولكنها كانت شاردة فيما هي مقبلة عليه
وصلنا
انتبهت على صوته فالټفت إليه متسائله
ها بتقول إيه
تنهد بارهاق وهو يرمقها
بقول وصلنا الفندق
طالعت المكان أمامها ثم عادت تنظر إليه فعن اي فندق قد تحدثت هي لا تملك إلا خمسه وسبعون جنيها في حقيبتها تمنت لو لم تأخذها عزة النفس واخبرته أن يوصلها لاحد الفنادق البسيطة وليست تلك التي يتوجهون إليها
قطبت حاجبيها ونظرت نحو حقيبتها الصغيره التي تعلقها على كتفها
اه حاضر هنزل
رمقها بنظرة اكثر تدقيق مفسرا الأمر كما فهمه اخرج جزدانه ليلتقط بضعه ورقيات منها ومدها نحوها
خدي الفلوس ديه اكيد هتحتاجيها
طالعت المال الذي يمده لها وابتعلت غصتها تمنت أن يساعدها إكراما لملك ولكن الرجل لا يريد أن يتورط فيها ولا في اي شئ هو في غنى عنه خاصه وهي هاربه من شقيقها
لا شكرا أنا معايا فلوس
أسرعت في فتح باب السيارة قبل أن ټخونها دموعها وفور أن لسعتها برودة الهواء ورأت هدوء المكان عادت تنظر إليه راجية
ولكن نظرته الجامده نحو الفراغ الذي أمامه ورسالته الواضحه لها أنه ينتظر الانتهاء من صحبتها جعلها تتراجع وتترجل من سيارته في صمت
طالعته للمرة الأخيرة ولوهلة ظنت أنها ضاعت في مصير اسوء مما تخيلته جرت قدماها بصعوبة من أمام سيارته ولكن سرعان ما حسمت أمرها تخبر حالها لا بأس من الذل قليلا حتى تحصل على مأوى ولكن صوته الحازم كان يسقط على مسمعها وهو يطالعها بنظرة طويلة
اركبي يا بسمة قبل ما اغير رأي واسيبك وامشي
الفصل السادس والثلاثون
_بقلم سهام صادق
كان غارق في أفكارة لا يصدق أن ليلتهم ستمر بتلك البساطة ستمر دون حائل ستضعه بينهم
اغمض عينيه ينفث أنفاسه متسائلا
معقول يا ملك تكوني عايزة نعيش سعادتنا من غير ما نفكر في اللي فات لو الطريق بينا هيكون سهل كده هكون أسعد راجل في الدنيا
ضاعت أفكارة المتخبطة وتساؤلاته وهو يستمع لخطواتها نحوه ورائحة عطرها التي عبئ رئتيه من عبق عبيرها
اقترب منها بخطوات متلهفة وقد اخفضت عينيها حرجا تهمس بنعومة سلبت كيانه
رسلان
مجرد همسها لاسمه جعله يتناسي تخبطه وأفكاره ضمھا إليه في عناق طويل حنون وسرعان ما كان يتحول العناق للهفة وتوق
لم تشعر بحالها وهي بين ذراعيه ولا بخطواتهم التي أخذت تتراجع نحو الفراش حتى لم يعد يتبقى إلا خطوة واحدة
وبصعوبة كانت تدفعه عنها بقوة تخلص جسدها من أسر ذراعيه
جعلته يقف مذهولا لا يستوعب ما حدث
قولتلك حياتنا مش هتنفع مع بعض يا دكتور
اغمضت عينيها وهي تنطق بها تخفي دموع قهرها وخيبتها فهي لولا الماضي لكانت
أسعد عروس تلك الليلة لقد شعرت بمشاعر قوية قربه مشاعر ظنت أن الماضي ازالها ولكن لا شئ تغير معها قلبها مازال يحب هذا الرجل دون عن أي رجل أخر
حاول تلاشي صډمته من فعلتها فاقترب منها يجذب ذراعها يديرها نحوه
ملك أنت كنت متجاوبة معايا عارفه يعني إيه
طالعته بجمود تخفي خلفه مشاعرها
تجاوبي معاك يا دكتور عشان اخليك زي العطشان مجرد ما تقرب الازازة من بوءه تتسحب منه
ببساطة القت عبارتها تجمدت عينيه عليها لا يصدق ما تفوهت به للتو فتلك التي أمامه ليست ملك
ملك دوما صادقة في مشاعرها
لو كنت نسيت إنك اتجوزت اختي أنا منستش ولا هنسي يا رسلان مش هنسي كل ليلة كنت بغمض عيني فيها وبتخيلك في حضنها
أعادت له تلك الليلة بتفاصيلها ليلة ظن التي أمامه هي
ملك وليست مها ليلة كلما تذكرها كره نفسه وكره مها وخالته فاقتراح المخدر والمنشط كان اقتراح السيدة ناهد العظيمة
لو مكنتش مها ماټت قولي كنت هتتجوزني ازاي يا دكتور
اخرجته من شرودة وهي تتسأل بنبرة متهمكة ثم طالعته بقوة تنتظر جوابه وهو كان يقف شارد الذهن مهنك من كل شئ يحيطه فما قسۏة الزمن عليه
فحتى حينا ظن أنه وصل لحلمه وتزوج المرأة التي يحبها وقد وجد طريقه نحو السعادة عاد كل شئ كما كان بل واپشع وها هي لعڼة ومرارة الحب كما سمع عنها يوما
عاد يقترب منها وكلما كان يقترب كانت تبتعد عنه تنظر نحو خواء عينيه من أي شعور فمن ظنها إنها ستستلم له وأن الماضي مضى خلفهم تخبره بحقدها لزيجتهم بعدما تصدى لكل شئ من أجلها
مردتش ليه يا دكتور
كررت سؤالها وهي ترى القرب بينهما يزداد حتى التصق جسدها بالجدار ف ابتلعت لعابها وهي تراه كيف يحدق بها دون حديث تحولت نبرتها التي حاولت بكل استطاعتها أن تكون باردة جافية ولكن في الحقيقه كانت تخرج كلماتها بمرارة تمزق فؤادها
لو مها مكنتش ماټت كنت هتتجوزني برضوه
وعندما
متابعة القراءة