رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
تستجمع قواها وتبتسم
انا مش زعلانه منها يا اكرم
لتدلف سهير في تلك اللحظه وتنظر إلى وقفت ابنها بجانب خطيبته
عال يااكرم قاعد انت والهانم تحبوا في بعض وسيبني لوحدي
ونظرت لضحي بقسۏة.. لتشيح عيناها بعيدا عنها فلولا أكرم وحبها الكبير له ما تأتي لهنا
لينظر أكرم لوالدته بجمود
انتي شايفه ده منظر ناس يحبوا في بعض
وتعلقت عيناه على ضحي التي عادت تجلى الأواني بصمت
لتستحيب هي لأمره بعد أن شعرت بالحزم في صوته.. وخرجت أمامه من المطبخ تحت نظرات سهير الحاقده
فتعلقت بذراع أكرم لتبتسم إليه بحب
متتأخرش ياحبيب امك
وماكان منه إلا أن مسح على وجهها بطيب خاطر داعيا الله بأن يهديها
.................
تمدت رقية على فراشها تحادث مراد عن عرسهم الذي اقترب...الي أن عادت لنفس السؤال
ليزفر مراد أنفاسه...كل يوم ينتهي حديثهم لهذا الأمر الذي بدء ېخنقه
تاني يارقية... قولتلك وهقولهالك تاني.. انا والهام انفصلنا من زمان وكل واحد راح لحاله.. مش انا الراجل اللي يتكلم عن ست كانت مراته
وقبل أن تشرح له وجهة نظرها فقد صدمها اليوم ردت فعله فهو كان ينهي الأمر بلطف.. وانقطع الخط لتنظر لهاتفها بأعين متسعه ودفنت وجهها بوسادتها حانقه
......................
جلست مهرة بجانب ريم على فراشها بعد أن أعدت معها حقيبة ثيابها... فقد مرت الايام وأتى موعد العرس ولم يتبقى عليه إلا يومان.. فنظرت مهرة لتوتر ريم ضاحكه
نفسي افهم سبب لتوترك ده
فحدقت بها ريم متسائلة
مهرة هو ليه لأزمة الهدوم ديه.. انا وياسر مش هيحصل بينا حاجه
انتي قويه ياريم... اتمسكي عشان والدك ووالدتك حاولي تفرحيهم وسيبي الباقي يجي من تدبير ربنا
فأبتعدت عنها ريم بأعين دامعه
ونظرت لفستان عرسها المعلق
كان نفسي البسه وانا فرحانه
ونهضت من فوق الفراش نحوه تلامسه بإحساس تمنت أن تعيشه يوما.. فأتبعتها مهرة بصمت ورغم أنها متأكده ان ياسر يحب ريم لكن يوجد شئ مخفي بحياة ياسر يتهرب جاسم في أخبارها رغم إلحاحها الا انه كالعاده الا يخبرها الا بما يرغب
وقفت أمامه وهي تريد أن تعلم الاجابه منه... فكلما سألته عن بسمه وسبب رحيلها يتحاشى الاجابه ويتركها ولكن اليوم أصرت أن تعلم لما رحلت دون أن تودعها
بسمه راحت فين ياكريم انا قلقانه عليها.. حاسه انك تعرف سبب رحيلها
فتجمدت عين كريم وعاد شعور الذنب يقتحم فؤاده
قولي فين طريقها أو عنوانها محتاجاها الفتره ديه معايا
كان يعلم حب زوجته لتلك الصديقه ومع إلحاح سؤالها نهض من فوق مقعده بالشركة صارخا بها
سابت كندا كلها بسببك... انتي السبب دمرتها مع اڼتقامي منك
لتبهت ملامح مرام پصدمه وقد جف حلقها
انا مش فاهمه حاجه
فأقترب منها يحاصرها بذراعيه بقسۏة
كنت هتجوزها عليكي يامرام
....................
جلست علياء مع إحدى صديقاتها بعد نهاية محاضرتهم في أقرب حديقة اعتادوا الجلوس فيها
انا عايزه اشتغل واساعد عمار يارانيا.. من ساعه تهمة السرقه والفضايح اللي عملتها ليه اللي منها لله .. ومحدش بيشغله حارس شخصي
ورفعت كفها عاليا تدعو على رفيف فعاونتها صديقتها علي الدعاء بغل ثم عادوا لحديثهم
هتشتغلي ايه واحنا لسا متخرجناش واكيد هتكوني محتاجه شغل يناسب وقت المحاضرات وميعاد رجوعك البيت
فطأطأت علياء رأسها بيأس..لا يوجد عمل سيناسب وضعها
فعمار إذا طرحت عليه الفكره سيعنفها.. لتطرقع رانيا اصابعها بحماس
وجدتها
لم يقل حماس علياء عنها.. لتلمع عيناها وهي تهتف
ها قولي
فنظرت إليها رانيا طويلا.. وعيناها معلقة على عين صديقتها
روحي لاخو مرات اخوكي يساعدك.. انتي قولتي انه غني.. اكيد إشارة منه فأي مكان هيخدمك
فحدقت بها علياء وهي لا تستوعب الأمر إلى أن نفضت رأسها وهي تطالع صديقتها متمتمه بأسمه
ريان
الفصل الثاني والخمسون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
انتهى كل شئ في غمضت عين.. العرس الذي حلمت به مضي.
