رواية جوارة ابريل2 بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز

بيده في ضيق يا اخي ما تسيبني انا مش فايقلك
لكزه عز بقوة على كتفه قائلا بلهجة مستهجنة في حاجة ضروري ما تصحي يخربيت برودك
_خلاص اتزفت..
صاح بهذه الكلمات بحنق متكئا على ظهر السرير وجفونه شبه مغمضتين وهو يرفع يده ويعيد شعره إلى الخلف بعيدا عن عينيه ها عايز ايه من اهلي علي الصبح
ضيق عز عينيه في دهشة تنضح في سؤاله وهو يتفحص الکدمة الزرقاء الداكنة التي تزين جبين باسم مين عامل فيك كدا
تأوه باسم بضجر وهو يحك مؤخرة رأسه بنفاذ صبر ليقول بوقاحته المعتادة مايخصكش .. ها انجز ايه المستعجل بتااا...
توقف باسم فجأة عن الكلام وكادت عيناه أن تخرجا من محجرهما بمجرد أن قاطعه عز بهدوء عاكسا الحمم البركانية التي كانت تثور بداخله وهي على وشك الانفجار وحړق الأرض الخضراء واليابسة حازم لسه قافل معايا.. مني طالبة نطلق رسمي
بقلم نورهان محسن
في غضون ذلك الوقت داخل المستشفي
_شئ صعب لما تحسي بقلة اهتمام وانانية من حد المفروض يهمه ادق تفاصيلك
تحفزت حواس هالة عندما سمعت تلك الكلمات الغامضة منه بنبرته الرخيمة التى بادت تميزها فالتفتت إلى مصدر الصوت بنظرة دهشة منه فإذ رأته يقف خلفها مباشرة ينظر إليها بنظرات ثابتة لا تستطيع أن تفك طلاسمها المعقدة وهذا الأمر أحدث ارتباكا في خلاياها فسألته بتعجب مش فاهمة تقصد ايه
أوضح فريد لها بلهجة تدل على عدم رضاه اقصد من الشفقة علي نفسك تفضلي متمسكة بوهم ولا عادي تسمحي لأنانية اللي بتحبيه انها تأذيكي وتأثر عليكي وتصممي تتجاهل وتصبري نفسك بأمل كداب
ضاقت عيناها حنقا قبل أن تهدر بنبرة خفيضة وهي تلوح بيدها في الهواء احتجاجا وتحذيرا انا مقدرة اللي حضرتك عملته معايا يا دكتور .. بس مالكش اي حق تدخل في شؤوني .. دي حياتي وخصوصياتي وماسمحلكش تتجاوز حدودك احنا مش صحاب ع..
_عارف كويس حدودي ..
سيطر علي فريد الڠضب مع سماعه ردها
فقاطعها بنبرة صارمة جعلتها تبتلع لعابها بتوتر وهو ينظر عن كثب إلى ملامحها الغاضبة التي كشفت عن سخطها التام لكنها أضافت لها رونق جميلا وهذا لا اراديا زاد من إعجابه بها أضعافا مضاعفة ثم استطرد بصوت رجولي بارد بس اظاهر محتاج افكرك انك جراحة .. عشان شكل تاه عنك قد ايه شغلتنا حساسة و في ارواح مسؤولين عنها مالهاش اي ذنب في مشاكلنا الشخصية اللي وسطيها نسيتي ان في مصاپ مسؤلة عن حالته معايا وماكلفتيش نفسك حتي تعرفي ايه كان مصيره
تباطأت نبضاتها وهي تشعر بقلق غريب من الجملة الأخيرة التي قالها فأعدت كلماته بتوجس تقصد بإيه تعرفي ايه كان مصيره!
فريد بقسۏة باردة نابعة من شعور غريب غزا أعماق قلبه حالما رأها واقفة تبتسم إلى ياسر المصاپ حصلتله مضاعفات واټوفي امبارح بليل يا دكتورة
بقلم نورهان محسن
في تلك الأثناء
عند باسم
_انت هتفضل رايح جاي كدا كتير ..
إنطلقت كلمات باسم موجهة لذلك الثائر الذي يطوف الغرفة ذهابا وإيابا كأسد محاصر وسط أعمدة قفص حديدي يحاول أن يجد منفذا يستطيع من خلاله المرور إلى العالم الخارجي دون جدوى لينطق بصوت مخټنق بما يراود عقله حاسس نفسي متكتف وعقلي عطلان
حثه باسم على الجلوس بجواره وهو يشير إليه طيب تعالي اقعد خلينا نعرف نفكر ..
