رواية حارة العشاق بقلم امنية اشرف
المحتويات
جايلك اهوو
ثم اغلق الهاتف وحاول ان يطمئن هدير ثم انتظر لدقائق حتي اتی صلاح وهرعوا الي منزل الحاجه ام سيد حماه هدير
بعد بعض الوقت
قالت هدير لصلاح طمني يا دكتور امي مالها
ابتسم صلاح بهدوء مفيش حاجه يا ست هدير خير ان شاء الله ضغطها بس عالي شويه
هزت هدير رأسها يعني هي كويسه
مسحت هدير طرف عيناها بحجابها منعا لانزاق الدموع اعمل اي ڠصب عني انا مليش غيرها في الدنيا هي وياسين
نظر لها نعمان بحزن ونغزه قلبه ورق لحالها وقال متقوليش كدا يا ست هدير واحنا روحنا فين يعني ما احنا موجودين اهوو
ابتسمت هدير بضعف وتقابلت عيونهم في نظره طويله واجابت ان شالله تسلم يا معلم
هزت هدير رأسها سريعا عنيا يا دكتور والله ما حد بيزعلها ابدا وحاضر هتلتزم بالعلاج وألف شكر تعبناك معانا
ابتسم صلاح بهدوء ولا تعب ولا اي حاجه يا ست هدير واي حاجه انا موجود دايما ثم وجه حديثه لنعمان يلا بينا يا نعمان
ابتسمت هدير وقالت سلامتك يا معلم مع السلامه
ابتسم نعمان وخرج خلف صلاح وهو يلقي السلام
دخل الي الغرفه وهو يشعر بالڠضب الشديد ثم قال لصديقه الجالس بهدوء يثير الأعصاب اللي سمعته دا حقيقي
ظهرت ابتسامه لزجه علي شفتي صديقه وهو يجيب سمعت اي خير
ابتسم عمار وأجاب ايوا خلاص انا زهقت من الغربه وتعبت سنين من عمري عماله تضيع من غير اي جديد في حياتي جيت هنا عشان متمرد علي كل حاجه في بلدي وبعد السنين دي كلها اتكشفت اني معملتش اي حاجه تستحق الغربه والبهدله ياريتني سمعت كلامي ابويا وفضلت معاهم ع الأقل كنت جمعت شويه ذكريات قبل ما يسبوني ويمشوا وكمان أختي وحشتني عاوز اشوفها واطمن عليها مش عارف ليه عندي
انها محتجاني
هز صديقه رأسه بتفهم يعني دى قرارك النهائي
ابتسم عمار وأجاب ايوا خلاص وكلها أيام واسافر بإذن
ضربه صديقه ع كتفه بمحبه وقال ربنا معاك يا صاحبي وهتوحشني ياض
ابتسم عمار وعانقه بأخويه وهو يقول وانت كمان يا صاحبي ابقی تعالا زورني
ابتسم صديقه وقال أكيد هبقی اجيلك
الفصل الرابع
في الصباح استيقظت كارمن من نومها وأخذت حماما دافئ وهي تستعد للذهاب لمكتبها الذي تغيب عنه لعده ايام بسبب ظروفها وما مرت به ارتدت جيب قصيره رمادية اللون وبلوزه بيضاء وعقدت شعرها الكستنائي في ذيل حصان طويل وانتعلت حذاء اسود عالي الكعبين وشنطه صغيره بنفس اللون
نزلت من البنايه ووقفت أمام سيارتها فرأتها هدير وهرعت إليها سريعا فقابلتها كارمن بأبتسامه واسعه وهي تقول صباح الخير
سلمت عليه هدير سلام حار وردت صباح الفل والياسمين عامله يا كارمن ومتشيكه وراحه ع فين كدا
ابتسمت كارمن واجابت انا كويسه الحمد لله ثم أكملت انا هروح الشغل بقالي كام يوم مروحتش
نظرت لها هدير بأستفهام وقالت هو انتي بتشتغلي اي
ابتسمت كارمن واجابت بفخر انا مهندسه وعندي مكتب خاص بيا
هزت هدير رأسها بتفهم وظلوا يتبادلون الاحاديث حتي جاءت سهير ومعاها روان التي ما ان رأت كارمن نظرت لها بأنبهار وكأنها تنظر لكائن فضائي وهتفت الله أكبر بسم الله ما شاء الله ثم نظرت لسهير واستطردت دا احلي من الوصف كمان
ضحكت كارمن بشده وشاركتها هدير الضحك أيضا
