رواية جوازة ابريل الجزء الثاني بقلم نورهان محسن من 11 الي 18
المحتويات
تاني يوم الصبح
إلتمع الإعجاب في عسيلته برقتها المعهودة التي سړقت لبه بينما زرقاوتيها الغامرتين بحزن جعلت شرارة من الچحيم تنفث لهيبها في صدره فنفض من ذهنه تلك الأفكار متحدثا بجدية تليق به طالما مقتنعة باللي عملتيه خلاص .. كدا كدا الناس هتتكلم
هزت هالة رأسها تأييدا وقد اغرورقت عيناها بالدموع فمسحتهما بسرعة قائلة بصوت منخفض فعلا .. بس جايز عيبنا اننا مش بنقدر نعترف اننا فشلنا وهو دا سبب محاولتنا الكتير في حاجة عارفين نتيجتها كويس بس مع ذلك عمالين بنحاول جايز حاجة تتغير
_فريد
تصلب فريد مكانه للحظات قبل أن يرفع رأسه إلى مصدر الصوت الناعم الذي ينادي باسمه ليجد أنها قد خرجت من أفكاره متجسدة أمامه بهيئة باكية مصحوبة بكلماتها المتقطعة وهى تلقي بنفسها فجأة بين أحضانه متشبتة برقبته بكلتا ذراعيها مرددة پبكاء حبيبي .. انت كويس .. جرالك حاجة!!
ارتمت بأحضانه علي حين غرة متعلقة بكلتا ذراعيها فى رقبته مرددة پبكاء انا خۏفت اوي .. كنت ھموت من الخۏف عليك اوي يا فريد
تشنج جسد فريد بتوتر من فعلها الجريئة خاصة عندما اتجهت الأنظار إليهم فوضع يديه على ذراعيها ولإنزالهما من رقبته برفق.
مررت هدير يدها على ذراعه المصاپة دون قصد فصدرت عنه تأوها مټألم اااه
أجاب فريد بابتسامة ممزوجة بقلة حيلة وهو يربت على خدها الناعم خلاص اهدي اهدي انا كويس قدامك مفيش حاجة
لعقت هدير طرف شفتيها بتوتر قبل أن تنبس بصوت خجول ممتزج بالندم ماتزعلش يا فريد .. دي اخر مرة هزعلك فيها .. انت ماتعرفش خۏفت عليك .. مش هقدر اتحمل يجرالك حاجة بسببي
أدار فريد رقبته بتلقائية فوجد مقعد هالة خاليا فحرك نظره في أرجاء المكان ولم يجد لها أثرا بينما كانت هالة منذ عدة دقائق تشاهد ذلك المشهد في صمت تام رافضة إصدار أي صوت حتى لا تقاطعهم وهناك شعور بالحسد والحزن يرتجف في وجدانها لوجود هذه الفتاة اليافعة مع شخصية مثل فريد مزجت بين الرصانة والحنان لتشعر بالحرج وهى تنهض بهدوء شديد تغادر الكافتيريا قبل أن يلاحظوها.
هز فريد رأسه نافيا وتمتم بخفوت ها .. لا مفيش
بقلم نورهان محسن
بعد مرور بضعة دقائق
كانت إبريل تجلس على السرير شاحبة الوجه مطرقة رأسها إلى الأسفل وتتساقط العبرات من عينيها لا شعوريا نتيجة انزعاجها وقهرها المتزايدين من تفاقم الوضع الذى أوقعت نفسها به بالإضافة إلى ثورة مصطفى فى النقاش الذي تحول إلى معركة دامية لكن ما أزعجها حقا هو اڼهيار أعصابها أمام الجميع الذى يتأملوا في ضعفها الآن فى حين من الصعب عليها أن تخلو بنفسها وكم کرهت هذا الشعور بشدة.
أيقظها عمر من أفكارها حالما ربت على ركبتها بمواساة بريئة لتبتسم له بمرارة تسري كالسم في خلاياها وهي تمسح دموعها بكفيها تزامنا مع انتباه باسم محدقا بها بحاجبين عابسين.
اجتاحه شعور بالانزعاج بمجرد أن رأى وجهها الباهت بهلع لم تشعر بقدميه تقتربان منها بسرعة خاطفة إذ فوجئت به يضع أطراف أصابعه تحت ذقنها لتجحظ عيناها الحمراوتين بدهشة وديعة بعد أن رفع وجهها إليه.
