رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
يوم جديد
جلس يحتسي فنجان قهوته الصباحي وهو يطالع الجريدة .. ليرفع عيناه نحوها فيجدها تأكل بسرعه
وترتشف من كأس الشاي
أسبوع مضي علي زواجهم وقد اكتشف من خلاله
عشقها للشاي
وحدق بها وهو يراها تمسح فمها بالمنديل
الحمدلله شبعت.. ام ألحق اروح شغلي
فطالعها جاسم وهو يلقي الجريده جانبا
لتقف تنظر اليه بعلياء
وتفتكر هفضل عوطليه .. انا عندي اشغالي زيك
فتمتم بنفاذ صبر
سؤال وسألته من غير جدال كتير ..شغل ايه اللي هتروحيه
فنظرت حولها قليلا ثم طالعته
شغلي في محل البقالة والمكتب بتاعي
لتتجمد ملامحه وهو يطالعها ..وقبض على يديه بقوة ومال نحوها لترتبك من تحديقه بها
فتمتم بهدوء
قوليلي تاني كده شغل ايه اللي عايزه تروحيه
فكررت ما أخبرته به وتلك المرة بثقة أكبر
هرجع لمكتبي ومحل البقالة بتاعي ..
واكملت وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه
انا عندي أملاك بديرها زيك
فنهض جاسم من أمامها قبل ان يرتكب شئ يندم عليه وصدح صوته عاليا
لتأتي هدي على صوته ركضا
نعم يافندم
فحدق بمهرة التي وقفت متعجبه من أمره
الهانم متخرجش من البيت مفهوم
فأرتبكت هدي وحركت رأسها بتفهم
هنبه على الحرس بره مافيش ليها طلوع
لتضيق عيناها پقهر
لاء هخرج
وانصرف دون كلمه أخرى .. فأوامره ستنفذ
وغادر الفيلا بعد ان أخبر رجاله علي بوابة الفيلا ان يمنعوا خروجها
وعادت تهبط الدرج لتهتف هدي بأسمها وهي تغادر المنزل
يامهرة هانم تعالي بس .. البيه منبه أنك متخرجيش
ولكن مهرة لم تستمع لها .. وذهبت اتجاه البوابه تهتف پغضب
افتح البوابه
ليحرك الحارس رأسه بأحترام وقد كان نفس الحارس الذي دوما تتشاكل معه
لتظل واقفه في مكانها تفكر في أمر خروجها والتمرد علي قراره ويأست من الحارس الذي وقف ثابت أمامها هو والأخر
ووجدت أحد المقاعد التي يجلسوا عليها الحرس وجلست عليه هاتفه
انا قاعدلكم هنا لحد ما البيه بتاعكم يرجع
الفصل الخامس والعشرون.
_ رواية لحن الحياة.
دقائق أتبعتها ساعه كاملة وهي تجلس هكذا وأعين الحارسان تخترقها بتعجب... وأقترب منها الحارس بهدوء
يافندم اتفضلي جوه هتتعبي من قاعدك هنا .. وديه أوامر واحنا لازم ننفذها
فطالعته مهرة بضيق وهي تمسح وجهها المتعرق
افتح البوابه
ليحدق بها الحارس بيأس ..فأشعة الشمس اليوم حاړقة وهي مازالت على رأيها
كان الحارس الآخر يتابعهم بعينيه وهو جالس بغرفة المراقبة ...ليتجه اليه صديقه متمتما بملل
برضوه مصممه علي قعدتها ديه
لينظر لها الحارس الذي يدعي محروس
أتصل بالبيه قوله ..لانها لو فضلت قاعده كده هتاخد ضړبة شمس ..مش عايزين نروح في داهية
فحرك الأخر رأسه وأخرج هاتفه ليهاتف سيده
...................
تنهد جاسم بسأم وهو يوقع علي بعض الأوراق لتحمل مني الأوراق من أمامه بتعجب ..فهل هذه هيئة شخص متزوج من بضعة أيام
وأنصرفت على الفور ليردف ياسر لداخل مكتبه
ناظرا له بتسأل
في حاجه حصلت
فرفع جاسم عيناه نحوه ..مشيرا له بأن يجلس
وكاد ان يتحدث ويخبره بأشياء تخص العمل ..فقطعه رنين هاتفه
ايوه ياجمال ..
وتجمدت عيناه وهو يستمع لما يخبره به الحارس
ادي الهانم التليفون
فتحرك الحارس نحو مهرة التي أخذت تتملل من جلستها بأرهاق فطاقتها تحت
اشعة الشمس قد خارت
ووجدت الحارس ينظر لها وهو يمد هاتفه نحوها ..ألتقطت الهاتف سريعا كي تخبره بأن يأمر رجاله بفتح بوابة المنزل لها ولكن تجمدت في جلستها وهي تسمع صوت جاسم الحازم
انتي مجنونه في عقلك ..كلمة واحده يامهرة ترجعي على الفيلا ولما ارجع لينا كلام تاني
وأغلق الهاتف بوجهها فمعها فهم لا محايلة لا جدال
وطالعت الهاتف پصدمه ونهضت من جلسها وهي تعطي الهاتف للحارس متمتمه بضيق
انا اصلا تعبت من القاعده هنا
وسارت بهدوء من أمام الحارس الذي وقف يطالعها بأعين متسعه.. فهي قد انصرفت بهدوء دون جدال
....................
