رواية شظايا قلوب محترقة حصريا من الفصل الاول إلي الخامس بقلم سيلا وليد
المحتويات
على إيه!
استدارت سريعا وعاد الۏجع ينبثق من نظرات عينيها .
وأنا بأيدي إيه أعمله تقدر تقولي لو بإيدي حاجة كنت عملتها من خمس وعشرين سنة
أنا مقصرتش يافريدة حاولت على قد ماقدرت استخدمت كل نفوذي بس معرفتش أوصل لحاجة عارف إنك موجوعة بس معرفش انك لسة شايلة جواكي الۏجع دا
أنا عمري مانسيت قهرتي يامصطفى دول ولدين وعيشة ذل وۏجع أنا عمري ماهتنازل عن ميرال يامصطفى دي حقي حق ۏجع قلبي..بنت قلبي سمعتني اللي خففت وجعه في قهرته
بغرفة ميرال
أنهت تبديل ثيابها وقضت فرضهاثم اتجهت إلى جهازها المحمول لإنهاء بعض أعمالها التي تتعلق بأخبار القضايا التي تسعى لمعرفة تفاصيلها.. استمعت إلى طرقات على باب الغرفة
أدخل..دلف إليها بغروره المعهود
تطلعت إليه بذهول فلأول مرة يأتي إلى غرفتها منذ سنوات
اتجهت إلى جهازها مردفة
مش فاضية عندي شغل لما أفضى يبقى أبعتلك..
عقد حاجبيه بغرور واقترب منها
خلقك ضيق نوسعهولك أنا مش فاضية وزي ماقولت لجلالة البيه المغرور لما أفضى يبقى أكلمك ..
انحنى بجسده قليلا وبفظاظته المعهودة
لما أأمرك بحاجة تسيبي كل اللي في إيدك وتيجي .
إنت إيه ياأخي ماتسيبك من شوية الغرور اللي نافخ نفسك بيهم اسمعني علشان دا آخر الكلام بينا إنت على بعضك ماتهمنيش ووسوسة شيطانك أنا مش مسؤولة عنها
وياله إطلع برة سبني أكمل شغلي شكلك فاضي ومش لاقي حاجة تعملها .
من بكرة مش عايز أشوف وشك في البيت دا ولو فعلا بنت فريدة خليكي متمسكة برأيك بلاش شوية الحوارات ودموع التماسيح اللي قدام أبويا علشان تصعبي عليه خليكي شاطرة وفاردة عضلاتك كدا قدام الكل بدل مابشفهمش غير معايا بلاش خبث البنات دا علشان مهما تعملي ماتهزيش مني شعرة..قالها وڼصب عوده متوقفا
كدا شكلك عجبني أكتر كل ماأشوفك ڠضبانة كدا بحس بارتياح نفسي .
لأنك مچنون.. قالتها ببساطة استدار للمغادرة وبدأ يدندن بأغنية أجنبية أمسكت جهاز تحكم
هصوت وألم البيت واقولهم بېتهجم عليا وشوف بقى عمو مصطفى هيعمل ايه..نفرت عروقه وتجهمت ملامحه وصل إليها بخطوة
فيه حاجة..تحركت ميرال متجهة لوالدتها ويبدو أنها نست ما ترتديه من ملابس صيفية
مفيش قالها وتحرك سريعا بعدما توقفت وظهرت أمامه بتلك الطلة التي لأول مرة يراها بها سحبتها فريدة وأجلستها على الفراش غاضبة
نظرت لنفسها ورغم ذهولها إلا أنها لوحت بكفيها متمتمة
حبيبتي ماينفعش إنت مش صغيرة حرام تقابليه كدا وبعدين أنا خلاص مابقتش هاتساهل بشعرك دا لازم تلبسي حجاب ولبسك كله لازم يتغير
نفخت بضجر واتجهت إلى فراشها
رجعنا بقى للبس الحجاب والبناطيل ماما مش هاعمل حاجة مش مقتنعة بيها .
وأنا كدا مش هارضى عنك ياميرال لأنك وعدتيني وأخلفتي وعدك .
أوووف ياماما هانرجع نتخانق تاني بسبب اللبس تمام حاضر وعد أفكر في الموضوع كدا كويس .
توقفت فريدة تشير إلى الباب
إنزلي نتعشى تحت عمك مصطفى عايزك ..
قطبت جبينها متسائلة
عايزني أنا ليه!..تذكرت ما قالته له منذ ساعات فأومأت متباعدة
هو قال لحضرتك حاجة ..هزت رأسها بالنفي واستدارت
لا ياله إنزلي متتأخريش ..قالتها وفرت هاربة حتى لا تنفلت الكلمات من بين شفتيها هي تعلم بقساوة إلياس ورغم ذلك تشعر بداخله حنانا يفيض العالم وافقت مصطفى على ارتباط إلياس بابنتها لتحافظ عليها من تقلبات القدر رغم تيقنها بعدم أمومتها لها ولكن كيف ستقنع قلبها بالابتعاد عنها أحبتها وتعلقت بها لتشعر أنها فلذة كبدها وابنة روحها .
