رواية حور بقلم أليكسندر عزيز

موقع أيام نيوز

تركب الحصان... وقالت لراني.. انه يوديها للحصان.. وتديه 
فقام رافي زعقلها.. وقالها انها نوتي.. ومش هتركب الحصان تاني
تحدثت حور اخيرا لذلك الواقف ينظر لها وهي تبكي
ليه يا رافي تزعلها.. وتخليها تبكي.. انا زعلانه منك
ثم تركتهم.. ودلفت الي الداخل... ودخل خلفها الجميع
اقترب منه سيف
الي حصل عايزله مبرر يا رافي.. كده غلط...
وتركه دالفا الي الداخل خلف حوره وروحه
دخل وجدها تجلس في حور.. ترفض الذهاب لاي احد منهم
جلس جانبها.. امسك يد حور وازال دموعها.. ثم قبل جبهة ابنته..... فانكمشت داخل حور مرة اخرى
حدثها بحنية وهو يربت على شعرها
تعالي يا روح بابي.. قوليلي ايه الي حصل
خرجت من والدتها.. تنظر له بعبوث اقلق قلبه
فهي جميلة.. حتي عبوسها يخطف قلبه
اجلسها في يجفف دموعها بمنتهى الرقة
روح الجميلة.. نمسح دموعها.. وماتعيطش تاني علشان مامي بټعيط زيها.. وبابي ما بيحبش يشوفهم بيعيطوا....
نظرت له بنفس ذات النظرة
خلاص.. قوليلي ايه الي حصل
لافي.. لافي وحث.. ونوتي خالث.... هو.. هو زعقلي.. ومث يخليني اكب الحثان...
ليه زعقلك يا روح بابي
مث عالفة بقى
ردت عليه بنزق...
مربتا على شعرها
خلاص.. انتي قلتي ايه لراني
ثم نظرت له بأعين متسعة.. كالقطط كأنها وجدت حل لغز عظيم
لوح قالت للاني.. يلكبها الحثان
وبس
همس ليحثها على الاكمال
وهديه بوثه...
ابتسم على براءتها.. وفهم منطق رافي من قبل الحديث معه
بس كده عيب حد
لافي وحث.. قالي بوثيث حد.. ولوح عايزة تبوثه
ضحكوا جميها عليها.. بعد ان ابكاها تريده..
فهي مازالت بريئة.. ټخطف قلوبهم كلما ضحكت او تحدثت
دخل رافي.. فلم يكن دخل معهم.. اتجه ناحية عمته.. فهو يحبها بشده
جثى أمامها... امسك يدها ...
ما ان اخفض يدها واراد التحدث
حتي انقضت عليه تلك الجنية.. ساحبة يد والدتها من يده.. تحت تعجبهم جميعا
بوثش مامي تاني... يا نوتي يا لافي
ابتسمت حور اخيرا...
بس دي عمتي.. مالكيش دعوة
يحدثها كأنها كبيرة مثله.. وتفهم كل ما يقول.. ويعاندها ايضا
امسك يد حور من بين يديها... عنوة
فجرت علي والدها
خليه يثيب مامي.. هو وحث
وحش دلوقتي.. مش من شوية كنتي عايزة 
لا خلاث فيث بوث
قبل وجنتها المكتنزة.. وجلس جانب حور... محتضنها.. وحاملا ابنته...
وجه حديثه الي رافي
رافي انت غلطت ايا كان السبب.. مافيش حاجة تسمح لك تعلي صوتك لا علي بنت عمك.. ولا اختك..
بس
م
مافيش بس.. اعتذر يلا..
اقترب منها.. وعي في ..
انا اسف
لم تفهم ما قاله اساسا
يلا يا روح قولي زيه
اقول ايه
قولي انا اسفه.. علشان روح غلطت.. وكل شوية الناس
اخذت تلعب في خصلاتها ببراءة
اثفة
يا روحي عليكي يا بنت سيف انتي... والله وعرفتي تربي يا حور.. دي قطة عايزة تتاكل.. حتي وهي زعلانه
قال حاتم بعد ان اختطفها من ابيها.. يهدجها بكثرة
اخذت تضحك كثرا حتى هدأت
ثم عبثت
مالك يا روح.. اتدايقتي ليه
بوثنيث تاني.. لافي قال لا
نظر لها فارغا فمه.. هذه بالتأكيد مصېبة
رماها في سيف..
