رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


أن تغير محور الحديث بعدما شعرت بتلميحها فهي ليست بالسذاجة ألا تفهم ما تلمح إليه
وشخص ك كاظم إنه يعامل ست ب اللطف ده هما حاجتين يا أما بيقدرها ويحترمها جدا أو بيحبها
القتها خديجة وانسحبت مبتسمة بعدما رأت الوجوم أرتسم فوق ملامح جنات تراها مثلها أمرأة يقودها الكبرياء ولكن هي وأمير حكاية مختلفة
حاولت جنات أن تفيق من ذهولها ما سمعته منها وتلك النظرة التي رمقتها بها قبل أن تتركها بمفردها وعلى ما يبدو إنها ليست وحدها من كانت تركز معها بل خديجة النجار كانت مثلها تتابع حرب المشاعر التي تدور بينها وبين كاظم

أنا متأكده إن علاقتهم أكبر من إعجاب
وسرعان ما كانت ترفع كفها نحو شفتيها تكتم صوت شهقتها تتذكر تلك القطعة النسائية التي وجدتها أسفل الفراش
معقول خديجة النجار و أمير بينهم علاقه من النوع ده
.
استطاعت لأول مرة أن تخفي مشاعرها عن نظرات السيدة ألفت المصډومة ثم السائق الذي دلف للتو مكان وجودهم
عايزه أعملها مفاجأة ل سليم واروح الغردقة
أنت عايزانا نتحرك دلوقتي يا هانم
هتفها السائق في صدمة فانحنت نحو حقيبة الظهر الخاصة بها وقد وضعت فيها بعض ملابسها
ياريت يا عم محمد لو مش هتقدر ممكن تحجزلي تذكرة أتوبيس
لكن يا هانم سليم بيه ممكن يضايق لو عملت حاجة زي كده من غير إذنه
امتقعت ملامح فتون فهي بصعوبة تسيطر على مشاعرها أمامهم
عم محمد عنده حق يا بنت ممكن سليم بيه يضايق ومتعجبهوش المفاجأة
توترت ملامح السيدة ألفت بعدما أدركت معنى عبارتها التي لم تكن تقصدها ف النظرة التي تطالعها بها سيدتها الصغيرة ما هي إلا نظرة شك
مقصدش حاجة يا بنت لكن لو أنت عايزه كده ف القرار قرارك طبعا
وبهمس استمعت إليه السيدة ألفت وقد أصاب دهشتها وبدء حدسها يخبرها أن هناك شئ قد جعل سيدتها الصغيرة تتخذ قرار كهذا بعيدا عن شخصيتها
صح القرار قراري وبعد كده هيكون ليا قرارت كتير 
اليوم كان عصيب ومرهق عليها تسمح للهواء عبر نافذة السيارة يعبأ رئتيها لعله يخفف من ذلك الشعور الذي تشعر به. 
قرأت رسالته التي بعثها لها قبل ساعة يخبرها إنه أسف على عدم جوابه عليها وإنه سيحادثها صباحا. 
السيارة اخذت تشق طريقها في الظلام نحو مدينة الغردقة وقد سمحت لحالها

