رواية كله بالحلال بقلم أمل نصر
المحتويات
معجبة بيه يا بسمة عملتيها يا قادرة
صدرت الأخيرة پصرخة أجفلت بسمة لتكتم سريعا بكفها على فمها وتعيد سحبها لداخل الغرفة حتى تتفاهم معها قبل ان تفضحها .
وفور أن رفعت عنها كفها لتغلق باب الغرفة عليهن انطلقت ليلى تردد بجزع
يا لهوي يا لهوي يا لهوي فضحتيني فضحتيني يا بسمة.
حدجتها الاخيرة بتذمر قائلة
بتندبي ليه يا متخلفة انتي ايه اللي حصل للجنازة اللي انتي ڼصباها دي
امال عايزاني اعمل إيه بعد ما شوهتي صورتي عند اخوكي هايقول عليا إيه دلوقت دا تلاقيه افتكرني واحدة فاشلة ولا صايعة.....
ماتبس بقى عمالة تحدفي من بوقك كلام زي الدبش مش تفهمي مني الأول وتبطلي غباء
صاحت بها مقاطعة فتابعت الأخرى استهجانها
راعه تخاطبه ببعض اللين
طب تعالي استني نتفاهم الأول.
حاولت نزع ذراعها عن قبضتها محتجة
تعالي بس وما تبقيش حماقية.
هتفت بالاخيرة تدفعها للجلوس حتى استجابت على مضص صائحة بها
افندم بقى عايزة إيه اديني اتنيلت قعدت من تاني إيه بقى اللي ناقص عشان تشليني بالمرة
عقبت تجاورها على الكرسي المقابل باستنكار
أشلك !! ېخرب بيتك يا شيخة وېخرب بيت دماغك يا بت افهمي بقى انا ماشوهتش صورتك زي ما انتي فاهمة انا بس فهمت اخويا ان في قبول من ناحيتك عشان لو حب يتقرب يتشجع وما يترددش اصل نظام الكسوف ما بينك وما بينه كدة مش هيقدمنا ولو خطوة حتى يا حبيبتي ولا ها يثمر عن اي نتايج .
ټموتي من الإحراج ليه بس انا عايزة افهم هو انت شوفتي اخويا بصلك مثلا بنظرة غلط ولا نظرة ما ريحتكيش مثلا
نفت بهز رأسها
لا بصراحة اينعم هو كان جرئ المرة دي في نظراته وكلامه معايا بس انا ماحستش نهائي باللي بتقولي عليه.
حلو اوي يبقى إيه لزوم الولولة بقى والهبل بتاعك ده يا حبيبتي انا عايزة اقرب ما بينكم افهمي بقى .
اممم يعني على كدة بقى انا كمان اروح اقول لاخويا ان انت كمان معجبة بيه او في ما بينكم قبول .
صعقټ بسمة لمجرد الفكرة لتهتف بها برجاء محذرة
لا وغلاوة النبي عندك يا شيخة ما تقولي دي ولا دي وحطي في بالك يا حبيبة قلبي ان اخوكي انتي غير اخويا انا خالص دا انت بس لو لمحتي لعزيز ان في اهتمام من ناحيتي اول حاجة هايفكر فيها هو انه يشقطني او يمشي معايا لكن جواز لا يا امي.
ولما انتي فاهماه اوي كدة متنيلة على عينك ومصممة اوي ليه على جوازك منه
عشان بحبه يا ليلى وبرغم كل عيوبه دي بحبه
ويمكن أيضا لأنه يشبهك.
تمتمت بها ليلى بداخلها وهي تراها الان صورة شقيقها تشكلت امامها لو عرف بحقيقة مشاعر بسمة نحوه برغم العيوب الظاهرة بالاثنين إلا أنها دائما ما تجد صفات مشتركة بينهما الجرأة وخوض التجارب العديدة قبل الاستقرار كلها صفات تظهر التشابه القوي بشخصياتهما
اذن فما فائدة زواجه بفتاة كرانيا المطيعة الهادئة حتى يستغلها ويستغفلها بشخصية مزاجية متقلبة لا يصلح معه سوى بسمة التي تفهمه جيدا وتعلم بعيوبه فلا يفل الحديد سوى الحديد .
في منزل منار
وحينما ولجلت عائدة من الخارج وجدت شقيقتها الكبرى ريهام في زيارة تبدوا استثنائية من هيئتها الواجمة وجلستها الان بجوار والدتها التي تفرك كفيها ببعضهما وكأن مصېبة وقعت على أرجاء المنزل.