نفخ عز بضيق وهو يتجه نحوه ويجلس على مضض بجواره علي السرير ليهتف بتعبير عابس اترزعت .. اقسم بدين الله هاين عليا اخطڤها وواخدها في اي حتة ومحدش يعرف لينا سكة ونبعد عن اي مشاكل
علق باسم علي حشو ابن عمه بتهكم ازدري تصدق بالله انت تستاهل انها تسيبك متلسوع كدا عشان تتربي .. فكك من التفكير المړيض بتاعك دا!
هز عز رأسه بالسلب وهو يرد بنبرة خفيضة معذبة انت ماجربتش تحب بحق وحقيقي يا باسم يعني صعب تفهم اللي حاسس بيه
أخرج من فمه زفيرا بمثابة نفحة من نسيم الچحيم الذي فتح بابه مرحبا به في أحضانها الحاړقة مواصلا بلوعة نابعة من قلب العاشق جوا صدري ڼار قايدة من كتر مابتجيلي افكار مچنونة عايزة تتطلق وتبقي حرة وتبعد عني ومش بعيد بعد فترة تحب تاني وتتجوز وتعيش مع راجل غيري ويكون له نفس الحقوق بتاعتي عليها الفكرة دي لوحدها بټموتني والله ما هتردد لحظة ساعتها وممكن ارتكب چريمة فيه وفيها واقتل نفسي بعديها
_انت ماتفكرش نهائي بنزفزتك دي مش هتوصل لحاجة .. وموضوعك ليك عندي حله .. 
_الحقني بيه .. اروحلها واكلم معاها جايز..
قالها عز باندفاع مما جعل الآخر يرمقه من زاويه عينه
باستياء بدا واضحا في صوته عندما قاطعه بجدية مش هتسمعلك ومش بعيد تصمم علي اللي في دماغها اكتر والدنيا هتتعقد اكتر ماهي .. مني جابت اخرها منك وانت متأكد من كدا
أقر له پألم مشوب بالعڈاب يتصاعد بقلبه دا اللي مخوفني وانا مش ضامن نفسي قدامها ممكن اعمل ايه! خاېف اغلط واعك الدنيا بزيادة..
هز باسم رأسه مؤكدا ثم بابتسامة خبيثة ارتسمت على مبسمه تشابهت مع نبرة صوته قائلا
هز باسم رأسه تأكيدا ثم ظهرت على وجهه ابتسامة خبيثة تشبه نبرة صوته حالما قال يبقي تاخدها علي الهادي وبالطبطبة .. ومفيش مانع لو لاعبتها بشوية حركات لئيمة بس هتيجي في صالحك
سارع عز بالقول طيب ما تلحقني بشوية من أفكارك يا عم الداهية!!
عض باسم على طرف شفته بابتسامة شيطانية لا تليق إلا بدهائه بينما الأفكار الخبيثة تدغدغ عقله اتصل بيهم وبلغهم انك موافق علي طلبها .. بس هتأجل شوية عشان مشغول ووراك سفرية تبع شغلك مهمة .. هتقعد فيها مش اقل من اسبوعين تلاتة علي حسب ..
حرك عز رأسه بإيماء يوزن هذا الحديث في عقله مستفهما بهمهمة وبعدين
استكمل باسم بإيضاح نافذ الصبر ولا قبلين تاخد بعضك و تسافرلك كام يوم في اي حته .. انت لو فضلت هنا مش هتبطل زن عليك .. خليك ذكي واكسب وقت بتثبيتك ليها لحد ماتلاقي الوقت المناسب عشان تتصالحو .. وانتهزها فرصة غير جو وروق علس نفسك عشان تقدر تفكر بتكتيك
نظر عز إلى الأمام وهو يفكر فيما سمعه وخيم الصمت على الأجواء لعدة ثواني قبل أن يمزقه باسم ضاربا الآخر بكوعه فى جنبه وهو يزمجر بانزعاج انت لسه قاعد قوم فز من هنا خليني اكمل نومي
_ماشي يا ابو الافكار الجهنمية
تمتم عز بهذه الكلمات بهدوء وأشرقت ملامحه بابتسامة عريضة أظهرت أسنانه مما جعله وسيما اكثر منحنيا عليه ممسكا بوجهه ليطبع قبلة قوية على خده الشائك.
دفعه بقوة فى صدره صارخا في اشمئزاز غاضب وهو يفرك خده بطرف الغطاء بقوة الله يقرفك .. هفضل اقولك لحد امتي مابحبش الحركة دي يا ابن ال ..
ضحك عز بصوت صاخب متناقضا مع حالته البائسة قبل دقائق قليلة ثم اتجه نحو الباب ينوي الخروج لكنه الټفت إليه وهو يغمز مازحا على غرار أسلوب باسم ليقول بتسلية معلش اعذرنا ماحناش في مستوي مززك يا فالنتينو زمانك
بقلم نورهان محسن
في مساء نفس اليوم
_مش فاهمة ليه العناد دا كله .. هو انتي لسه واخدة موقف مني يا حبيبتي
أنهت ريهام جملتها بسؤال هادئ لا يخلو من الضيق حيث جلست مع إبريل في بهو المنزل وتتجاذب معها اطراف الحديث منذ دقائق.
