رواية حافية على الهاوية بقلم سما سعيد
المحتويات
وجائت العاصفة ام ماذا
اين هو الذى كان يسابق الرياح ليلتقى بى
اين هو الذى كات يتطوق لمعرفة مكانى
اين هو الذى كان يتمنى ان اكون لة
اين هو الذى كان يحلم بى لاعوام طوال
اين هو الذى ضحى لاجل استمرارى بالحياة
اين هو الذى بكى حزنا لاجلى
اين هو الذى احببتة بكل حواسى وتمنيتة رفيق دربى
اين هو الذى احتاجة ليحتوينى ويطوقنى بحنانة
ارى فقط الذى هشم حطام قلبى
ارى فقط الذى ضغط بشدة على انفاسى حتى زهقت بلا رحمة
ارى فقط الذى اوجعنى وادمانى
ارى فقط الذى تركنى اعانى
لست اشعر بالاستياء منك ولكننى حزينة على ما لاقيتة
وكل هذا يحدث لى لاننى احببتك
كان لابد لى ان ادرك منذ البدئ منه بأننى
ليس مسموح لى بالسعادة والتقاط انفاسى
اين انت يابعد روحى لم تعد هنا لقد رحلت
البارت الحادى والاربعون
ظل إياد يجول بالطرقات والشوارع
طوال الليل لا يعلم الى اين وجهتة ومتى سيتوقف
وفى الاخير دلف الى آآمن مكان ممكن ان يجد فية اى مسلم
الراحة والسکينة والطمآنينة وهو بيت الله
دلف إياد الى المسجد توضأ واقام فرضة وهو يبكى ويشهق بشدة
يرتدى عمامة بيضاء وجلباب سكرى
اتخذ مكانه بجانب إياد ربت الرجل على كتف إياد
فأنتبة إياد ونظر الية وقال متساءلا انت مين
الرجل بوجة بشوش انا بكون إمام هذا المسچد
ومن ثم سألة بخفوت مالك ياابنى انا ملاحظ عليك الهموم
وحاسس انك تعبان وشايل كتير جواك
انتبة إياد الى كلمات الامام الملموسة
انا تعبان اوى ياسيدنا الشيخ انا جوايا ڼار مش قادر اطفيها
ابتسم الامام بود قائلا اتكلم ياابنى فضفض لى
اخرج كل ما يتعلق بثنايا روحك
وان شاء الله ربى ينور بصيرتى واقدر اساعدك ف محنتك
بدأ إياد يشعر بالطمأنينة الى هذا الامام الجليل ذو الوجة البشوش
ونبرة صوتة الخاڤتة الشجية التى تبث الراحة ف النفس
شرع بسرد كل شئ الى هذا الامام المبجل
وظل الامام شاخصا الية بكل انتباة
وبعد انتهاء إياد من سرد قصتة تحدث من بين دموعة
التى مزقت روحة واهلكتة قائلا قوللى اتصرف ازاى ياسيدنا الشيخ
انا مبقتش قادر افكر ولا عارف اتصرف
صعبان علية اخويا ومش عارف اذا كنت هقدر اكمل مع مراتة
اقصد اللى كانت مراتة بعد اللى اكتشفتة دة ولا لاء
وحاسس ان اللى عملتة دة حرام
هى طلبت انى اطلقها بس انا بحبها بحبها اوى ومقدرش اسيبها
وف نفس الوقت حاسس انى مش هقدر اكمل معاها
انا اتهمتها انها السبب ف مۏتة
مش عارف ازاى بس هى السبب الرئيسى
ربت الامام على كف يدة وهو يقول بخفوت
فى بادئ الامر احب ان انوه لك بشئ هاما جدا
وهو ان تلك المرأة الان قد اصبحت زوجتك انت
لا زوجة لشقيقك رحمة الله هذة السيدة الفاضلة
التى تكبدت كل هذة المشقة والعناء طوال