مساء الخير يا جماعة ايه الحكاية
القت بالتحية والسؤال خلفها لتفاجأ بهذه النظرة العدائية من والدتها فصدرت الإجابة من شقيقتها
يعني مش عارفة فيه ايه ماما من الصبح زعلانة يا هانم وانتي جابة تسألي واكن ولا على بالك .
اضافت منار على قولها بحدة
سبيها ما هي البعيدة معندهاش ډم وفاكرة كل الناس جبلات زيها.
هتفت بها محتجة وهو تسقط على طرف
المقعد الكبير .
الله يا ماما وكان ايه اللي حصل بس لدا كله واحدة رفضت اخويا الدنيا وقفت عليها يعني اشيل الهم انا بقى واللطم عشان البرنسيسة مردتش
رددت تخالفها بحدة
لأ يا اختي متشليش الهم بس ع الأقل تفهمي ايه اللي حصل تروحي للبت وتسأليها مش دي صاحبتك برضوا يا بت يعني أكيد لو فتحتي معاها هتقر وتقول ع اللي فيها ان كان في سبب قوي منعها توافق ولا حد اتدخل بخبث ېخرب الجوازة.
ابتلعت ريقها ليلى لتسألها بتوجس
اخرسي يا بت اخوكي يعجب الباشا طول وعرض وجمال وكمال وظيفة في شركة محترمة دا غير الأصل والفصل وسيرة تشرف أي حد .
سيرة تشرف أي حد!
تمتمت بها ترفرف بأهدابها بتعبير صريح عن الكذب المفضوح وعقبت شقيقتها بټهديد
أيوة تشرف يا ست ليلى ولا انتي عندك رأي تاني .
رددت باستسلام بلهجة تقارب السخرية
ابدا وانا اقدر برضوا دا سيرته تشرفني وتشرف اللي جابوني كمان هو فينه صح مش حزين معاكم يعني
حزين في عينك بنت قليلة الادب لهو اللي خلقها مخلقش غيرها دا بكرة اجوزو ست ستها.
بازبهلال كانت تطالع والدتها التي تحولت فجأة وانقلبت على الفتاة التي كانت تتحسر عليها منذ دقائق بمجرد التلميح عن تاثر عزيزة يا لها من لبؤة شرسة في الدفاع عن صغارها بالأخص الولد .
تحركت كي تغادر وبحركة مقصودة أسقطت شيئا ما من حقيبتها انتبهت عليه ريهام لتوقفها بندائها
استني يا هبلة انتي شوفي ايه اللي وقع منك
الټفت ليلى تدعي المفاجأة وهي تدنو لتتناوله من على الأرض
اه صحيح دا خاتم التسبيح كان هيضيع مني وهو هدية اساسا.
عقبت ريهام ساخرة
يا ماشاء الله ودي مين من صحباتك اللي دخل في قلبها الإيمان عشان تهديكي بحاجة زي دي
ردت تجيبها ببرائة
بسمة صاحبتي من ثانوي دي عقلت اوي وكل كلامها بقى في الدين دلوقت.
تدخلت منار تسألها بحدة
وانتي شوفتيها فين بقى النهاردة يكونش يا بت المشوار اللي جاية منه دلوقت كان من عندها
أيوة يا ماما ما انا وهي روحنا زورنا واحدة صاحبتنا تعبانة وبعدها سيبتها تروح درس الدين بتاعها وانا جيت عن اذنكو بقى.
لفظت كلماتها تناظر الوجوم الذي اعتلى قسماتهم قبل أن تستأذن مخمنة الحديث الذي دار كالهمس من خلف ظهرها عن طبيعة بسمة وتغيرها
وفي داخل غرفته وبعد أن استأذنت في الدخول اليه دلفت لتجده جالسا على كرسيه الجلدي يتمايل به وهو يتحدث في الهاتف بمزاج رائق عكس المشهد الذي رأته في الخارج
اه يا طبعا معاكم في السفرية........ يا راجل وانا اقدر برضوا افوت حاجة زي دي........ تمام يا حبيي وقت ما تحددوا ادوني التمام عشان اعمل حسابي....... ماشي يا عمنا انت تؤمر.
انهى المكالمة وارتفعت رأسه إليها لتقابله هي بابتسامة غامزة بطرف عينها تقول
اشطة يا عم بتظبط سفرية للبحر كالعادة وعايش حياتك فل الفل.
لوح بكفه مخمسا بوجهها يكبر
الله اكبر عليكي انتي جاية تقري يا بنت انتي ولا ايه
من غير ما تكبر يا عم مش هاحسد.
