رواية جوازة ابريل الجزء الثاني بقلم نورهان محسن من 11 الي 18

موقع أيام نيوز

معها داخل الغرفة بعد أن ولج وأغلق الباب خلفه دون أن تشعر حتى بوجوده فخرج صوتها خاڤتا من نفاد الصبر احنا مش هنخلص بقا
ارتفع مستوى صوتها ردا على هذا الوقح وهي تصر على أسنانها 
زوي بين حاجبيه الكثيفين عابسا بجاذبية طاغية لم تلاحظها أبريل وسط اضطرابها بينما يخبرها بحزن كاذب واهون عليكي يا بندقة وانا اللي روحت مخصوص اجيبلك الفطار لحد عندك
أنهى باسم حديثه بابتسامة لطيفة داعبت على شفتيه فبادلته بأخرى بلا مرح مع نطقها پغضب ناعم كتر الف خيرك .. حقيقي ميرسي اوي .. بس تعبت نفسك علي الفاضي انا مش هفطر..
التفتت ابريل في جملتها الأخيرة متجاهلة وجوده وهي تحمل حقيبتها التي تركتها في سيارته بالأمس وأفرغت كامل محتوياتها على فراشها تبحث في أغراضها من جديد على أمل أن يظهر الشيء المفقود بينما وصل صوته الرجولي المتسائل إلى مسامعها اومال الممرضة اللي برا قالت انك جعانة وطلبتي فطار..!
تمتمت ساخرة دون أن يسمعها شوفتك نفسي اتسدت
سرعان ما تومض روماديته بشرارة ماكرة في نهاية جملته وهمهم بإدراك بينما تركزت حدقتيه عليها شاملا إياها بنظراته الثاقبة شكل القطة فاقت وراقت وغيرت هدومها كمان وعايزة تهرب تاني مش كدا .. عموما ريحي نفسك اللي بتدوري عليه مش هتلاقيه
توقفت ابريل عما كانت تفعله بعد أن لفت انتباهها بكلامه فأدارت رأسها ببطء لتحدق به بهدوء مصطنع تخفي وراءه الانزعاج وعدم ارتياح من نبرة صوته الواثقة فبادلها النظرات بغموض هو يجلس على الأريكة واضعا ذراعيه خلف رقبته ببطء وإرتسمت إبتسامة كسولة على فمه ناجمة عن سبقه لها بخطوة دائما.
إزدردت ابريل ريقها فى اضطراب وتساءلت بتوجس وانت اش عرفك باللي بدور عليه اصلا!
تكلم ببرودة قارسة فبهتت ملامحها فورا وشعرت أن أمرها قد انتهى بها إلى هاوية مخيفة لأن باسبورك معايا .. مش هو دا اللي بتدوري عليه
اتسعت عيناها بإنشداه من كلماته التى تردد صداه بأذنها لتسأل بإستنكار شديد يعني فتشت في شنطتي وسرقته يا حرامي ازاي تعمل حاجة زي دي!
حرك لسانه داخل فمه ببرود قبل أن يخاطبها بتحذير متذمر عيب لما تكلمي خطيبك بالطريقة دي يا بندقة
خرجت من ذهولها تهز رأسها برفض وهى على وشك الجنون مجرد التخيل أن مستقبلها اللعېن أصبح قسرا بين يدي هذا الرجل المتلاعب يجعل ڠضبها يضرم بتضاعف صړخت باعتراضا عڼيفا خطيب مين وبتاع مين .. ماتناديليش بالطريقة دي تاني .. و باسبوري ترجعولي حالا قبل ما اطربق الدنيا فوق دماغك
تابع بجمود تلك الكلمات الأخيرة الصادرة منها بنبرة ټهديد مضحكة واضعا قدمه فوق الآخرى متلفظا باسترخاء لو طربقتيها هتنزل علي دماغك معايا
برودة أعصابه الجليدية أصابتها بالجنون بينما كان باسم يستمتع بشكل غريب بحړق أعصابها فاندفعت نحوه بخطوات غاضبة وإستبدت كل ذرة فى خلاياه بتحفز للانقضاض عليه حتى تزيل هذه الإبتسامة عن فمه الغليظ مرددة دون تفكير فى خضم إستيائها الحارق وانا اللي هفتحلك دماغك بإيدي .. هو انتو عاملين مؤامرة عليا يعني .. بأي حق عمالين تبيعو وتشترو فيا .. مرة هي تاخد موبايلي وتحبسني زي القرد جوا القفص .. ودلوقتي انت بتاخد باسبوري ڠصب عني .. ايه فاكرين الناس بتمشي علي مزاجكم!!!
