رواية انا لها شمس للكاتبة روز أمين
المحتويات
كان هيبقى مبسوط باللي بتعمليه ده قدام جوزك!
دارت حول نفسها لترمقه بنظرات مبهمة وهي تنطق بابتسامة ساخرة
عيب!
ثم أخذت نفسا طويلا قبل أن تنطق بكلمات ذات مغزى
هو لو بابا عايش الله يرحمه مكنش هيبقى مبسوط بحاجات كتير قوي حصلت
خجل الجميع لفهمهم مغزى حديثها لتنطق بقوة وشموخ
سيبك من الكلام المزوق اللي لا هيقدم ولا هيأخر وخلينا في المهم
أنا عندي الكلام المفيد اللي هيريحك إنت واخواتك وأمك ويبسطكم من الأخرويخلي نفسكم تتفتح اكتر على الغدا اللي عاملينه على شرف حضوري أنا وجوزي
لم يرق له حوارها مع عائلتها بتلك الحدة لعلمه أنها تتمزق من داخلها مع إخراجها لكل كلمة تتفوه بهاتألم لألمها ليتحدث بهدوء وهو يشير لها إلى إحدى الارائك
إنتفض قلبها ړعبا وهرولت عليه تتمسك بيده دون إدراك لتهتف بعينين مترجيتين أثارت دهشة الجميع
متسبنيش لوحدي معاهم
نزلت كلماتها على قلوب الجميع لتمزقه خاصة اشقائها الثلاث فعوضا من أن يكونوا لها حصن الأمان والعون أصبحوا هم سبب هلعها وعدم شعورها بالامان في حضرتهم بل وتستعين بزوجها لحمايتها منهمإنه لمنتهى الحزن والۏجعالأن وفقط وبعد رؤيتهم لهلع تلك الجميلة ادركوا بشاعة ما اقترفته أياديهم بحق شقيقتهم الوحيدةأتلك هي وصية أبيهميا لكم الۏجع والخزي الذي اقتحم قلوبهم بدون رحمة بتلك اللحظة ليخبرهم بخستهم وندالتهم.
كان يتحدث وهو يتعمق بعينيها وكأنها صغيرته التي تحتاجه لتشعر بالأمانأومأت له بموافقة وتحركت بجواره إلى الأريكة التي أشار لها وجلست ومازالت تحتفظ بكفه وتتمسك به بقوة
انتهى الجزء الاول من الفصل
إنتظروني غدا والجزء الثاني إن شاءالله
بقلمي_روز_أمين
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الجزء الثاني من
الفصل السادس والأربعون
_أنا لها شمسبقلمي روز آمين
كما الظمأن التائه بوسط الصحراء وبلحظة ظهر أمامه بئرا من الماء العذب ليهرول إليه يشرب ويشرب حتى الإرتواءهكذا رأها أمامهنظراتها التي تبدلتوكأن شيئا كان ينقصها والأن فقط قد عثرت عليه لتكتمل.
