رواية حافية على الهاوية بقلم سما سعيد

موقع أيام نيوز


حد منكوا
قلت يمكن اقدر احل المشكلة ودى ما بينى وبينة
ولما كنت طالع السلم لقيت مراتة نازلة وشكلها متبهدل ع الاخر
ولما حاكتلى ع اللى عملة مصطفى معاها
اخدتها وخبتها ف مكان ميخطرش على بال مصطفى
فتحدث بدر قائلا هو عمل معاها اية
إياد مترددا مفيش يابابا زى ما قلتلكوا كدا
 رقية بإمتعاض ياحبيبتى اكيد ضربها الله يهدية يارب

مېت مرة نقولة بلاش يتعامل معاها كدا
ومن ثم اسطردت بلهفة طب خبتها فين ياابنى انطق
إياد محذرا مش هتقولو لمصطفى
بدر بنفاذ صبر ما تنطق بقى ياابنى
وبعد اصرار إياد على انهم لن يفشوا هذا السر اطلعهم عن مكان آيات
فعلى الفور ذهبت رقية الى اعلى لرؤيتها
فى تلك الاثناء داخل شقة مصطفى بدر العطار
عاد مصطفى الى شقتة وهو حزين النفس
دلف الى حجرتة المستقلة رمى بثقل جسدة على حافة فراشة
اخذ نفسا عميقا وقلبة كان مكسور الخاطر
كلما طرآت الافكار بداخل عقلة يشعر بالضيق
استلقى على فراشة اغمض عينية الدامية بقوة وكأنة يحذر تلك الافكار
من الولوج الى عقلة لقد اهانها وذلها واستخف بها مرارا وتكرارا
وكان ردها على كل تلك الافعال هو الصبر واحتسابة عند الله
هربت دمعة حزينة من عينية وهو يقول بصوت متهدج حزين 
ياترى انتى فين يا آيات سبتينى لية انا مقدرش اعيش من غيرك
طب كنتى استنى لما الحقيقة تبان وكنت هردلك كرامتك قدام العالم كلة
طول عمرك بتستحملينى من غير ما تعاقبينى
لكنك المرادى خالفتى عادتك وعاقبتينى اشد عقاپ
عاقبتينى بفراقك عنى عذبتينى بعدم معرفتى لمكانك
لو اشوفك بس بس اطمن عليكى واوعدك انى هتغير
وهكون صبور وعمرى ما هتهور عليكى تانى
وهكمل العلاج علشان اكود جدير بيكى
ومن ثم اجهش فى البكاء المرير وظل يأنب حالة
على ما اقترفت يداة بحق زوجتة
وعزم فى قرارة نفسه انة لن ېؤذيها بعد اليوم
فقط تعود تعود الية
داخل المرسم الخاص بإياد
افاقت آيات من غفوتها على صوت عدة طرقات على باب المرسم
شعرت بالخۏف من تكرار الطرقات بدون توقف
وعند صمتها تحدث الطارق آيات يابنتى انتى جوا افتحيلى انا رقية
تهللت اسارير آيات وهرولت بخطوات واسعة لتفتح وعندما نوت فتح الباب
تداركت بان وجهها لا يحجبة شئ فعلى الفور التقطت حجابها
وحجبت به وجهها وفتحت الباب على الفور
فوجدت برقية تقف امامها بعينيها الباكية
ووجهها المحتقن من فعل البكاء والنحيب
فتلفظت بإسمها بخفوت قائلة ماما رقية خير فية اية بتعيطى لية
جذبتها رقية من معصمها حتى اصبحت بين ذراعيها وهى تبكى وتقول 
الحمد لله يارب الحمد لله صنتلى بنتى حبيبتى
ومن ثم ابتعدت عن حضنها وهى تقول معاتبة كدا يا آيات
تعملى فية كدا تحرقى قلبى وتقلقينى عليكى
فتداركت آيات ان إياد قص عليهم كل شئ
