رواية انا لها شمس للكاتبة روز أمين

موقع أيام نيوز


الطبيبة لاستيعاب تغييراتها الطارئة 
أنا عارفة اللي نفسك طلباه كويس يا إيثاروحقيقي كان نفسي أجيب لك الفسيخ وتاكليه بس لما كلمت الدكتورة وبلغتها حذرتني جدا من خطۏرة الموضوع على الأجنة
ابتسمت لتمد كف يدها تمسد به على وجنتها بحنو في محاولة لامتصاص حالة الڠضب تلك إمتثالا لأوامر الطبيبة 
وأظن إنت أكتر واحدة فينا خاېفة على الأولاد

لا تعلم لما تشعر بكل تلك السکينة أثناء حديثها مع تلك السيدة الراقية بكل مرة تتناقشتان فيهاابتسمت وتنهدت بهدوء لتقول بأسى 
أنا أسفة يا ماما إني إحتديت شوية في الكلامبس صدقيني ڠصب عنيمعرفش ليه مودي متغير ومبقتش بتحمل اللي كنت بتحمله زمان
أجابتها تلك الرزينة 
كل ده من تغيير الهرمونات يا حبيبتيإن شاءالله بعد الولادة كل ده هيتغير وهترجعي لطبيعتك وأحسن كمان
إن شاءالله يا مامابعد إذن حضرتك...نطقت كلماتها وانطلقت نحو باب المطبخ لتطلب من العاملات أن يصنعن كوبا من القهوة لزوجها كي تتوجه به نحو حجرة المكتب لتدق الباب ثم يأتيها صوته الجهوري لتفتح الباب وتطل عليه ك قمر منيرا أضاء حياته تحدثت بابتسامة سعيدة كي تجذب انتباه ذاك المنكب على أوراقه بتركيز شديد 
ممكن أخد شوية من وقت سيادة المستشار
رفع رأسه لينظر إليها من خلف نظارته نظارته الطبية الحافظة للنظرشقت إبتسامة واسعة ثغره لينطق بتهليل وترحاب وهو يخلع عنه نظارته ويضعها بعلبتها 
إيثار هانم زين الدين جايبة لي القهوة بنفسها
هم بالوقوف لتشير له بألا يفعل لتقول 
خليك مكانك أنا جاية لك
جلس من جديد لتقترب منه وقالت وهي تقوم بوضع ما بيديها جانبا فوق المكتب الخشبي 
أنا قولت أجيب لحبيبي فنجان قهوة يظبط له المزاج علشان يعرف يركز في شغله كويس
تسلم لي حبيبة حبيبها اللي حاسة بجوزها ومزاجه...قالها وهو يستدير بمقعده المتحرك بنصف زاوية ويشير على فخده كي تتحرك وتحتله تلك العاشقةإرخت جسدها لتجلس براحة فوق 
نطق بنبرة رجل عاشق بعدما بادلها قبلتها السريعة 
وأنا بعشقك يا عمري 
تناولت قدح القهوة لتقربه منه وهي تقول باهتمام واضح 
إشرب قهوتك قبل ما تبرد يا حبيبي 
هز رأسه برفض فهو يريد دلال أنثاه لينطق 
عاوزة أشربها من إيد حبيبي
بس كدهفؤادي يؤمر
ارتشف البعض منها ليغمض عينيه مستمتعا بمذاقها اللذيذ وبات يحرك رأسه مما يدل على 
أحلا قهوة دوقتها في عمري كله
ابتسمت لتجيبه 
بألف هنا يا حبيبي
قربت الفنجان من فمه ليرتشف بعضها بتلذذ وتأثر
بدى على وجهه ليسألها بجبين مقطب 
إنت اللي عاملة القهوة 
تؤ...أجابته نافية ليرفع حاجبه باستغراب وهو يقول 
أمال إيه السبب إن طعمها أحلى!
مطت شفتيها متعجبة لتنطق بملاطفة 
ميمشيش معاك إني طلبتها لك وجبتها لحد هنا وكمان بشربها لك بإيدي كل دي مش أسباب كافية تخلي طعم أي حاجة أحلا!