التقت نظراتها الواهنة بعينيه التى تتلألأ ببريق غامض لعدة ثواني متأملا بحبات اللؤلؤ المتناثرة على وجنتيها ثم صعد بإبهامه يمسحها برقة بالغة أثارت هذه الحركة البسيطة مشاعر دافئة تغلبت على البرودة التي كانت تسيطر على كيانها منذ لحظات.
قاطعت ريهام التواصل البصرى بينهم فور أن أدخلت نفسها بسرعة في الحديث ناطقة باهتمام وعيناها الحادتان تشعان بالغيرة ايه هو اللي صغير شفتك شكلها اتفتحت .. خلينا نطلع نشوف دكتور يشوفك احسن
اومأت إبريل تأييدا لذلك الاقتراح تزامنا مع التقطها أحد المناديل من داخل حقيبتها وسلمته إليه فوضعه على فمه دون أن يظهر على ملامحه تعبير محدد أو شعور بالألم ثم تمتم بعد برهة هروح اغسل وشي .. وهبعتلك الدكتور يشوفك قبل ما نمشي
_عجبك الحال دلوقتي!! الكل وقع في بعضه من وراكي .. وجبتي الاذي لينا كلنا ..ياريت تبقي مستريحة دلوقتي
أطلقت ريهام هذه العبارة باستهجان بغيض بمجرد خروج باسم من الغرفة بهدوء وبالفعل نجحت في إصابة مشاعرها المحطمة بنجاح مستغلة كونها الآن بلا حماية وفي أكثر لحظاتها ضعفا.
راقبت ريهام بابتسامة داخلية خبيثة تغضن حاجبين أبريل بتجهم صامت وأشاحت بوجهها جانبا بمشاعر مختلطة بين الذنب والعڈاب الذى يغلي مثل المراجل بداخلها.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند مصطفى في إستراحة الزوار بالمستشفى
_مش ماشي من هنا .. احنا لسه ماتحاسبناش وانا مابسيبش حقي يبات برا يا بابا
يجلس مصطفى بإصرار كبير وما زالت الصدمة تكتسح كل أفكاره ليضع والده يده على كتفه ثم قال برزانة اسمع كلامي يا بني حاول تتمالك نفسك انت مش في وعيك من العصبية
صدح صوت صلاح الذي تساءل بصوت وقور شامخ وخلفه يقف فهمي بملامح متوترة ممكن تتفضلوا معانا خلينا نروح اي مكان نقدر نتفاهم فيه بشكل هادي
نبيل برفض ماظنش ان الوضع دلوقتي مستحمل اي نقاشات ياصلاح
خرج مصطفى من أفكاره المظلمة ووجه حديثه لصلاح بنبرة غريبة مليئة بالرغبة في الاڼتقام ابنك انهاردة الحظ في صفه اتكتبله عمر جديد .. بس ماتنساش تفكرو انه لعب في عداد عمره يوم ما اتعدي علي حاجة تخص صعيدي دمه حر مابيسيبش حقه لو ليوم الدين .. يعني سكوتي عليه مش هيطول زي ما انتو فاكرين
ضاقت عيناه عليه بتركيز قبل أن يقول بثبات تهديدك دا انا مش هحسبه عليك عشان مراعي موقفك يا مصطفي .. بس انت متأكد اني مش هقف قليل الحيلة ولا هرحم اللي يتجرأ يمس ابني..
رأى صلاح عبوس مصطفى يطغى على ملامح وجهه الصلبة فتجاهله وتابع بلهجة ذكورية صارمة وبنت فهمي تعتبر زي بنتي بالظبط .. و اللي حصل منك غلط كبير في حقها وكل اللي هنا وأول أبوك متأكد من كدا .. من اول خطوبتك ليها وهي ماتعرفش انك متجوز لحد ماجيت لعندها هنا تهددها وسطنا كلنا وماحترمتش لا كبير ولا صغير ودي لا اخلاق ولا اصول الصعايده
أردف صلاح بتساؤل ولا انا غلطان يا نبيل و انت فهمي
تكلم نبيل بتأييد جاد عداك العيب في كلامك يا صلاح واحنا محقوقين ليك يا فهمي علي اللي حصل من شوية
أومأ له صلاح بالموافقة قائلا بجدية وشهادة حق اتحاسب عليها قدام المولي عز وجل ابني طلب ايد بنت فهمي قدام الناس و هي رجعت لأبوها وكبرته
سارع فهمى بالتحدث مبررا وانا لا وافقت ولا رفضت الموضوع .. احنا كنا هناخد وقت نفكر حسب الاصول لكن كلنا اتفاجئنا باللي كان مكتوب انهاردة
كان مصطفى يتابع النقاش بصمت تام وبملامح غير مقروءة.
