رواية حور بقلم أليكسندر عزيز

موقع أيام نيوز

القصر.. او مع اصدقاء الطفولة.. هي جين.. تلك الطفلة الشقية فقط...
اما في حجرة رافي... فقد انفصل هو وراني... نجده يرتدي ملابسه السوداء هي ليست برسمية.. ولكن يحب ذلك اللون كثيرا.... وسيم بدرجة بالغة... فقد ورثها من والده روالدته.... وكأن القدر اراد هذا فعيونه مثل عيون عمته حور.... فجين.. ورافي.. وحور الصغيرة... يمتلكون نفس بحر حور الكبيرة... حجرته ذات الالوان المعتمة...
اما
اما عتد راني... ذلك المبهج المبتسم... وسيم كأخيه.. لكنه ورث عيون والدته بخضرتها كزرع جميل.... يرتدي ملابسه ليست معتمة كأخيه.... حجرته تشبه شخصيته... مبهجة ذات الوان مفرحة جميلة
اما في الاسفل.. يجلس ذلك العابث.. في حجرة مكتبه... ولكنه ليس وحيدا.. بل معه جوي.. تلك الغريبة التي سلبت عقله في الغربة...
بحبك...
وانا فيك
قاطع لحظتهم ذلك الطرق علي الباب
بابا.. يلا... سيب ماما شوية
زفر بحنق.. فذلك الراني.. يقطع لحظاتهم الصباحية دائما
ابنك.. ابنك دا انا........
ماه ابنك يا قلب جوي
انا في حب جوي والله
جلس علي رأس طاولة الطعام... وجلست جوي علي يمينه.. بينما جين علي يسارة.. ورافي بجوار جين.. وراني امامه
مش هنبطل شقاوة يا بوب...
وله... خليك في حالك... وبعدين حد يبقى معاه قمر زي جوي هانم.. ومايتشاقاش
الله. الله يا بوب علي كلامك العسل ده..
قبل حاتم يد جوي.... التي نظرت امامها تنظر لرافي.. ذلك.. الذي لم يبتسم... ربت حاتم علي كفها...
والباشا رافي... ليه ساكت كده
عادي يا بابا... مافيش حاجة...
ارادت جين تغيير مجرى الحديث
بابي... انا هروح عند روح انهردا...
روح يا قلب بابي... هو انهردا اول يوم ليها في الجامعة
ايوة يا بابي... واشوفها هتعمل ايه
والله يا جين... دا انا هنفخها.. لما اشوفها... انا اقولها تعالي اوصلك.. تقولي لا.... عايزة اعتمد علي نفسي
هههه.. راني.. هي مچنونة حبتين.. بس سيبوها براحتها
ضحك راني باستخفاف
وهو يشير لرافي
قصدك اسيبها.. هو الباشا يعتبر بيعاملها اساسا... دول مابينهمش كلمتين علي بعض
حمحم رافي.. وقام من مكانه
بعد اذنكم.. انا شبعت.. همشي
لم ينتظر الرد وانما سار في طريقه للخارج
ادمعت عبنا جوي
جثى حاتم امامها يمسك يديها
مالك يا قلب حاتم بس
رافي.. رافي... ابني ماكنش
كده... في ايه... رجعهولي بقى...
قبل يدها
سيبيه براحته... وانت يا راني ماتضغطش عليه.. سيبه...
اومأ له راني.. برغم ضحكه.. يشعر بتوأمه... يريده ان يتحدث.. لكنه لا يقول شئ
اما عند.. سيف وحوريته....
فتح عينيه علي قطة ابتسم.. ثم قبل شعرها...
حور... قلبي
يلا يا قلبي.. انهردا اول يوم لروح في الجامعه
رفعت رأسها.. وجنته... مردفة بنعاس
صباح الخير علي عيونك
ظل يتأملها... حبيبته.. وروحه... قبل جبينها...
وجد باب الغرفة يفتح ببطء... بعد طرقتين خفيفتين... وتلك الفاتنة الصغيرة تطل بحرص من خلف الباب
ظل كما هو بجذعه العاړي.. بينما حور.. كانت ترتدي منامتها الخفيفة... فقد اعتادا علي دخول روح عليهم في المناسبات المهمة.. واليوم مهم.. فأول يوم لها في الجامعة
تعالي...