وهو ايضا من اعلم رقية بمكان آيات
فادخلتها آيات الى الداخل واغلقت الباب خلفها
جلسوا الاثنتان على حافة الفراش ودار هذا الحوار بينهم
آيات بخفوت وحشتينى ياماما رقية
رقية بحنان وانتى اكتر ياعيون ماما بس كدا متجيليش
زى المرة اللى فاتت وتحكيلى على اللى حصل
وقبل ان تجاوبها آيات قالت رقية ماتشيلى الطرحة دى
خلينى املى عينى منك
فتبسمت آيات ومن ثم نزعت حجابها فظهر وجهها ذو البشرة البيضاء
التى تمتاز بتوردها الطبيعى واسترسلت خصلاتها البنية بمنتهى الروعة
فتلمست رقية وجهها برقة وهى تقول يارب ما اتحرم
من طلتك الحلوة ياحبيبتى
قبلت
آيات كف يدها واندفعت الى احضانها وهى تتحدث پبكاء قائلة 
كنت محتجالك اوى يا ماما رقية كنت محتاجة لحضنك يحتوينى
ربتت رقية على شعرها المنسدل ومن ثم تحدثت قائلة 
انا جمبك اهو ياحبيبتى بس كنتى تعالى احكيلى
يعنى لو مقابلتيش إياد ع السلم وجابك هنا كنتى هتروحى فين ياحبيبتى
آيات وهى تشهق بشدة مش عارفة ياماما رقية انا جريت من خوفى
مكنتش عايزة ازعجك فى وقت متأخر زى دة وكنت عايزة
اهرب من بطش مصطفى انتى متعرفيش هو قاللى اية وعاملنى ازاى
فابعدتها رقية عن صدرها ونظرت اليها وهمت بقول شئ الا ان
شئ ما استوقفها فجحظت عينيها بشدة ووضعت اناملها على فمها
توقف شهقة قوية امعنت رقية النظر جيدا وكأنها تكذب ما تراة 
 تاركة كدمة زرقاء اللون
فعلى الفور ادركت ما فعلة ابنها من جنون وهذيان
فتحدثت
بأمتعاض قائلة هى حصلت يعمل فيكى كدا هو اټجنن ولا اية
تحدثت آيات وهى تبكى بشدة قائلة مصطفى مكنش ف وعية
حسيت انة بنى ادم تانى وبالعفية خلصت نفسى من بين ادية
وفى تلك اللحظة سمعوا صوت وقع اقدام تقترب اليهم
فنهضت آيات على الفور وهى تشعر بالذعر
فلاحظت رقية ذلك فنهضت تضمها بين ذراعيها تطمأنها
وهى تربت على كتفها برقة
فأتاهم صوتة العذب يستأذن منهم بالدخول
فتنهدت آيات بإرتياح وتوجهت على الفور الى الفراش
جذبت حجابها من فوق الوسادة وحجبت به وجهها
ومن ثم اذنت للطارق بالدخول
دلف اليهم بأبتسامتة الجانبية المعتادة الرائعة الجمال وهو يقول 
هاة اطمنتى ياامى ارتاح قلبك خلاص وبطلتى عياط
ومن ثم دلف واغلق الباب خلفة للمرة الاولى لوجود والدتة معهم بنفس الغرفة
اقترب اليهم وجلس على مقعدة الموضوع امام احدى لوحاتة
التى لم ينتهى منها بعد
فجلست آيات ورقية على حافة الفراش
نظرت رقية الى إياد وهى تقول ريحت قلبى

ياابنى الاهى يريح
قلبك ويهدى اخوك ياااااارب
ومن ثم اسطردت مبتسمة انت اللى جبت لآيات طرحة من بتوعى
إياد مبتسما وهو يشبر بأصابع يدة الوسطى والسبابة الى اعلى
فضحكت رقية قائلة اتنين مرة واحدة
تدخلت آيات قائلة معلش ياماما انا اللى طلبت منة
انة يجبلى طرحة علشان استر بيها وشى وشعرى لانى
