رواية شظايا قلوب محترقة حصريا من الفصل الاول إلي الخامس بقلم سيلا وليد
المحتويات
يخصني
طيب اسمعني وبعدين أحكم
تجهمت ملامحه واشتعلت عيناه يحذره من الحديث ولكنه رفع كوبه يرتشف منه وتابع حديثه
الواد دا اسمه طارق راجح الشافعي أهله كانوا عايشين في السويس بس نقلوا من شهرين علشان له أخ اتسجن في قضية أمن دولة
أصابه الجنون فتوقف غاضبا وهدر به
مصر تضايقني قولت لك مش عايز اسمع حاجة سحبه بقوة من يديه وأجلسه واردف بقوة
تأفف بضجر فتابع الآخر حديثه
بقولك أخوه مقبوض عليه والواد دا أبوه فتح له بوتيك ملابس كبير اللي شغالة فيه مها بس واد بتاع بنات عرفت أنه بتاع مزاج وستات يعني صاحبتك وقعت بدعوة الوالدين يازينو
لم يرد عليه لفترة ظل يطالعه بنظرات صامتة ثم أردف متسائلا
زم شفتيه رافعا حاجبه ثم أردف ممتعضا
إنت رخم على فكرة جايبلك أخبار حلوة وحضرتك مش عجبك
أخبار حلوة!! قالها مستنكرا ثم تابع مستطردا
الموضوع ميهمنيش ياكريم كنا وخلصنا حياتها وهي اختارت خلاص مبقاش يلزمني
نقر بأصابعه على الطاولة متسائلا
يعني مش فرحان من اللي هيحصل
لا قالها ونهض يلقي بعض النقود على الطاولة ينادي على الصبي وأردف
بمنزل إيلين
جلست سهام تتناول بعد الفواكه ترمق إيلين المنشغلة بدراستها وضعت ساقا فوق الأخرى وهتفت
إيلين اعمليلي فنجان قهوة عندي صداع لم تعيرها اهتمام وظلت كما هي فهبت تلك واقفة واتجهت إليها تجذب من أمامها أشيائها وتصيح بها
لما اكلمك من الإحترام توقفي وتردي عليا أنا في مقام والدتك
صفقت بيديها تنظر إليها من أسفلها لأعلاها قائلة بنبرة ساخطة
اسم الله عليك يادكتورة دا أنت مدوراها مع شباب البلد كلهم اتلمي يابت أبوكي اتجوزني لما زهق من أمك المړيضة اللي كان وجودها زي عدمه اقتربت منها تحدجها بنظرات مستاءة
شوفي نفسك وتعالي يابت و أنا أعلمك قال سړقت راجل أبوكي معرفش كلمة راجل غير مع العبدة للهويلا عكرتي مزاجي عايزة
رمقتها مشمئزة وابتعدت تجمع أشياءها ودلفت للغرفة وهي تكبح عبراتها التي تحجرت تحت أهدابها
وضعت أشياءها وتركت لعيناها الإفراج
يارب إمتى أخلص من الحرباية دي استمعت إلى رنين هاتفها وجدته أختها
أيوا يامريم
عاملة إيه ياإيلين إحنا رجعنا بيتنا عديت عليكي ومرات أبوكي الزفت قالت إنك في الجامعة
أزالت عباراتها وإجابتها
فعلا لسة راجعة صمتت ثم تسائلت
خالو رجع ولا لسا هنا
لا كلنا رجعنا ياقلبي خالو قال يوم الجمعة هنرجع علشان نكتب كتابك على آدم اسمعيني ياإيلين أنا عارفة العقربة مش سيباكي في حالك وافقي على آدم حبيبتي صدقيني آدم بيحبك
سحبت نفسا عميقا ثم لفظته على مهلا
وافقت يامريم بلغت خالو وبابا هشوف الدنيا مخبيالي إيه اتمنى مفقوش على كابوس
عند آدم دلف إلى منزلهم الذي يقطنون به بإحدى الأحياء الراقية اتجه إلى غرفته قائلاا
هنام ساعتين علشان حفلة خالو يابابا واحتمال أجيب رحيل تقعد يومين
أمسكه والده من ذراعيه واردف قائلا
بلاش رحيل الأيام دي ياآدم خلينا نخلص من جوازك مش عايزك تزعل إيلين انت عارفهم من صغرهم مابيحبوش بعض
أومأ متفهما ثم تحرك إلى غرفته
بمنزل اسحاق قبل قليل
جلس بجواره يتحدثون في بعض القضايا التي تخص الأمن القومي مع بعض صور للأشخاص
نظر لذاك المبنى فاستطرد مستفسرا
العيال بيتجمعوا هنا وأمن الدولة بتلاحقهم أومأ يطالع الصور بكل دقة
فحك ذقنه
انهي دور بالظبط !!
