رواية كله بالحلال بقلم أمل نصر
المحتويات
الناس علينا مش عايزاها زيطة.
والله أحسن حاجة قولتيها يا ماما......
نهضت فجأة تباغتها باحتضانها وتقبيل وجنتها تعبيرا عن امتنانها قبل أن تعود مرة أخرى لشقيقها وطاقة من الحماس واللهفة تملأها لتعلق منار على فعلتها ضاحكة
نطت زي القرد تبوسني عشان مصلحتها.
وماله يا ماما مش هتفرحيني يا ست الكل.
قالها عزيز قبل ان يميل برأسه جوار أذنها هامسا بمكر
ايوة بقى ع الحظ وحفلات عيد الميلاد اللي نازلة ترف
تبسمت بتوتر لتلكزه بمرفقها على خصره فصدحت ضحكته بصوت أعلى حتى جعل والدتهما تتسائل بفضول
بتتوشوشو تقولوا ايه انا قاعدة معاكم على فكرة .
هتفت بها ليلى كإجابة سريعة بتلعثم وقد اخجلها قول شقيقها الذي كان مستمتعا بمناكفتها حتى عادت منار بخطابها لابنتها
مقولتيش يا لولي هتعزمي مين النهاردة انا بنبه عليكي من تاني مش عايزة زيطة هي كام واحدة بس من أعز اصحابك.
بسمة.
هتفت بالأسم بعفوية كأول إسم طرأ بعقلها تستحق المشاركة معها اليوم ثم أردفت ببعض الأسماء الاتي تجاهلتها منار لتركز على هدفها
قالتها بقصد وعينيها نحو ابنها المندهش من فعلها والذي ادعى انشغاله بطعامه حتى قول شقيقته المندفعة
دي اتغيرت اوي يا ماما وجنانها خف عن زمان لو شوفتيها هتعجبك اوي
ابتسامة ماكرة لاحت على ثغرها وابصارها لم تفارق عزيز مرددة
في وقت لاحق من اليوم وقد ارتدت فستانها وتجهزت لحفل ميلادها الذي لم يبدأ بعد ولم يحضر أحد كانت في غرفتها تحادثه عبر مكالمة مرئية
انا كان نفسي اوي تيجي تحضر معايا يا ممدوح ماما مزاجها رايق اوي النهاردة وعمالة من الصبح تدلعني قال ايه عشان كملت عشرين سنة وبقيت عروسة.
ايه أخو صاحبتك مثلا
سمعت منه لتطلق ضحكاتها العفوية حتى مالت برأسها أمامه ليشاركها الضحك بعدة عبرات ممازحة مرة أخرى حتى قال بجدية
الحاجة الوحيدة اللي اقدر اعملها هي اني اوصل بسمة لحد عندك ساعتها بقى ممكن تخرجي تسلمي عليا او تعملي هاي من بلكونتك انا راجل غلبان وراضي بقليلي
ماشي يا عم الغلبان
توقفت على طرق باب الغرفة لتنهي سريعا معه قبل ان تفتح الباب لشقيقتها التي قبلتها تهنئها بعيد مولدها قبل أن تدلف معها لداخل الغرفة قائلة
ماما بعتاني اجي اشوفك خلصتي تجهيز نفسك ولا لسة الضيوف على وصول ايه ده
هتفت بالاخيرة بعد ان وقعت عينيها بالصدفة على القلادة التي نستها ليلى على فراشها خطڤتها منها سريعا لتخفيها عن انظارها بارتباك.
أثارت فعلتها ابتسامة على وجه شقيقتها لتسألها بمكر
واضح انها هدية غالية عندك يا ترى واخداها من مين يا لولو
تلجلجت باضطراب ملحوظ لم يخفى على شقيقتها
اا يعني كدة حد عزيز عليا مش لازم اقولك على فكرة.
لا طبعا مش ملزومة تقولي
قالتها ريهام باستدراك زحف لعقلها عن طبيعية شقيقتها الشفافة دائما امامها هذا الاضطراب وهذه اللهفة لن تصدر منها سوى في حالة واحدة وهي أنها تحب بالتأكيد طبعا لن يكون سامح ابن خالتها.
لتكوني زعلتي يا ريهام بس انا قصدي والله يعني.....
قاطعتها الأخيرة بتقدير
يا حبيتي مفيش داعي تبرري انا بقولك كدة عشان اديك مساحتك في الخصوصية حتى لو هتخبي عني مش عيب اهم حاجة بس تاخدي بالك من نفسك....