فترة ليست بقليلة وهى ما يقارب العامين
وقد تنازلت عن اهم حقوقها الزوجية التى لم يستطع شقيقك
ان يقدمها اليها ولم تفكر يوما بافصاح الامر
وافشاءة بين العائلة وكمنت شعورها عن الاخرين
وقبلت بكل سعة صدر ان تستمر مع شقيقك حتى جاء قضاء الله
وظلت متكتمة وآبت الشكوى وخرق حرمتة وهتك سترة
حتى اكتشفت انت ذلك الامر
ولكنك انت من اكتشفة وبعد ذلك تنهرها وتبتعد عنها
وتحملها مالاذنب لها بة فاوالله وانها سيدة من الفاضلات
الاتى لا يوجد مثلها بالوجود
ولكن كيف لك ان تتهمها بكونها السبب الرئيسى پوفاة شقيقك
ماذا فعلت هى لتحملها هذا الاثم الكبير
فهى كانت بعيدة كل البعد عن ما فعلة شقيقك
لا تؤاخذنى يابنى فالذنب ذنب شقيقك بمفردة
فلو
كان اهتم بحالتة منذ بادئ الامر لكان الحال غير الحال الان
نظر إياد الى هذا الامام ذو الوجة البشوش ومن ثم تحدث قائلا
فهذا حقك الذى حللة الله لك ولها
فكيف لك ان تحرم ما حللة الله عز وجل
اذهب يابنى اذهب الى زوجتك واطلب عفوها
عوضها عن ما لاقتة فى هذة الدنيا
شعر إياد بالسکينة والطمأنينة انحنى يقبل يد هذا الامام
ولكن الامام اسرع واشاح بيدة بعيدا
ف ابتسم إياد بسعادة ومن ثم مضى مغادرا الى منزلة
حيث زوجتة وحبيبة روحة
داخل شقة إياد العطار
دلف إياد الى شقتة بواسطة المفتاح الخاص بة
توجه فورا الى حجرة النوم فلم يجدها
شعر بإنقباضة باردة تعتصر قلبة وهو يبحث عنها
بجميع الحجرات ولكن بلا جدوى
اخذ يفكر هل ذهبت وتركتة بعد ما فعلة بها وما تفوة بة
ولكن الى اين سوف تذهب وتتركة وحيد
معذب بلا روح بلا انفاس
رمى بثقل جسدة الهالك على اقرب مقعد وظل يبكى ويبكى
ويهتف بإسمها بكل جوارحة ويتساءل بدموعة الحاړقة
الى اين تركتة وذهبت
ظل يأنب حالة وهو يفكر بمكان تواجدها الان
وفجأة هب واقفا عن مقعدة فلقد آتتة فكرة ما
فغادر على الفور يهبط الدرج بخطوات واسعة
آتيتى وذهبتى ولكنكى تركتى العديد من ذكرياتك
الجميلة والحزينة تبعثرنى
ليس لدى وسيلة ما لاعادتك الى هنا الى حيث تنتمى
سأنتظرك آيامى وليالية وساعاتى بين حطام هفواتى
سأعيش واموت هنا فى منزلنا الذى اشعر بداخلة براحة تمزقنى
فجميع اروقتة تذكرنى بك ارى بممراتة طيف محياكى
سأنام بعيونك وسأبكى بدموعك وسأهمس بذكرياتك وستأتينى بغيابك
ولكن اعلمى شئ بأنك سبب فرحى وچرحى لوعاتى وأهاتى
واعلمى ايضا بأن ذكرياتك تؤلمنى وطيفك يعذبنى
ودموعى تمذقنى وهمساتك تتصدع اليها روحى وتشتتنى
اخشى بعادك اكثر من ذلك
اخشى نسيانك لى وان حدث فأعلمى بأنة ميقات انهيارى
اسرعى الزمن وكونى على يقين
بإن لا يمكنك فصل تلك الحواس عنى فذكرياتك رفيقة دربى
ستعشقينى وسأعشقك وستنجلى احزاننا وذكرياتنا المؤلمة
