رواية شظايا قلوب محترقة حصريا من الفصل الاول إلي الخامس بقلم سيلا وليد
المحتويات
مكان حساس إنت متخيلة لو حد زقك عليا ممكن تعملي إيه!!ماخبيش عليكي كنت رافض وجودك معانا لولا إصرار غادة وخاصة معاكي بيبي ومن غير أوراق ولا أي حاجة تستندي عليها
استدارت سريعا مرددة
شكرا لحضرتك وكتر خيرك أنا هاخد بنتي وأمشي.. قالتها وهمت بالمغادرة إلا أنه صاح قائلا
استني عندك..توقفت بجسد مرتجف.
انا بعت اسأل عليكي في السويس
شهقة خرجت من فمها مع ازدياد بكائها بنحيب حتى فقدت القدرة على التحمل فهوت على الأرضية أمامه تبكي بصوت مرتفع مما أفزع غادة بالخارج لتدفع باب المكتب وتدلف مذعورة
أشار إليها تساعدها على الوقوف حاولت غادة مساعدتها إلا أن بكاءها أفقد غادة اتزانها ليميل هو ويرفعها من ذراعيها محاولا تهدئتها..
خطفوا ولادي خطفوا حياتي..قالتها لتهوى بين ذراعيه مغشيا عليها.. بعد فترة جلست زوجته بمقابلته في المكتب
إيه اللي بتقوله دا دي شكل واحدة جاسوسة. نفث دخان سجائره وتمتم ممتعضا
تعاظم الحزن بداخلها رافضة ماتستمع إليه اللي أقدر أقوله مستحيل تكون كذابة ولا مخادعة
أطفأ سيجارته بالمطفأة ثم مسح على وجهه پعنف
مسح على وجهه پعنف ثم رفع رأسه إلى زوجته
أنا ماسألتش عليها ياغادة أنا بخۏفها بس..انكمشت ملامحها قائلة
ليه يامصطفى هاترجع تقولي علشان إنت ظابط..توقفت غادة وهدرت به
حبيبي اللي دايما بيشك في صوابع إيده البنت دي على ضمانتي أنا الشخصية مستحيل تكون بتخطط لحاجة وبعدين تعال هنا هي كانت تعرفنا ولا حد كان يعرف إننا في السخنة ياباشا ماتركز شوية ياظبوطي دماغك بقت بتفلت منك ليه..
بتعرفي تسيطري ياغادة ...حاوطت عنقه مبتسمة ثم تمتمت
عيب عليك يامصطفى بعد السنين دي كلها وماعرفش شخصيتك!..
انحنى يدمغ جبينها بقبلة ثم أردف
ربنا يخليكي ليا حبيبتي ياله قهوتي وابعتيلي إلياس وحشني من امبارح ماشفتوش.
باليوم التالي ..دلفت غادة إلى غرفتها وجدتها تحمل ميرال للمغادرة توقفت أمامها
ماشية يامدام.
توسعت عيناها تنظر إليها پصدمة ثم اقتربت تحمل ميرال التي صدح صوتها
طيب سيبي البنت يافريدة عايزة تاكل ثم استدعت المربية
خدي البنت أكليها ثم سحبت كف فريدة وخرجت قائلة
تعالي يافريدة عايزاكي...جلست وأشارت إليها بالجلوس طالعتها للحظات صامتة ثم أردفت
تعرفي أنا ماليش أخوات بابا وماما اتوفوا في حاډثة وأنا ثانوية عامة وعمي اللي اتولى رعايتي كنت بتمنى يكون ليا أخت أو أخ أقعد أحكيلهم علشان كدا خليت مصطفى يفتح لي الدار دي أنا معايا طب نفسي وأعرف أحكم على اللي قدامي كويس جدا أنا متأكدة إنك كويسة وطيبة بس الدنيا عاندتك شوية ماتزعليش من مصطفى طبيعة شغله شكاك أه نسيت أقولك مصطفى دا حب حياتي كلها يعني ماتخافيش منه مابيقدرش يزعلني وبدل قالي خلاص صدقيني مش هيزعلك تاني ..أنا متشوقة أسمع حكايتك إنت بقالك شهر عندنا ماحاولتش أضغط عليكي لكن حاسة وراكي ۏجع كبير وحزن عميق.
