رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


يدلف نحو الداخل ينظر نحو الشقة يزفر أنفاسه بضيق
يعني سيبتي إسكندرية وكل حاجة وجيتي تعيشي في الحارة ديه
واردف حانقا وهو يبحث عن مقعد يجلس عليه
ليه عملتي كل ده
حاولت الثبات قدر إستطاعتها.. فعن أي شئ ستخبره هل تخبره إنها غارت من زيجته بجيهان وإنها لم تعد تعلم بمشاعرها نحوه ...أم تخبره بأنها لم تعد تتحمل صدمة أخر في رجل أخر

جيت عشان ولاد اختيهما محتاجني
طالع المكان بعينيه مستنكرا إجابتها
ولاد أختكلو افترضنا و رسلان ادهوملك هيرضي يعيشوا في الحارة ديه
اطرقت عينيهافهي تعلم تماما أن جوابها لا يخيل على طفل صغير
هجيب شقة تانيه وهعيش في مكان تاني...
جوازي من جيهان هو السبب مش كده يا ملك
باغتها بسؤاله فاشاحت عينيها بعيدا عنه حتى لا يكشف أمرها 
قولتلك نكمل جوازنا يا ملك ومننفصلش أنتي اللي صممتي نتطلق.. 
غامت عينيها بالحسړة 
جوازنا كان جواز مشروط محطوط في بنود.. أنت محبتنيش يا جسار.. أنت لسا عايش على ذكرى مراتك وجيهان أكبر دليل 
وتجمدت عينيها نحو الواقف أمام باب الشقة المفتوح يحمل صغيريه على ذراعيه يطالعهما بنظرات قاتمة 
دلفت نحو غرفة الضابط المسئول مرتجفة الجسد بعد ليلة قضتها خائڤة في الزنزانة تستمع لأبشع الألفاظ بل وتعرضت للضړب 
تعالي يا فتون 
تقدمت بړعب دون أن ترفع عينيها وقد بح صوتها من أثر توسلها إليهم ليلة أمس وإنها ليست المذنبة 
هسيبك معاها شوية يا سليم بيه 
تجمدت حركة جسدها ورفعت عينيها ببطء.. لتتعلق عينيها بأخر من ارادة رؤيتهكانت عينيه جامدتين نحو وجهها وذلك الچرح فوق جبينها.. قبض فوق كفيه بقوة 
وقد إزداد غضبه يتوعد ل دينا.. فقد كان يظن إنها فعلت شهيرة ولكن دينا من كانت صاحبة تلك الخطوة 
فتون اسمعيني كويسالقضية مش هتتحل غير لو إتجوزنا.. انتي متهمة في قضية سړقة كبيرةلا شهيرة ولا دينا هيسيبوكي طول ما انتي لوحدك 
وهل تعرف هي هاتان المرأتان أو سمعت اسمهم من قبل .. كانت عينيها زائغتين ودموعها تسيل فوق خديها 
أنا مسرقتش حدأنا مسرقتش 
أقترب منها وقد إزداد وعيده لدينا تلك اللعوب التي حامت حوله قديما وعادت تحوم حوله بعد طلاقها من حامد شقيق شهيرة 
عارف يا فتون إنك مسرقتيش حاجةلكن المجوهرات لقوها في شنطتك 
تهاوت بجسدها فوق أقرب مقعد
جنات هتقف معايا.. وهتجبلي محاميأنا مسرقتش 
جنات مش هتعرف تخرجك يا فتونمحدش هيقدر يخرجك من هنا غيريوعشان اعرف أخرجك لازم نتجوز
.
حاولت أن تتناسي وجودهم وتلك النظرات التي يصوبونها نحوها أو يرمقون بها بعضهماندمجت مع أبناء شقيقتها تطعمهم وتلاطفهم.
جلس الجار العجوز الطيب العم حسني ينظر إلى الرجلان متفرس خلجاتهم.. جسار انسحب من تلك الحارب الضارية بينه وبين رسلان...حرب كان نظراتهم وكل منهم يعبر عن ضيقه من وجود الأخر خلالها. 
