رواية جوارة ابريل2 بقلم نورهان محسن
المحتويات
دلوقتي قلبي مش مسامحها خالص .. ابريل السنة دي اخدت الشهادة الكبيرة وزي ما زينب كانت عايزة احمد يتجوز عشان تشوف عياله اهو اتجوز من اربع سنين وعنده بنوته ربنا يخليهاله بس اهو مش راضي بعيشته وسابلها البلد كلها وسافر استفادت ايه بأنانيتها دي
هزت صابرين رأسها بالايجاب وهي تقول بأسف ربنا يهديهم يا ماما اهدي انتي وروقي لا ضغطك يعلي مش ناقصين .. هتعملي ايه في تفكير زينب يعني امه وماحليتهاش غيره ومتمسكة بيه اوي .. و من زمان وهي مش متقبلة حبه لإبريل و كانت بتغير منها خصوصا بعد ما بقت خطيبة ابنها
اهتز صوتها في نهاية العبارة بالحزن فتربت صابرين على فخذها بلطف قائلة بضيق هو دا مربط الفرس يا ماما .. ظروف ابريل و دلعها مننا كلنا .. البنت حلوة شكلا ومضمونا والناس اللي حواليها بيحبوها و مهتمين بيها وكأن الكون بيدور حوليها دا خلي زينب تفكر ان ابنها هيبعد عنها ويقرب من مراته حبيبته وتكون وخداه من امه طول الوقت
في غرفة ابريل
حثتها سلمي لتجيب علي سؤال ريهام ما تردي يا ابريل
سارع باسم بالرد بدلا منها بصوت حازم ترد تقول ايه علي العك اللي بيتقال دا .. وبعدين عيب يا فهمي بيه تكون مش عارف بنتك ولا واثق في اخلاقها بالمنظر دا
كانت إبريل تحدق في والدها بعينين دامعتين و قلب مفطور مستوحش پألم الوحدة ثم ردت بصوت مقهور مشوب بالخذلان رد يا بابا هو انت فعلا تعرفني .. لا ماتعرفنيش .. انت عمرك مرة في يوم من وقت ماجيت اعيش عندكو سألتني عن انا كويسة حاسة بإيه بفكر في ايه او لو حاجة مزعلاني او تعباني
صكت علي بأسنانها خوفا وعلقت بقية الحروف في حلقها بمجرد أن تحدث فهمي بسخط شديد صحيح انتي قليلة الرباية يا بنت الهام
رفع فهمي ذراعه وهو ينوي أن يصفعها لأنها تمادت في الحديث معه بهذه الحدة الجريئة منها ولكن فجأة باسم رمح كالسهم الحاد ليقف بينهما قبل أن يصل كف فهمي إلى خد إبريل التي انكمشت پخوف وهي تتوارى وراء باسم پصدمة.
فهمي بزمجرة وهو يسحب ذراعه من قبضة باسم ايه هو اللي ماتسمحش وتسمح .. اتفضل ابعد عن طريقي وماتدخلش بيني وبين بنتي
فهمي بصوت مضطرب اكيد مكنتش اقصد كدا .. لكن ازاي عايز عايز تتجوزها وهي مخطوبة و..
ضيق رماديتيه الذئبية بتفكير ثم تساءل بلهجة غامضة كدا الكلام متغير ومش متركب علي بعضه لحد امبارح كانت مفسوخة خطوبتها وانت موافق عليا ايه اللي اتغير .. في ايه بالظبط !!
اتسعت فيروزيتها من الصدمة وهى مازالت تحتمي بظهر باسم و تستمع إلى حديثهما بذهن شارد وإحساس دافئ بالأمان يتسرب إلى ثنايا قلبها الهادر بقوة حيث لأول مرة منذ رحيل جدها تشعر أن سندها يعود من جديد ولا يستطيع أحد أن ېؤذيها طالما هو معها.
نهاية الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر قطة بين الوحوش رواية جوازة ابريل
الغدر هو أحقر الچرائم الإنسانية وأكثرها خسة لأن الإنسان يستطيع دائما أن يفعل ما يريد في مواجهة الآخرين وليس من خلفهم فلا تتعاطف مع أشخاص فشلوا في الإحتفاظ بك ولا تصدق أن غفرانك الزلات يزيد من حجمك في أعينهم فقد انتهى زمن الكريم الذي إذا أكرمته ملكته والبكاء على الأطلال يمنحك بعض الدراما اللذيذة لكنه لا يأخذك لأي مكان التجاوز هو مفتاح العبور لمرحلة جديدة.