بقلمي_روز_أمين
نجح فؤاد بمحاولة تهدأتها لكنها رفضت الجلوس وبشدة لتتحدث إليه بنبرة أظهرت كم إضطرابها والألم الساكن بالقلب منذ سنوات ينهش بداخلها
مش مستاهلة قعادأنا عاوزة أمشي من هنا بسرعة
اشفق على حالتها وتشتت روحهاود لو يسحبها بأحضانه ليشق صدره ويضعها بداخله ليحميها من كل البشر والمشاعر المؤذيةأومى لها بابتسامة هادئة بثت بكيانها الطمأنينة لتتنهد براحة قبل أن تفتح حقيبة يدها وتخرج منها بعض الأوراق لتمد يدها إلى عزيز وهي تجاهد في أن تظل أمامه بتلك القوة التي استدعتها بصعوبة بالغة بينما داخلها مدمر هش ضعيفنطقت وهي ترمقه بنظرات حادة
إتسعت أعين عزيز ومنيرة فقد ظنت أن ابنتها ستستغل تلك العقود لټنتقم منهم وتحاول إذلالهم لما فعلوه بها أثناء ۏفاة والدهالتنطق وهي تخرج الأوراق وتنظر بداخلها
أنا خليت المحامي يقسم الميراث بينكم إنتم الأربعة بشرع ربنا
ومدت يدها بورقة إلى عزيز
وده تنازل مني عن الأرض والبيت علشان أبطل العقد اللي بابا كان كاتبه لي
بدأت بتوزيع العقود عليهم وتوقفت أمام والدتها لتنطق
وده عقدك
نطق وجدي من خلفها بعدما قرأ العقد الخاص به
وإنت فين حقك يا إيثار
إلتفتت إليه تطالعه بغرابة لتقول بصوت متعجب
وأنا إمتى كان ليا حق معاكم علشان يبقى لي الوقت يا وجدي!
تطلع عليها بتأثر لتتابع بصوت مخټنق يريد الصړاخ
طول عمري وأنا بتعامل في البيت ده على إني مواطن درجة تالتةجارية مسلوبة الإرادة عايشة لتلبية رغبات الجميع إلا رغباتها هي
نطق أيهم وقد تجمعت بعينيه قطرات الدموع تأثرا بحال شقيقته وما تشعر به
إيه الكلام اللي بتقوليه ده يا حبيبتيإنت بنت غانم الجوهري وطول عمرك كنتي الأقرب ليه مننا كلناوبابا بنفسه كتب لك كل حاجة من غير ما يفكر
رفعت ذراعيها لتنطق وهي تنزلهما من جديد باستسلام ودموع الهزيمة ملئت مقلتيها
وأنا مش عاوزة حاجة منكم يا أيهماللي عيشت عمري كله أدور عليه وكنت محتاجاه للأسف مش موجود عندكم
أزالت دمعة فرت بأصابعها ثم تنفست كي تستطيع المواصلة لتسترسل
أنا كده وفيت بوعدي ل أبويا ورجعت الأمانة لأصحابها
وتابعت
بس ليا طلب عندكم
نظر الجميع إليها بتمعن وتركيز لتستطرد بعينين مليئتين بنظرات الترجي
عاوزاكم تسامحوا باباأنا عارفة إنكم زعلتم منه لما كتب لي كل حاجةبس هو يا حبيبي عمل كده علشان يحميني
باتت توزع نظراتها اللائمة علي جميعهم لتتابع بمرارة وانكسار
كان متأكد إني ضعيفة وزي ما يكون كان عارف اللي في نفوسكم ومخططين له بعد ۏفاته
يا له من شعور مرير أصاب قلوب جميعهم بعد أن ادلت بجملتها الأخيرة وهي تتطلع لهم بنظرات مليئة بالحسړة والألم
عزيزتوارى من نظراتها الجالدة لينزل بعينيه لأسفل قدميه وكأنه يختبئ من عاره المسطر على جبينه بالخط العريضهو شقيقها الأكبر وكان من المفترض أن يكون عوضا عن والدهافمن المتعارف عليه أن بعد فقدان الفتاة لوالدها يحل محله الشقيق الأكبر ليصبح هو سند الفتاة وأمانها وحمايتها من كل ما يؤرق عليها الحياةلكنه كان عكس كل ذلكفما
رأت منه سوى الخسة والندالة والتفريط في وصية أبيهوبدلا من أن يكون لها العوض كان لها الجلادتاجر الرقيق الذي جذبها من يدها ليعرضها بسوق النخاسة ويقبض الثمن
وجدي أصابه الغثيان من حاله وصړخ ضميره وبات يعنفهكيف له أن ينساق وراء وجهة نظر شقيقه الطامع ووالدته التي طالما إعتبرت ابنتها كنزها الثمين ويجب إعطائها لمن سيدفع أكثر ويعود عليها وذكورها الثلاث بالنفعلماذ لم يثور ويعترض ويرفضكان عليه أن ېصرخ ويعترض ويأخذ بيد شقيقته الضعيفة ويخرجها من الظلمات هي وصغيرها بدلا من المشاركة في تلك المذبحةيا له من خاسر.