نزلت بالعباية والنقاب وقع منى لما
ومن ثم بترت جملتها وآبت استكمالها وهى تشعر بغصة مريرة بحلقها
فتدخل إياد قائلا بصوا بقى انا اتفقت معاكى ياماما انتى وبابا ان
مكان تواجد مرات اخويا هيفضل مابينا محدش يعرفة غيرنا
وبالاخص مصطفى
رقية بأعترض لية ياابنى مش نطمنوا على مراتة
إياد بإصرار لاء ياامى لاء مصطفى غلط ولازم يتعاقب
فأندهشت آيات من جملتة وتحدثت بخفوت قائلة يتعاقب
إياد بجدية شديدة طبعا يتعاقب
فتدخلت رقية قائلة يتعاقب ازاى ياابنى هو تلميذ ولا عيل صغير
نهض إياد عن مقعدة وهو يتحدث بحنق قائلا لاء ياامى اخويا راجل وبالغ
لكن مبيقدرش يتحكم ف اعصابة 
ومن ثم اردف وهو يشير بإتجاة آيات قائلا 
يعنى ياامى انتى عاجبك حالة مراتة دى كل يوم والتانى يضربها
ويطردها من بيتها
صمتت رقية عن جدال ابنها لانها ادركت انة مع كل الحق
اما عن آيات فلقد صارت ابتسامتها تتسع تدريجيا كلما تعمق إياد بحديثة
الذى يتلبس نبرتة الاستحياء من افعال شقيقة
غمرها بلطفة وحنانة وودة اليها كان كطوق نجاة بالنسبة اليها بالليلة الماضية
لا تعلم لو ماتعثرت بة مساء امس الى اين كانت ستذهب
لم تجرؤ على ان ترفع بصرها نحوه ولكنها ابتسمت بإمتنان
رقية مستفهمة يعنى انت عايزنا نتصرف ازاى
تنهد إياد بعمق ومن ثم تحدث قائلا انا كلمت بابا
من شوية ووضحتلو وجهة نظرى ووافق على اقتراحى
رقية بجدية وهو اية بقى اقتراحك دة
إياد بجدية تامة ان مصطفى يفضل كدا ميعرفش مكان مراتة
لحد ما يتعلم ازاى يحافظ عليها ويبطل معاملتة الجافة دى
ومرات اخويا هتفضل هنا ف المرسم
معززة مكرمة محدش يعرف مكانها غيرنا انا وانتى وبابا
فتحدث رقية بتردد ايوة بس ياابنى
فقاطعها صوت آيات التى يتلبس نبرتة الاصرار التام قائلة 
انا موافقة ع الاقتراح دة ياماما رقية
ففرح إياد بهذة الزوجة المصابرة التى تتكبد الكثير لكى يستمر زواجها
فنظرت رقية اليها مندهشة فتحدثت آيات اليها بخفوت قائلة 
سامحينى ياماما رقية بس فعلا مصطفى لازم يتغير لانى تعبت بجد
فربتت رقية على كتفها وهى تقول مبتسمة 
خلاص يابنتى زى ما تحبى وانا هبقى اطلعلك اكل كل يوم
فحضنت آيات كف يد رقية بحب وهى تقول 
وانا بعد ما يمشى مصطفى هنزل اطبخ واعملك كل حاج
قاطعها إياد بلهفة لاء مفيش نزول من هنا لانة مش هينفع
ممكن مصطفى ييجى ف اى وقت او ملك تقولة
او اى حد من ولاد عمى يحسوا بيكى
احنا عايزين خطتنا تمشى تمام من غير قلق
فتحدثت آيات بخفوت قائلة بس بوجودى هنا انا كدا هعطلك
عن تكملة لوحاتك وهعطلك عن معرضك
إياد مبتسما ولا يهمك المهم انك ترجعى شقتك من تانى
ونضمن المرادى ان مصطفى يكون اتغير
فتوجهت آيات بحديثها الى رقية قائلة 
طب ممكن ياماما ابقى انزل اخد كام غيار من الشقة