فى سيارة نبيل الترابلسي
كان السائق يقود سيارة نبيل بهدوء متوجها إلى المستشفى فيما جلس صاحب العمل في المقعد الخلفي وزوجته بجانبه حتى قطع الصمت فجأة بصوته وهو يقول بنبرة الندم احنا سبب كل اللي حصل!
إستفهمت هناء بعد أن أثار دهشتها بكلماته المفاجئة قصدك ايه
استأنف حديثه موضحا وعذاب الضمير يفتك به اتحولنا انا وانتي ناس انانية .. من خمس سنين من يوم ما حنين شالت الرحم بسبب الورم بعد ولادتها التانية لتالا واحنا بنضغط علي مصطفي عشان يتجوز تاني فضلنا من كل جهة ننخر في الخشب لحد ما كرهها وكره حياته بعد ماكان راضي بنصيبه ومكتفي بمراته والبنتين
صمتت هناء لبعض الوقت قبل أن تبرر الموقف بالإنكار متجاهلة صوتا بداخلها يؤكد صحة أقوال زوجها احنا كنا بنعمل كدا عشان مصلحته يا نبيل اي ام واب من حقهم يسعوا في اللي في مصلحة ابنهم وفلوسه
هز رأسه بقلة حيلة وهو ينظر من خارج النافذة وقال بأسي و ادي النتيجة يا هناء دنيا ابنك بتتهد فوق دماغه ودماغنا وحتي الشغل بيتدمر عشان مابقاش مركز فيه واللي كانو مستنين له غلطة عشان يسنو اسنانهم عليه استغلو نقطة ضعفه عشان يخسروه كل حاجة
طرق الهلع والخۏف باب قلبها على ابنها وانعكست مشاعر التوتر على وجهها عندما تحدثت بصوت مضطرب ماتشيلش نفسك اكتر من طاقتها يا نبيل .. ضروري هنلاقي حل .. وبعدين حنين كمان كانت تصرفاتها الاخيرة معانا مستفزة وكل مناسبة تجمعنا بقت تتعمد ماتحضرهاش عشان مانشوفش مصطفي ويكون وسطنا لو مش ملاحظ هو من يوم ما انفصلو عن بعض واغلب وقته معانا
نبيل بإعتراض مثقل بالضيق ماتحطيش مبررات لغلطتنا يا هناء احنا للي خربنا حياة ابنك من كتر الوسوسة في ودانه .. من تدخلنا في حياته مع حنين لحد تدبيرنا مع قريبتك ومقابلته بإبريل وخطوبته ليها ظلمنا بنت مالهاش ذنب عشان انانيتنا ودلوقتي كلنا بنرمي اللوم علي رد فعلها
أقرت هناء بنبرة منخفضة مانكرش اني لما شوفت ابريل عجبتني وكلمت سلمي عليها .. بس هو بعدها اعجب بيها وهو اللي طلب مانقولهاش علي جوازه من حنين لحد ما يعرفها بنفسه
نبيل بعبوس أشد ودي كانت اكبر غلطة غلطناها .. كله عك في عك .. ياريتنا ماسكتناش بسبب كدبته دي اتفضحنا كلنا و سمعتنا هتبقي في الارض
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت بالمستشفي
داخل غرفة ابريل
_عمالين نضيع الوقت في كلام لا هيودي ولا هيجيب .. بدل ما نفكر ازاي نمنع الڤضيحة اللي هتحصل لما مصطفي يتأكد انك اتخطبتي لغيره!!
رددت سلمى تلك العبارة بلهجة حانقة فإنجلى الاستنكار من عينيها الفيروزيتين اللامعتين بالڠضب وهي عقدت ذراعيها أمام صدرها ثم قالت إحتجاجا ولو عرف يعني هيعمل ايه !! مين اللي لازم ېخاف مين اللي غلط في حق مين الاول مين خبي وكذب!! ليه عايزيني اسكت وماوجهش هو مالوش عندي حاجة يبقي اخاڤ واستخبي منه من الاساس ليه!