جرت تلك الفاتنة.. دخلت في والدها...
ظل يربت علي شعرها وظهرها
حبيبة بابي... مبسوطة
خرجت من بعيون لامعة...
جدا.. جدا.. يا بابي...
ر.. وح
همست بها تلك الناعسة
تسطحت
روح بجانبها... ودخلت في ...
ظل ينظر لهما.. انهما رائعتي الجمال...
استكانت في والدتها... حور علي وجنتها..
كده انا اغير... فين انا
هههه.. تعالى يا بابي..
فردت له روح ذراعها....
الاثنتان.. فهما عالمه.. واحده روحه والاخرى كل شئ...
بعد ساعة كانوا يتناولون الفطار....
حلو اوي الدريس ده يا روح
ميرسي با مامي
روح.. انتي رايحة جامعة يا قلب بابي.. هو قصير شوية...
قامت وجنته
بابي.. روح سيف تعمل الي هي عيزاه.. وماحدش ليه دعوه.. مش دا كلامك
روح سيف.. تتبسط.. والباقي ..
وانا يا سي سيف
انتي الي في القلب يا مامي.. انتي الحته الجوانية يا حور يا انتي
فرغت حور فاهها
انتي بتجيبي الكلام ده منين يا روح... دا عيب
ههههه يا روحي عليكي يا مامي.. احنا جيل كده.. وكلامنا كده... هاتي .. قبل ما امشي
لا قلنا بابي هيوصلك
لا... بابي... انا هروح وحدي
روح.. هوصلك انهردا وبس
كانت لهجته لا تقبل النقاش...
حاضر
قالتها بإذعان
تعالي هاتي احلى .. ومتتأخريش عليا
ماتقلقيش.. بابي مش هيسيبك محتاجة حد ابدا
ههههه... معرفناش نربي با حور
اخص عليك يا سيف.. دي قمر
اقترب وقبل روح على جبينها
يلا علي العربية.. هودع مامي وجي
طب ماتودعها ادامي
امشي يا بنت 
ههههه يا شقي انت يا بابي
اقترب... وقفت 
خلي بالك منها... هي مش زيي
مافيش حد زيك يا قلب سيف...
سلام انا بقى احسن
بحبك يا سيف
وانا بعشقك يا عمر سيف
بابي
قالتها تلك الفاتنة... وهي تنزل الدرج...
تعالي يا حبيبة ابوكي
جلست بجانبه وهو يتناول كوب القهوة.. بعد ان تناول افطاره
حبيبي يا بابي
حور البكاشة عايزة ايه...
عبست ملامحها
حور عايزة تتجوز
امشي يا مقصوفة من ادامي احسن لك..امشي
وقفت تدبدت بأرجلها... برقتها المعهوده
جوزهولي بقى.. ماكنتش عضة يا بابي يا حبيبي.. بص هروح اتجوزه واحطك ادام الامر الواقع بقى
لم يهتم ولم يرد عليها
فلقد اعتاد حديثها هذا.... ولا تفعل شئ
چثت على ركبتيها امامه.. وامسكت يديه
بابي انا بحبه
اجلسها على قدمه
وانا بحبك يا قلب بابي...
بكت بحړقة.. فهي هشة لابعد درجة عكس ريم والدتها
طب ليه مش عايز تقربنا.. وبتكرهه
ازال دموعها بحنية.. وقبل وجنتها
يا روحي... انا بحبك.. وبحبه والله.. مين قال اني بكرهه.. بس انا بحبك اكتر... خليه يتعب شوية
كل دا ويتعب شوية... احنا عمرنا كله بنجري وراك علشان تجوزنا... انت.... وبكت مرة اخرى...
بحنان ابوي خالص
يا قلبي.. ما انتوا بتتقابلوا.. وبتشوفوا بعض
خرجت من ... تقطم اظافرها.. هامسة
بخجل
انت عارف
قبل جبينها
اكيد عارف... ويلا سلام بقى عندي شغل
اجلسها على الاريكة... وذهب
ظلت تنظر في فراغه... نعم ككل مرة يحدث هذا الموقف.. ويتركها ويذهب...
