رواية كله بالحلال بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

وتناطحها بالرأي غير ابهة هذا أكبر العيوب التي جعلتها وما زلت مصرة على رأيها 
تستاهل اوي اللي هيحصل الليلة.
غمغمت بالاخيرة داخلها قبل أن تعود إليها بابتسامة ترافق قولها
بس انا ماشوفتيكيش يا قلبي لو كنت اعرف كنت دخلت ورحبت بيكي بجد بس بقى لو هنتكلم عن التغير انتي اللي متواضعة ومش عايزة تبيني حلاوتك ولا انت ايه رأيك يا عزيز
هذه المرة لم يخفي ضيقه حتى اخرج زفرة قانطة معقبا على كلماتها قبل ان ينصرف من جوارهم
رأيي في ايه يا ماما بس عن اذنكوا يا جماعة عندي مكالمة مهمة.
تطلعت في اثره وهو يبتعد للحظات ثم عادت ببرائة تخاطب ابنتها والبقية
ما تهيصوا يا بنات ولا ارقصوا انتوا هتفضلوا كدة واقفين ما تشغلي اي حاجة وفرفرفشي مع البنات يا لولو انا رايحة بقى اشوف باقي الضيوف.
لم تعيرها اهتماما حتى ذهبت لتلتف نحو بسمة التي تبدل لون وجهها تردف بيقين
ليلى والدتك شكلها مش تمام من ناحيتي انا متأكدة ان دماغها فيها حاجة
رغم اقتناعها بما باحت به صديقتها الا ان عقلها كان يرفض بقوة ان يذهب لهذه الهواجس والافكار المريبة
ما بلاش سوء الظن يا بنتي ماما بترحب بيكي عادي فيها ايه دي بقى
لم ترد ولكنها التفتت نحو عزيز الذي كانت منصبة أبصاره عليها بعبوس جعل شعورا غزيزا يتدفق داخلها يزيدها قلق ومع ذلك فضلت ان تتغاضى وتندمج مع مزاح صديقتها والفتيات حتى وضحت الرؤية لتصعق بعدم استيعاب ناقلة ابصارها نحو ليلى بتساؤل نحو من دلفت متأخرا خلف والدتها لتتلقاها منار وكأنها نجمة الحفل
ايه اللي جاب رانيا لحفل عيد ميلادك يا ليلى مع والدتها هو انتوا رجعتوا العلاقات من تاني
على الفور نفت بهز رأسها
والله ما اعرف حاجة انا اساسا متفاجئة بيها زي زيك دي ماما قايلة من الاول انها حفلة ع الضيق ع القرايب والصحاب ودول لا من قرايبنا ولا صحابنا.
بتركيز تام مع افعال المرأة تمتمت بغصة قاسېة كانت تشق حلقها
من ترحيب والدتك انا شايفة ان الأمر
تعدى الصداقة ولا القرابة.
شحبت تطالعها بإجفال تبحث عن مغزى ما تقصده ولكن النداء بإسمها جعلها تلتف نحو والدتها التي كانت تشير لها لتقترب منهما قطعت عليها بسمة حيرتها لتردف لها روحي شوفي والدتك وسلمي ع الضيوف مينفعش تكسفيها
ترددت تطيعها ولكن بسمة أصرت عليها
اتحركي يا ليلى ع الاقل يمكن توصلي لأجابة تريحنا.
اضطرت في الاخير ان تذهب وتتركها وظلت هي محلها بكبرياء تراقب الموقف حتى تفاجأت به وقد كان خارجا من إحدى الغرف وقعت عينيه عليها بفعل غريزي ولكنها صډمته حينما اومأت بنظرة زكية منها نحو الجهة المقصودة وكانت المفاجأة التي اعتلت ملامحه حتى التف لها بدفاعية يخبرها بعينياه انه لا يعلم شيء ولكن جمودها جعله يتناول هاتفه بغرض الاختلاء بها او الخروج من الحفل حتى يوضح لها صدق موقفه ولكن والدته قطعت عليه حينما ندهت بصوتها عالي لتجبره كما فعلت مع ليلى للترحيب بالاثنان رانيا ووالدتها ثم زادت بالقاسمة بأن صفقت بكفيها لتسرق اهتمام الجميع لها
يا جماعة يا جماعة ممكن الجميع ينتبهلي..... انا النهاردة مش بحتفل بعيد ميلاد قمورتي الصغيرة لولا وبس لا..... انا كمان عندي خبر حلو يمكن يكون مفاجأة بالنسبالكم بس الحقيقة دا حصل اخيرا بعد تعب.......