حدق فى يدها الممدودة إليه ليقول ببساطة بعد ما تفطري
ردت بجفاء عنيد مش عايزة اټسمم .. هي عافية .. رجعلي باسبوري بالذوق بقولك
ضحك بسخرية عندما سمع كلمة ذوق الذى تناقض مع نظراتها الشرسة ثم تابع بتهكم هتعملي بيه ايه!! ولا له اي لازمة .. لو فاكرة انك هتعرفي تخرجي من باب المستشفي اصلا انسي .. ماتتعبيش روحك وتتعبيني معاكي انا من قلة النوم مش شايف قدامي
إندلعت جمرات الشك فى قلبها وهى تتسأل بريبة تقصد ايه
_روحي بصي وهتفهمي قصدي
قال باسم ببرود فتابعت بعينيها المذهولة إصبعه السبابة الذي أشار به نحو النافذة.
فى غرفة مني
أصبح معدل تنفسها مرتفعا ولاهثا عندما وصل إليها صوته لتتمكن بصعوبة من تجاهل النظر إليه وتمتمت بالرفض ماما خليه يمشي مش عايزة اشوفه قدامي
_عز اخرج الله يرضي عليك يا بني .. انت مش شايف حالتها بقت عاملة ازاي بسببكو .. بقي هي دي الامانة اللي امنتك عليها
تجاهل كلمات سوسن التوبيخية وكأنه لم يسمعها كل تركيزه كان على التي كانت تجلس تخفض وجهها لتجنب النظر إليه ليهمس بمرارة معذبة خلاص يعني لدرجة دي مابقتيش طيقاني ولا قادرة تبصيلي
تجاهلت مني سؤاله بإبتسامة ساخرة مغمورة بالدموع وصوبت حديثها إلى دعاء استريحتي خلاص يا دعاء هانم .. الف مبروك اللي كنتي عايزه توصليله حصل
_ابنك حبيبك طلقني .. وابني خسرته من قبل ما الحق افرح بيه
خرجت الكلمات مشحونة بنيران أججها إحساسها بالظلم الشديد وسقطت كالصاعقة على رأسي عز ودعاء التى تجمدت في مكانها للحظة وأخفضت أعينها من الخجل وبينما يقف عز يوزع بينهما دون أن يفهم يلا مستنية ايه!! خديه واطلعو من حياتي .. روحي جوزيه للي تستحقه وخليه يسيبني في حالي بقي
تعظمت حيرته مع كلام منى لكنه وضع كل أسئلته جانبا محاولا أن يصبر عليها أكثر وتحدث بهدوء شديد ممكن تهدي شوية يا مني .. انا مستحيل هتخلي عنك ومقدر الحالة الصعبة اللي انتي فيها ..
قال عز ذلك وهو يتقدم نحوها عدة خطوات ليقف أمام السرير ويرفع يده يريد أن ېلمس شعرها إلا أن أيقظه صوتها فور أن صړخت بھجمة حادة مما أفقده كل دفاعاته الواهية أمامها ابعد عني وامشي اطلع برا انت وامك
احتقن وجهه من جفائها المبرر ثم ألقى نظرة سريعة وشاملة على من معهم في الغرفة قبل أن يسأل بحدة في ايه يا مني بالظبط .. ايه لزوم التجريح دا في امي مش فاهم!
مسحت دموعها بظاهر يدها وقالت بحزن ملموس في نبرتها الباكية ابقي خليها تفهمك .. ابقي قوليلو كنتي بتخططي لإيه .. ابقي احكيله الكلام المسمۏم اللي علي طول كنتي تسمعيهولي .. و ابقي افتكر ان ابني ماټ بسببك يا عز .. ولو انطبقت السما علي الارض عمري ماهسامحك
فى المنصورة
داخل منزل الجدة تحية
_داخلة بتنفخي من الصبح ليه يا بنتي!
تساءلت تحية بذهول وهى جالسة على الأريكة في غرفة معيشة المنزل فتلوت شفتى صابرين وهي تجاورها قائلة بنزق شوفت اخت ام احمد وهي طالعالها .. يا ساتر لما الاتنين دول بيتلموا علي بعض ماحدش بيسلم من لسانهم
تحية بإيماءة لا مبالية سيبك منهم .. احمد كلمك قالك وصل واطمن علي ابريل ولالا 
صابرين بنفى شارد لسه مااتصلش
تابعت بصوت هادئ وكأنها تفكر بصوت مسموع بس شكلها كدا هتحصل خناقة جديدة بين احمد ونادية
تحية بحيرة ليه خير
ردت صابرين بإستفاضة صدفتها علي السلم كانت واخدة بنتها وشنطة هدومها وماشية .. وبتقول امها عيانة بس انا متأكدة انها اكيد زعلانة .. ماشوفتيهاش امبارح كان بوزها شبرين وهي قاعدة معانا .. لازم طبعا مضايقة عشان احمد راح لابريل
تحية بنبرة حزينة حقها يا بنتي ماهي مراته .. يلا ربنا يهديهم .. ذنبها ايه البنت اللي في وسطهم ومتبهدلة بينهم دي
إلتفتت صابرين إليها وهى تثنى احدى ساقيها أسفلها لتسأل بتردد مفكر تفتكري يا ماما يعني لو كان جاب البنت دي من ابريل مش الحياة كانت هتبقي احسن هتبقي متشحططة معاهم كدا
هزت تحية رأسها بسرعة مستنكرة بشدة وقالت...