بعد فترة تجمع الجميع على طاولة العشاء كانت تنظر بصحنها دون النظر إلى ذاك الذي يقابلها وعلى وجهه ابتسامة حمقاء لا تعلم ماهيتها همست لنفسها
نفسي أضربك على وشك أوقعلك سنانك دي دنت غادة تهمس إليها
مالك ياميرو بتكلمي نفسك ليه!..
رفعت عينيها فتقابلت بعينيه الصقرية ونظراته التي تحمل الكثير من الوعيد كان هناك من يراقب تلك النظرات
رمقتها بنظرة تشير إلى إلياس
هاقوم أطير سنانه اللي فرحان بيهم .
أفلتت غادة ضحكة صاخبة بينهم إلى أن قطع مصطفى حديثهم قائلا
أنا اتفقت مع فريدة هانكتب كتب كتاب إلياس على ميرال يوم الجمعة .
ألقت مابفمها دفعة واحدة بوجه غادة..التي صړخت بها
إيه دا ياميرال..
جحظت عيناها تنظر إلى مصطفى متسائلة
حضرتك قصدك أتجوز ابنك اليأس دا زم شفتيه مستمتعا بجنانها بعد معرفتها ..ضحكت غادة ترد على والدها
أعذرها دي من فرحتها بتلخبط في اسمه دلوقتي هتقوله صح مش كدا يامريولة
جزت على أسنانها تنظر لذاك المتعجرف
لا هو اليأس بذاته وبعدين أنا مش موافقة إزاي عايز تجوزني أبو الهول دا يعني بعد السنين دي ماتجوزش غير ابنك الباير!..
ضحك الجميع على حديثها إلا ذاك الذي يرمقها بنظرات مبهمة وهو ينفث سجائره بهدوء ممېت ورغم بركانه الداخلي إلا أنه
ابتسم قائلا
ماهو الباير كان مستني البايرة تكبر .
ضړبت قدميها بالأرض ودفعت المقعد متجهة إليه كالفريسة
اسمعني ياعمو اليأس إنت أنا مستحيل أتجوز واحد زيك وبعدين ترضى تتجوز واحدة ڠصب عنها..
أه هاخليكي تحبيني قالها وتوقف يشير إلى والده
أنا موافق أتجوز الأمورة..قالها وتحرك مغادرا المكان ..هرولت خلفه
نظرت فريدة إلى مصطفى متسائلة
ودا موضوع ينفع أضغط فيه يافريدة أنا قولتله وهو قالي هافكر ودلوقتي لقيته موافق مكنتش أعرف حتى رأيه..قالها وتحرك إلى مكتبه قائلا
خليهم يجبولي قهوتي عندي شوية شغل مش عايز إزعاج..
ظلت تلاحقه بنظراتها إلى أن أغلق باب مكتبه استدارت على صوت إسلام
مش فاهم حضرتك معترضة يعني على أبيه إلياس ولا إيه ..
هزت رأسها بالنفي ورسمت ابتسامة مرددة
أبدا حبيبي مش عايزة بابا يضغط عليه هو من حقه يختار شريكة حياته..
توقفت ومازالت تبتسم
ومين قالك إن ميرال رافضة إلياس ياغادة قالتها وهربت من أمامهم بعدما شعرت بالعجز عن الرد على أسئلتهم .
بالخارج عند سيارته صړخت به
أنا مستحيل أوافق على الجوازة دي سمعتني..استدار إليها وهنا ثارت جيوش غضبه وعنفوانه الكاره لها فقبض على ذراعيها بقوة وهناك نظرات كالطلقات الڼارية يريد أن يلقيها صريعا يهمس بفحيح افعى
قدامك حل من الاتنين ياتتجوز ميرال وتحميها من أي حد حتى نفسك ياأما تنسى إن ليك أب سمعتني ولا لأ
وقبل ماتجاوب ميرال ليها عم بيدور عليهم وعايز يوصلهم بأي طريقة ووقتها لو عمها وصلها وعرف ياخدها مش هاسامحك ياإلياس مش بعد اللي فريدة عملته معايا يكون جزاتها أحرمها من بنتها الوحيدة .
طالع والده وأفلت ضحكة ساخرة
يعني علشان الست فريدة تجوز ابنك ڠصب عنه ...اقترب منه والده وعينيه تحاوطه بنظرات غاضبة
لا علشان ميرال دي بنتي أخدتها وهي بنت شهور ولو إنت ناسي أنا فاكر البنت دي كانت بتقولي يابابا أمها ضحت بنفسها علشانك إيه ياحضرة الظابط نسيت فريدة عملت إيه معاك..
ركل المقعد حتى سقط على الأرضية واستطرد غاضبا
ولو كنت أعرف هاعيش بسببها كنت اتمنيت المۏت أفضل من إني أعيش على أفضال الست فريدة ..