وقف جسار يطالع الحارة بنظرات نافرة اما رسلان جلس بهدوء على احد المقاعد يطالع أطفاله في أحضانها
تنهد العم حسني ينظر نحو رسلان متسائلا
أنت دكتور يا بني
أماء له رسلان برأسه وقد تنحنح قليلا فأردف العم حسني
ابن جارتنا ست غلبانه محتاج عملية كبيرةوالست مستنيه دورها على نفقة الدولة ويا علم أمتي الدور هيجي
انتبهت ملك على حديثهم اما جسار اتخذ ركنا بعيدا واخد يتحدث في هاتفه
فاطرق العم حسني رأسه خجلا
يعني يا بني لو تقدر تساعد...
ولم يكد العم حسني يكمل حديثه فاخرج رسلان بطاقة خاصه به
خليها تجيلي العيادة يا حاج
طالع الرجل البطاقة وقد لمعت عينيه والتف نحو ملك يطالعهايتمتم بصوت هامس
سبحان الله.. ربنا مكسرش خاطر الست الغلبانه
والعبارة كانت لها ألف معنى وحكاية 
...
تمتمت عبارته لمرات وهو ينتظر بلهفة سماع إجابتها
نتجوز
ابتلع لعابه يطالعها يومئ برأسه متلهفا على سماع موافقتها...فتون ستوافق على حمايته.. هو يعلم ذلك تماما فهو كان بطلها الخارق ذات يوم..
انتظر وانتظر

حتى أتته الإجابة فتجمدت ملامحه وضاعت لهفته والصدمه وحدها من ارتسمت في عينيه 
طلبك مرفوض يا سليم باشا 
ليه يا فتون .. ردي عليا 
خرج صوته متعلثما بعدما فقد قدرته على الثبات 
سليم النجار مش بيتجوز خدامه ولا بيرمرم مش ده كلامك يا سليم بيه
نهضت من أمامه وقد ألجمه حديثها.. سارت نحو الباب وقبل أن تتقدم بخطوتها الأخيرة عادت تلتف إليه
سليم النجار لو عايز يساعدني هيساعدنيمش هيحط شروط 
فتون 
فتح العسكري الواقف الباب بعدما طرقت عليه.. فتعلقت عينيه بها ومازال في صډمته 
...
كانت تلك اللحظة التي انتظروها منذ أن التقت عيناهم
غادر العم حسني نحو شقته وقد ترك بابها مفتوح و ملك حملت الصغيرين حتى تبدل لهم حفضاتهم في الغرفة 
اندفع رسلان إليه يقبض على تلابيب قميصه 
مش خلاص بعدت عنك جاي ليه تاني 
دفعه جسار بقبضته ووقف يرمقه بتحدي 
ملك مسئوله مني ولعلمك مش هسيبها هنا...
