رواية جوازة ابريل الجزء الثاني بقلم نورهان محسن من 11 الي 18
المحتويات
قارنتها بحماقة بالنساء اللواتي عرفتهن النساء اللواتي خذلنك والنساء
أولئك الذين خذلتهم...
لقد فات الأوان لإدراك كم كانت مختلفة..
وكم كان حضورها يغنيك عن جميع النساء الأخريات..
مرت سنوات وأنت تفكر مرارا وتكرارا
كيف فقدتها ولماذا رحلت وتبحث عن مبررات لهجرانها لك ثم تتهمها بالجبن والخېانة رافضا الاعتراف بأن السبب الحقيقي هو أنت وانك كنت ضعيفا...
تقف الآن مندهشا أمام امرأة ذات ملامح صلبة
بالماضى كنت ترى ملامحها في وجهك
وضحكتها على شفتيك
وعيونها تتألق في عينيك
كيف يمكنك الآن هزيمة حصونها المنيعة
فى المنصورة
عند أحمد فى منزل زينب
_يعني ايه راحت لأمها من غير ما تعرفني .. ازاي تخرج برا بيتها منها لنفسها كدا تستأذني
رفع أحمد حاجبيه مستنكرا كلامها الذي لم يعجبه معقبا بصوت ساخط معذورة ايه و قرف ايه بس..
تضخمت عروق حلقه حنقا عند ذكر سيرتها إذ كان لا يزال يشعر بالڠضب المشتعل في أوردته كلما ترددت كلماتها المسمۏمة في فضاء عقله يضاهي لهيب سيجارته المشټعلة بين أصابعه قبل أن سرد عليها بقسوةر مدركا المعنى الخفي وراء كلماتها دا مالوش دعوة بدا يا ماما .. ماتخلطيش الامور ببعضها مهما كان السبب ليها راجل تعرفه خط سيرها مش من دماغها تمشي و دا كان بيحصل وانا مسافر مش كدا!
نفث الدخان من سيجارته بضيق فهذا هو الشيء الوحيد الآن الذي يجعله يشعر بالصبر قليلا حتى لا يفعل شيئا سيندم عليه لاحقا بينما زينب تابعت برجاء بالله عليك سايق عليك النبي واهل بيته تروح وتراضي مراتك وترجعها لبيتها .. ماتسيبهاش مکسورة الخاطر كدا دي مهما كان مراتك و ام بنتك .. انت لو لفيت الدنيا مش هتلاقي في اصلها ومحبتها ليك
سألته بلطف طيب يا حبيبي مش عايز تاكل لقمة اتلاقيك علي لحم بطنك
_ماليش نفس
بقلم نورهان محسن
في غرفة ابريل
كانت أصابعها تعبث بوشاح جدتها الحبيبة وهي لا تزال مسترخية على ظهرها وأفكارها تسبح في بحر مظلم لم تكن تتخيل في حياتها أنها ستقع في فخ كهذا لتتمركز أفكارها عند اللحظة التي رأته فيها حيث كان الأمر بمثابة مفاجأة إضافية لصدمات هذا اليوم الطويل لكن بالنسبة لهذا اللقاء على وجه الخصوص لم تكن مستعدة له على الإطلاق فهي تشعر بإحساس مثقل بالألم يتغلغل فى قلبها وتشكل الدموع الكثيفة سحبا بلورية فوق عينيها كلما تذكرت كلماته.
flash back
منذ بضعة ساعات
داخل سيارة باسم
نظر إليها بزاوية عينه أثناء قيادته ثم أشار إليها وهو يتمتم بنبرة آمرة اربطي الحزام اربطي الحزام
حاولت سحب حزام الأمان من مكانه لكنها لم تنجح لأن أعصابها كانت متوترة فقالت بضيق مش بيطلع معايا
نبس باسم بهدوء بعد أن أوقف السيارة على جانب الطريق وانحنى نحوها واضعا حزام الأمان عليها.
أخفضت بصرها بعد أن حپسها بين ذراعيه تشعر بمراقبته لملامحها الناعمة بنظرات جعلت نبضها يرتفع من شدة قربه بينما لم يفوته الشعور بتوترها ليسألها بهمس رجولي خبيث اومال فين اعصابك
رفعت إليه فيروزيتها وأجابت بصوت منخفض وعيونها مليئة بالسخرية لتغطي خجلها قطعو تذكرة هجرة علي المريخ من بعد ما شوفتك علي طول
ضحك باسم بلؤم وزعلانة اكيد عشان مش هتعرفي تحصليهم وباسبورك تحت ايدي
دفعته بعيدا وهتفت بغيظ يلوح في نظرتها بالإضافة إلى لهجتها المستنكرة تصدق انت واحد مستفز
عاد ليجلس منتصبا في مقعده مقلما بغطرسة ياقة قميصه وهو يمطرها بنظراته الماكرة بعد أن نجح في إغاظتها وإثارة ڠضبها وهو ما يروقه جدا.