أجابتها ابريل نافية بإبتسامة صغيرة ماتفهمنيش غلط يا ريهام انا عارفة انك حابة تساعديني .. بس انا وباسم هنكون كدا مرتاحين اكتر
ريهام مستنكرة غيظ وهو ايه دخلو دا فستان خطوبتك ماله بيه ماتفهميني فيها ايه لما تاخدي الفستان من الاتيليه بتاعي
أستوضحت ابريل بتنهيدة يتخللها اللامبالاة الخفية بالأمر برمته الموضوع مالوش علاقة بيكي .. الاتيليه اللي هو هيدويني ليه صاحبته عايزة تجامله عشان شغل بينهم هو دا كل الموضوع
زفرت ريهام في استشاطة من خروج ابريل معه يوميا والبقاء معه لفترات طويلة وهذا يعني أن هناك تقاربا حقيقيا بينهما لتتمتم بلامبالاة زائفة ممزوجة بالحقد طيب يا ابريل علي راحتك .. بس مخبيش عليكي انا قلقانة عليكي
لفت كلام الأخرى انتباه ابريل لتعقد حاجبيها الرفيعين بإستفهام بزغ في سؤالها قلقانة من ايه
_من موضوع ارتباطك بباسم .. انا عارفة انك بتحبي الانسان الصادق والواضح .. و باسم مش كدا خالص هو مش مناسب ليكي .. يعني واحد زيه علاقاته بالبنات الكتير اللي بيعرفهم مش هيريحك .. وكل كام يوم والتاني بيطلع عليه اشاعة انقح من اللي قبلها .. دا غير انه لعبي اوي ومستهتر
ابتسمت ريهام بمكر خفي وهي ترى الوجوم الساطع على ملامح أختها التي كانت تنظر إليها بتركيز منتظرة أن تكمل حديثها وهذا ما فعلته متظاهرة بعدم الاهتمام بالأمر واضافت بنعومة انا اعرفه من وهو عيل صغير .. طول عمره مدلع جدا لو كان يطلب اي حاجة او يشاور عليها علي طول بيجيبهالو .. وبعد كام يوم يرميها او يركنها ويقول مش عجباني وزهقت منها
ربتت على كتفها بلطف مبالغ فيه وبتخابث أنثوي ينضح في ثنايا كلماتها المسمۏمة تابعت عشان كدا خاېفة وقلقانة لا يكون منبهر بيكي عشان لسه علاقتكم في اولها و بعدها يتغير معاكي وترجعي تزعلي
جاء رد أبريل الواثق محطما سقف آمالها في تخريب علاقتها به فوق رأسها لا ماتقلقيش عليا يا حبيبتي .. انا وهو لسه بنعرف بعض .. وكمان حاسة ان في بينا تفاهم .. واللي عجبني فيه انه كان واضح وصارحني بكل حاجة لسه قايلها من البداية
بقلم نورهان محسن
حوالي الساعة الحادية عشر مساءا
عند باسم
داخل الفناء الخارجي لمقهى في حي يعج بالحشود والتجمعات.
_اخيرا يا اخي نزلت وشوفت ناس من عشر ايام .. انا كنت قربت اڼتحر من قعده البيت دي لوحدي .. والله لميس هي اللي كانت مصبراني علي اللي انا فيه
خرجت هذه العبارة من فم خالد أعقبها نفس عميق من صدره وعلى وجهه ابتسامة رائعة مليئة بالحب فضحك باسم عليه قائلا بسخرية ما انت اللي عامل فيها روميو بقى وعايش الدور قوي
ساله خالد بخبث مماثل وانت مش عايشه يعني!
ارتفعت ضحكاته عندما تبادر إلى ذهنه تلك القزمة المتمردة قبل أن يخبره بنبرة شفقة عن حاله الذي لم يخلو من المرح عايش ايه!! دي مطلعه عيني .. بس والله چنونها كده ليه لذة ومسلي...
_ماشي يا عمنا .. ها ايه بقى الحاجه اللي قولتلي في التليفون انها مهمة اوي كأنها سر قومي دي!
_مش سر ولا حاجة .. بس مابقتش برتاح للكلام في التليفون في حاجات مهمه بعد حركة ريهام معايا ومع ابريل كمان
قهقه خالد بتعجب والله دماغها سم حتى اختها ما سلمتش منها .. وماقلتلهاش طبعا
هكذا استفهم خالد في نهاية عبارته فأجابه باسم بالنفى اكيد
تم نسخ الرابط