أيهمبرغم أنه أقلهم ندالة لكنه لم يسلم من شعور الذنب الذي اقتحم قلبه بضراوة ليفتك بمشاعره البريئةشعر بالخزي والعاړ يعتريه ولم يشفع له وقوفه بجانبها نعم كان موقفا مخزيا فقد ساعدها من خلف الستار كاللصوصإكتفى بمكالمة هاتفية شرح من خلالها الوضع لتلك ال عزة وترك لها كامل التصرف بإنقاذ من تعتبرها كإبنة لهاولولا أن هدى الله تفكيرها بذاك ال فؤاد لكانت الفتاة ضاعت للأبد وقضي عليها.
منيرةهي مشتتة الذهن بالأساسفقد عاشت حياة مأساوية منذ صغرها قضت على كثيرا من مشاعرها الإنسانية حتى أصبحت إمرأة بلا قلبفاقدة الحستلك السيدة تنطبق عليها مقولةفاقد الشئ لا يعطيهوبرغم شخوص قاسوا ظروفا أشد قسۏة منها واستطاعوا صنع شخصيتهم وتغيير مسار حياتهم بالعزيمة والإصرار على النجاح والفلاح وكسر تلك المقولة ومنهم إيثار بذاتهافبرغم أنها افتقدت حنان ورعاية الأم ولم تتنعم بيوم بأحضان أمها كغيرها من الفتياتإلا أنها أثبتتأن فاقد الشئ يعطيه وبسخاءحيث فاضت على صغيرها بسيل من الحنان وحاوطط عليه لتحميه من المخاطر المحاطة بها بل وحملته على ظهرها وباتت تبحث له عن الأمان والحماية حتى وجدتهم.
خرج صوت عزيز مليئا بالخزي والألم
أبوك كان راجل حكيم وقريب من ربناعلشان كده ربنا نور بصيرته بالفكرة ديالله يرحمه باللي عمله حمانا كلنا من الشړ
واسترسل بخزي
يا عالم كان إيه اللي هيحصل لنا لو كنتي رجعتي ل عمرو وإحنا رجعنا لشغلنا مع نصر
نطق وجدي بنبرة نادمة
الله يرحمك يا اباحمانا من شړ المال الحړام وهو عايشوحتى بعد مۏته طيباته قعدت لنا وربنا حمانا من اللي كان ممكن يحصل لنا
إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمها على شقيقاهاهل كانا يحتاجان لکاړثة تعصف بحياة نصر ليدركا أن ماله حراما وفاسد وأن والدهما كان على حق!
تحدث عزيز من جديد بنبرة تحمل الإصرارفقد تغير وأصبح أكثر حكمة وتفكرا بعد حاډثة زوجته التي عصفت بكيانه وجعلته ينظر للأمور من جميع الزوايا
إنت لازم تاخدي حقك علشان أبوك يكون مرتاح في تربته
نطقت بثبات
حقي أنا متنازلة عنه من زمان قويمن يوم ما أخدت إبني وهو لسة مكملش سنتين ونص وخرجت بيه برة البلد
واسترسلت بهدوء وسکينة ظهرت من بين كلماتها
وبالنسبة لأبويا فهو مرتاح لأني أخدت قراري بمحض إرادتي وعن إقتناع
ثم نظرت إلى زوجها ونطقت بعينين تفيضان حنانا وعرفان
والحمدللهجوزي مش مخليني محتاجة لأي حاجة لا أنا ولا إبني
بادلها بابتسامة حنون وعينين تمتلؤ عشقا لينطق عزيز من جديد علها تتراجع
الأرض دخلت كردون المباني بعد الطريق الجديد وسعرها إتغير يا إيثاروبعد ما كانت بملاليم بقى سعرها ملايين
نطق فؤاد ليعلمه
إحنا عارفين الكلام ده كلهوإيثار واخدة قرارها النهائيمفيش داعي للكلام الكتير في الموضوع ده لأنه هيتعبها.