لف ذراعيه حول خصرها لينطق بدلال واستمتاع 
كل حاجة في وجودك وبلمستك غير وأحلا يا قلبي 
ثم كرر عليها السؤال بطريقة جدية 
بس بجد مش إنت اللي عملاها 
أجابته وعينيها تطالع خاصتيه بحنان 
كنت أتمنىبس للأسف القهوة من إيدي حرفيا ماتتشربش
قالت الأخيرة لتطلق ضحكاتها وهي تتابع 
في مرة عزة كانت مسافرة البلد عند أخوهاواضطريت أعمل فنجان قهوة لنفسي لأني كنت مصدعة وكان عندي شغل كتير لازم يخلص
كان يستمع إليها باهتمام عاشقا بكل تفاصيل من ملكت القلب وتحكمت ليسألها بشغف لمعرفة تفاصيلها 
وبعدين 
رفعت كتفيها لأعلى وتحدثت 
مفيشحسيت إن الحوض مصدع أكتر مني فتنازلت له عنها 
ضحك حد القهقهةتعمقت بعينيه قبل أن تقول بترقب 
عاوزة أتكلم معاك في موضوع مهم
مستنيه من بدري...قالها بدهاء لتتسع عينيها وهي تسأله بجدية 
للدرجة دي باين عليا! 
أشار بكفه نحو كوب القهوة الموضوع جانبا 
باين للأعمى من الإهتمام المبالغ فيه واللي على غير العادة
نطقت بحدة وهي ترمقه بضيق 
بطل سخافة يا فؤاد وبلاش تحسسني إني مهملة فيك
تحركت فوق ساقيه استعدادا للنهوض ليجبرها على عدم الحركة وهو يقول 
بطلي إنت الجنان والحساسية اللي بقيتي فيها دي
أخذت نفسا عميقا وكأنها تعلم أنها مقبلة على مناقشة حادة لتنطق بنظرات مترجية 
عوزاك تصالح عزة 
ضيق بين عينيه ليسألها مستنكرا 
عوزاني أنا اللي اصالحهاليه هو اللي كل مرة بعمل مصېبة أكبر من اللي قبلها وأبوظ الدنيا بغبائي واستهتاري!
نطقت بدلال كي تستجدي موافقته 
يا حبيبي عزة متأثرة قوي باللي حصل ومن يومها وهي يعتبر حابسة نفسها في أوضتها ومبقتش بتخرج منها
قطب جبينه ليسألها باقتضاب 
وإيه المطلوب! 
تروح تصالحها...قالتها بعفوية لينطق بصوت صارم 
بس إنت كده بتدمري قوانين الدكتورة عصمت اللي وضعتها لنظام البيت من سنين يا إيثار
ليسترسل بجبين مقطب 
عوزاني أروح أعتذر لواحدة شغالة عندي وياريتني غلطت فيهالا دي هي اللي عاملة کاړثة وبدل ما تتعاقب تتقدر وصاحب البيت يروح لحد عندها ويعتذر
واستطرد ساخرا من طلبها 
مش عوزاني بالمرة أتصل بسعاد وأبلغها تجمع لي العمال كلهم علشان الإعتذار يكون مرضي لعزة هانم!