اتسعت عينا ريهام بذهول الكاذب وهي تسأل بتهكم ساخر عايزة هتقوليله ايه! عايزة تخربي الدنيا اكتر من كدا خلاص سيرتنا بقت علي كل لسان
تجهمت معالم فهمى بحنق وصاح بصوت نافذ الصبر بنت انتي تسكتي خالص .. مش مكفيكي المصاېب اللي عملتيها لحد دلوقتي .. ماسمعش ليكي حس وخليني اشوف صرفة لمصيبتك الجديدة دي
ضاقت عيناه الرماديتان من حالة العصبية المفرطة التي تظهر على فهمي قبل أن يسأل بحذر ولباقة مشوبة بالدهاء اعذرني يا فهمي بيه في سؤالي .. بس ابريل عندها حق في كلامها .. هو ليه عندك ايه عشان تبقي متوتر اوي كدا منه!
تأكدت شكوكه فور أن توترت تعابير فهمي الذى بذل قصارى جهده لإخفائه كما قال بصوت مرتعش ولا حاجة طبعا لكن .. لكن مايصحش اللي حصل .. ولا اي راجل هيقبل ان خطيبته تسيبه بدون معرفته وتتخطب لواحد غيره بين يوم وليلة كدا
ظلت ملامح باسم هادئة وهو يوزع نظراته على الجميع ثم زفر الهواء من فمه قبل أن يتحدث بجدية طيب خلينا نخرج من هنا الاول بدون شوشرة وبعدين نشوف حكايته
وافقه فهمي بهدوء خلاص انا رايح الاستقبال ابلغهم مايطلعوش مصطفي علي هنا
_طيب علي ما تجهزي حاجتك يا ابريل .. انا وريهام هنروح نطمن علي مني مرات ابن عم باسم مش هنتأخر .. وانت يا يوسف روح هات اذن من الدكتور عشان ناخد ابريل ونرجع البيت
أنهت سلمى جملتها بهدوء فاكتفت أبريل بالرد عليها بإيماءة صغيرة ولم تخرج من شرنقة المراقبة الصامتة التي وقعت فيها مستسلمة لأرائهم فماذا عليها أن تفعل إذا أصروا على توجيه مسار حياتها كما يريدون
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت أمام بوابة المستشفي
عند هالة
قاطعها جسم ضخم وقف كالحاجز بينها وبين ياسر وقال بصوت رجولي بارد مش من الاصول تسحب بنات الناس من ايدها في الشارع وتركبها العربية وبالعافية ماينفعش
بهتت هالة مصډومة بينما جهر ياسر بإستنكار دي خطيبتي يا استاذ .. ثم انت تطلع مين عشان تدخل في شئ مايخصكش
_مبسوطة دلوقتي خلتينا نسمع كلمتين مالهمش لازمة من اللي رايح واللي جاي
قطب الأخر جبينه بعبوس الآخر عند سماع تلك الكلمات الفظة من ياسر ليهندم ياقة قميصه بكبرياء ثم قال بنبرة لبقة لو عايز تعرف انا مين مفيش مانع .. اعرفك بنفسي انا الدكتور فريد عبدالعزيز
ياسر بعنجهية ومين يعني الدكتور فريد
ظهر شبح الابتسامة على شفتيه المقتضبة بسبب أسلوبه الاستفزازي قبل أن يرد بثقة وثبات عاطفي عبد من عباد الله يا ريس وعلي باب الله كمان .. بس الحمدلله ربنا اداني رجوله ونخوة اللي زيك مايسمعش عنهم ومستعد اعلمك الاحترام عشان شكلك نازل من بيتكو ماتعرفهوش
تجهمت ملامح ياسر بحدة منقلبا الوضع بينهما ليهتف بسخط نافذ الصبر محترم ڠصب عنك .. و دي امور شخصية بين واحد وخطيبته ايه يدخلك فيها
تصاعد
ڠضب فريد أكثر من إستخفاف ياسر ليهدر بخشونة حاسمة دا مش بس ادخل واكسرلك ايدك كمان اللي اتمدت وسحبتها بالمنظر دا .. وايا كانت صلتك
متابعة القراءة