ترقرقت عيناها بالدموع ثم همست بتقطع
أنا كمان حبيتك.. إنت طيبة أوي رغم إنك ماتعرفينيش بس دخلتيني بيتك وساعدتيني ربنا يجبر بخاطرك أنا طالبة منك خدمة وهاكون شاكرة لحضرتك كتير.
انتظرت غادة حديثها فركت فريدة كفيها قائلة
عايزة شغل ولو أوضة أقعد فيها أنا وبنتي..ابتسمت غادة بمحبة ثم نهضت من مكانها وجلست بجوارها تربت على ظهرها
إيه أشوفلك أوضة دي!..بقولك أنا ماعنديش أخوات تقوليلي أشوفلك أوضة..دلف إلياس يحمل جهاز تحكم سيارته يبكي
مامي الريموت اتكسر والعربية ..قالها بشهقات نهضت فريدة تمسد على خصلاته
ماتزعلش حبيبي المهم إلياسو بخير وبابي لما يرجع هايصلح عربية إلياسو استدارت إلى غادة التي تبتسم بمحبة قائلة مش كدا يامامي..
نهضت غادة وجلست أمامه مثل جلوس فريدة
حبيب مامي زعلان علشان الريموت طيب إيه رأيك نجيب عربية شرطة كبيرة زي بتاعة بابي لإلياسو أحسن من عربية اللصوص دي.
صفق بيديه وعانق غادة
أحلى مامي ..ثم اتجه إلى فريدة وطبع قبلة على وجنتيها
أحلى أنطي فريدة ممكن أروح أبوس ميرو بقى..
وضعت كفيها موضع قبلته وخط كرستالي من الدموع برز بعينيها وهزت رأسها فتحرك من أمامهم سريعا
يصدح بصوته الطفولي.
توقفت غادة تبسط كفيها إليها قائلة بمغذى
مش يمكن دي تدابير من ربنا علشان يكون ليا أخت تراعي ابني بعدي
هبت من مكانها تطالعها پصدمة سحبتها غادة وجلست تنظر إلى فريدة أخرجت تنهيدة عميقة متمتمة
هاقولك سر بس أوعديني مصطفى ميعرفش ظلت فريدة كما هي تنتظر حديثها إلى أن تابعت غادة قائلة
عندي القلب وخاېفة أموت في أي وقت وإلياس محتاج حد يراعيه وخصوصا مربيته هتتجوز فإنت لو وافقتي تكوني مربية لابني هكون شاكرة أكيد.
أمسكت فريدة كفيها وابتسمت تهز رأسها
أكيد شيئ يسعدني لكن مصطفى بيه مش هيوافق وخصوصا
إنه هو مصر يدور ورايا.
توقفت بمقابلها تهز رأسها بالنفي
أبدا.. مصطفى وعدني بس لو سمحت ريحي قلبي وقولي إن فكرتي فيكي مش غلط إحكي لي ووعد كل كلمة هاتقوليها ماحدش هايعرفها حتى مصطفى نفسه.
جلست فريدة وطالعتها لمدة دقائق بصمت تريد أن تبوح لها مايؤلم روحها ولكن خائڤة لم تأتمن أحدا بعد مامرت بتلك الظروف العصيبة.
مسحت وجهها وقامت بقص حكايتها منذ ولادتها إلى أن وصلت إلى ميرال وصمتت للحظات قائلة
وميرال بنتي منه حبيت أحافظ عليها فهربت بيها.