ستتصدع حتى تتشقق وتتفتت وتختفى
وسأبقى بإنتظارك على آمل اللقاء
وسأخذك بين ذراعى وسأحميكى بين مقلتى
داخل شقة مصطفى العطار
دلف إياد الى الشقة بواسطة المفتاح الخاص بة
دلف الى جميع الحجرات وهو يهتف بإسمها
وبغتة اتسعت حدقة عيناة حينما رأها ملقاة على ارضية
حجرة المعيشة بجانب سجادة الصلاة
ترتدى حجابها وحينما اخرقة الفزع عليها
فاقترب اليها وجدها كقطعة من الجليد فاقدة الوعى
يبدوا وانها فقدت الوعى اثناء صلاتها وتضرعها الى الله
حملها بين ذراعية وغادر بها شقة شقيقة وصعد بها الى شقتة
داخل شقة إياد العطار
دفع الباب بقدمة والذى تركة مفتوحا قبل هبوطة الى اسفل
دلف بها الى حجرتهم هم بوضعها على الفراش
ظل لبرهة يرنو الى تلك القطرات
تسللت إبتسامة خاڤتة على شفتية
دلفت بكل جوارحها الى قلبة العاشق
انحنى قبلها من جبينها وهى ما زالت فقدة للوعى بين ذراعية
دعينى اغمرك بحبى ونتوقف عن القتال
بزغ نور الصباح البهيا فأفاقت آيات
وتمعنت النظر بالمكان الذى تتواجد بة فتملكها الذهول
شعرت بذراع تلفها بحب فرمقتة بدهشة وحزن
وهو مستلقى الى جانبها مغمض العينين
فترقرقت العبرات الاليمة بعينيها
ومن ثم قال وهو لا زال مغمض العينين رايحة فين
فتح إياد عينية على الفور فوجدها ترمقة بعتاب
فعلم انها انزعجت حينما تذكرت ما بدر منة مساء امس
ومن ثم تحدثت مستفهمة انا اية اللى جابنى هنا تانى
انا مش عايزة اقعد فى الشقة
دى انا كرهتها
اول ليلة قضياها فى الشقة دى كانت اصعب ليلة بحياتى
اصعب من اى لحظة مريت بيها
إياد بحزن لية كدا يا آيات معقول كرهتى شقتك
كادت ان تنهض فمنعها ومن ثم تحدث بخفوت خليكى جمبى
فتحدث آيات بصوت يملئة الاحزان انا مبقاليش مكان جمبك
اغمض إياد عينية بأسى ومن ثم فتحهم وقال بحب
ازاى تقولى كدا انا مقدرش استنى عنك انا بحبك يا آيات
تجنبت آيات النظر الية ولزمت الصمت
ولكنها اطلقت العنان لدموعها تعبر عن كم الالم
الذى يختلجهاكادت ان تتحدث الية
فأوقفها بإشارة من يدة وهو يبكى بشدة
وكأنه يتضرع اليها بنثيث دموعه النادمة على كل ما بدر منة
واقتصر بقول بحبك والله العظيم بحبك
ومش ممكن اتخيل
حياتى من غيرك
انتى حبيبتى ومراتى وانا مقدرش استغنى عنك
نهضت آيات عن الفراش
فنهض إياد خلفها كاد ان يضمها بين ذراعية فتصدت الية بيدها
فعاتبها قائلا كدا تبعدينى عنك مش عايزانى اخدك فى حضنى
لم تجيبة فبادر قائلا لو سمحتى كلمينى وبطلى عياط من فضلك
فتحدث بصوت شجي قائلا حقك علية انا اسف ياحبيبتى
سامحينى انا كنت قليل الذوق معاكى
اعذرينى يا آيات المفاجأة كانت صعبة جدا جدا
انا اټجننت لما عرفت كدا عن اخويا اخويا انا
تكون دى حالتة ومحدش يعرف