توقفت لتزفر تنهيدة من عمق ما تحمله بداخله من يأس
اقولك على حاجة يا ليلى انا كان نفسي احب واتحب ايام الجامعة شباب كتير حاولوا يتقربوا مني بس انا اللي كنت بطفشهم بنفسي عيني دايما كانت ع المستوى اللي يناسبني أو الأعلى مني حتى وانا قلبي بيدق كنت بتجاهل اي اعجاب من أي حد اقل مني كنت ماشية بنصايخ ماما ع المسطرة حتى لما اتجوزت كان اختيارها هي عريس وسيم تتمناها أي بنت في الدنيا وانا طبعا كنت طايرة من الفرحة بالحاجات اللي عملهالي من فرح هايل وعربية اخر موديل وشهر عسل في جزر المالديف بس بعد كدة بقى ايه اللي حصل
ايه اللي حصل
سألتها ليلى بانتباه شديد وهي تجلس جوارها على طرف التخت وقد أثارت فضولها بهذه الاعترافات النادرة منها
ايه اللي حصل هي ان بعد زهوة البدايات بتكتشفي الحقيقة حقيقة الشخص اللي معاكي والحياة المملة حتى لو مش بيتأخر عنك في أي طلب لكن يكفي انك مش لاقية الدفا ولا الاهتمام اللي كنت بتتمنيه ولا حتى الحب اللي تحسيه بجد منه دا انا احيانا بحسد مرات البواب عندنا من النظرة اللي بشوفها في عين جوزها ليها الحاجات دي بتبان اوي ما هي الفلوس مش بتشتري السعادة يا ليلى مهم اوي يكون الجواز عن حب.
تأملتها صامتة بتركيز هذه اول مرة تكتشف هذا الجانب الحزين من شقيقتها وهي التي دائما ما كانت تحسدها على حظها في امتلاك الجسد الجميل والوجه الفاتن والزوج المثالي كما كانت تصف دائما منار زوج ابنتها تعد نفسها الا تكون ابدا مثلها او تستلم لهذا المصير البائس.
.... يتبع
..... يتبع
الجزء الثاني
الفصل الرابع عشر
حضر بعض المدعوين من أصدقاء للعائلة مقربين وبعض من صديقاتها القلائل وأفراد من اعز الأقارب كخالتها نغم شقيقة والدتها والتي كان الترحيب بها يزيد عن أي ترحيب بحرارته المبالغ فيها
يا روح قلبي يا لولو كبرتي وبقيتي قمورة بجد بقيتي عروسة يا لولو.
تبسمت منار بتفاخر وقد أتي على هوائها الكلمات
امال يا روح قلبي انتي عارفة بقى خلفة اختك كلهم قمامير وما يستاهلوا غير قمامير زيهم
بادلتها نغم بمزاح مكشوف
مامتك العفريتة بتلقح بالكلام يا لولو طب احنا بقى كمان قمامير وفل الفل .
تشاركنا الاثنتان بالضحك عاليا امام دهشة ليلى التي رفعت طرف شفتها بغيظ وعدم تقبل لهذا التلميح المستفز عن....
لولي...
ياريتني افتكرت ربع جنيه احسن منك.
غمغمت بها داخلها لترسم ابتسامة غبية وهي تتلقى ترحيب هذا السمج
اهلا يا سامح.
وحشتيني يا لولا.
اااايه.
هتفت بالاخيرة تبعده عن وجهها بعد ان أوشك على تقبيلها على وجنتها.
اوعى يا بابا لعورك.
بنت عيب ايه الألفاظ دي
كان هذا رد منار قبل ان يعقب سامح بتبرير
قوس الاخير شفتيه يتقبل مزاحه على مضض وعلقت خالته نغم بمجاملة
يا سيدي واحنا عجبانا كدة وهو في أحلى من الشراسة برضوا.
يوووه ايه التناحة دي
مفاجأة ايه تاني كمان ومالك يا ست الكل مركزة معايا يكونش انا المقصود بالمفاجأة دي
اومأت بهز رأسها وتكفل سامح بالرد
مفاجأة عظيمة يا باشا انا واثق انها هتفرحك
انت كمان عارف يا سامح طب ما تقول يا بني
ولو قالك هتبقى مفاجأة ازاي بقى يا للا لولو روحي شوفي المعازيم وانت يا قلبي روح جهز نفسك ماما ناوية النهاردة تفرحك بجد.
تبسم يمط بشفتيه متبادلا النظر باندهاش مع شقيقته التي وجدتها فرصة لتهرب قبل أن يصيبها الاختناق من هذه الجلسة الثقيلة على القلب.