جلس اسحاق بعدما شرح مايجب فعله
الدور التاسع فيه شقتين واحدة لمدرس ثانوي والتانية لصاحب الچنسية إنت هتدخل تحت الجهاز في الشقة من خلال شقة المدرس دا
أومأ متفهما أشار له اسحاق محذرا إياه
رسلان الموضوع مش سهل دا چنسية اجنبية عايزين نعرف الواد دا اللي بمول ولا إيه مش عايز غلطة
تمام لازم اعدي على بابا الأول علشان زعلان توقف يشير إليه بالخروج
أيوا أنا كمان خارج على الشركة نسيت النهاردة اجتماع لمجلس الإدارة
بعد قليل وصل إلى الشركة دلف للداخل بينما توقف اسحاق مع إحدى المهندسات
صباح الخير
أهلا بحضرتك مستر اسحاق
أيوا بدل مستر يبقى زعلانة
هزت أكتافها للأعلى والأسفل وهتفت
حضرتك عملت حاجة تزعل كل اللي عملته شهر وأنا معرفش عنك حاجة ممكن أعرف هنفضل كدا لحد امتى
دنى بخطوة مقتربا منها ينظر لعيناها
دينا انا مفهمك الوضع حاليا مقدرش أعلن جوازنا
قاطعته ترفع سبابتها أمامه
اسحاق اسمعني دا أخر كلام عندي يا إما تعلن للدنيا كلها إني مراتك
تعمق بعيناها مردفا بنبرة جليدية
يا إما كملي
تلعثمت وتجمدت الكلمات على أعتاب شفتيها وهي تنظر إليه بأسى
أنا تعبت بجد حاسة إني مش عايشة من حقي أنام كل ليلة في حضڼ جوزي علشان أشعر بالأمان إبن عمي بقى يضيق خڼاقه عليا وحضرتك عارف وساكت
أطبق على ذراعيها بقوة يهمس بفحيح مرعب
أنا خيرتك وأنت اخترت متجيش تعملي ملاك بريئ أنا مش مستعد دلوقتي سمعتي ولا لأ عايزة اطلقك براحتك بس مش اسحاق اللي يتلوي
قالها ودفعها بقوة واستدار مغادرا إلى غرفة الإجتماعات
بعد فترة انتهى الإجتماع تحرك ارسلان قائلا
عندي مشوار يا فاروق اشوفك بالليل واللي بيني وبينك صفية مالهاش دعوة بيه عيب يافاروق تزعل أمي بسببي لو عملتها تاني هحتج وهرفع عليك قضية خلع
القاه بالقلم الذي بيديه
امشي يا حلوف من هنا قهقه وهو يتحرك يلوح بكفيه
التمعت عيناه بالسعادة وهو يتابع مغادرته اتجه إلى اسحاق متسائلا
باعته في مهمة ولا إيه
تراجع مستندا على المقعد يومئ برأسه وهو مغمض العينين
مالك قابلت دينا ولا ايه
فتح عيناه ومازال على حالته
ياريتني ماسمعت كلامك عمال تزن علشان نعلن جوازنا وأنا دماغي مش فاضية فيها مليون حاجة
غمغم مزمجرا بخفوت
من عمايلك اشرب بقا
تفتكر أحلام هانم هتوافق ولا تقعد تقولي مواعظ في الطبقات
قهقه فاروق وسلط عيناه عليه
أحلام هانم هتولع فيك علشان كدا لازم ترتب لكل حاجة قبل ماتطردك من حلف الچارحي
زفر بسأم يخلل أنامله بخصلاته متسائلا
والله أمك دي عليها شوية تطبيقات للمجتمع تهوس ياسلام بتحسسني إننا عايشين في عهد البشوات
جف حلقه وهو يطالع أخيه قائلا بصوت متقطع
إنت عارف إن أمك لو عرفت حكاية ارسلان ممكن تعمل إيه يافاروق
تأرجحت عيناه بالقلق يهز رأسه ودقات قلبه تخترق صدره مما جعله يهتف بتقطع
لا لا يااسحاق إنت وعدتني زمان وبعدين أنا عملت اللي عليا واتجوزت هي كان أهم حاجة عندها أتجوز غير صفية علشان أجبلها وريث وربك كريم وقعدت عشر سنين من غير عيال لولا إصراري على رجوع صفية وسفرنا اللي جه في مصلحة ارسلان
تفتكر بعد ماربنا كرمني بكل حاجة حلوة بعد مارزقني بيه تحجرت عيناه بالحزن ونظر إلى اسحاق طويلا ثم أردف بنبرة مهزوزة
محدش يقدر ياخده مني يااسحاق سمعتني ارسلان فاروق الچارحي لو دفنتني يااسحاق ارسلان إبني سمعتني وأنا كاتب وصيتي محدش يقدر يقول غير كدا
نهض اسحاق من مكانه وجلس بجواره
يربت على ظهره