طالعت غادة لترى أثر كلماتها عليها وجدت دموعها تنساب على خديها بصمت توقفت تطالعها بعيونها الباكية
اتخطف منك ولدين إيه كمية الأذية دي!..
اقتربت دون حديث وعانقتها بقوة
أنا مش عارفة أقولك إيه أه ياقلبي اللي اتحرق عليكي.
بكت فريدة بنشيج وكأنها لم تبك من قبل دقائق وهي بأحضان غادة حتى شعرت بالهدوء فتراجعت معتذرة
آسفة يامدام غادة ..حاوطت غادة وجهها مرددة بصوت مفعم بالبكاء
ربنا يصبر قلبك ويرجعلك ولادك بخير يارب بطلي عياط بقى وجعتيلي قلبي.
ظلوا لبعض الوقت إلى أن استمعوا الى صوت سيارة مصطفى توقفت غادة وخرجت معتذرة
مصطفى جه إغسلي وشك واجهزي علشان نتغدى وبقولك آخر مرة أسمع منك هاتمشي ميرال بنتي زي ماإلياس هايكون ابنك.
خرجت من ذكرياتها على صوت طرقات على باب غرفتها ودلوف ميرال.
ماما قاعدة في الضلمة ليه..ثبتت نظراتها على ميرال تطالعها بصمت وحدثت نفسها هل سينصفها القدر ويجمع ابنها بابنة عدوها..عدوها كررتها فهبت فزعة من مجرد وجوده وأخذه ميرال نعم إنها ابنته ولكنها لاتستطع العيش من دونها وضعت كفيها على صدرها وكأن أنفاسها تسحب
جلست ميرال بجوارها تنظر إليها بريبة بعدما وجدت صمتها وحالتها التي لأول مرة تراها بها..
ماما..قالتها وهي تربت على ظهرها..
سحبت نفسا عميقا وبداخلها يغلي كالبركان يريد الانفجار لقد خاڼها من ظنته أصدق الناس لقلبها
ماما..أطبقت على جفنيها من صوت ميرال وخاصة حينما نادت بأمها
أه ياقلبي كيف ستصمد أمام كل هذا
قاطعهم طرقات الباب ودلوف الخادمة
إلياس باشا بيقول لحضرتك إجهزي علشان هاتخرجوا..فتحت فمها للحديث أشارت لها فريدة بالتوقف قائلة وهي تستدير للخادمة
قوليله هاتجهز وتنزل..اتجهت لوالدتها جاحظة العينين قائلة برفض قاطع
مش هاخرج معاه ياماما سمعتيني وأنا العلاقة دي بتخنقني لو سمحت لو فعلا بتحبيني إنهي العلاقة دي يرضيكي بنتك تتجوز واحد مابتحبوش..نسيت فريدة مايؤلم قلبها أو هكذا أقنعت نفسها وتوقفت تجذب ابنتها
تعالي علشان أساعدك هتلبسي إيه أوعي في يوم خطيبك يعزمك وترفضي عزومته حبيبتي.
مسحت على وجهها تداعب وجنتيها وبحرت فوق ملامحها كصياد ماهر تحدث نفسها واخدة من جمال كتير ياميرال اللي يشوفك يقول بنته علشان كدا اتعلقت بيكي قلبي وجعني ونفسي أقولك كل اللي جوايا حبيبتي بس مش قادرة.
فاقت من شرودها على حديث ابنتها
ماما روحتي فين..
أه..أنا هنا ياقلبي...إيه رأيك باللون دا..
طالعت الفستان للحظات ثم تذكرت كرهه للون الأزرق فبسطت يديها تجذب ذاك الفستان متمتمة
هلبس دا خلاص يامامي حلو وبحب اللون دا أوي.
هتخرجي مع خطيبك بفستان زي دا!..إنت عايزاه يتخانق معاكي وخلاص ياميرال وبعدين إنت ماكنتيش وعدتيني إنك مش هتلبسي الفساتين المكشوفة دي!..