ومن ثم اردف باكيا بمرارة اخويا كان بيتعذب
ومحدش حاسس بية ازاى خبى علينا
ازاى قالنا انك حامل لية كل دة لية
فأقتربت آيات الية حينما وجدتة يبكى بإنهيار ربتت على كتفة
فأندفع إياد الى صدرها بقوة
مما جعلها ترتد خطوتين الى الخلف
ضمتة بحب ومن ثم قالت انا عذراك يا إياد ومش زعلانة منك
رغم كل اللى لمحتلى بية
فأبتعد إياد يرمقها بعينين ادمتها الدموع
فأردفت آيات قائلة انا حزينة على نفسى على نصيبى
اللى بيتفنن بچرحى واللى من سنين
وهو بيحطنى فى اختبارات صعبة انا مش قدها
الاول ۏفاة بابا الله يرحمة وانا طفلة عندى 12 سنة
والتانى جواز امى من انسان اقل كلمة توصفة هى انة حيوان ومنحط
والثالث هو مۏت صحبتى احلام بطريقة بشعة وادام عنية
والرابع هو فقدانك بعد ما لقيتك صدفة
وحسيت انك بر الامان بالنسبالى
والخامس هو حياتى التعيسة الخالية من اى فرح
مع مصطفى الله يرحمة
والاخير هو معرفتى بأنك اخو جوزى
ودة كان اصعب اختبار بالنسبالى
عشت حزينة وخبيت وحبست شعورى بقلبى
بس خلاص كل شئ انكشف ومبقاش فية حاجة فى حياتى مخبياها
جفف إياد دموعها التى انسابت على وجنتها برقة ومن ثم قال
سامحينى يا آيات كان ڠصب عنى اللى حصل لنا دة
محدش يصدقة صعب صعب جدا وفوق احتمال البشر
مكنتش اتمنى اننا لما نتقابل تكون دى قصتنا
ومن ثم استطرد بحزن شديد آيات
انتى واخدة بالك احنا حصلنا اية
انفرجت شفتيها اخيرا وتحدثت بحزن مرير قائلة
اللى حصلنا دة انا عشتة لوحدى سنتين من عمرى
وانا بټعذب وساكتة ومحدش حاسس بية نهائى
اللى حصلنا دة كان نصيب ومكتوب اتعذبت بية لوحدى
عايز تقوللى انك كمان اتعذبت
لاء انت مهما اتعذبت مش هيكون زى عذابى انا
عذابى اللى عشتة لوحدى سنتين عشتهم مع اخوك الله يرحمة
وانا لا طايلة زوجة ولا مطلقة
وفوق دة كمان كان بيعذبنى بمعاملتة الجافة
المهينة واظنك شاهد على كل دة لانك شفتة بعنيك
ولسنة كاملة وانا بټعذب بقربك منى من بعد ما اكتشفت
ان حبيبي بيكون اخو زوجى
وفوق دة كمان لسة بيحبنى واعترف بكدة ادامى
ولسة بيدور علية وعندة امل انة يلاقينى
استحملت وسكت وحاولت اعيش والباقى انت عارفة
فتحدث إياد من بين دموعة قائلا حقك علية سامحينى
اطلقت آيات تنهيدة محملة بالالام ومن ثم قالت ياااااااة
داانا کرهت اسمع كلمة سامحينى
من كتر ما سمعتها منك ومن مصطفى
کرهت المسامحة بسببكوا
لية انا لية لية يحصل معايا دة كلة
لية حاكمتونى على حاجات انا ماليش ذنب فيها
لية حملتونى ذنب اخطائكوا مصطفى كان دائما بيحملنى ذنب مرضة
ببهدلتة فية وضړبة واهانتة وسبة واتهامة لية مرتين بالخېانة
وانت جيت تكمل علية ويتحملنى ذنب انى كنت مرات اخوك
وحملتنى ذنب وكمان بتحملنى ذنب مۏت مصطفى
ومن
متابعة القراءة