حبيبي وعد مني مستحيل حد يعرف حقيقته متخافش مش معقول بعد السنين دي كلها حد هيعرف
جاهد يكبح دموعه ولكنها نزلت رغما عنه زهل اسحاق منه فضمھ
فاروق إنت بټعيط صدقني محدش يقدر يقرب منه أنا بحميه أكتر من روحي ارسلان إبني وأخويا وكل ما أملك انت فاهم كدا دا روحي اللي لو بعدت عني بتجنن
ارتسم الألم داخل عيناه
وصيتي الوحيدة يا اسحاق ارسلان مش خاېف على ملك لأني متأكد أن جدتها هتراعيها أما ارسلان من يومها وهي مبتحبوش علشان ابن صفية
طالعه پغضب محموم اندلع من حدقتيه وهدر بنبرة غاضبة
خليها تقرب منه بس علشان كدا دخلته المخابرات هي بس لو عرفت أنه تبع المخابرات بلاش أقولك هتترعب إزاي بس أنا أهم حاجة عندي أمانه
مسح على وجهه متوقف ثم أردف
ربنا يرحمه أبوك بقى اختارلك أم من كوكب تاني
بعد اسبوع
ليلة شتوية قاسېة البرودة مع ظلامها الحالك بإختفاء نجومها عائدا من عمله ليلا وهو يحتمي بنفسه من البرد بذاك البالطو وتلك الاسكارف يتحرك برشاقة حتى يتفادى مياه الأمطار إلا أنه توقف فجأة على ذاك المشهد المريب بعض الخارجين عن القانون يهرولون خلف شخص ما بعدما ترجل من سيارته بعد قتل سائقه هرول الرجل الذي يبلغ من العمر 50 ربيعا من أمامه يحتضن ذراعه الذي ېنزف دمائه الممزوج بمياه الأمطار دفع باب منزله ودلف إليه بوقوفه متسمرا ملجوما كأن جسده أصيب بشلل على ذاك المشهد إلى أن آفاق على صوت ذاك الرجل
إنت مشفتش راجل بيجري من هنا
لحظات وعقله غير مستوعب مايدور ذهب ببصره سريعا لمنزله الذي دلف إليه الرجل و يبعده ببعض الأمتار فاتجه للرجل يهزرأسه بالنفي تحرك ذاك الرجل حينما صاح الآخر
تعالى نشوفه في الشارع دا الدنيا ضلمه هناك ممكن يكون متخبي لازم نخلص منه ظل للحظات واقفا إلا أن صډمه صوت الرعد بالبرق مع غزارة الأمطار فاتجه إلى منزله فتح باب المنزل الخارجي بهدوء ودلف يبحث بعينيه عن ذاك الرجل الذي وجده جاثيا على الأرضية محتضنا ذراعه يهمس بأنين
انقذني ارجوك متخلهمش يوصلولي أرجوك يابني عايزين ېقتلوني أرجوك قالها ثم فقد وعيه دقائق وهو
عاجز عن فعل أي شيئ ولم ييقظه سوى صوت أخته
ابيه إنت تحت إبيه
يزن الكهربا قطعت لو حضرتك اللي تحت رد عليا أخرج صوته مهزوزا وهو يجيبها
أيوا يا إيمان انا حبيبتي هقفل الباب واطلع على الكشاف ادخلي نامي
بفيلا السيوفي وبخاصة بتلك الغرفة المزينة التي أرسل الخدم إليها لتزينها مع فستان من اللون الأبيض مطعم بفصوص من اللؤلؤ وتاج مرصع الألماس وضعتهما إحدى الخدم
إلياس باشا بعتلك دول ياميرال هانم
أومأت له دون حديث نهضت من أحضان فريدة تفحص الأشياء ثم أردفت متسائلة
معقول البارد يشتري فستان بالجمال دا قلبت التاج بيديها مع ابتسامة سعيدة مستديرة لوالدتها
شوفتي جايب إيه شعور الراحة والأمان تسرب لداخل فريدة فتوقفت تمسد على خصلاتها
شوفتي مش قولتلك أنه حنين اسمعي مني حبيبتي والله إلياس دا مفيش أحن منه طيب عارفة وإنت صغيرة مكنش حد بيشتري لك ألعاب وحاجات غيره هو بس اللي لما كبر شاف البعد احسن
هناك شعور لذيذ بداخلها وهناك عتاب من عقلها يمنعها وضعت الأشياء وجلست متمتمة
خاېفة ياماما ساعات بحسه قاسې وجبروت رفعت عيناها لوالدتها قائلة
تعرفي اتهمني إني بغريه وبيقول بتخططي إنت ووالدتك عليا
اخترقت الكلمات صدر فريدة كالخنحر الباردة حتى شحب وجهها فنهضت من مكانها متخبطة تحاول سحب نفسا عميقا لتردف بتقطع
معذور حبيبتي أبوه اتجوز
متابعة القراءة