ولكن لم تعرهم روان اهتمام وأكملت موجهه حديثها لكارمن هو انتي من مصر زينا يا اختي أصل انتي حلوة بزياده أوي اللهم لا حسد يعني
ضحكت كارمن واجابت اه مصريه بس مامتي كانت هولنديه
هزت روان رأسها وقالت اهااا انا قولت كدا بردو الجمال دا لازم يبقا فيه عرق اجنبي
ابتسمت كارمن بس انتي جميله جدا بردو
ابتسمت روان بسعاده الله يجبر بخاطرك اول مره حد يقولي إني حلوة
نظرت لها سهير بأمتعاض وقالت لا والله ما احنا ع طول بنقولك انك احلي واحده فينا
ضحكت روان وقالت تغيظها ماشي بس انتو وحشين اصلا أما لما واحده حلوة اوي كدا تقول عليا حلوة يبقا انا حلوة بجد مش كلام وخلاص
كادت سهير ان ترد عليها ولكن قطع حديثهم صوت صلاح وهو يرمي السلام
رد الجميع السلام ونظرت روان له بسعاده وقالت صباح الخير يا أبيه
ابتسم صلاح بهدوء وأجاب صباح النور يا رورو عامله اي
ضحكت روان انا كويسه يا أبيه انت عامل اي
أجاب صلاح بهدوء بخير الحمد لله
وظلوا يتحدثون لدقائق وروان تضحك معه وكأنهم معتدون علي ذلك وصلاح رغم انه خجول إلا انه يتحدث معاها بأنطلاق شديد مما جعل كارمن تتذكر فيما مضي حينما كانت في سن روان او أصغر منها قليلا فقد كانت قريبه جدا من صلاح ولا يفترقوا ابدا وكأنهم توأمان فهو كان أقرب إليها حتي أكثر من اخيها ولكن كل هذا قد تغير بعد ان احبت جاسم وهي ابتعدت عن صلاح تماما وكأنهم لم يقتربوا يوما
بعد قليل رحل صلاح الي المستشفي وتفرقوا الفتيات كلا الي وجهته
في شركه المسيري للمقاولات وبالأخص في مكتب إسماعيل المسيري الذي تحتله حاليا سمران المسيري كانت تجلس علي طاوله الاجتماعات وبجانبها كارم الذي يشرح لها علي اللاب توب ما يخص العمل
كان هو مندمج في الشرح أما هي كانت في وادي آخر تنظر إليه بجراءه تتفحص في ملامحه الرجوليه الوسميه فهو يمتلك عيون بلون القهوه وشعر بني قصير شديده النعومه وذقن بنيه تزيده وسامه وجاذبيه هو ليس الاوسم بالتأكيد ف في عالمها وعالم رجال الأعمال الارستقراطي يتواجد الكثير من الرجال شديدي الوسامه والجاذبيه ولكنها تريد ان تمرح قليلا وترمي شباكها عليه فلا رجل عاقل يستطيع مقاومه سمران المسيري ولكن صوت علا بداخلها يخبرها ان هناك رجل واحد فقط هو ما حطم قلب سمران وهز ثقتها في نفسها وجمالها هو فقط من يجعلها تقف أمامه كمراهقه صغيره خجوله لا تعرف كيف تتعامل معه ولكنها طردت تلك الافكار عن رأسها وهي تنظر لكارم وتقول بدلع كارم ممكن تشرح بالراحه شويه عشان اعرف استوعب
تنحنح كارم بحرج وقال آسف يا انسه سمران انا بس لما بندمج في الشغل بنسی نفسي
ابتسمت بنعومه ولا يهمك يا كارم
ثم سكتت قليلا وقالت بخجل مزيف كارم هو انا ممكن أسألك سؤال بس شخصي شويه
شعر كارم بالاحراج ولكنه أجاب وأذنه تحمر خجلا اه طبعا اتفضلي اسألي
عضت سمران علي شفتيها وقالت هو انت مرتبط
تنحنح كارم مره اخري ولكنه أجاب اجابه قطعيه ب لا
سألت سمران مره اخري طب بتحب
ابتسم كارم وهو ينظر أمامه بشرود وملامح روان تتشكل أمامه بعيونها الخضراء وضحكتها الشقيه ولكنه أجاب مره اخري لا
غفلته سمران وهي تضع يدها علي يده وتقول بدلع طب مش
بتفكر
ترتبط
سحب كارم يده سريعا وكأن قد لسعته عقربه وهو يقول بتلجلج لا لا لا مبفكرش