سعاده والديها رغم حزنهم على شقيقها الذي لم يطيب حزنهم عليه بعد..
كان حفل الزفاف بسيط للغايه..مجرد مظهر للفرح بين جيرانها واحبابهم... فكيف تعيش
الفرح وشقيقها لم يمر عاما على ۏفاته بعد...ومع احتضان والدتها القوى لها ثم ابيها أدركت أن أجمل دفئ هو دفئ الوالدين.. ليلتقط ياسر ذراعها بذراعه ويسير بها لسيارته ومهرة تقف بعيدا بجانب رقية وجاسم تنظر إليها بنظرات تخبرها أن الصفحه الجديده من الكتاب ستفتح على لحن حياه جديده من عمرها
...................
دلفت للشقة خلفه وهي تحمل فستانها بأيديها.. لم تكن عيناها مسلطه الا علي خطواتها المتثاقله.. وتقدم منها ياسر يغلق باب الشقه ولم يكن أقل منها من مشاعر متخبطه... فمنذ الصباح والماضي يحوم حوله... عرس.. زوجه.. ليله البناء.. حمل.. طفله ثم مۏت.. آلم الماضي يجثو عليه ومع تعدد المشاهد بدء قلبه يرسم له نهاية ما ډخله بقدميه مرة اخري
ووقف للحظات يعطيها ظهره ولا أحد منهم يتفوه بشئ الا صوت أنفاسهم يتعالا.. فأرخي جفنيه ورطب شفتيه بلسانه ورسم ابتسامه مصطنعه على شفتيه جاهد في رسمها وأقترب منها هاتفا بأسمها
ريم
كانت الكلمات تقف على طرف شفتيه تأبى الخروج وهو يطالعها كيف تقف تفرك يداها بتوتر بعد أن تركت طرفي ثوب عرسها
أراد أن يشعرها بأنها حقا عروس ويعطيها جزء من حقها كأي فتاة
فأغمضت عيناها من أثر تلك المشاعر... مشاعر مع رجل أحبته ولكن هو لم يحبها.. وعادت تستجمع قواها وفتحت عيناها
وهي تعلم أنه سيخبرها ان زواجهم مؤقت ومجرد وقت وكل منهم يعود إلى حياته القديمه
ليبتعد عنها متأملا حالتها واخيرا خرجت الكلمات التي رتبها بصعوبة
أنتي عارفه حياتنا هتكون ازاي
وقبل أن يبدء بشرح اي شئ لها تسألت بوجوم
فين الاوضه اللي هتكون مكان اقامتي
فهم انها أدركت سبب تخبطه... لينظر إليها طويلا معتذرا ووضع بكلتا يديه على ذراعيها
ريم انتي فاهمه الوضع اللي اتحطينا فيه
فتعلقت عيناها على ذراعيه التي تحاصرها.. فخطت للخلف فأبتعد عنها مزيحا يداه
خلينا نكون اصدقاء ياريم أو اخوات..
طعڼة قوية طعنت قلبها اخوه.. أصدقاء..وهي تراه كحبيب.. عشقته بقسوته وجموده.. وعاد حديث مهرة لعقلها
فهتفت داخلها أين هذا الحب الذي ظننتيه يامهرة
وتمالكت إنهزامها ورجفت شفتيها
متقلقش مش هتحس بوجودي.. كأننا شركاء سكن مش اكتر
وتابعت وهي تنظر حولها تتحاشا نظراته
فين الاوضه من فضلك
لينتبه ياسر لصوتها بعد أن كان سارح في ملامحها الحزينه مؤنبا نفسه على ظلمها مع رجلا مثله بماضي مظلم متذكرا رفيف يلعنها عما فعلت ولكن أصبح غليله يشفي عندما علم بزواج عمار منها ورغبته في تأديبها بعد أن اخبره أن أذاها لم يصيبه وحده ووعد عمار بوظيفة جديده مساعده منه لأجل تخليصهم من سم رفيف
وتحرك امامها وفتح باب الغرفة ثم أنار الإضاءة
ديه اوضتك لو حابه تغيريها مع اوضتي معنديش مشكله
فدلفت للغرفه بصمت تطالع الأثاث الذي تركت له انتقاءه
لاء الاوضه جميله وعجبتني
فطالعها ياسر للحظات بعد أن جلست علي الفراش وكاد أن يخرج ويغلق الباب خلفه
هغير هدومي واجي اسخن الاكل
فأبتسم متذكرا الطعام الذي بعثته والدتها مع شقيقها وكأنهم اليوم سيكونوا بمجاعة ولكن هذه هي العادات كما أخبره شقيقها الصغير على
وأغلق الباب بصمت.. لتلتف نحو الباب المغلق ثم اڼفجرت باكيه فلم تعد تحتمل قدرتها على تمثيل القوة
.................
