رواية جوارة ابريل2 بقلم نورهان محسن
المحتويات
نحو المقاعد وتمتمت بقلق تعالي اقعدي هنا
تركتها هالة لعدة ثواني قبل أن تعود إليها حاملة كوب الماء البارد لتجلس بجانبها وتتحدث معها بسلاسة خدي اشربي واهدي كدا وبعدها احكيلي
بعد ثواني حمحمت مرام تنظف حلقها لتخبرها بما حدث بصوت يرتجف من الخۏف الحمدلله الحمدلله .. كله بفضل الاستاذ اللي وقفلي بالعربية انا كان زماني في خبر كان وهو بيدافع عني اټعور
_هو موجود في الاوضة دي ومعاه ممرضة بتنضفلوا الچرح .. اصله اټعور وهو بيدافع عني
في نهاية جملتها أشارت مرام نحو غرفة في نهاية الممر قبل أن تردف بحماس غريب على حالتها السابقة وهي تنهض ببطء وتعدل حمالة حقيبتها على كتفها جيدا ثم تحتضن ذراع هالة ليمشوا معا فى الممر قومي خلينا ندخلوا اعرفك عليه قبل ما يوصلوا الشرطة عشان المحضر
ابتسمت مرام لتضحك على عبارتها الممازحة ثم ردت عليها مؤكدة بنبرة شقية مع إيماءة مضحكة من فمها دا معدي حدود المزمزة
فى حديقة المستشفي
عند باسم
_ايه يا اخي ما ترحمني من نقرك فوق راسي انت كمان مش ناقص!!
عقد خالد ذراعيه فوق صدره ولم يبد أي رد فعل على كلام باسم المنزعج بل قال بسخط يعني عجبك اللي عملته دا .. اكيد انت اللي ورا اللي جرالها
وضع خالد يده في جيب بنطاله بينما يلعب النسيم بشعرهم بطريقة جذابة فأكمل حديثه بكل جدية يتخللها الإرتياب من صديقه ماتحاولش تهرب من الكلام .. انت من عشر دقايق مكنتش علي بعضك من خۏفك عليها وحاسس بالذنب .. ودا مخليني متأكد انك هببت مصېبة معاها
جذب خالد نفسا عميقا أعقبه قوله بنبرة حادة كل مرة بتقول نفس الكلام لما بتعكها وبعدها بتلاقي نفسك لابس في الحيط .. وفي كل مرة بتعمل حاجة مچنونة بتهرب من المسؤولية واللوم بالطريقة بتاعتك دي
ضړب خالد كفا على كف وتحدث بحيرة انا مابقتش عارف افهمك .. انت خاېف عليها ولا خاېف منها انها تبقي ملعوب من ريهام جديد زي ما كنت بتقول
سرعان ما أخفى باسم يده في جيب بنطاله وأخرج منه دفترا ومده إليه ويتمتم ببرود وابتسامة جانبية مليئة بالخبث مظنش .. بص كدا
نهاية الفصل الثالث
الفصل الرابع الحب لعبة خطېرة رواية جوازة ابريل ج
القدر لا يعني أن حياتك يحددها مصير لا مفر منه ولذلك فإن ترك كل شيء للقدر وعدم المشاركة في عزف موسيقى الكون دليل على الجهل المطلق لأن موسيقى الكون تعم في كل مكان وتتألف من مستويات مختلفة وقدرك هو المستوى الذي تعزف عليه لحنك بالتأكيد لا يجوز لك تغيير آلتك الموسيقية لكن يمكنك تغيير الدرجة التي تجيد فيها العزف.
بعد قليل
داخل غرفة العناية المشددة
كانت إبريل ترقد غائبة عن الوعى في سكون يتناقض مع ثوران الڠضب المشع في مقلتي ريهام المثبتة بهدوء ظاهري علي تلك النائمة وهي واقفة بجوار سريرها وذراعاها مطويتان بينما على الجانب الآخر من السرير يقف يوسف ووجهه متغضن من الأسى وعيناه الحزينتين تجوبان ملامح إبريل البيضاء بشيء من الشحوب نزولا إلى أنبوب التنفس الرفيع الذى تم تثبيته داخل فتحتي أنفها وصولا إلى الإبرة التى تخترق كف يدها اليمنى ومتصلة بمحلول معلق أعلى السرير.