والدتها
مامي.. خليه يجوزني انا ومالك
ههههحاضر
ماتضحكيش عليا بقى
جلست واجلستها امامهل
عارفة يا بنوتي القمر انتي.. برغم انك بقيتي شحطة كده
عبست ملامحها
اكملت ريم حديثها
الا انك لسه طفلة.. طالعة لحور في كل حاجة.. مافبش اهتمامات غير مالك.. حتى عيونك نسخة منها.. كان نفسي تبقي شرسة زي امك.. بس هقول ايه
ربنا اراد كده.. وتطلعي طرية زيها
علي فكرة انا بنت.. ولازم اكون طرية.. الشراسة دي للرجالة.. وبس
ههههه.. قومي انتي مافيش كلام بيجيب نتيجة معاكي...
في غرفة.. شبابية بحتة.. استيقظ ذلك الوسيم... ذو الملامح الشرقية... لكنها حادة.. تلين مع من سړقت قلبه منذ مولدها.. بشعره الاسود الفحمي.. وعيناه السوداء الثاقبة.....
استيفظ على رنين هاتفه...
اجاب بنعاس
صباح الورد والجمال علي اجمل حور في حياتي
صباح الزفت علي دماغك
اتسعت عينيه وزال النعاس
هب جالسا هلي الفراش
.. دقق النظر في الهاتف... انها ليست محبوبته.. بل والدها.. انه جلاده
صباح الخير يا عمي
عمي في عينك...
طب اقول ايه طيب
ماتقولش
مش انت متصل..
اه.. مش عاجبك
لا عاجبني...
زفر بحنق واكمل
انا عارف انك هتخرجها انهردا.. عارف لو شفتك معاها.. مافيش زفت.. فاهم ولا لأ
دا ظلم على فكرة... دي فى حكم خطيبتي...
خطبتها من مين.. ابوها ومش موافق...
عارف يا يحيى.. انا لو عليا ذنب كان تخليصه خلص
ههه خليك كده.. سلام
سوف يجن منه.. عمر وهو ... وقف يسير في غرفته ذهابا وايابا..... ثم هاتف سبب لوعته..
ردت بصوتها الرقيق
حبيبي
كل غضبه ذهب.. عند سماعه نبره صوتها
اغمض عينيه يستعيد نفسه
انا ناقص عمر.. يا بسببك يا بسبب ابوكي و الله..
بعيد الشړ عليك يا قلبي...
بنت انتي اقفلي انا مش ناقص...
ليه.. انا ماعملتش حاجة
الكرثة انك مش عارفة اناي بتعملي ايه
ههههههه.. لا عارفة.. انك من همسة بتنسى كل حاجة...
وانا الي بقول عليكي بريئة
بريئة ماشي.. بس عارفة كل حاجة عن حبيبي.. الي بنظره..
اوف.. خلاص.. وحشتينييي
وانت كمان وحشتني... مش احنا هنخرج
للاسف ابوكي عرف.... مش هينفع..
عبست ملامحها.. وبكت سريعا.. سمع صوتها الباكي
بس انت وحشتني.. ماليش دعوة.. انا بحبك
هشششش بس يا روحي بس.... ماتعيطيش.. هشوفك..والله.. ياروح مالك.. وهتجوزك ڠصب عن عين يحيى... دا تخليص حق والله
هههههه
ضحكت فضحكتها انعشت قلبه...
بحبك يا حور.
وانا بحبك يا مالك..
انهى مكالمته.. ونزل وجد والده والدته
احمممم.. احمم.. باشا
ابتعدت سريعا.. وجهها في يوسف.. الذي بقوة..
عايز ايه..
ولا حاجة.. بس راعي ان في واحد علي الي بيحبها ويتجوزها.. وبس
امشي من هنا.. روح افطر.. بكرة هقطع عليك زي ما بتعمل
لا متخافش انت ابويا مش هتكسف منك... هي بس تيجي... ومش هسمح لحاد يقطع عليا ابدا
هههه يحيى 
خرجت من ..
بعيد الشړ... ربنا يطول في عمره... ثم ابنها... ملمه يا يوسف.. خلاص هم كبروا.. ايه تاني
جلس علي الاريكة.. يعني هو كان مستنيهم يكبروا.. هو فيهم الجاهلية من زمان..