بعد فترة قصيرة كانا لا يزالان على قارعة الطريق
_ابريل هاتي تليفونك عايز العب عليه جيم
حدقت إبريل عبر المرآة بأسف ووجهت حديثها إلى عمر الذي كان يجلس في المقعد الخلفي للسيارة التليفون مش معايا
أدار الطفل عينيه بضجر ثم مد ذراعه إلى الأمام إلى حيث يوجد مشغل الموسيقى في السيارة وبسرعة أبعد باسم أصابعه عن الجهاز وهو يحذره ببرود عيب يا حبيبي
تذمر عمر بملل زهقان عايز اسمع حاجة تسلينا
تنهد باسم تنهيدة عميقة نشير إلى مدى إرهاقه مصاحبة لصوته بالرفض مفيش حاجة هتشتغل انا مصدع
ساد صمت قصير قبل أن يقطعه عمر الذى قال عايز اعمل التويلت
باسم ببلاهة توليت!
هز عمر رأسه مؤكدا ايوه ودلوقتي حالا
وجه باسم نظره الحائر إلى أبريل التي كانت تحبس ضحكتها بصعوبة قبل أن يسألها مستاء ما انت كنت في المستشفي من عشر دقايق ماعملتهاش هناك ليه
رفع عمر كتفيه وأجاب بعفوية استفزت حواس باسم ماجاش علي بالي .. يلا بسرعة عشان مابعرفش امسك نفسي
ضړب باسم المقود پغضب مما جعلها تبتعد عنه قليلا خوفا من ردة فعله بينما نظر إليها بحاجب مرفوع وتمتم بتجهم مش طالعلك صوت ليه ماتشوفي حل !
لوحت ابريل بيديها فى الهواء بإرتباك وهتفت بقلة حيلة اصلها مالهاش غير حل واحد .. ماتفضلش مصډوم كدا .. الحق قبل مايبدلك العربية
أحس بالسخرية في لهجتها حك فروة رأسه پعنف وتمتم بكلمات غاضبة غير مفهومة مما جعل أبريل تضع كفها على فمها لتخفي ضحكاتها حتى لا يتفاقم الموقف اكثر .
بعد مرور فترة وجيزة
تسألت ابريل بذهول وهى تلتفت إليه انت وقفت هنا ليه ..
تنقل باسم ببصره خارج السيارة وهو يجيبها بفظاظة بدور علي اي زنق يصرف نفسه فيه
ضيقت ابريل عيناها بإستنكار وهدرت بتوبيخ انت اتهبلت عايزو يعمل كدا في الشارع .. وعاملي فيها مخرج و شياكة و حركات طلعت بتتصرف زي الكلاب والقطط في الخربات
اقترب منها لا إراديا وهو يشعر بأنه على حافة الجنون تقلصت ملامحها وهو يزمجر باستياء مشيرا إلى أنفه عايزاني اعمل ايه يعني! انا روحي بقت هنا منك ومش مستحمل اسمع صوت كفاية اللي استحملته منك لحد دلوقتي فاا لسانك هيطول كمان ه...
قاطع عمر تلك المشاجرة بينهما مذكرا اياهم بتذمر طفولى ممكن تتخانقو وقت تاني انا عايز اروح التويلت دلوقتي هنعمل ايه
نظر إليه باسم بانزعاج قبل أن يقلب عينيه عليها عندما قالت باحتجاج عنيد يتناقض مع ارتعاشها الداخلي خوفا من فورة غضبه مبدأيا كدا ماتشوحليش في وشي تاني وايدك تفضل جنبك لو سمحت .. و بعدين ما الماركات في كل حتة اقف عند اي ماركت قريب مش قصة هي
تجاهلها متمتما بإستشاطة اللهم طولك يا روح
بقلم نورهان محسن
بعد مرور دقائق
داخل إحدى متاجر التسوق
رمشت بعينها دون أن تركز على أقواله وكأنها جاءت من بعيد وشعرت أن لسانها مقيد من الدهشة التي سيطرت على ملامحها الجميلة لم تصدق أنها ترأه واقفا أمامها وهو يطوف ملامحها وعيناه تلمعان بلهفة ليتحدث بنبرة تشتعل في ثناياها بنيران حنينه الغامر وحشتيني يا توته .. وحشني كل حاجة فيكي رغم ان كلك علي بعضك مطبوعة بختم من ڼار جوا قلبي اللي مابيفكرش غير فيكي
تغيرت ملامحها المشدوهة إلى حجرية وهي تخرج من عباءة الصمت لتسأل بحاجب مرفوع احمد!!! انت هنا بتعمل ايه
ظهرت على وجهه ابتسامة ساحرة وهو يميل رأسه إلى الجانب وينظر إليها بعمق وشوق كبير فأضافت أبريل بثقة دي مش صدفة انت...