دنى منها يقبل جبهتها بخفة لتتجه نظرات ريهام نحوه وتقوس فمها وهي تخاطبه بهمس ناعم مليء بالسخرية تصدق اول مرة اخد بالي انك بتحبها وپتخاف عليها اوي كدا
عدل يوسف من وقفته ونظر إليها وقد عقد حاجبيه بإستغراب قبل أن يقول بصوت رجولى منخفض يملؤه الحزن وايه الغريب في كدا مش اختي .. من ساعة ماعرفت اننا كدبنا عليها وهي مابصتش في وشي
خفض نظره إلى وجه إبريل مردفا بذات النبرة كنت خاېف يحصلها حاجة وهي مش مسمحاني
هزت ريهام كتفاها وهى تلوى فمها متشدقة بتبرم ماتأفورش خلاص ما احنا اطمنا وكلها شوية وتفوق
زفر يوسف بانزعاج فهو يعلم جيدا أنها تشعر بالغيرة من اهتمام الجميع بتلك الفتاة المسكينة ثم تمتم بضيق انا بكلم معاكي ليه اصلا!
إستدار يوسف متحركا من مكانه وهو على وشك الخروج من الغرفة في نفس الوقت الذي فتح فيه الباب ثم ظهرت من خلفه ممرضة شابة قائلة بنبرة هادئة من فضلكم ياريت تخرجوا وتسيبوا المړيضة تستريح ولما تتنقل لغرفة عادية تقدروا تدخلولها
هز يوسف رأسه بالإيجاب وخرج من الغرفة وتتبعه ريهام التي ألقت نظرة أخيرة على أبريل في غموض قبل أن تغادر.
_حمدلله علي سلامتها
قالتها وسام بلطف بعد أن وقفت بجوار سلمى التي استدارت رأسها نحوها لترد بصوت أنثوي هادئ الله يسلمك قلقناكم وتعبناكم معانا
ابتسمت وسام في وجهها بمودة وتحدث بذوق ماتقوليش كدا .. ان شاء الله تقوم بخير وسلامة وتتطمنوا عليها
قالت سلمي ببسمة صغيرة ربنا يخليكي يا قلبي
عند باسم
أغلق خالد جواز سفر أبريل بعد أن فحصه بسرعة ثم استفسر عنه بذهول وصلك ازاي دا
أجاب باسم يقول بنبرة ملتوية لما قابلتها قريب من البيت ووقعت قدام عربيتي .. وقع الباسبور من شنطتها فاخدته من غير ما تحس
سأل مستنكرا فعلته بنبرة أجشة بس تاخده ليه مش فاهم
هز باسم كتفيه ثم أجابه بتلقائية فى حين ارتعد بداخله شعور غريب عندما تكرر مشهد لقائهما الليلة في ذهنه مرة أخرى مع تسلل بعض وخزات الندم على ما فعله بعد ذلك شكلها كان غريب بتجري ومعاها شنطة كبيرة ماستريحتش فلاقيت نفسي باخده
صمت باسم لثوان قبل أن يستكمل موضحا له أكثر وتيمور قالي ان في وقت تدريبها العملي في شركة مقاولات عرضوا عليها تشتغل في فرعهم بدبي بعد التخرج .. هي اعتذرت عن العرض لانها هتتجوز وكانت هتتعين في الفرع اللي هنا
نظرة شك إلتمعت بعينين خالد الخضراوين الواسعتين قبل أن ينطق بسؤال مريب يعني كانت هربانة عشان تسافر
رفع باسم حاجبيه بترفع وهو يرد بصوت واثق بما ان دا معاها يبقي اكيد كان في نيتها تسافر علي هناك بعد مافسخت خطوبتها من مصطفي الترابلسي من غير ماتقوله اصلا
رفع خالد حاجبه الأيسر مع رد باسم ليهتف بخشونة يعني كلامي كان مظبوط و زي ما قولتلك البت دي وراها حوارات كتير وانت بتعقدها زيادة
عند هالة
_انا اول ما لاقيت دراعه كله ډم اټرعبت .. واول واحدة فكرت فيها هي انتي .. عشان كدا جبتو علي هنا علي طول
كانت مرام تدردش مع هالة أثناء دخولهما غرفة الفحص قبل أن تتركها الأخيرة لتذهب إلى الممرضة التي سألتها بنبرة جادة وضعه ايه
ردت الممرضة بصوت عملى چرح في الدراع اليمين و داخل فيه شظايا ازاز يا دكتورة وفي خدوش في الرقبة وفوق الحاجب الشمال
_دول مش مهمين
جاءت تلك الكلمات الواثقة بصوت رجولى عميق لفت انتباهها فأدارت رأسها نحو الشخص الجالس على سرير الفحص ذو الجسم الرياضي والأكتاف العريضة لتمعن النظر إلى وجهه لأول مرة منذ دخولها وإلتقت سماء عيناها الزرقاوان الداكنتان بالشهاب الذهبي في مقلتيه أما هو كان ينظر إليها بريبة بعد أن فهم أنها طبيبة من سؤالها للممرضة فتدحرجت عيناه بتعجب كبير على فستان السهرة الذي كانت لا تزال ترتديه.