ممكن تساعدينى علشان محدش يشوفنى
رقية بحنان من عنية ياحبيبتى اول ما مصطفى ينزل ع الشغل
هطلعلك واقفلك ع السلم لحد ما تاخدى كل احتياجاتك
تدخل إياد قائلا طب وهى هتدخل الشقة ازاى ومصطفى
بياخد المفاتيح كلها معاة وهو خارج
اجابتة آيات قائلة فية نسخة تانية عند ماما رقية صح ياماما رقية
رقية بخفوت ايوة ياحبيبتى من ساعة ماادتهالى
وانا شيلهالك معايا ف الدولاب
وبعد اتفاقهم غادرت الام وابنها وتركا آيات وهى تشعر ببعض الطمأنينة
داخل شقة عبد الرحمن العطار
وتحديدا بحجرة منى
كانت منى تجلس بحجرتها وهى فى ذروة ڠضبها
تسر على انيابها بحنق وهى تقول 
بقى كدا بقى بعد كل اللى اعملة دة
وف الاخر السهتانة دى تطلع مظلومة ومکسورة وانا اللى اشيل الليلة كلها
والكل يلومنى واطلع ف الاخر غلطانة من ساسى لراسى
وكمان بابا يضربنى ويمنعنى من الطلوع لفوق عند عمى
وفجأة لمعت بعقلها فكرة ما
فنهضت عن فراشها وهى تذهب بإتجاة الخزانة الخاصة بها
استلت من احدى الادراج حقيبة بلاستيكية صغيرة
فتحتها واستلت منها ظرف ومن ثم استلت من الظرف مكتوب
فتحتة وظلت ترنو الى ما خط بة وابتسامتها الصفراء
التى لا تنم الا على الضغينة التى تتدفق بداخلها تعلو شفتيها
مسكت بطرف الخطاب بيد واخذت تصفعة على اليد الاخرى
وهى تقول بأبتسامتها الخبيثة 
هة وكمان كنتى لفاة بكيس بلاستيك آل يعنى عايزة تحافظى علية
بس انتى طلعتى غبية لانك قلتيلى على مكانة
وزى ما وقع ف ايدى قريب جداااااا قيقع بين ايدين جوزك
اللى بعد ما يقرآ كل الكلام المكتوب جواة وبعد ما يسمع اللى انا هقولهولة
مش هيسيبك على زمتة ثانية واحدة
وآقف انا جمبة واتجوزة زى ما كنت بتمنى من سنين
ومن ثم اسطردك بجدية اةةةة بس اديهولة ازاى ازاى اوصلة
الجواب وانا ممنوعة من الطلوع لفوق ومن الكلام معاة
صمتت لبرهة دلالة على التفكير ومن ثم طآطآت
باناملها الإبهام والوسطى وهى تقول بسعادة 
فكرة انا انزل من البيت بأى حجة فى ميعاد رجوع مصطفى
واستناة وهو راجع من الشغل واكلمة واديلة الجواب
تنهدت بعمق قائلة بس هو ينزل من شقتة
دا من يوم ما الست هربت وهو حابس نفسة
آل يعنى زعلان عليها اوووى
تنهدت بعمق وهى تقول انا هستنى لما يفوق
من اللى هو فية دة وينزل الشغل وليا تصرف تانى
البارت الثامن عشر 
عودى إلى حبيبتى وياملاكى
وآتركى ما فات وراءك 
وتناسى فظاظة لسانى
توالت الايام والليالى وتبقى الوضع كما هو علية
وبعد ان يأس مصطفى من عودة زوجتة
واسرتة تصنعت عدم المعرفة بمكانها وحافظت على الكتمان
عاد الى مزاولة عملة وكان يغادر كعادتة كل صباح
ومن خلفة كان يذهب إياد الى الشركة التى يعمل بها
فتغتنم رقية فرصة مغادرة مصطفى الى عملة
وتصعد الدرج المؤدى الى اعلى حيث غرفة
 

تم نسخ الرابط