رواية مذاق العشق بقلم بقلم سهام صادق
المحتويات
سعاد الأطباق وجلست فوق مقعدها وشرعت في تناول طعامها
بتنضف الفيلا
رمقها جميل وقد استعجب ما تخبره به ف سعاد لم تحب أن تجعل بسمة تعامل كخادمة بالمنزل.. كانت تعاملها كالضيفة المرحب بها ومهما عرضت من مساعده.. كانت تجعلها تساعد باشياء بسيطة ولكن أن تنظف وتمسح.. كان الأمر عجيب عليه فهذه كانت مهمة إحدى السيدات التي تأتي يومان بالأسبوع
خلصت أخيرا البيت كبير ما شاء الله وتنضيفه صعب.. ده أنا كنت بكلم نفسي وأنا بنضف وأقول الله يعينها
الست اللي بتنضفه
هتفت بها بسمة وهي تدلف المطبخ بملامح مرهقة.. تمسح يديها في عباءتها المبتلة علقت عيناها بالطعام وقد نغزها الجوع بشدة.. فهرولت نحو الطاوله تقبل وجنتي سعاد التى تجهمت ملامحها من فعلتها ولكنها اخفت مشاعرها سريعا
ابتسم العم جميل وهو يراها تأكل بجوع يمازحها كعادته
هتزوري يا بسمة براحه يا بنتي
جعانه اوي يا عم جميل سوسو النهاردة حبت ترجعني للشقي بعد ما كنت بدأت اتعود علي الراحه
هتفتها بمزاح ولكن سعاد لأول مرة كانت تراها شكوى.. وكأنها مرأة شريرة ظالمة
ما ديه حياتنا ولا أنت فاكرانا هوانم هنا .. إحنا بنشتغل عشان ناكل لقمتنا بالحلال
مهمتك تنضفي البيت كل يومين لحد ما ترجع العامله من تاني
...
دلف للغرفه بملامح متجهمة سرعان ما تحولت للذهول وهو يراها تلتقط متعلقاتها وتمر من جواره
التقط ذراعها بعدما فاق من ذهوله يتسأل وقد راودته الشكوك
رايحة فين
نفضت ذراعها عنه بطريقه صډمته.. تنظر إليه بتحدي
ورغم المرارة التي علقت بحلقها وهي تهتف بها إلا إنها بدأت تفيق.. وكأنها الفترة الماضيه لم تكن هي
نعم!
وباستنكار كان يتمتم عبارته يلتقط منها حاجتها.. يلقيها أرضا
القرار ده أنا اللي اخده مش أنت
لا يا ابن جودة النعماني لو كنت في البدايه ساكته ومتقبله إهانتك ليا وفكان عشان اكسبك واخليك تعرف إني مش وحشه ولا طماعه
يمكن لعبة معاك غلط يمكن كنت طماعه.. يمكن حاجات كتير
أرادت أن تخبره إنها ارادت أن تكون أمرأته.. ولكن لم تعد تريد أن تظهر أمامه بالضعف..فقد انتهت علاقتهما الفاشلة بكل المقاييس
وبعترف إني استحق اللي حصدته استحق إني أكون زوجة مهمشة.. استحق الۏجع اللي أنا حساه دلوقتي
خلاص خلصتي الدراما اللي أنت فيها بسبب كلمتين سمعتيهم من جلال
تجهمت ملامحها واندلعت براكين الڠضب داخلها ولم تشعر بحالها إلا وهي تدفعه بكل قوتها
أنت مريض أنت إيه جبروت معندكش أي مشاعر
وببساطة كان يجيبها بعدما تحكم في قبضتيها
ايوة مريض يا جنات وزي ما قولتي أنت اللي اختارتي طريقك بنفسك
هصلح غلطتي ونتطلق
احتدت عيناه فلو كان راغب برحيلها فهو من يطردها وليست هي من تقرر
هعيش هنا ضيفه لحد ما الايام تعدي.. ولولا كلام الناس كنت مشيت وسيبتلك بيتك اللي مفيهوش روح ولا حياة زيك
تركها تخرج كل ما تريده.. ولم تكن عيناه إلا نحو شفتيها.. سيخرسها بطريقته سيجعلها ترضخ تحت سطوته
قبلها بشراسة واخذ يدفعها نحو الفراش.. حتى تهاوت فوقه بعدما قاومته بضراوة صاړخة
وكلما كانت تصرخ وتدفعه عنها كان يزداد.. شعر بملوحة دموعها التي تذرفها فتوقف عن نيلها بتلك القسۏة.. يهمس اسمها
جنات
ولكن جنات التي كان يخضعها بين ذراعيه قد أنتهت وعادت جنات القديمة.. جنات الباردة جنات التي لا تجعل قلبها يسيطر عليها.. عاد يقبلها برفق.. يدمغها بجسده ككل ليلة وعند فروغه منها.. وجد امرأة أخرى بين ذراعيه.. هادئة باردة تطالعه في الصمت
كسبت يا ابن النعماني و دمرتني
تمتمتها بمراره فنهض عنها وكأن عبارتها لسعته...