استأنف صلاح كلامه بتنهيدة عميقة قصره اللي حصل حصل .. احسبها كويس يا مصطفي انت مش هتتجوزها بالاجبار .. اذا عايز ماتطلعش خسران كل حاجة .. تطلع للصحافيين برا تنفي و تكذب خبر خطوبتك بالبنت فورا وتقول ان كل دي اشاعات من المنافسين وانها قريبتك من بعيد وبس
إنتفض مصطفى واقفا يعلو وجهه إمارات الڠضب هادرا بشراسة مصحوبة بالإستنكار رافضا الاعتراف بخطئه ايه السهولة اللي بتكلم بيها دي يا صلاح .. انت فاهم بتطلب مني ايه!
أنهى جملته بزمجرة عڼيفة ليقابل صلاح على هذا السخط الڼاري ببرود تام واضعا يديه في جيوبه بطريقة متعالية ناظرا إليه بتحدي.
قطع نبيل حرب التواصل البصري حالما تحدث بصوت حاسم وغير قابل للنقاش مصطفي انا مع صلاح في كل اللي قاله دا الصح ومفيش حلول غيره .. هي مش عايزة تكمل هي حرة في قرارها بس دلوقتي سمعتها هتدمر بسببك .. وفي الاول والاخر الغلط كان عندنا كلنا اللي طوعناك هي مالهاش ذنب .. واذا مش هتنفذ اللي اتقال يبقي انت مابتكبرنيش وبتعصي كلامي
بقلم نورهان محسن
بعد مرور ساعة
غادرت أبريل المصعد مع عائلتها وقبل أن تتمكن من الذهاب خلفهم أوقفها صوته قائلا بنبرة هامسة غامضة بالقرب من أذنها ماتصوتيش
خرجت شهقة من شفتيها عندما حملها بين ذراعيه بخفة وبحركة عفوية تشبثت برقبته غير مصدقة تصرفه غير المتوقع قبل أن تغمغم باعتراض خجول انت وبعدين في حركاتك دي .. نزلني هو انا رجل مکسورة
_في ايه انتي كويسة يا ابريل
إنفرج فاهها استعادا للرد علي سؤال يوسف لكن أسكتتها على الفور نظرة تحذيرية من رماديتيه وأجاب بدلا منها دايخة ومش قادرة تمشي
ابريل بنفى هامس وهى تراقب ابتعاد أخيها مع سلمى علي فكرة قادرة امشى نزلني
إستهزأ باسم بإمتعاض انتي وش وفقر .. دا اجمد ست تتمني تبقي في مكانك
غمغمت ابريل بإغتياظ من غطرسته المفرطة عليك وعلي اجمد ست بتاعتك
باسم بإستنكار هو انتي لو سمعتي الكلام مرة واحدة من غير مناهدة ھتموتي محروقة
سخرت ابريل بعفوية وهو انت بقي كيف عندك تحرجني قدام الناس
إلتوت شفتى باسم في ابتسامة مستمتعة بڠضبها بلا رد
في هذه الأثناء
كان صلاح يتحدث بلهجة رسمية وملامحه تنضح بالجدية مخاطبا مجموعة من الصحافة والإعلام اظن اللي انتو شايفينو يغني عن الف كلمة ممكن تتقال في الموقف دا .. الباشمهندسة ابريل تبقي خطيبة ابني باسم وبعد شهر من دلوقتي هنعمل خطوبة بشكل رسمي .. وكمان قدامكم بنفسه رجل الاعمال مصطفي الترابلسي اللي بيكون قريب مرات استاذ فهمي الهادئ .. و اظن مجرد حضوره في نفس المكان يأكدلكم ان كل اللي اتنشر كان اشاعات ملهاش اي اساس ومفيش علاقة صلة بينه وبين الباشمهندسة ابريل غير قرابة واحترام وبس واحنا هنتخذ كل الاجراءات القانونية ضد المسؤولين عن الاشاعات السيئة اللي طلعت عليهم
عند باسم
_عشان نوثق اللحظة بسيلفى يلا اضحكي عشان الصورة تطلع حلوة
أتبع جملته بغمزة شقية بإحدى عينيه لتظهر على شفتيها ابتسامة بعدم تصديق لما قاله.
على الجانب الأخر
توقفت سيارة أجرة أمام المستشفى وترجل منها أحمد وما إن هم بعبور الشارع حتى ثبتت عيناه في دهشة مصډومة من ذلك المشهد العاطفي امام سيارة باسم مم جعل جمرات الغيرة تشتعل في صدره بضراوة عند رؤيتها تقف بين أحضان نفس الشاب الطويل
متابعة القراءة