عند باسم
وضع باسم ذراعه بطول حافة الاريكة وتحدث بإستهزاء يلا اتحفيني بقي .. ناوية تطيري من الشباك عشان تهربي من اكتر من 15 مراسل صحفي لقناوات كتير احسن حاجة تعمليها انك تعقلي كدا عشان خروج من هنا لوحدك دا مستحيل
حدقت ابريل بهم من النافذة بقلب ينبض مثل الطبول ولم تستطع الوقوف بهدوء لتتحرك في مكانها ذهابا وإيابا بتوتر بالغ وهى ترفع يديها وتمسك بهم رأسها الذي كان يترنح من تشوش أفكارها لتهمس بعصبية كان فين عقلي!! كان فين لما ورطة نفسي الورطة السودة دي يارب!!!
تبدلت ملامح باسم اللامبالية إلى ملامح أكثر جدية تناغمت مع صوته الهادئ مع لمحة من الحدة اظن كدا خلاص اكتفيتي من العناد واقتنعتي ان الحكاية دخلت في الجد واللعب الفردي مابقاش في صالحك .. يلا تعالي اقعدي خلينا نفطر ونفكر هنعمل ايه ونتفاهم علي كل حاجة قبل ما يوصلو
التفتت أبريل لتنظر إليه وبضيق شديد فحاول تغيير مجرى الحديث من خلال سؤاله المرح بعد أن تدحرجت عيناه على الصندوق الموضوع أعلى السرير بالمناسبة عجبتك الشوكولاته
انتقل بصرها إلى حيث أشار إليه ثم ابتسمت بوداعة خطېرة وردت عليه بغموض حلوة و غالية!!
سأل باسم مرتابا وهو يشاهدها تتحرك من السرير لتلتقط الصندوق وتعود أدراجها إلى النافذة هتعملي ايه
حدجته ابريل بعيون إرتسمت بها براءة مصطنعة مبطنة بالخبث ثم مدت يدها إلى المقبض لتفتح النافذة على اتساعها وأسقطت الصندوق منها في غمضة عين قبل أن تعاود النظر إليه وهي تتحدث بغطرسة ممزوجة بالإستفزاز وشعر جزء كبير منها بفرحة النصر عليه كدا اعتقد وصلك ردي علي التخاريف اللي كنت بتقولها!! ويلا اديني باسبوري يا حرامي قبل ما اخليك تحصل شوكلاتك من الشباك
قام باسم من مقعده وركز رماديتيه على معالم التحدي المشع بفيروزيتيها الخلابة مع الټهديد المباشر في لهجتها ليخطو نحوها ببطء وهو يتحدث معها بهدوء لا يشعر به بعد أن استفزته حركتها كثيرا مش حرام النعمة تترمي كدا!
_ مش عايزة من وشك حاااا
تلاشت بقية جملتها بالهواء في ذعر إذ تبخر شعورها بالفوز عليه الذى أعمى بصرها بكل غباء عن رؤية تقدمه نحوها مهيمنا عليها بطوله الشامخ.
وقبل أن ترمش حتى 
مرت عليهما لحظة سكون جراء صډمتها ظهرت ابتسامة شقية على شفتيه منتظرا بإستعداد رد فعلها المتوقع إذ تسمرت صامتة كما لو أنها قد صدمت للتو بتيار كهربائي من ملامسة أجسادهما ببعض وللمرة الثانية في نفس الساعة تمكنت من استنشاق عطر أنفاسه مع الهواء بسبب شدة قربه الجريء منها وبصعوبة تمكنت من خروج الحروف بتلعثم مذهول مسكنى كدا .. ازاي!! لو مابعدتش عني هصرخ .. واعملك ڤضيحة
مال باسم برأسه نحوها وضغط خده بذقنه الخشنة على خدها الناعم الذى يشع باحمرار الڠضب
تم نسخ الرابط