أتسعت أبتسامة ورد وهي تهبط من سيارة كنان تتأمل المنزل الذي أمامها ومايحيطه من إطلالة ساحرة
هذا منزل العائله ورد...لقد قضيت طفولتي هنا
فألتفت نحوه ورد لتجد عيناه قد غامت بالحزن
هازان كانت تعشق هذا البيت بشده
وحدق بالفراغ الذي أمامه بصمت ... لتقترب منه ورد تضم كفه بين راحتي كفيها وعندما شعر بضغط يدها على يده ..طالعه بأبتسامة حانيه ثم ضمھا إليه بعشق يقبل قمة رأسها
لن تمحي تلك العطلة من ذاكرتك ورد
ليخرج في تلك اللحظه رجلا بعمر الخمسين مرحبا بهم
أهلا سيد كنان لقد أشتقنا اليك
ونظر إلى ورد مرحبا بها
أهلا ياخانو
لتبتسم له ورد بلطف ..ويقودها للداخل بعد ان أملي علي حارس مزرعته ما يريده
لتقف ورد في منتصف المنزل .. لتطالع ماحولها بأنبهار ..فجمال المنزل بالحديقة الشاسعه التي تحاوطه كما تصميمه بسيط ورائع
المنزل جميل حقا كنان ..اريد ان أسير بالحديقة
ليتأمل كنان سعادتها بحب ..وأقترب منها يحرك أطراف أنامله علي وجهها
سأريكي كل شئ لاحقا حبيبتي ..ولكن الأن أريد ان أخبركي سرا
لتتسأل ورد وهي تنظر لعينيه الراغبة
ما هذا السر
وشهقت بفزع وهي تجده يحملها بين ذراعيه متجها نحو الدرج الخشبي
ستعرفيه حبيبي لا تقلقي
..................
ضحكت مهرة وهي تقضم حبة الطماطم وتستمع لطرائف فوزية مع زوجها
وبعدين يافوزيه عمل ايه جوزك
فأتسعت أبتسامة فوزيه وهي تقلب الطعام ثم زفرت أنفاسها بهيام
باس راسي في وسط اهل الحارة كلهم ..وعزمني علي أكله كباب وكفته انما ايه
لتنظر اليها مهرة بتعجب متسائله
يعني بعد ما ضړبك وفرج عليكي الناس .. سامحتيه بالسهوله ديه عشان اكله يافوزيه
فهتفت فوزيه وهي مازالت علي وقفتها
ماهو صالحني قدام أهل الحارة ياست مهرة
لتضحك هدي علي بساطه فوزيه ..فهي لم تكتشف حكاياتها الا مع مهرة التي تندمج معها في الحديث
شوفتي يامدام هدي بعد ماضربها صالحها بأكله
لتصحح فوزية الأمر مجددا
وباس راسي كمان ياست مهرة خدي بالك .. ده منعم جوزي مفيهوش منه اتنين
فحركت مهرة حاجبيها بيأس من حال تلك العاشقة بزوجها
الحمدلله مافيش منه أتنين
ونهضت بعدها تنظر لهدي
عايزه مني حاجه أسعدك فيها يامدام هدي
لتبتسم هدي بحنو
ده احنا اللي نسألك يابنتي .. احنا هنا خدامين عندك
لتضيق ملامح مهرة وهي تطالعها
لاء مش خدامين عند حد .. انتوا هنا موظفين زي اي موظف في اي مكان
ونظرت إلي فوزية التي هتفت بسعاده
بجد ياست مهرة احنا موظفين
فضحكت مهرة على تلقائيتها ..لتكمل فوزية بأسي
اصل عيال الحارة بيقولوا للواد حمو ابني ياابن الخدامه
الكلمة اوجعتها بل وذكرتها بذكريات قديمه عندما كانت تأتي ورد تخبر والدتها ان أصدقائها في الحي يتهامسون عليها بأن والدتها تبيع لهم اطباق الكشري
فقد أتي وقت عليهم لا يستطيعون تكفية حاجتهم من المال القليل الذي يبعثه لهم والدهم
ومحل البقالة لا يدخل لهم الا حاجات طعامهم
فكانت والدتهم تسعي دوما في ابتياع اي شئ هي ماهرة به من أجل الا تنقصهم شئ عن أقرانهم
ولطبيعة ورد الهادئة كانت لا تتحمل اي إهانة عن والدتهم فتأتي لها باكيه
وبالجانب الأخر كانت هدي تشعر بالألم متذكرة ابنها الذي اعطته شقتها ليتزوج بها ثم طردها بعد ان كلت زوجته من وجودها مخبرة اياها أنها عالة عليهم بعد ان تركت خدمتها كموظفة خدمة في أحد الفنادق
بعدما طلب منها ابنها تركها لعملها فهو اصبح يعمل وسيتكفل بكل شئ يخصها فهو يريد ان يريحها من مشاق الحياة ولكن الحقيقة كانت كي لا تفضحه أمام عروسه وأهلها
لتتمتم مهرة قبل ان تغادر المطبخ مخاطبة فوزية
قولي لابنك أنك بتشتغلي وبتكسبي فلوسك بالحلال... مافيش فرق بين وزير ولا بياع الجرجير كلنا زي بعض عند ربنا مش هيفرقنا غير أعمالنا
لتبتسم فورزية وهي تنظر لهدي الشاردة
طيبه اوي الست مهرة
....................