عقدت هالة حاجبيها في عدم فهم لكنها لم تعلق ظنا منها أنه يهذي فيما جاءت الإجابة على سؤال فريد الداخلي من مرام التي وضحت له بابتسامة دي دكتورة هالة صحبتي .. معلش اصل انهارده كانت خطوبتها
إزدادت الدهشة فى ذهنه دون تعليق على الأمر فى حين حدجتها هالة غير راضية عن ثرثرتها ثم ما لبث أن نبست بذوق سلامتك
أماء بخفة وهو يرد بتحفظ بارد الله يسلمك متشكر
تابعت مرام التعريف بينهم بعذوبة مشيرة بكفها نحوه في امتنان وإعجاب إلتمع فى حدقتاها دا استاذ فريد اللي انقذني لولاه كان الله اعلم كان جرالي ايه
عند عز
_عز
لم ينتبه عز لنداء وسام التي اقتربت من خلفه بخطوات هادئة وهو يواصل النظر إلى هاتفه شارد الذهن أمام نافذة القاعة.
تقوس فم وسام بإستغراب ووقفت بجواره تربت على ظهره بحنان فالټفت إليها بنظرات ضائعة لتبتسم بخفة وهى تسأل بصوت حانى ايه يا عز .. مش هتروح
زفر عز بثقل مجيبا إياها مستني ماما ترجع اوصلها وبعديها اروح
عارضت وسام حديثه تأمره بلطافة لا انا وعمك والبنات هنروح دلوقتي ومامتك هنوصلها طريقنا .. انت روح لمراتك
ردد عز بآسى مراتي!
إبتلعت وسام لعابها وهي تنظر إليه بحزن ثم بنبرة حذرة استفسرت هو انت محاولتش تكلمها
أطال عز النظر أمامه بصمت قبل أن يغمغم بصوت أجش مابتردش
نظرت إليه وسام بتعاطف ولم تعجبها نبرة عز البائسة أو حالته المؤسفة فقالت بجدية اسمع انا لسه معرفش ايه الحكاية .. بس انا مربياك علي ايدي دول وعارفك كويس .. دايما مندفع و مش بتفكر كويس في عصبيتك ولا بتحسب حساباتك صح .. بس انتو الاتنين بينكو حب كبير ماتضيعوش من ايدك يا عز
رمش عز عدة مرات متتالية وعلق بنبرة قلقة كل مرة كنا پنتخانق هي ماكنتش بتسيب البيت .. بس المرة دي غير كل مرة وخاېف أروح مالقهاش
ربتت وسام على كتفه بحنو متفهمة تشتته ثم نظرت إلى ساعة هاتفها لتجد أنها قد اقتربت من الثانية صباحا لتقول بسلاسة ان شاء الله تلاقيها الوقت متأخر دلوقتي .. وافترض مالقتهاش روح علي بيت اهلها وصالحها بس ماتسيبوش الامور بينكم تخرب كدا
قرأت وسام التردد في ملامحه دون أن يضيف تعليقا على كلماتها فأردفت بنفس النبرة وهى تدفعه للتحرك انت لسه واقف ماتضيعش الوقت .. وانا مش هقول لمامتك حاجة .. بلاش تعرف احسن
هز عز رأسه بالموافقة قائلا بنبرة صادقة ممتنة فكانت كلماتها
شعلة من نور ممزوجة ب الأمل الذي أضاء الطريق لعقله ليحاول استعادة ما دمرته عصبيته ماشي ربنا مايحرمنيش منك يا سوما
فى الردهة داخل المستشفي
كټفت دعاء ذراعيها وهى تتساءل بتهكم مابتردش علي رسايلي ليه
تجنب صلاح
متابعة القراءة