واردف وقد أراد أن يضغط عليه ويستفزه بطريقة يجيدها 
وبكره نكسب القضية وناخد ولادك.. أنت أب مش مسئول يا دكتور يلي كنت سايب ولادك ولسا فاكرهم 
تجمدت عينين رسلان نحوه وتراجع للخلف قليلا يلتقط أنفاسه.. ابتسم جسار بتهكم وهو يراه هكذا يقبض فوق كفيه دون فعل شئ.. اڼصدم جسار بعدما تهاوي فوق الأرض يضع بيده فوق كدمته وخط من الډماء يسيل من أنفه 
دارت حارب طاحنة بينهم فخرجت ملك مذعورة تنظر إليهما بأعين مذهولة من هيئتهما 
انتوا بتعملوا إيهأبعد أيدك عنه 
دفعت رسلان بعيدا فرسلان هو من كان في الصورة أمامها.. ابتعد رسلان يلهث أنفاسه ينظر إليها كيف احتوت وجه جسار بين كفيها تسأله عما يؤلمهغادر بخطوات مثقلة دون أن يلتف نحوهما فقد وصلت له الرساله بوضوح 
ليه عملتي كده يا ملك 
ابتعد جسار عنها يتحسس وجهه المكدوم 
على فكرة أنا اللي استفيزته
عارفه يا جسار...أنت استاذ في الحكاية ديه 
ورغم ألم وجه إلا إنه كان يضحك.. رمقته بحنق فتنحنح وعاد لجديته 
عارفه يا ملك أنا
________________________________________
دلوقتي متأكد إنك بتحبي رسلان 
طالعته في صمت فهي لم تعد تعرف ما معنى الحب..هي بالفعل ضائعة في دوامة لا تعرف لها نهاية 
الإنسان مش بيوجع غير أكتر ناس بيحبهم
وابتعد عنها يزفر أنفاسه متنهدا
تعرفي أنا اكتشفت إني اتسرعت بجوازي من جيهان 
اڼصدمت من عبارتهفمنذ أيام كان غارق في العشق لا يرى سواها 
ساعات بنكون عايزين الشئ عشان نجربه مش أكتر.. نشوف هنلاقي إيه فيه...هل هنلاقي اللي يعجبني ويبسطنا ولا هيكون زيه زي غيره
صمت يسترد أنفاسه ثم عاد يطالع المكان حوله 
الحب غير كده يا ملك.. الحب إحساس غريب بيخلي قلبك مهما حس إنه شبعان فهو لسا جعان 
تاهت بنظراتها كانت ضائعة تسمعه وهي شارده 
ملك أنا مش هقدر اسيبك هناالمكان ميطمنش 
على فكرة يا استاذ الحارة هنا فيها رجاله وانا اه قدامك 
التف بجسده نحو ذلك الصوت لتقع عيناه على تلك الفتاة التي رأها صباحاتقدمت بسمة منهم تطالعه بترفع 
ملك وسط أهل حتتها يا باشا 
رمقها جسار مستنكرا يطالع هيئتها الغير مهندمة 
أنتي تعرفيها يا ملك 
انتبهت ملك على سؤاله بعدما كانت شارده بينهمنفضت عقلها تستجمع حالها 
ديه بسمة بنت عمي حسني 
قطب جسار حاجبيه يتذكر ذلك الرجل العجوز الذي كان يجلس معهم 
اهخلينا في المهممش هقدر اسيبك هنا 
أنت يا أستاذ مسمعتش أنا قولت إيه 
ضيق عينيه وقد تذكر وجودها الغير مرغوب فامتقع وجهه والتف نحوها يشير إليها بإصبعه 
ممكن تسكتي 
أرادت أن تتحدث ولكن صوت والدها وقد هتف باسمها للتو جعلها تغادر حانقه تتمتم بضيق 
إنسان عديم الذوق 
اتسعت عينين جسار ذهولا يرمق خطواتها وكاد أن يلفظ بعض العبارات الحانقة 
جسار زي ما أنت شوفت أنا فعلا عايشه وسط أهلي وحبيت المكان 
رضخ جسار في النهاية لرغبتها فهو يريدها أن تستعيد ذاتها كما أراد لحاله أن يفهم مشاعره نحوها فما جمعهم من قبل هو الإحتياج وهل ينبض القلب به طويلا 
أصر أن يعطيها مفتاح إحدى الشقق الراقيه التي يملكها بديلا لها عن ذلك المكان 
دلفت للصغيرين فوجدتهم كما تركتهم في غفوتهماقتربت منهما تقبل أقدامهم ومع مرور الوقت أصابها القلق فلما لم يعد رسلان لأخذهم
ونقطة واحده كان يدور فيها عقلها وللأسف قلبها هو من كان يتسأل 
هل أصابه شئ 
....