صعد جاسم الدرج بعد ان سأل السيدة هدي عليها
وأخذ يدلك عنقه بأرهاق متمتما
استعد ياجاسم للرديو اللي هيشتغل دلوقتي
واتجه صوب غرفتها ..وطرق الباب طرقة خافته ثم فتحه
ليجد الظلام حاوط الغرفة .. فالوقت الأن السابعه مساء
ونظر للفراش فوجدها غافية ..فأقترب منها مناديا عليها
مهرة... مهرة
فأدارت مهرة جسدها للناحية الأخري متمتمه
امممم ...سبيني انام ياورد وافتحي انتي المحل
فجلس جاسم جانبها بأرهاق متمتما بأستياء
يادي ام المحل اللي واخد كل تفكيرك
ووضع بيده علي كتفها
ورد اتجوزت ومع جوزها في تركيا .. ودلوقتي انتي مش في السيدة زينب انتي في المهندسين
لتنتبه ان هذا الصوت ليس صوت شقيقتها ...وتذكرت أين هي ..فألتفت اليه وفتحت عيناها ببطئ تطالعه بأعين غاضبه
انت دخلت عليا الأوضه وانا نايمه ازاي
فتنهد بحنق ..وزفر أنفاسه
بقوة
والله انا ليا الحق في صلاحيات كتير... بس انا اللي صابر عليكي
فأعتدلت في نومتها وفركت عيناها كي تفيق له ولحديثه
اللي هي ايه ديه مثلا
فمسح علي وجهه بأرهاق... ورفع بسبابته يضعها على عقلها
ده في مخ ولا زتونه
لتتجمد نظراتها على أصبعه.. ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنه متذكرة ما فعله معها بالصباح ونهض من فوق الفراش ليقف يطالعها
الواحد يرجع من الشغل يلاقي مراته مستنيه وعلي وشها ابتسامة لطيفه .. مش نايمه لاء وكمان بتقوله دخلت عليا الأوضه ازاي
وكاد ان يتجه لغرفة الملابس لتبديل ملابسه التي مازالت بهذه الغرفة ولن يفكر في نقلها فذلك الأمر لن يطيل كثيرا
انت بتداري علي اللي عملته الصبح فعشان كده بتتريق عليا صح ..بس انا فاهمه كل حاجه
ولم يجد جاسم أمامه الا الوساده فجذبها من علي الفراش ثم ډفنها بوجهها متمتما بحنق
نامي يامهرة نامي عشان انا النهارده معنديش دماغ للعب معاكي ولا مع عقلك اللي زي عقل النمله
وتركها محتقن الوجه .. لتدفع عنها الوساده محدقه بخطاه پصدمه
هو اټجنن ولا ايه
.....................
تجلس بجانب والدتها تخبرها عن رغبتها في الذهاب للفتاة التي ساعدتها في الحصول على وظيفها ..لتربت والدتها علي يدها بحب
روحي يابنتي ..البنت ديه انا حبيتها قوي من كلامك عنها
لتحتضن ريم والدتها بحب ثم قبلتها علي وجنتها وهي تهتف
طب هاخدلها ايه هديه ... انا خاېفة اخدلها هدية متعجبهاش ومتطلعش اد المقام
لتجيب والدتها بتلقائية امرأة لم تري شئ من الدنيا الا القليل
اديها فلوس يابنتي واه تنفعها
لم تتمالك ريم ضحكاتها من بساطه والدتها
يا ماما ديه مرات صاحب الشركه اللي انا شغاله فيها ...اديها فلوس برضوه
فطالعتها والدتها بنظرات مفكرة متنهده بيأس
خلاص نشتريلها مفرش من عند خالتك ام حسن
فأبتسمت ريم وهي ترفع يدي والدتها لها تقبلهما غير مصدقة طبية وبساطة والدتها في عالم أصبحت المظاهر تغلبه
.......................
أستيفظت ورد علي لمسات دافئة .. فأرتبكت بخجل متذكرة مع حدث بينهم منذ ساعات ..اليوم أمتلكها كنان وأصبحت ملكه قولا وفعلا ...اليوم ضاعت كل مخاوفها فكيف ستخاف من رجلا الي الآن يعاملها كالملكه
لا تغمضي
متابعة القراءة