دلفت للداخل ولم تجب والدتها تأففت فريدة بضجر من أفعال ابنتها ثم تحركت مغادرة غرفتها قابلها مصطفى على باب الغرفة رسم حزنها بعينيه يسحب كفها بعدما وجد آثار دموعها وصل إلى غرفتهما دلف للداخل وحاوطها بذراعيه
لسة زعلانة مني..قالها وهو يرفع ذقنها يتعمق بعينيها تراجعت للخلف وأنزلت يديه
هاخليهم يجهزولك العشا ميرال وإلياس هايتعشوا برة..قالتها واستدارت للمغادرة إلا أنه قبض على كفيها يجذبها لأحضانه هامسا بصوته الرخيم
فريدة وحشاني قالها وهو يحتضن خاصتها.
بغرفة إلياس يقف أمام المرآة يصفف خصلاته مع حديثه بالهاتف
إزاي يعني وليه الشقة دي متراقبة..
أجابه شريف على الجانب الآخر
ماتيجي ياعم القضية معقربة وأنا بغرق من غيرك.
ارتدى ساعته واتجه بنظره لمفاتيحه وهو مازال يهاتفه
لا أنا مش هارجع النهاردة وبكرة كمان..اتولى إنت الأمر لحد ماأرجع.
تسائل على الجانب الآخر
رايح فين ...خرج من غرفته متجها للأسفل قائلا
عندي مشوار شخصي هكلمك بكرة ..قالها وأغلق الهاتف ثم استدار على صوت كعب حذائها رفع عينيه لتلك التي تهبط درجات السلم كملكة متوجة ظلت نظراته على خطواتها ورغم هدوئه إلا أنها أشعلت فتيل نبضه ليشعر بعزفه لأول مرة وهو يراها بعين الحبيب فاق من افتتانها على صوت غادة
أوعي وشك ياميرو إيه الجمال دا!..
اقترب منها يشير إلى
الأعلى
الفستان دا يتغير ومش عايز حرف.
اقتربت غادة تلف حولها قائلة
ليه ياأبيه والله تحفة واو ياميرو..
غادة ماتدخليش في اللي مايخصيكيش اطلعي أوضتك ثم اقترب منها حتى اختلطت أنفاسهما عندما ردت
أنا مش هاخلع حاجة دا لبسي وماحدش له يدخل لم تكمل حديثها حينما ارتفعت أنفاسها جاذبا حمالة الفستان وهدر پغضب ارتجت له جدران المنزل
ومش أنا اللي مراتي تمشي تعرض جسمها قدام الناس حذرتك قبل كدا من العريان بس الغبية مش واخدة من دينها غير الاسم بس.
وصلت فريدة على صياحه حاولت الحديث رفع سبباته أمامها
مراتي ..مراتي ياريت تاخدي بالك من الكلمة مستحيل أقبل تكون على إسمي وتخرج بالطريقة دي لو هي فرحانة بجسمها أولعلها فيه..
لقد صفع بفعلته وحديثه كبريائها فدنت منه حتى لم يفصل بينهما سوى الهواء تنظر لمقلتيه
وأنا مش مراتك ومش موافقة عليك
قست عيناه وارتفعت الأنفاس بحرب النظرات هادرا بصوت مرتفع بوصول مصطفى إليهما
مالكم ياولاد فيه إيه!..
نظر إلى والده ثم أشار عليها مشمئزا
شوف المنظر دا الأستاذة المتربية خارجة بفستان عريان مبين أكتر ماخافي لا وبتتبجح ..خطا إلى أن توقف أمام فريدة منحنيا بجسده
عرفتي تربي مدام فريدة ولولا عيني على غادة كان زمانها متربية تربية تليق بأولاد السيوفي.
لم تعلم ماذا يقول كانت نظرات الأمومة
متابعة القراءة