فتحت عينيها بعدما غادرت جنات الغرفة واغلقت الباب خلفها.. تقلبت فوق الفراش تقاوم ذلك الشعور الذي يخترقها.. تعالت أنفاسها وتسارعت دقات قلبها ورغما عنها كان قلبها يأخذها لعالم به سليم النجار 
استيقظت بفزع تلهث أنفاسها بثقل تضع بيدها فوق قلبها غير مصدقة إنها حلمت بهحلمت به وهي بين ذراعيهحلمت به في وضع

لا تعرف كيف أخذها قلبها وعقلها إليه.. أسرعت في إلتقاط كأس الماء الموضوع جوار فراشها ترتشف منه 
مش معقول أكون حلمت بيك كده.. 
عادت تلتقط أنفاسها تنظر حولها فالظلام كان يحاوط الغرفة 
أكيد أنا حلمت بي عشان اللي عمله معايا النهاردة...سليم النجار راجل وحش وظالم اوعي تنسى ده يا فتون 
خاطبت حالها لعلها تعيد لقلبها ثباته ولكن القلب كأنه كان متعطش لذلك الحدث وتلك الكلمات التي اخبرتها بها جناتجنات التي لأول مره تمدح سليم النجار أمامها لكنها لو علمت إنه عرض عليها الزواج في البدايه مقابل خروجها لكان مديحها تحول لمقت و حقد 
وها هو حديث جنات يأبى تركها تلك الليله مهما فعلت 
بصراحه يا فتون لولا سليم النجار مكنتيش هتعرفي تخرجي منهاصحيح هو السبب في كل ده.. بس إن يكون موجود حد معاكي ياخد حقك.. شعور جميل 
جنات التي عرفتها طيلة الثلاث سنوات والنصف لم تكن حالمية في أي شئ يخص الرجالولكن اليوم شعرت بمشاعر جنات نحو الموقف 
اغمضت عينيها بقوة والمشاعر تزيد في إختراق فؤادها تهتف لحالها 
أوعى تنسى إنه هو السبب يا فتون.. اوعي تنسى اللي عمله فيكي زمان 
.
صړخة مقهورة بعدما اقتربت منه تتوسل إليه 
عملت كده عشان بحبك.. أنت عارف أنا بحبك اد إيه يا سليم 
تعالت صوت ضحكاته رغما عنه وهو يرمقها بتفحص 
بتحبيني...مش تقولي كدبه تانيه يا دينا ده أنتي لما عرفتي إني بعد الحاډثه ممكن متحركش تاني على رجلى وهكون عاجز روحتي اتجوزتي حامد اللي كان عدوك وجتيلي ارفعلك قضيه عشان تاخدي حقك وحق ابنك منه 
لا يا سليم أنا اتجوزت حامد بعد ما أنت رجعت لشهيرةإتجوزته عشان أكون قريبه منكسليم أنا مش قادرة أنسى الليله اللي كانت بينا 
شحبت ملامحها وهي ترى نظراته التي تحولت للۏحشية عندما ذكرته بتلك الليلة بعد ۏفاة جده ومغادرة فتون حياته.. جاءت إليه شقته أرادت أن تمنحه جسدها في لحظة ضعفه وحاجته وسليم القديم كان خير من يرحب بتلك الأمور حتى ينسى ضيقه وحزنهكانت ليلتها هي الفاصل من حياته وتلك القذارة التي يعيش داخلها ولكنه سرعان ما كان يتجنب وقوعه معها في الطريق الذي أراد نهايته 
دينا انا وانتي عارفين كويس محصلش حاجه بينا في الليله ديه كويس 
كان ممكن يحصل يا سليمبس انت اللي مدتنيش فرصه 
واقتربت تحاول أن تفرض سحرها الذي اجادته وتجيده على الكثير من الرجالذكرته بتفاصيل كانت الشهوة وحدها من تحركهامتقع وجهه نفورا وهو يسمعها مشمئزا من حاله ومنها
فتون خط أحمر يا دينا وانتي عارفة كويس ممكن اعمل إيه كويس 
التف بجسده كي يغادر بعدما لم
 

تم نسخ الرابط