شعرت بالإهانة والتقليل من طلبها وعلى الفور هبت واقفة لتدور للجهة الأخرى حتى وقفت بمقابل مقعده ليفصل بينهما المكتبتطلعت عليه لتنطق بكبرياء 
بس عزة مش شغالة عندكم يا فؤادأنا لحد وقت قريب كنت بدفع لها مرتبها من مالي الخاص لولا تدخل بابا اللي قال لي عيب ده يحصل في وجوديوإكراما لبابا وغلاوته عندي كان لا يمكن أوافق أبدا علشان ما احرجهاش
واسترسلت بحزم تحت نظرات زوجها المبهمة والمسلطة عليها وهو يحرك مقعده بطريقة استفزتها 
عزة بالنسبة لي عمرها ما كانت مجرد ست بتساعدني وبتاخد بالها من إبني يا فؤاددي اللي ربنا عوضني بيها عن قسۏة أيامي
تنفس ليقف وتحرك إلى أن وصل إلى مكانها وقابلها الوقوف ليقول 
خلاص متزعليش أنا كل اللي بعمله ده من باب الضغط عليها علشان متكررش غلطها تاني وتاخد بالها من تضرفاتها بعد كده
تنهد لينطق 
وعلى فكرةأنا كمان بعزها ومستجدعها جدا من اليوم اللي جت لي فيه النيابة علشان
أروح لك البلد وأجيبك من بيت باباك بس ده ميمنعش إننا نعترف إنها غلطت وإن لازم يكون فيه عقاپ رادع يخلي الشخص يتعلم من أخطائه وياخد باله بعد كده
تطلعت عليه ليتابع بأسف وهو يداعب وجنتها بأصابعه 
خلاص بقى متزعليش 
نطقت بنبرة متأثرة 
أقول لك على سر فاكر اليوم اللي عزمتني فيه على العشا علشان تطلب إيدي 
تنهدت پألم عندما تذكرت مرارة ذاك اليوم وبشاعته لتتابع شارحة 
إنهارت وقتها وأنا راجعة بالعربيةلما وصلت البيت مكنتش شايفة قدامي من كتر الدموعساعة 
نزلت كلماتها كخنجر مسمۏم على قلبه العاشق ليهب واقفا وفي غضون ثواني كان يقف أمامها لينطق بطريقة دعابية كي يرفع عنها ما تشعر به من ألم وغصة مريرة إثر ما تجرعته من خزلان على يده بالماضي ومن كلماته الأن 
مهو ده من خيبتكما أنت لو ست شاطرة بجد كنتي رديتي على تليفوني بدل ما تعملي لي بلوك وأنا كنت جيت أخدتك في حضڼي ونسيتك كل اللي شوفتيه طول حياتك مش بس اللي شوفتيه الليلة دي
غمز بعينيه وهو ينطق بجملته الأخيرة لتلكزه بصدره قائلة 
تحضن مين يا قليل الادب إنتهو أنت فاكرني إيه
دماغك دايما حادفة شمال...قالها بمشاكسة ليتابع حديثه الذي أراد به سحبها من تلك الغيمة من المشاعر السلبية بعدما تقرب منها واقترب من شفتيها 
كنت هاخدك وأطير على أي مأذون وأجيبك بعدها على جناحنا وأمسح لك دموعك والروچ كمان
ابتسمت بابتسامة حنون لتنطق بعينين مترجيتين 
طب علشان خاطري تيجي معايا تصالحها
أخذ يقلب عينيه بضجر بعدما سأم ذاك الحديث لتتابع بدلال أنثوي 
علشان خاطري بقى 
زفر بقوة ليخرج ما بداخله من مشاعر سلبية ويتحدث بمشاكسة 
بقى هي الحكاية كدهبتستغلي حبي ليك ومكانتك في قلبي وتبتزيني يا إيثار
وضعت يدها خلف رأسه لتداعب خصلات شعره بأناملها الرقيقة وهي تتدلل بطريقة أفقدته صوابه لتنطق برجاء 
وحياتي 
تنهد براحة وعينين كساهما الغرام وتملك لينطق بلسان قلبه 
حياتك بقت أغلى عندي من حياتي نفسها
سألته بدلال ومازالت أناملها الرقيقة تداعب خصلاته كي لا تفقد تأثيرها السحري عليه 
يعني هتراضي عزة
نطق والعشق يقطر من حلو كلماته 
علشان عيونك أنا أعمل أي حاجة
ضمته لأحضانها لتربت على ظهره بحنان وهي تقول بنبرة تقطر غراما 