توقف بسيارته أمام البناية التي وصفتها له ليعود اليها سائلا باستغراب
ايه يا برنسيس هو انتي رجعتي في كلامك ومش ناوية تنزلي ولا ايه
بدا على وجهها اضطراب جلي لتلتف اليه بتوتر تسأله
طب بص عليا كويس الاول حلوة ومظبوطة ولا في حاجة ناقصة
أثارت اندهاشه بالفعل شقيقته الواثقة دائما تطلب مشورته في ما ترتديه وما يبدو من هيئتها ولكنه فضل الا يجادلها فتبسم لها متغزلا
وانتي محتاجة رأيي يا بيبة انتي قمر في كل حالاتك وفي أي حاجة تلبسيها دا غير ان النهاردة بقى اجمل من كل مرة عايزة ايه تاني بقى
ارتخت بعض الشيء استجابة لتدليله لها لكن سرعان ما عادت للقلق مرة أخرى فور ان وقعت أنظارها على البناية تخشى من رد فعل عكسي لزيارتها اليوم حتى لو كان تلبية لدعوة عادية تلقاها غيرها أيضا للحضور ولكن بوجود هذه المرأة المتسلطة لا تضمن أي شيء
ليلى بتشاورلك على فكرة
انتبهت لقصده تنظر نحو الجهة الني يطالعها لتجد صديقتها تقف بالشرفة تشير لها بكفها بابتسامة تسلب العقل بروعتها .
علقت ضاحكة وهي تستعد للمغادرة
يا راجل يعني عايز تفهمني انها وقفت بالصدفة تستناني لا وبتشارلي انا كمان دا انتو بقيتوا مكشوفين أوي.
معها ضحكت الأخيرة لتشاكسها بهمس خاڤت
دلوقتي بقيت حبيبة قلبك ومن شوية مكنتيش شايفاني اصلا ما انا خلاص مبقاش ليه لزمة.
عضت على شفتها السفلى تحذرها بنفس الهمس
وطي صوتك يا مچنونة هتفضحينا انتي عايزة منار تعلقنا ولا ايه.
لا طبعا يا عم ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها.
قالتها بسمة بمرح لتنطلق ضحكاتهن بمدخل البيت قبل ان تسحبها من يدها تدخلها ثم تعرفها على بعض الصديقات القلائل من الجامعة معها حتى اندمجت في حديث الفتيات التي تعرفت بهن قبل ذلك وارتخت قليلا قبل ان تفاجأ بحضورها!
معقول انتي بسمة
ما شاء الله يا بنتي دا انتي بقيتي بدر في تمامه بس اللوم بقى على صاحبتك كان حقها تسحبك عليا على طول عشان اسلم عليكي.
احتلت الصدمة معالم ليلى حتى تسمرت لتردف لها بتلعثم
ممعلش يا ماما..... مخدتش بالي قولت نسلم على صحابنا الاول.
بسمة والتي أصابها الذهول هي الأخرى تدخلت تدعم صديقتها رغم استغرابها الشديد لهذا الترحيب الحار منها
عادي يا طنت انا كنت هروحلك واسلم عليكي بنفسي ما انا كمان بقالي فترة طويلة ما شوفتكيش زي ما انت عارفة.
يا ختي عليكي وعلى عقلك.
تمتمت بها بمداعبة بطرف سبابتها على وجنتها وكأنها تستخف بعقل طفلة قبل أن تصعقها بفعلها
عزيز تعالي هنا يا عزيز.
هتفت منادية باسمه وقد كان مارا من الناحية الأخرى بغير انتباه ف التف ليغير وجهته ويأتي اليها مضيقا حاجبيه بدهشة هو الاخر بعد ان انتبه على وجود بسمة ووالدته العزيزة تعرفه بها!
شوفت يا عزيز دي بسمة صاحبة اختك من ايام ثانوي شوف بقى بقت جميلة وحلوة ازاي
انسحبت الډماء من بشرته يكتنفه شعور غير مريح على الإطلاق فكيف لها أن تعرفه عليها وهي التي حذرته من مجرد التفكير بها فور عودة ظهورها مرة أخرى كصديقة لشقيقته ورغم اضطرابه إلا أنه سرعان ما تدارك ليتصرف بما يتطلبه الموقف وامتدت كفه نحو بسمة التي لم تقل عنه زهولا يصافحها بلهجة جعلها عادية
اهلا يا انسة بسمة نورتينا.
اخفت بصعوبة ارتجافها لتبادله الرد بروتينة ټخطف نظرة سريعة نحو هذه الماكرة الكبيرة رغم عدم فهمها لمقصدها من خلف هذا التغير
اهلا يا بشمهندس تشرفنا على فكرة يا طنت انا كنت عندكم من أكتر من شهر يعني دي مش اول مرة الباشمهندس يشوفني فيها عشان تعرفيني عليه بعد ما اتغيرت زي ما بتقولي مع اني مش حاسة ان التغير كبير اوي كدة.
جريئة
متابعة القراءة