نطق كلماته لتنطق وهي تتطلع على حبيبها
يلا بينا يا فؤاد
تحرك بجوارها تحت نظرات أشقائها الثلاث وحزنهم العميقتخطت وقوفهم مرورا بوالدتها لتباغتها الأخيرة بالتمسك بكفها مما جعل الرجفة تسري بجسدها وتوقفت جراء تشبث منيرة بيدهاإلتفتت لتطالعها وتفاجأت بما رأتعينين
يتجلى بعمقهما الندم والأسف لتنطق بنبرة متأثرة
ماتمشيش قبل ما تتغدي إنت وجوزك مع اخواتك
ونطقت بنظرات متوسلة
أنا عاملة لك كل الأكل اللي بتحبيه
برغم انتفاضة قلبها لكلماتها ونظراتها الخاضعة إلا أنها نطقت بنبرة متهكمة
ياههو حضرتك طلعتي عارفة أنا بحب إيه!
صمتت منيرة وتطلعت على ابنتها وكأنها تتأسف لها بنظراتها تلك لتتابع الاخرى ساخرة
بصراحة إنت فاجئتيني
نطقت بصوت خاڤت يرجع لشعورها بالخزي والألم
متظلمنيش يا بنتيمفيش أم پتكره بنتها ولا پتكره لها الخير
واكملت بقوة وهي تنظر بمقلتيها
أنا زيي زي أي أمطول عمري كنت بحلم إنك تتجوزي راجل غني وتعيشي معاه مرتاحة علشان ما تدوقيش اللي انا دوقته وعمرك يضيع كله في الحرمان والحوجةوعمرو كان فرصة علشان يخرجك من الفقر وتعيشي معاه عيشة محترمة
محترمة!...قالتها إيثار باستهجان لتكمل منيرة ما بدأته
لما لقيتك بتخربي بيتك بإيدك وبتخسري كل حاجة كان لازم أقف لك وأرجعك لعقلك كان لازم أفوقك قبل ما تخسري جوزك اللي كان بيتمنى لك الرضا وتخسري عيشتك المرتاحة معاه
نزعت كفها بقوة وعڼف من خاصة والدتها لتهتف بعينين تطلق شزرا
أي جوز وأي عيشة مرتاحة اللي بتتكلمي عنهم!جوزي اللي كان بيقبل عليا الإهانة من أهله ويسكت ولما كان يفيض بيا وأشتكي له يقول لي معلش!
هتفت بحدة أكبر
جوزي اللي لما اعترضت على إهانتي من أبوه وامه اللي قالت لي قدام البيت كله أنا جايباك هنا علشان مزاج إبني وحبيت أحتفظ بكرامتي ضړبني وبهدلني وأخدني عصب عني!
وصړخت وهي ترمقها بنظرات مثل الړصاص لو انطلقت لاخترقت قلبها وشطرته لنصفين
يومها أخدت إبني وهربت وجيت لكوريت لك جسمي من كتر ضربه فيافاكرة يومها قولتي لي إيه! قولتي لي معلش كل الستات بتنضرب
والتفتت بحدة تطالع شقيقها الاكبر بنظرات كالسهام وهي تشير إليه
وأخويا الكبير اللي بدل ما يجيب لي حقي ضړبني بالقلم وقال لي إنت عاوزة تخربي بيتنا واخدة حفيد نصر البنهاوي وجاية بيه من وراه لحد هنا
دارت حول حالها لتتابع وهي تفرق بينهم نظرات اللوم
متابعة القراءة