ربنا يخليك ليا ولا يحرمني من حنانك عليا أبدا
شعر بسكون داخل أحضانها الحنون لم يسبق وتذوقه سوى بضمتهاسحبها من كفها لتتحرك بجواره إلى ان وصلا إلى غرفة عزة الخاصة ودقتها هيلتفتح عزة الباب وتتفاجأ بذاك الصارم يقف أمامها لتنطق بعفويتها المعهودة 
فؤاد باشا بجلالة قدره جاي لحد المسكينة عزة هي الدنيا جرى فيها إيه يا ولاد
تصدقي بالله يا عزةبرغم كلامك ولسانك اللي فيه حتة زيادة ده...قالها بجدية لتبتلع إيثار لعابها خوفا وعزة هلعا بعدما أنبت حالها ليتابع ذاك الوسيم بابتسامة جذابة 
إلا إن كلامك ومناوشاتنا أنا وإنت وحشتني
انفرجت اساريرها لتنطق على عجالة بسعادة بالغة 
إن شالله يخليك يا ابن الأصول
تحدث بما جبر خاطرها 
متزعليش مني على حدتي معاك
اتسعت ابتسامتها تحت حبور إيثار الشديد ليسترسل قائلا 
بس إنت أكيد عارفة إن نرفزتي يومها كانت خوف على يوسف وإيثار
نطقت بصوت حماسي أظهر كم سعادتها 
عارفة وعذراك يا باشا وخلاص مش زعلانة منكيلا المسامح كريم 
ضحك على عفوية تلك المرأة العجيبة لينطق بابتسامة 
وإنت كريمة يا ست عزة
خلاص مش زعلانة
هتفت بنبرة تقطر حماسا 
عمري ما أزعل منكوعلشان أثبت لك من بكرة الصبح هنزل المعادي وأجيب لك أحسن فسيخ موجود عند محلات الباشا 
الست دي مش طبيعيةإنت أكيد مچنونة يا ماما
انتفض جسدها لتتراجع للخلف سريعا وهي ترى قدوم ثورته لتقف إيثار حائلا بجسدها وهي تقول بتوسل 
وحياتي عندك ما انت متنرفز
كانت عصمت قد تحدثت أمامها في المطبخ أن إيثار تشتهي الأسماك المملحة لكن الطبيبة حذرتهم لبعض المشاكل لذا فقد طلبت من سعاد تحضير سمك التونة المطبوخ مع بعض التوابل والفلفل الحار ليعطي نتيجة مقاربة وبرغم هذا أنظر ماذا فعلت تلك المهرجةرفع سبابته وتحدث بصرامة وحزم 
أقسم بالله يا عزةما فسيخة واحدة تدخل البيت لاكون رابطك ومعلقك في المخزن وأحنطك لحد ما تتخللي وتبقي شبه الفسيخة اللي لسة خارجة من الصفيحةوبعدها هفصصك وأبعتك لمحلات الباشا تبيع منك بالكيلو
كانت تستمع إليه بفاه فاره غير مستوعبة كم الڠضب الهائل الذي اقتحم ذاك الحاد لتنطق بمداعبة لتلطيف الأجواء 
طب أمانة يا باشا وإنت بتفصص متنساش الليمون والطحينة
ستصيبه حتما بسكتة دماغية بيوم من الأيامتطلع على زوجته التي تطبطب بكفها عليه ونظرات توسولية كي تهدأ من روعه لينطق بذهول 
دي بتهزربتقلش يا إيثار
نطقت وهي تسحبه بحدة ليتحركا للأمام 
علشان خاطري إهدى ويلا نطلع نتمشى في الجنينة شوية
تطلع عليها لتنطق وهي تشير على فمها 
أنا بعد كده مش هتكلم في حضور جنابك خالصحكم إنت قلبتك تقطع الخلف يا باشا
تدخلت إيثار بينهما لتهدئ الوضع وتفض الاشتباك وبعد قليل تحدثت إليه بابتسامة واسعة أظهرت كم سعادتها 
على ما تروحوا على الجنينة وتقعدوا هكون عملت لكم كبايتين جوافة باللبن عمركم ما دوقتوا زيهم
إبتسمت إيثار وتحدثت بنبرة حنون 
تسلم إيدك مقدما يا عزة 
أمسك كف زوجته وتحرك إلى الحديقة لتتجه عزة نحو المطبخ.
إنتهى الجزء الاول من الفصل 
إنتظروني غدا مع الجزء الثاني
بسم الله لا قوة إلا بالله 
لا إله إلا أنت سبحانك إني
 

تم نسخ الرابط