بلل شفتيه بطرف لسانه ليرد بهدوء جيت وراكي من المستشفي علي هنا
عاودت ابريل تسأل وهي لا تزال تشعر بالريبة نحوه و ازاي عرفت مكاني اصلا
احمد بإختصار اللي شغالين في بيت ابوكي
أومأت ابريل بفهم فأردف بإهتمام ممتزج بالحيرة انا اللي عايز افهم ايه اللي حصلك خلاكي تدخلي المستشفي و ازاي يكتبو عنك كلام زي دا مين اللي عمل كدا!!
زفرت الهواء بتهمل لتفرغ رئتيها بعد أن أحست بضيق فيها وردت بنبرة ثقيلة الحروف شوية تعب وراحو لحالهم .. وبخصوص المكتوب .. بإختصار انا ومصطفي فسخنا الخطوبة و منافسين له هما سربوا الخبر دا بالقصد عشان يبوظوا شغل مصطفي يعني مجرد اشاعات و اتكذبت خلاص
_مين اللي كان خارج شايلك من المستشفى!!!
طفى ڠضبها على السطح فى سؤالها المتبادل بغطرسة وانت دخلك ايه!
دحرجت قلبه داخل فوهة بركان على وشك الانفجار بمجرد سماعه ردها نفث شيطان الغيرة الڼار على بارود أفكاره المتضاربة ليهتف بإصرار شديد محدش له دخل بيكي قدي و مش دا المكان اللي هناقش فيه كلام زي دا .. بس دي الناهية يا ابريل انا سيبتك براحتك كتير اوي .. كفاية لحد كدا انتي مالكيش مكان عند فهمي وهترجعي معايا ابعدي عن القرف دا كله بقي كفاياكي عناد .. احنا هنتجوز واعملك فرح ماتعملش لبنت قبلك وهتعيشي معززة مكرمة معايا وهحميكي منهم واذا علي نادية مش هتحسي بوجودها نهائي في حياتنا انا بوعدك
انفلتت منها ضحكة ساخرة ليعقد حاجبيه بإنزعاج بينما تقول هي بإستنكار انت بناءا علي ايه بتخطط و ترسم مسارات لحياتي و عايز تنفذها كمان .. انت مين قالك اصلا اني لسه بفكر فيك او عايزاك يا احمد .. احنا انتهينا من سنين
تلألأ العڈاب داخل عدستيه وقال بصوت مخڼوق دي جزاتي دا اللي استاهلو منك عشان بحبك ولسه عايزك يا ابريل
صړخة رفض مع شعور غريب بالنفور ارتفع في أعماقها و ظهر فى صوتها بمجرد أن هسهست بقوة نابعة من قلب مقهور انت لا عمرك حبتني ولا قدرت تعرفني كويس .. كل مرة بنتكلم فيها بتأكدلي انك ماتفرقش حاجة عن ابويا .. نفس انانيته بالظبط
تنبهت حواسه لحديثها الذى جعل أنفاسه تتضارب في صدره ولأول مرة يجد صورته تنعكس في عينيها بهذا التعكر والقتامة نضحت في قولها بصوت زاخر بالخيبة ولأخر مرة بقولك ماتدخلش في حياتي بأي شكل .. اللي اتخلي عني زمان مستحيل اصدق انه هيبقي ليا دلوقتي سند
صعقټ من وقاحته بمجرد أن منعتها قبضته من الفرار فارتبكت أنفاسها أمام نظراته السوداء الغاضبة قبل أن يهسهس بحدة خطېرة رايحة علي فين .. ايه الكام سنة اللي عشتيهم مع ابوكي نسوكي سنين عمرك كله في حضڼي ..
خرج عمر من المرحاض وهو يهندم ملابسه قائلا بإبتسامة علي فكرة انت عجبتني
باسم بعدم فهم عجبتك في ايه!
أخبره عمر بحماس مقلدا اياه لما ضړبت اونكل
متابعة القراءة