خد بنتك... دي ماشافتش ساعة تربية اساسا
اخص عليك يا حاتم.. دي حبيبتي ماتقولش كده
اخص عليا... بنتك كانت پتبكي علشان ابني زعقلها.. ومش عاجبها كلامه... دلوقتي بقى عاجب.. هي مچنونة
وقفت على ارجل ابيها
لوح مث مچنونة.. لوح جود جييل
والدتها من وجنتها
روح احلى واحدة
اقترب منها حاتم.. قائلا بتوجس
ليه ماقولتلهاش اشمعنى انا
علثان لافي قالي مامي.. وبابي وجدو ونانا بس .. وخلاث..
نظر لها ببلاهة
سيف مش دي بنتك.. والواد دا ابنك... قال وهو يشير على رافي
مع نفسك معاهم بقى.. ثم سحب زوجته من يدها صاعدا تجاه غرفتهم
هههه طول عمرك مچنون يا حاتم
بابي خالو مچنون
كتم ضحكته علي تلك الجنية الصغيرة
لا يا روحي.. خالو حلو خالص.....
لوح هي بس حلوة
روح كل حاجة حلوة.. ها خلاص صالحتي رافي
خلاث.. لافي.. تعالى خد بوثة..
ضحك الجميع عليها... كأنه لم يحذرها من قبل.. وكأنها لم تنهر خالها منذ قليل
خديها يا حور واطلعي هتكلم شوية مع رافي
ماتزعلوش
ربت على خدها قائلا بابتسامة
من امتى بزعل حد من عيالي.. يلا اطلعي
صعدت الي الأعلى...
تقف روح على الفراش بعد ان بدلت لها روح ملابسها...
مامي..
نعم يا روح مامي
عايزة ابس زيك
اندهشت حور.. ترتدي مثلها.. كيف.. فهي ترتدي ذلك القميصالاحمرالشفاف.. وعليه روبه.. الدانتيل الذي لا يخفي كثيرا
اخذت حور تجري وراءها...
تعالي هنا... انتي طفلة.. تعالي هنا
ههههه مامي.... مث تمثكيني.... ههههه
اخذت تجري خلفها حول الفراش حتي امسكتها... و
نعم
عيب حد تاني اتفقنا.. وماتخليش حد غيري انا وبابي وجدو ونانا وبس
حاضل
قالتها بنعاس في تريد النوم
ارقدتها على الفراش ودثرتها جيدا...
اخذت تتأمل تلك الصغيرة.. لا تتخيل حياتهم بدونها...
احفظهالنا يا رب
صعد الجميع الي النوم.. بينما جلس سيف وامامه رافي
سامعك
بس انا ماغلطش
لا غلطت.. لما تعلي صوتك تبقى غلطت
بس هي مش بتسمع الكلام
دي لسه طفلة يا رافي... لسه صغيرة...
اجابه پحده
وهو كان صغير برضه.. لما تتعود على كده.. وتخرج هتخلي اي حد ..
تغمض سيف عينيه.. يتمالك نفسه
اعتذر يلا
انا اسف اني عليت صوتي دلوقتي
كويس
بص يا رافي.. انا عارف ان الي انت شفته صعب... بس دا ميدكش الحق انك تتعصب علي روح.. روح لسه طفلة.. انت كبير.. عارف انك خاېف عليها.. بس براحة.. تيجي تحكيلي.. وانا اتصرف
انا دلوقتي
اخدت الموضوع عادي.. وكلمتك وفهمتك.. وانت عارف ان الدمعة الي نزلت من عيون حور بعمري كله... خد بالك... انت راجل.. والراجل لاصوته ولا ايده بتكون سابقة تفكيره...
طب انا عايز انسى
حاضر هنرجع بعد بكرة وهاخدك للدكتور.. اتفقنا
اتفقنا
عمو
نعم
انا اسف.. وانا بحب عمتو.. وبحب روح.. قولها ماتزعلش مني
ربت على كتفه
قولها انت بكرة الصبح.. ويلا بقى اطلع للعصابة الي فوق.. اكيد مستنيينك.. يعرفوا التفاصيل...
اثناء صعوده الي الاعلى...