تفوهت بها قبل ان تجلس على كرسي مكتبه ويدها تتلاعب كالعادة على الحاسوب والأشياء الخاصة به.
استفزته لينهض وينزع يديها ليحذرها
ايدك م الحاجات يا ماما عيلة صغيرة انتي عشان ادادي ولا اقولك عيب تلمسي حاجة الكبار في ايه يا بت انتي إيه اللي مدخلك عندي اساسا
ضحكت تشاكسه
ايه يا خويا يا حبيبي هو انت ليه دايما كدة مش مستحملني
رفع حاجبه يرمقها بحنق مرددا
وترجعي تشتكي بعد كدة لما اغلس عليكي اتعدلي يا ليلى انت مش قد هزاري التقيل.
استجابت ألا تزيد في مناكفته حتى لا ينفعل عليها فقالت مغيرة دفة الحديث
طب تمام مش هغلس عليك المهم بقى كنت عايزة أسألك يعني لو كنت زعلت من موضوع رفض رانيا ليك حكم ماما مطينة عيشتي من امبارح
أزعل!
قالها واستقام يفرد ظهره مرددا
انتي عبيطة يا بنت انتي ولا هبلة بقى عزيز اخوكي بجلالة قدره يزعل عشان عيلة زيك رفضته طب هي ملهاش حظ بقى انها ترتبط بواحد زيي يبقى هي اللي يحق لها تزعل مش انا.
يا جامد.
تفوهت بها بابتسامة إعجاب لتردف برجاء
طب مدام كدة بقى حاول تفهم ماما بقى وتخليها تحل عني حكم دي محكمة راسها والف سيف ان اشوف رانيا واسألها عن السبب الحقيقي لرفضك طب هي مش طايقاك يا خويا انا ايه ذنبي.... اه
بقولك اتعدلي ولا انتي اللي جيبتيه لنفسك
بقى استحملي....
اه خلاص والله مش هكررها تاني ايدك تقيلة يا عزيز
حينما انتهى يناظر وجهها الذي أصطبغ بحمرة الانفعال كلما استفزها ضحك من قلبه يشاكسها
ما انا قولتلك من الأول انتي مش حمل رزالتي يا ماما.
التوى ثغرها بامتعاض شديد ترمقه بشرز تتمتم داخلها
ابو غلاستك يا أخي انت ملكش غير بسمة.
رفعت صوتها لتتغاضى وتخاطبه بضيق
ماشي يا عم الجامد يعني مفيش مرة تديني فرصتي ارخم عليك زي ما انت مطلع عيني كل يوم ياللا المهم بقى انا كنت عايزاك توصلني بكرة على النادي بقالي فترة كبيرة ما روحتش.
ناظرها بنظرة مستخفة يعقب
يا ما شاء الله السواق الخصوصي بتاعتك حضرتك انا لا وعايزاني كمان اوصلك للنادي مالك انتي ومال النوادي
يعني ايه مالك انا ومال النوادي شايفني قليلة يعني ولا مينفعش ثم دا مش سينما دا نادي معروف يعني الناس بتتقابل فيه وبتمارس نشاطها الرياضي والاجتماعي
سمع منها ليردد باستهزاء
روحي يا بت اللعبي بعيد عن هنا امشي يا للا مش فاضين احنا لۏجع الدماغ.
انتفضت تدعي الڠضب مرددة
ماشي يا عزيز يا خويا الله يسامحك انا بكرة هتصرف واروح مع صاحبتي بسمة هي اساسا بتروح دايما هناك ولا العوزة ليك.
تحركت لتخرج وقبل أن تضع يدها على مقبض الباب أوقفها سائلا
بتقولي مين يا بت اللي رايحة معاكي
ردت من فوق أكتفاها
بقول بسمة صاحبتي ايه هو انا عندي كام واحدة بالأسم ده يعني عن اذنك.
قالتها وخرجت لتغزو ابتسامة طفيفية على ملامحها وقد رأت الاهتمام جليا على ملامحه اذن فهي البداية.
في اليوم التالي
كانت معها على نفس الموعد داخل النادي العريق
وقد اتخذتا مقاعد حول إحدى الطاولات وكان الحديث الدائر ببنهما وبسمة تعيد السؤال عليها بقلق
تفتكري
طب تفتكري هيجي ولا مش هيعبر اساسا
ضحكت لها بصوت مكتوم تطالعها بنظرة جديدة وكأنها تعيد اكتشافها
بسمة هو انتي بتحبيه بجد
سمعت منها لتتبدل تعابيرها من القلق إلى أخرى غاضبة في الرد
أمال يعني بعمل
متابعة القراءة