توقفت بنظرة مرتكزة على ابنها موجهه جميع الانظار اليه قبل ان تردف بأعين دامعة وصوت مبحوح
النهاردة أجمل يوم في عمري يا زيزو بنت الحلال اللي فضلت شهور الف وادور عليها وافقت عشان تكمل فرحتي باركوا يا جماعة لعزيز ورانيا.
لم تعطيه حتى فرصة للأستيعاب وقد القت نفسها عليه تضمه بفرح غامر
الف مبروك يا قلبي ربنا يارب يتمملك بألف خير.
وقع الصدمة تجلى على ملامحه بشكل فج حتى لم يخفى على الحضور لكنها تغاضت عن تجمده لتجذب الفتاة التي كانت طائرة من السعادة لتقربها إليه قبل ان يحاوط بالمهنئنين من الأقارب والمدعوين أما هو فحينما استفاق اخيرا نظر نحو شقيقته التي ظهرت له بعد اختفاء دام للحظات وقد ارتسمت الخيبة في نظرتها بكل وضوح مما جعله يتدارك سريعا يبحث بعيناه عنها في كل الأنحاء ولكنه لم يجدها.
انتي ازاي تعملي كدة يا ماما هو انا عيل صغير قدامك عشان تغفليني بالشكل ده
هتف بها تعبيرا عن غضبه بعد انتهاء المهزلة ومغادرة معظم المدعوين حتى لم يتبقى سوى خالته نغم وابنها سامح الذي تدخل بسماجته كي يرد عليه
وكانت هتبقى مفاجأة ازاي بقى لو كانت قالتلك يا عم عزيز.
صاح به ناهرا بعدم تحمل
اخرس خالص يا سامح انا مش حمل غتتاتك خالص النهاردة.
ليه بقى عايزه يخرس اكني عملت چريمة دا بدل ما تشكرني إني اتدخلت مع اهلها وفهتمهم الصح بعد ما اكتشفت الملعوب اللي تعمل عليهم عشان يرفضوك انت عزيز حلم كل بنات المنطقة.
يا ماما بقى الله يخليكي مش ناقص انا نفخ من غير داعي وخلينا بقى في المهم ايه اللي خلاكي تروحي تصلحي وانتي عارفة أصلا ان ابنك لا يمكن يتقبل واحدة رفضته خدتي رأيي الأول قبل ما تعملي كدة دا مخك
في مؤازرة مستمرة واصل سامح
انا اللي خليتها تروح يا عزيز بعد ما فهمت من اخوها كل اللي حصل واحدة قليلة الرباية دخلت للبنت وبعتتلها فيديو ليك وانت بترقص مع واحدة رقاصة وعلقت ان دي اخلاقك وانك متعرفش تصون بنات الناس لكن خالتوا بقى لما راحت فهمتم ان دا فيديو قديم ودي واحدة حابة توقع ما بينكم فهمت بقى يا استاذ.
فهمت ايه صړخ بها بوجهه ليزجره پغضب
انت مين اللي أذنلك تدخل اساسا بتتفقوا عليا انت وخالتك طب انا رجعت في كلامي ومش هتمم ولا أي حاجة في الموضوع ده.
استدار بخطواته السريعة كي يغادر ولكن لحقه صوت والدته
يبقى عايز تقل قيمتي وتهزأ والدتك قدام الناس يا عزيز دا غير ان انت نفسك هيبقى شكلك زباله.
عاد بعدها بعد عدة ساعات قليلة بيأس وحنق متعاظم جعله يندفع نحو غرفة شقيقته على الفور فوجدها على تخت فراشها ما زالت بفستان الحفل .متكورة على نفسها ونظرة شاردة غريبة عن طبيعتها
ليلى انتي عاملة كدة ليه زعلانة ليلى......
حينما الټفت اخيرا برأسها إليه وجد نفسه يسألها على الفور وبدون مواربة
انا بقالي ساعة بتصل ببسمة هي مبترودش ليه ليلى....
نعم عايزة ايه من بسمة
تلف حوالين بيتهم بالعربية بتاعتك
......يتبع
الفصل الخامس عشر
ايه يخصك بيها عشان تتصل ولا تلف حوالين بيتهم بالعربية بتاعتك
جفاء عبارتها وهذه النظرة المحتدة نحوه وكأنه تراه في موضع اتهام مما اضطره للرد بدفاعية
إيه يا ليلى ما انتي شوفتي بنفسك اللي حصل مامتك هي اللي فاجئتني قدام الناس كنت ساعتها هعمل ايه اكسفها واعلن رفضي ولا اكسر بخاطر البنت اللي لاقيتها فجأة معلقة في إيدي انا في موقف لا أحسد عليه وورطة ما يعلم بيها الا ربنا .