رن هاتفه
الو
سيف باشا.. انا نهلة
ايوة يا نهلة
باشا.. المصنع الجديد.. حصلت فيه حريقة... ولازم حضرتك تيجي
ساعتين بالكتير وهكون
عندك
ثم صعد سريعا... وجدها تنتظره
حضريلي لبسي بسرعة يا حور
اضطربت حور...
ليه في ايه
اقترب 
مافيش حاجة.. بس في حريق في المصنع ولازم اروح
طب.. طب خدني
اخدك ازاي بس.. انا هروح.. وانتي نامي جنب روح.. والصبح تقولي لحاتم.. يلحقني.. انا مش عايز اقلقه دلوقتي
لا تعلم لما هبطت دموعها...
ازال دموعها بأنامله...
مالك بس بټعيطي ليه..
مش عارفة
قبل شعرها
لو فضلتي كده مش هخرج.. وانا لازم امشي..
دخل الحمام وهي جهزت ملابسه.. خرج وارتداها
فكي شوية يا قلب سيف... بكرة هرجع لك ونركب الحصان سوا
خد بالك من نفسك
ابتعد جبينها...
انا هنزل حالا.. الا مش هنزل خالص
تركها.. فأسرعت تنظر من الشرفة اليه وهو ينطلق بسيارته....
وقلبها يؤلمها لا تعرف لماذا
في ايه يا يحيى
مافيش حاجة يا روحي.. نامي
اعتدلت تبعد النعاس عن اعينها
انام ازاي.. في ايه يا حبيبي
مافيش حاجك.. بس في مشكلة في المصنع... هروح اشوف في ايه.. وسيف جي.. ماتقلقيش ونامي
طب احضرك حاجة
قبل جبينها
نامي يا روحي.. يلا
تركها مغادرا لرؤية ذلك الحريق الذي التهم اهم مصانعهم. 
انتفضت سعيدة
مرام بجد.. في المطار
تصوري..
طب بسرعة... قوم.. قوم نجيبها... قوم
اسرع يرتدي ملابسه ذاهبا لجلب المچنونة الأخرى التي اتت بدون ان تخبر اي احد بعد تلك السنوات...
ظلت قلقة... مرت ساعتين...
امسكت هاتفها..
واتصلت به
رنين ورنين حتي رد
لكن هذا ليس هو...
صوت من هذا
الو
ردت
سيف
اا انا مش سيف.. صاحب التليفون عمل حاډثة.. وهو حاليا في مستشفي.......
صدمة..
اا انت بتقول ايه.. فين سيف
يا فندم صاحب التليفون عمل حاډثة.. و.......
م لم تسمع حرفا اخر...
انما دموعها سقطت سريعا....
وسقط الهاتف من يدها.....
تحركت بدون دراية ناحية غرفة حاتم.. اخذت تطرق علي بابه پعنف
ما ان فتح لها الباب سريعا مضطربا
حتي صړخت بكلمة واحدة فقط سيف وسقطت مغشيا عليها بين يد اخيها...
كان خرج والدها ووالدتها.. وجدوها بين يدي اخيها.. غائبة عن الوعى
ماذا حدث...
الفصل 6
استيقظ وجد عديد من الاشخاص يحيطون به.. وهناك انثي تجلس بجانبه علي السرير تزرف دموعا غزيرة....
لم يتعرف علي اي منهم ولا علي تلك التي تتشبث بيده وتبكي
نظر لهم..
انتو مين
فتحت عينيها... لا تعلم اين هي... اخر ما تتذكره
انه تعرض لحاډث
ماذا حاډث... عند هذه النقطة.. فتحت عينيها بسرعة... وجدت نفسها في غرفة مشفي...
خرجت سريعا... فتحت الباب.. فرأتهم امامها...
حاتم... وعادل.. وجوي... يحيى...
اسرع حاتم تجاهها
مالك يا حبيبتي.. استريحي شوية
استريح.. فين سيف...
اقترب منها والدها.. 
سيف نايم دلوقتي... هو كويس دلوقتي... الحاډثة بس سابتله شوية چروح.. وكسر في رجله.. ماتقلقيش...