أخيرا أن تغفو.
اجتذب ذراعها حانقا بعدما لم يعد لديه قدرة على السيطرة نحو كل ذرة يشعر بها بسبب أفعالها
هو ليس خبير بتلاعب النساء فهو كان يكره صنفهم ويتحاشا وجودهم عن حياته 
سيب أيدي يا كاظم أنت بتوجعني
احتدت عيناه بعدما دفعها للخلف والصقها بالجدار
عايزة توصلي لأيه يا جنات 
ضافت عيناها في حيرة فهي لم تعد تسعى معه نحو شئ بل تقتص لمشاعرها حتى لا تظل طيلة حياتها تشعر بالعاړ من حالها خاصة وأن هناك طفلا سيربطهما سترى فيه دوما خيبتها وكم كانت مرأة حقېرة حينا رفضت المال والتسوية عن الأرض التي فقدها والدها منذ زمن وعادت هي تطرق أبوابهم تطالب بحق والدها والهدف لم يكن التعويض عن الأرض بل كان هو
ردي عليا
حاولت دفعه عنها تتمتم حانقة
مش عايزة أوصل لحاجة كل اللي عايزاه رحلتنا تخلص ونرجع مصر وتطلقني
استفزته في تماطلها بالحديث فعاد يحكم قبضة يديه فوق ذراعيها
دلوقتي النموذج اللطيف من الرجاله عجبك ضحك وهزار
ارتفعت وتيرة أنفاسه وهو يراها بدأت تستوعب ما يقصده
لا والهانم مش مكيفها إني ساكت ومتقبل ضحكها واشعارها عن شخصية أخويا اللي تجذب أي ست بكل وقاحة تقول كان نفسي أتجوز راجل بشخصيتك 
ضاقت أنفاسها بعدما أصبح يلمح لأشياء تهين كرامتها
طبعا كاظم باشا لازم يفكر فيا بأي صورة وحشة عشان يأكد كل يوم لنفسه أد إيه أنا ست وحشة
والله أنا شايف إن الأدوار أتعكست
تمتم بمراوغة بعدما تلاشت المسافة بينهم وامتزجت أنفاسهم
قصدك إيه
التمع المكر في عينيه متلذذا وهو يراها بذلك التخبط وتلك الحيرة
بيتهيألي إنك أذكى من إنك متفهميش كلامي يا جنات
حاولت التخلص من حصاره لكنه احكم ذراعيه حولها
قصدك إن أنا اللي بقيت الطرف السئ في الحكاية عايز توصل لإيه يا بن النعماني عايز تاخد مني إيه تاني
عايز ده يا جنات
تجمدت عيناها من أثر حركته فوق جسدها كفه وضع فوق دقات قلبها الهادرة
أصابها الذهول وهي التي ظنت أن ما يريده منها ما تخشى معرفته به
المرادي مش عايز جسمك يا جنات عايز قلبك يدق باسمي
تعالت أنفاسها وقد جف حلقها تطالعه في صمت إنه يضغط عليها بشدة اليوم وهي غير قادرة أن تستوعب كل ما باتت تعيشه معه
تلاقت عيناهم ينتظر أن يسمع جوابها ولكنها كانت ساكنة الملامح والجسد ولولا رعشت أهدابها لظنها باتت جامدة كالتمثال
اللعبة خلصت يا جنات وأنا الخسران
أنت بتعمل كده عشان تخدعني وأخرج من حياتك ضعيفة مش قوية ليه پتكرهني كده
لدرجادي أنا إنسان حقېر
هتفها بمرارة لا يصدق إنها تخاف من تلاعبه بها حتى يخرجها من حياته بقايا أمرأة
أنا اللي فرضت نفسي عليك حبيت أكون أنانيه لمرة واحدة من عمري وأعيش في حياة مش ليا خلينا نبعد يا كاظم يمكن اقدر ارجع أحترم ذاتي من تاني
حاولت الإبتعاد عنه لكنه كان مصر أن يجعلها تعلم إنه لا يرغبها پشهوة بل يرغبها بشعور جديد عليه لا يريد تفسيره بل إنه يريد فقط الراحة بين ذراعيها
لم تعد لمقاومتها معنى بل تركت له أبواب حصونها الليلة مفتوحه. 
ويا للعار إنها تتجاوب مع الدافئة تهتف باسمه بأنفاس لاهثة
...
ابتسمت ناهد بأبتهاج وهي ترى النيران تشتعل في منزل شقيقتها بعدما ابتعدت بالصغير ولم ينتبه عليها أحد من الحرس فالجميع ركض نحو الداخل
هنمشي من هنا يا حبيبي هيكرهوك عشان أنت شبها
ولم تكن تقصد إلا أبنتها فالصغير كلما كبر أصبح نسخة مصغرة عن مها أبنتها الحبيبة الغالية 
توقفت سيارة الأجرة التي تعرف صاحبها ولم يكن إلا السائق الأجرة الذي كانت معه الأمس. 
...
تقف بعيدة عنه ترمقه بنظرات لائمة حزينة دموعها تسيل فوق خديها ومهما هتف باسمها يرجوها أن تنتظره ليبرر لها فعلته ولكنها رحلت راكضة من أمامه
واخرى كانت تتعلق في ذراعه تنظر إليه مبتسمه والأخرى لم تكن إلا شهيرة
سيبها تمشي سيبها تبعد عن حياتنا 
استيقظ مڤزوعا من غفوته يمسح حبات العرق فوق جبينه إنه حلم وعلى ما يبدو أن من شدة تفكيره بحديث شهيرة أنها فاقت أخيرا على حقيقة تجاهلتها إنها ستكون الوحيدة الخاسرة إذا تخلت عن أبنتها بالكامل هي تريد إقامتها معها
عادت عبارتها تخترق أذنيه ثانية 
متكنش أناني يا سليم أنت تقدر تخلف
________________________________________
تاني لكن أنا لاء 
نهض من فوق فراشه يشعر بثقل يحتل كامل جسده الساعه كانت تشير للرابعة فجرا
لأول مره أكون عاجز عن التفكير محتاج احس إني مش ظالم مش عايز في يوم بنت تحس إن ظلمتها مش عايزه تعيش اللي عيشته
التقط هاتفه راغبا في سماع صوتها ولكنه تراجع عن الأمر ف بالتأكيد هي نائمة وهو يحتاج لذهن صافي حتى يخبرها عن سبب عدم جوابه عليها ليلة أمس
تراجع عن الأمر وقرر الخروج للشرفة يتنفس بعض الهواء براحة ويرتب أفكاره
أدى فريضة الفجر وقرر بعدها يغفو ثانية وقد عاد