اقترب مالك وجلس جانبه.. واردف بتوسل
حرام عليكوا.. بص بابا كلمه..وحياتي..انا جبت اخري
هههه بص عارف مين هيجيب ناهية الموضوع دهحور
حور.... يا بابا.. كل يوم... دي كل ساعة بتكلمه.. ومافيش فايدة
ومين قالك اني قصدي علي حور بنته.. انا قصدي حور سيف.. يا ذكي... مش هيقدر يرفض لها طلب
والله انت عسل يا جو... كانت تايهة عني دي.. بابا هو ليه طنط حور كده.. طلباتها اوامر
علشان سيف.. لو شاف حد مزعلها هيجيب اجله
طب ما سيف كلمه كتير
مالكش دعوة.. روح لحور هي الي هتقدر علي جبروته ده
ماشي.. سلا م....وسيب امي في حالها شوية
تصدق انت ماتستاهلش.. امشي من هنا
وصل
سيف وروح الي الجامعه .. ترجلت روح من السيارة بعد ان اودعت المعتاده علي وجنته
سارت بهيأتها الطاغية.. انوثتها الفارهة.. وفستانها الاسود. الذي يصل فقط لبعد ركبتيها
كان يقف.. مع اصدقائه...
دي شكلها سنة 
عندك حق.. دفعات اولى ايه فلة
نظر لما ينظرون اليه
خليك في حالك منك ليه دي تبعي
وتركهم
سار تجاهها.. ما ان رأته... ابتسمت... لكنه امسك يدها بشده.. وسار وسارت خلفه
وصل الي مكان خالي.. اسند ظهرها علي الحائط.. ووقف امامها
ايه الي انتي لبساه ده
فستان
عارف انه زفت.. بس مايتلبسش تاني..
نعم هي هادئة معه.. لكنها متوحشة لابعد حد
في 
وانت مالك با رافي.. انا جية مع بابي.. وبعدين انت تتجاهلني كل ده.. وجي دلوقتي البس ايه وايه لا
روح.. اسمعي الكلام.. هنا غير البيت والعيلة..
وانا مش صغيرة..
امسك يدها.. فشعر بتيار كهربي.. همس بتعب
روح.. اسمعي الكلام وماتتعبينيش
انت الي بعيد.. ومش عارفة ليه... سيبني
طب تسمعي الكلام...
ردت بعنادها معه كالعاده
لا... انا بسمع كلام نفسي وكلام بابي وبس.. وانت بعيد عني.... وسيبني بقى
وتركته وذهبت
نظر لاختفائها.. وضړب موضع قلبه
يعني انت لما تحب ماتحبش غير دي وبس... استحمل بقى.. وكمل بعادك
ذلك الرافي.. الذي تعقد من الصغر بسبب ما رآه .. احبها منذ طفولتها. احب عنادها معه ورضوخها.. احب كلامها ولدغاتها.. احب كل تفاصيلها.. لكن ما ان كبرت.. ابتعد عنها.. احست هي بفراغ كبير.. فتلك المراهقة احبته.. وهو يعلم هذا هو ناضج ليعلم هذا.. لكنها فاتنة ومتمرده ليست كحور والدتها.. لكنه يعشقها.. لكنه فضل البعد.. ېخاف من الاقتراف.... لكن ماذا سيحدث سيجعله يندم علي كل لحظة بعد فيها عنها
مر اليوم على الجميع.. وقد حضر مالك وترجي حور بأن تحادث يحيى واقفت.. فحبهم رائع
بقي امامه وعده.. ان يراها اليوم
كان يجلس يحيى وفي ريم.. وتجلس حور بجانبهم
حبيبي مش يلا ننام بقى.. عندي مستشفى بقى
استنى شوية.. زمانه جي
مين الي جي
قاطع حديثهم جرس الباب
روحي افتحي يا حور
قامت عابسة بدون كلام
ما ان فتحت الباب حتي ابتسمت..
امسك يدها ..
وبابتسامته الساحرة..
ماقدرتش ما اشوفكيش وجيب وكر برجليا
ضحكت بشدع... فقبل يدها
تم نسخ الرابط