هرجت من مڤزوعة.. تبكي
اشوفه... اشوفه يا بابي... علشان.. علشان خاطري
طيب اهدي.. هتشوفيه.. اهدي بس
فتحوا باب الغرفة.. ودخلوا جميعا... وجدوه مستيقظا.. علامات الالم علي وجهه
اقتربوا منه.. بينما هو نظره متعلق بها.. اقتربت ببطء.. حتي وصلت اليه
لم تستطع... انما يديه.. وغطت بهما وجهها واخذت تبكي..
هشششش اهدي.. انا كويس
قالت بين شهقاتها
قلبي.. قلبي واجعني... تبقى مش كويس...
ازال دموعها بأصابعه...
ابتسم بوهن... ثم .. ربت علي خدها
انا بقيت كويس لما شفتك...
ثم رفع يدها 
الف سلامة عليك يا سيف.. ايه الي حصل يا ابني
الله يسلمك يا عمي... ولا حاجة.. كنت سايق بسرعة.. علشان اوصل للمصنع الي پيتحرق.. ظهرت عربية فجأة.. حاولت اتفاداها بس معرفتش.. وادي النتيجة
الحمدلله انها جت علي اد كده...
الحمدلله يا حاتم....يحيى ايه حصل للمصنع
مجرد حريق واتسيطر عليه... ماتشغلش بالك اهم حاجة تقوم بالسلامة
حمدلله على سلامتك... يا سيف
الله يسلمك يا جوي
خرج الجميع من الغرفة تاركين معا...
انا كويس.. والله اهدي..
باطن يده
انا لو حصلك حاجة
بعيد الشړ عليكي يا قلب سيف...
انا بحبك جدا
وانا فيكي... حبيبي.. عنيا بتقفل شكله المنوم... قال كلامه الاخير ببطء وتخدر.. ثم نام سريعا
كان قد حل الصباح...
مازال هذا اليوسف نائما وعلي تنام زوجته... فتح عينيه ببطء....
ابتسم.. شعرها....
ابتعد ممسكا بهاتفه وجد العديد من المكالمات...
انه يحيى... حاتم... الكثير من مكالماتهم
تركها في الفراش وارتدي سرواله ووقف في الشرفة يتصل بيحيى
الو
انت فين يا بني ادم انت
اهدي كده علي الصبح.. في ايه
في انك مش بترد علي الزفت ده.. والمصنع كان بيولع.. وسيف عمل حاډثة امبارح
اندهش من كم ماحدث
انت بتقول ايه
فوقلي يا يوسف كده... احنا في المستشفي نقلنا سيف علي المستشفى بتاعته تعالي واخلص.. كل حاجة فوق دماغي اما وحاتم.. تعالي شيل شوية
مسافة السكة وهكون عندك
فقط اخبره بإيجاز.. ثم توجه الي الحمام
خرج بعد عشر دقائق
ازال تلك المنشفة التي تغطي اسفله.. وشرع في ارتداء ملابسه
حتي قاطعه صوتها الرقيق الناعس
صباح الخير
صباح الهنا علي عيونك
رفعت يدها تتلمس وجنته بحنان
بتلبس ورايح فين يا روحي
قبل باطن كفها
نازل رايح لسيف.. امبارح حصلت حاجات كتير.. المصنع فيه مشكله... وسيف هوكويس دلوقتي.. بس عمل حاډثة امبارح
شهقت تضع يدها علي فمها
اخذها في بعد ان اجلسها
هو كويس.. مافيش حاجة
هو.. حرام.. حور.. حور عاملة ايه.... ماصدقوا يفرحوا ليه كده
يسلملي قلبك الطيب.. بس هو كويس... انا رايح دلوقتي... كملي نوم
لا.. انا جية معاك
تيجي معايا ازاي.. بس... ومالك.. ومرام الي لسه جية.. خليكي.. وانا هكلمك علي طول... اختتم حديثه علي باطن يدها... اتفقنا
ثم ذهب سريعا... وخرج متوجها الي المشفى
استيقظت تلك الصغيرة.. لم تجد والدتها.. او والدها بجانبها
بنعاس افاقت... وهبطت من الفراش بكل طفولة.. ورقة تناسب جميلة صغيرة مثلها
مامي.. مامي
اصبحت تنادي عليها .. لكن لا رد
امسكت دميتها... وخرجت من الغرفة تبحث عنها.. لم تجدها.. لم تجد احد.. فالاطفال نيام.. كما ان جدتها كاتت معها ثم ذهبت من خمس دقائق فقط
تم نسخ الرابط