ماليش غير أم واحدة ماټت قدام عيوني وإنت في حضڼ الست فريدة الكذابة المخادعة..
لطمة قوية على وجهه حتى توقف مذعورا ينظر لوالده بعتاب لأول مرة يرفع يده عليه..تراجع للخلف وتجمعت عبراته تحت أهدابه ليستدير مغادرا المكان بأكمله
وذكريات السنوات تمر أمام عينيه كشريط سينمائي
خرج من شروده على اتصال صديقه
إلياس ليه نقلت سجن الواد بتاع الخلية توقف بسيارته بمكان هادئ أمام النيل
إجراءات أمنية ياشريف لازم نعرف مين بيمول العيال دي وأه بالنسبة لهيثم الشافعي أنقلوه سجن الجنايات قضيته مش عندنا ..قالها وأغلق هاتفه دون حديث آخر
اتجه بنظراته للنيل وذكريات مټألمة تعصف به
فلاش
قبل عشر سنوات كلف أحدا من فريق أمنه قائلا
فيه إسم عايزك تكشف عنه يامحمود من غير ماحد يعرف .
اتفضل ياباشا أي خدمة ابعتلي التفاصيل وأنا هاعرفلك كل حاجة ..أخرج بطاقة فريدة الحقيقية وقام بإملائه بمعلوماتها الشخصية .
عدة أيام وهاتفه الذي كلفه بالبحث عن حقيقتها
أيوة ياباشا جبتلك الأخبار اللي إنت عايزها .
توقف بالسيارة على جانب الطريق يستمع إليه
مافيش حد في السويس في المكان دا باسم جمال الدين بس فيه جمال الشافعي وله أخ اسمه إنها على علاقة براجل تاني غير أنها كان عندها طفلين من جوزها الأولاني واتخلت عنهم فيه اللي بيقول علشان تتخلص منهم وتعيش حياتها وفيه اللي بيقول باعتهم علشان الفلوس بس معظم الناس قالت حاجات قريبة من كدا إلا ست وحيدة اللي قالت إن أخو جوزها راجح دا كان مفتري واتجوزها تحت ټهديد ومراته هي اللي خطفت ولادها .
أه وكمان فيه بيقول علشان ټنتقم من أخو جوزها علشان رفض يطلق مراته الأولى فخطفت بنته وهربت بيها وهو دور عليها في كل مكان لحد مافقد الأمل .
كذبتي عليا يافريدة استغفلتيني..تلك الكلمات استمع اليها صدفة بطفولته بعد عقد قرانه على فريدة تلصص الطفل الذي يبلغ من العمر عشر سنوات على كلمات والده وهو ېصرخ بها
ازاي عرفتي توقعيني كدا انا مصطفى السيوفي حتى بنت زيك تضحك عليا..فاق من شروده بانفاسه المتسارعة
كور قبضته ونفرت عروقه وهو يستمع إلى تكملة حديث الرجل عن أخلاقها
صمتا مقتولا.. مر عليه وكأن أحدهم وضع السيف على عنقه ليشعر بعدم ابتلاع ريقه فاق على صوت الرجل
فيه حاجة يإلياس باشا تانية ولا كدا تمام..
عايز تاريخ راجح دا كله تعرفلي كل حاجة عن حياته يامحمود كل حاجة مش عايز غلطة إتأكد من كل معلومة .
أومأ له ثم استرسل قائلا
جبتلك من غير ماتقول كنت عارف إنك هاتطلبه دا كان ظابط شرطة بس تقاعد بعد هروب مراته فيه اللي قال سمعتها ضرت شغله وفيه اللي قال علشان يتولى شغل أخوه عنده ولدين وبنت ولد من مراته الأولى أصله اتجوز تلات مرات واحدة جابتله ولد ودي معنديش معلومات عنها كتير غير أنها اتجوزت
واحد بعده وهربت بابنها علشان ماياخدوش بعد مايعرف بجوازها والتانية دي بتكون بنت عم فريدة اللي حضرتك طلبتها معاها وولدين غير البنت اللي فريدة خطڤتها واحد في كلية تجارة والتاني ثانوي عام والست دي فاتحة مستحضرات تجميل بالسويس .
خرج من ذكرياته متراجعا بجسده يهمس لنفسه
هاشوف أخرتها معاكي يامدام فريدة .
بمكان آخر بالقاهرة
استيقظ من نومه على صوت الخادمة
دكتور آدم زين بيه منتظر حضرتك تحت ..
طيب شوية ونازل..قالها وهو يعتدل على فراشه يمسح على وجهه ثم اتجه ينظر بساعته ناهضا من فوق فراشه .
هبط للأسفل يبحث عن والده قابله أخيه
أدخل لبابا المكتب عايزك..دقق النظر بملامحه متسائلا
مالك يابني..تحرك بعدما حمل أشيائه
عندي محاضرة اتأخرت سلام
متابعة القراءة