أختلس النظرات إليها ضاحكا..ولا يعلم كيف طاوع چنونها هذا
فبعد إنتهاء عرس ريم وياسر..اخذت تلح عليه كالأطفال بأن يصطحبها للسير في الطرقات وانتهى الأمر بهم أمام عربة المثلجات.. ومسح فمه بالمنديل وهو يتذوق ما يأكل بتلذذ
طعمه حلو
فألتفت إليه بمتعه وهي مندمجه في لعق خاصتها ببطئ
عيب عليك.. عم مانجه احلى واحد يعمل آيس كريم في المنطقة
ليضحك جاسم من قلبه على معرفة زوجته بكل شئ خاص بعالمها المتواضع
نفسي اعرف أنتي بتعرفي الناس ديه ازاي..ده انتي ولا كأنك زبونه عندهم
فأسبلت جفنيها ببرآة
تتسكع في الطرقات اكتر تعرف أماكن اكتر وناس اكتر
ألجمه تشبيها وفي ثواني معدودة كان يضحك بقوة حتى بدء يسعل
تتسكع وطرقات يامهرة... ماشاء الله أنتي موسوعه ياحببتي
فأرتسمت على شفتيها ابتسامه واسعه وحركت كتفيها بفخر
عيش واتبسط من غير تكلف
وتابعت بنبرة درامية مضحكه
ده مبدئ في الحياه
فحدق بها مبتسما... الحياه بالفعل جميله دون زيف أو تصنع فعالم المال جعله يدرك الفرق
وعادوا يكملوا سيرهم وهو لا يفعل شئ إلا مشاكستها.. ووقف أمامها يخرج من سترته منديلا وتقدم منها يرفع فكها بأنامله ويمسح جانب شفتيها مبتسما
كملي رغي ياام مبادئ في الحياه
فضحكت بملئ قلبها لتتعلق بذراعه
اتعلم مني بقى
.......................
تأففت بحنق من كم الدبابيس المثبتة بطرحتها.. معاناة كانت مع سحاب الفستان وقد نجحت بأمره ولكن الآن لم تعد تقوى على التحمل فستقضي الليل بأكمله هكذا.. لتسمع طرقات ياسر علي الباب يسألها بقلق
ريم انتي كويسه
ونظر إلى ساعته.. فساعتان بالغرفة ولم يسمع لها صوت.. فقد سخن الطعام للمرة الثانيه من أجلها ولكن إلى الآن مازالت بحجرتها
ووجدها تفتح الباب له حانقه
ممكن تساعدني.. انا خلاص تعبت
فنظر إلى هيئتها مبتسما
مندتيش عليا من بدري ليه
ومسك يدها بحنو بعد أن شعر انها أوشكت على البكاء وأخذ يمازحها بلطف جديد عليه
تعالى اما اساعدك.. بدل ما هتقضي
الليل كله كده
واجلسها على الفراش ليقف يزيل عنها الدبابيس المثبته وهو يضحك
ايه اللي بيعملوا فيكوا ده.. دول بيدبسوكم ياريم
فضحكت على مزاحه ليبتسم على ضحكتها
علبتين دبابيس للأسف.. انا حاسه اني متثبته على اتجاه واحد
لتصدح قهقهته عاليا.. فتعلقت عيناها عليه وقلبها يخفق پجنون.. واشاحت وجهها للجهة الأخرى بعد أن وجدته يسلط عيناه نحوه
وبعد وقت لم تشعر به كان يبتعد عنها مبتسما
المهمه تمت بنجاح
لتنهض ريم من أمامه تحرر شعرها من عقدته.. فوقف سارحا بخصلات شعرها السوداء القصيره التي لاقت على ملامحها البسيطه وفاق من شروده فيها هاربا من أمامها.. مخبرا قلبه أن يتوقف عن رسمها كزوجه إليه.
..................
وقفت رفيف امامه بردائها القصير الشفاف.. فأغمض عمار عيناه بقوه هاتفا بضيق داخله
اعمل فيها إيه ديه.. اۏلع فيها وفي هدومها
وفتح عيناه بعد أن سمع صوتها
عمار
ومع سمع صوتها تذكر أمر شقيقته التي لا يريدها أن تتفتح عيناها على هذا التبجح.. ونهض من فوق الاريكه التي يجلس عليها وامسك ذراعها پغضب
انتي ازاي تطلعي من الاوضه كده
فتآوهت بآلم تمسك كفه المطبوقه على ذراعها بأحكام تزيلها عنها
انت تؤلمني عمار
فدفعها أمامه بجمود
وياريتك بتحسي بالآلم..ده انتي حياتك كلها أذى في أذى
ودفعها للغرفه التي
متابعة القراءة