ثم قام سريعا وهو يلملم اوراقه وهو يقول انا لازم اروح مكتبي لأني افتكرت ورق مهم لازم اشتغل عليه
ثم خرج سريعا من المكتب دون ان ينتظر ردها
في المساء بعد أن عادت كارمن من مكتبها صعدت إليها هدير وانتظرت حتي فتحت لها كارمن
وقالت السلام عليكم
ابتسمت كارمن وردت وعليكم السلام اتفضلي يا هدير تعالي ادخلي
دخلت هدير وهتفت بصي يا كارمن انا جايه أخدك عشان تجي معايا الفرح
ابتسمت كارمن وسألت بأبتهاج فرح مين
أجابت هدير سريعا فرح شروق بنت عم فتحي الاستروجي انتي مشوفتيش القاعده وانتي طالعه ولا اي
هزت كارمن رأسها بنفي وقالت لا شوفتها
ابتسمت هدير وقالت طب يلا ادخلي غيري والبسي فستان حلو كدا بسرعه عشان نلحق الفرح من أوله عشان دلوقتي تلاقي الحاره كلها نزلت الفرح
هزت كارمن رأسها سريعا بأيجاب وهي تشعر بالأبتهاج فهي قد اشتاقت كثيرا للأفراح الشعبيه ثم دخلت لتبدل ملابسها
وعند صوان الفرح كان يقف نعمان يرتدي جلبابه الاسود وعمامته البيضاء وبجانبه يقف صلاح يرتدي بنطال جينز اسود وقميص ابيض ينطبع علي عضلاته وتظهر طول قامته ووسامته يتبادلون الاحاديث والنكات والضحكات الرجوليه فيها بينهم حتي انضم إليهم كارم الذي ما رآه نعمان عاجله قائلا هل هلالك يا كارم بيه عاش مين شافك يا اخويا
ابتسم كارم وهو يصافحه بقوه واخويه تعيش وتتهنی يا معلم انت عارف الشغل بقا والله طالع عيني
رد نعمان ربنا يقويك
ضربه كارم علي كتفه بمزاج وقال يارب يا اخويا ادعيلي
ثم وجه حديثه لصلاح وقال وانت اخبارك اي يا ابوصلاح
ولكن صلاح لم يرد عليه وهو ينظر لكارمن التي تدخل الي الفرح بجانب هدير ترتدي فستان قصير كحلي اللون منقوش ببعض الورود الحمراء الصغيره وترتبط علي خصرها حزام ستان من اللون الأحمر وحذاء أحمر عالي الكعبين وتركت شعرها حر دون قيود أما هدير فكانت ترتدي عباءه سوداء قيمه وطرحه من نفس اللون علي الرغم من شعبيتها إلا انها كانت غايه في الجمال برقتها وشموخها وكان كلا من صلاح ونعمان ينظران إليهم بأنشداه وعيونهم تتلون بالاعجاب
ضيق كارم عينه وهو يسأل صلاح هي مين دي اللي مع الست هدير
أجاب صلاح دون ان يحيد بعينه عن كارمن قائلا كارمن بنت عمي
تفاجأ كارم وهو يقول كارمن هي دي كارمن اتغيرت اوي بس بتعمل اي في الحاره
رد صلاح دون ان يظهر علي ملامحه شئ في مشاكل ما بينها وبين جوزها ورجعت الحاره بقالها كام يوم
هز كارم رأسه بتفهم ثم حاد بعينه وهو يري اخته سهير وبجانبها روان تدخلان الفرح وتتجها الي هدير وكارمن اللتان اندمجتا سريعا في اجواء الفرح واطلقت هدير العديد من الزغاريد تنم عن سعادتها وكارمن تصفق بسعاده وهي تری جميع من بالفرح يرقص علي أنغام الفرقه الشعبيه وروان تصفر بفمها كالصبيان وكارم ينظر إليها بغيظ لتلاعب له حواجبها بأغاظه جعلته ينفجر ضاحكا وهو يتوعدها بالعقاپ
الفصل الخامس
وقف كارم أمام مكتب سمران يضغط علي نفسه حتي يدخل إليها فلا يعرف لما بات الذهاب الي مكتبها ثقيل علي قلبه فهي تتعمد ان تزيد من دلالها ورقتها أمامه وايضا تتجاوز حدودها وتحاول ان تتلمس يده حينما يكون مندمج في شرح ما يخص العمل وتتدخل في حياته وتسأل عن أشياءا لا تخصها وتحاول ان ثؤثر عليه زفر بضيق وهو يرمي هذه الافكار من
متابعة القراءة