عقله وقلبه للثبات بعد ما عاشه ليلة أمس. 
مشاكل عمل عمته التي بات يسمع عنها أخبار لا يصدق إنها صحيحة ولكنه ينتظرها أن تخبره بنفسها كل شئ شعوره بالذنب نحو أبنته لأنه لا يريد أن تنال حبهم ورعايتهم مقسمة بالأيام وظهور مسعد في إطار حياتهم مجددا وتقاربه من أكثر النساء خبث وهي دينا التي يعلم نواياها نحوه
افكار كثيرة كانت ټقتحم عقله و دون شعور منه كان يغفو
..
توقفت السيارة أخيرا في الصباح الباكر أمام الفندق تفتح باب السيارة برهبة قليلا لا تصدق إنها فعلتها وأتت لمدينة الغردقة بصحبة السائق
ترجل السائق من السيارة وأخرج حقيبتها متمتما بإرهاق
نكلم سليم بيه ياهانم نقوله إننا وصلنا
والجواب بالطبع كان بالرفض فهي أتت لتكتشف الحقيقة المريرة التي كانت تخشاها
اتبعها السائق فسارت بخطوات مرتبكة بعض الشئ إنها ليست من النساء اللاتي يتسمون بالجرائة في تصرفاتهم
استقبلها موظف الإستقبال بابتسامة بشوشة
في حجز يا فندم 
أعطته بطاقة هويتها أولا ومالت قليلا مشيرة إليه أن يقترب ليسمعها
شعر الموظف بالأرتياب ينظر لبطاقة هويتها ثم إليها
جوزي نازل عندكم هنا هو ضيف مهم
ضاقت عينين الموظف متسائلا 
مين يا فندم
سليم النجار
ضاقت عينين الموظف يرمقها بنظرة فاحصة ثم الرجل الذي وقف خلفها إحتراما
حضرتك مدام سليم النجار
مش شايف في البطاقة الشخصية متزوجة
أيوة يا فندم لكن مش مكتوب اسم الزوج
امتقعت ملامح فتون فهي لأول مرة تواجه هذا الموقف بل
وتتحدث مع رجل بتلك الجرائة البعيدة عن شخصيتها وضعت يدها في حقيبتها الصغيرة التي تعلقها فوق كتفها تخرج له قسيمة الزواج
وكده هتعترض بقى
وضعتها أمامه تنظر إليه في إستنكار هي مستعده لكل شئ فهي ليست بالحمقاء ألا تعرف ما ستحتاجه لتتمكن من دلوف غرفته وتقبض عليه في تلبس
لا طبعا يا فندم كده مقدرش اتكلم حضرتك عملاها مفاجأه ل سليم بيه
رسمت فوق شفتيها ابتسامة واسعة تتخيل اللحظة التي سيراها فيها سليم
طبعا اصل عيد ميلاده بكره وأنا حبيت اعملها ليه مفاجأة
والټفت نحو السائق الذي بات الإرهاق مرتسم فوق ملامحه
ممكن أحجز اوضه لعم محمد
ابتسم الرجل بلطافة فلأول مرة يصادف نموذج من الطبقات الراقية يتعامل بعفوية وبساطه بتلك الطريقة المضحكة 
تمام يا فندم طبعا الحساب على سليم بيه
تحركت خلف العامل تتأمل ساحة الفندق الخالية من الزوار في هذا الوقت المبكر 
بحركات وئيدة تحركت مجددا خلف العامل بعدما غادروا المصعد تشعر بأن أنفاسها بدأت تنسحب وهي تتخيل ما سوف تراه من صدمة
فتون
هتف اسمها في ذهول ولولا العامل الذي يقف جوارها أمام باب غرفته لظن إنه مازال نائم يحلم بها 
وسرعان ما كان يقترب منها يجذبها إليه 
أنت جيتي هنا إزاي
عيناها لم تكن معه بل كانت تحدق في باب الغرفة المفتوح.
دفعت ذراعيه عنها دون حديث واسرعت لداخل الغرفة تلتف حولها باحثة عنها
هي فين
توقف خلفها في ذهول ينظر إليها 
فين شهيرة بتضحكوا عليا عشان عارفين إني هبله
واتجهت نحو الغرفة تبحث داخلها السرير كان خالي والحمام أيضا حتى تحت الفراش والأريكة بحثت في كل مكان دون عقل دون أن تفكر للحظات أن خديجة فهي كانت معه فأين هي 
اتسعت عيناه في دهشة لا يستوعب ما يراه فحتى الأن لا يستوعب إنها أمامه
صمته ووقوفه بتلك الطريقة ازعجها إنه يقف كالمتفرج يعقد ساعديه أمام صدره منتظر أن تنهي ما تفعله
أندفعت صوبه تشب على أطراف أصابع قدميها
جايبها معاك الغردقة عشان ترجعلها لا يا سليم باشا لو فكرني هرضى زي ما رضيت تعيش معانا فترة فخلاص فتون الهابله صحيت
هل يضحك أم يجذبها من أطراف بلوزتها لأعلى ويستمتع برؤيتها معلقة
والأختيار الأول كان الأقرب له اڼفجر ضاحكا بعلو صوته رغم مزاجه السئ
لم تشعر بحالها إلا
 

تم نسخ الرابط