كانت قد اعتدلت لتجلس متربعة على الفراش امامه وجمود يحتل قسماتها لتردف بعدم تأثر وكأنها لم تسمع منه حرفا
برضو هرجع تاني واقولك مالك ببسمة تخصك فيه ايه
يابنتي هو انتي حافظة وبتكري زي المسجل من غير ما تفهمي بقولك مليش دعوة وامك هي اللي فاجأتني انا ايه ذنبي في غلط فجأة لقيت نفسي محطوط فيه ما تفهمي بقى وفهميها معاكي أو خليها ترد على تليفوني وتديني فرصة هو غباء وتربسة دماغ ع الفاضي!
قابلت انفعاله بهدوء تجيبه
لا يا عزيز مش غباء ولا تربسة دماغ هو يدوب سؤال عادي انا بسأله عشان افهم منك ليه عايزها تفتح الفون وتديك فرصة مش برضوا الليلة دي من حق الخطيبة الجديدة بسمة بقى تصنيفها ايه في حياتك هل اعترفتلها مثلا انك بتحبها ودلوقتي واجبك تفهمها عشان توقف جمبك...... لا يا عزيز وبمقارنة بسيطة كدة اقدر اقولك ان دورها في حياتك متعداش دور أي واحدة مشيت معاها او رغيت معاها في الفون.
إلا هنا ولم يتحمل حتى خرجت صيحته الغاضبة بدون تفكير
متقوليش كدة متحطهاش في كفة متساوية مع اللي فاتوا انتي عارفه كويس اوي ان ما تماديتش مع صاحبتك ولا هي سمحت اني اتخطى حدودي معاها اللي بينا كان شيء جميل بلاش تخطلي الأمور ببعضها.
سقطت دمعة غادرة لتخبره ببساطة تحولت لحسم بعد ذلك
للأسف هو كان شيء جميل بس للأسف اهو انتهى زي كل حاجة حلوة بتنتهي بسرعة..... حاول بقى ما تتصلش بيها تاني لأنك بقيت راجل خاطب دلوقتي وهي بالفعل ملهاش أي صفة عندك لا انت خطيبها ولا حبيبها .
رغم إيمانه بصدق قولها إلا أنه لم يتقبل ولم يحتمل تحليلها للأمر هكذا اكفهر وجهه ليعقب على قولها بعند
لا يا ليلى هتصل بيها تاني مرة واتنين ومية لان انا عاوز كدة عندي صفة ولا معنديش برضوا هقابلها واتكلم معاها
قالها وتحرك خارجا من غرفتها يصفق الباب خلفه بقوة حتى إذا وصل لغرفته عاد بمحاولة يائسة لمهاتفتها مرة أخرى ولكنها لم تستجب للرد مما جعله يزأر كوحش حبيس يدفع الهاتف بطول ذراعه على التخت حتى وقع على الأرض ولكنه لم يكترث ليتفحصه ان كان كسر أم لا فقد ود ان يخرج حنقه بأي شيء امامه هذه اول مرة يشغر فيها بالعجز مقيد بحبال تمنعه من الوصول إليها يريد الحديث معها ان يشرح لها سلامة موقفه وأنه لن يقبل باستمرار هذه المهزلة.
ولكن...... بأي صفة سيفعل ذلك كما قالت شقيقته بأي صفة وهو لا يتذكر انه اعطاها وعدا او اعترافا بحب هو لا يؤمن به في قاموس حياته من الاساس نعم فقد اختبر علاقات من فتيات بعدد شعر رأسه ولم يريح واحدة منهن بكلمة تعلقها به يخوض مغامراته ويخرج منها دون خسائر او ووعود إنما هي...... لماذا لا يحتمل الان ابتعادها عنه هل هو تأثير المفاجأة الغادرة من والدته أم ماذا 
ماذا به ليكتنفه هذا الاختناق والرغبة العڼيفة في لقاءها الان.
ما صفتها بالنسبة اليه
وفي خارج الغرفة
وقفت متكتفة الذراعين تفكر في ما اصاب ابنها بشرود عميق لقد انصتت منذ قليل لمحادثته مع شقيقته في السؤال عن هذه الفتاة وغضبه لموقفها في الابتعاد فجأة وعدم تكليف نفسها بالرد عليه
اشتدت ملامحها ببغض شديد تشعر به داخلها يبدوا ان الامر قد تعدى حدود توقاعاتها رغم علمها بخطۏرة فتاة كبسمة اذا دخلت في حياة وحيدها لقد علمت بشخصيتها في فترة صداقتها الماضية لابنتها ذكية جدا وتعرف كيف تجتذب الحب نحوها بها صفة الزعامة التي لا يمتلكها الا القلة من البشر لقد عانت من تأثيرها على ابنتها في هذه الفترة جرأتها وجعلتها تتمرد على خجلها القديم بعد ان كانت كالقطة المطيعة لها وعن إعجابها بعزيز
تم نسخ الرابط