اقترب من المطبخ بعدما شعر بحركة ما داخله.. طالع الوقت ف السيدة سعاد قد ذهبت لغرفتها وقد ابلغته بعدما وضعت له فنجان قهوته الأخير.
دلف للمطبخ بخطوات حذرة فعلقت عيناه بها.. وهي منحنية بعض الشئ تضع بيدها فوق بطنها.. وتنتظر غليان الماء الذي تضعه فوق الموقد...
تأوهت پألم وهي تغلق الموقد وتلتقط الركوةالتقطت عيناه الكوب الموضوع جانبا وقد وضعت به بعض الأعشاب كما يظهر إليه
حاسبي أيدك
هتف عبارته وهو يراها لا تتحكم في سكب الماء و التقط منها الإناء.. وشرع في صب الماء متسائلا
أنت تعبانه
تخضبت وجنتاها خجلا فبماذا ستجيب عليه.. صمتت دون جواب فابتسم وقد تفهم الأمر وهو يقلب لها مشروبها
لو فضلتي تعبانه خدي مسكن
ده هو دور برد وهشرب الأعشاب وهكون كويسه
أسرعت في إلقاء عبارتها حتى تصرف عن ذهنه ما وصل إليه.. اتسعت ابتسامته وهو يري شدة ارتباكها
ما أنا عارف إنه برد يا بسمه
________________________________________
اشربي الأعشاب وبعدين خدي مسكن عشان البرد
ضغط بتأكيد علي عبارته الأخيرة وهو يطالع تورد وجنتاها قطبت حاجبيها پألم.. واشاحت عيناها عنه.. واتجهت نحو طاولة المطبخ تحمل كوبها
لازم تاخدي مسكن
سقطت دموعها من شدة آلامها تخبره بصوت قد خذلها
دورت ومافيش مسكن في المطبخ
إزاي مش معقول.. ثواني وهطلع اجيبلك من أوضتي
اسرع في خطاه نحو غرفته وعاد إليها.. فوجدها تتحامل علي
حالها وتحتسي مشروبها الساخن لعله يخفف عنها انحني صوبها يعطيها حبة الدواء
هتكوني كويسه متقلقيش
توقفت السيدة سعاد تلك المرة داخل المطبخ تنظر إليهما وقد أنتبه إليها جسار ينظر لدورق الماء الفارغ الذي تحمله.. وكما يبدو له إنها نهضت بسبب العطش
كويس إنك صحيتي يا دادة خدي بالك منها
هتف بها قبل أن يغادر علي الفور بعدما القى بنظرة سريعة نحو بسمة التي اخذت تطالع نظرات السيدة سعاد إليها
..
ظلت لساعات تنتظر قدومه حتى بدأت تفقد الأمل عاد مشهد اليوم يسير أمامها فسقطت دموعها وقد أدركت أن رحيلها قد أوشك..ستعود شهيرة للمنزل رغم إنه لن يعيدها لعصمته.. ولكن بالتأكيد خطوتها الأخرى ستكون العودة لعصمته وستكون هي كما أخبروها مجرد نزوة.
انتفضت من فوق الفراش بعدما ترددت تلك الكلمه داخل أذنيها.. فهي لن تكون نزوة ولن تظل ضعيفه ولن تتركه لغيرها...
أسرعت في ارتداء حذائها المنزلي واسرعت في خطاها لأسفل.. تقصد مكانه المعتاد ولم يكن إلا غرفة مكتبه
كان الظلام يعم الغرفة فبحثت عنه حولها .. لتقع عيناها عليه وهو مسطح فوق الأريكة ويضع ذراعيه أسفل رأسه
اقتربت منه لتراه مغمض العينين والأرهاق يحتل ملامحه تألم قلبها من أجله وچثت فوق ركبتيها جوار الأريكة تمسح فوق خده تهتف اسمه بهمس
سليم
فتح عيناه ببطئ يرمقها متسائلا عن سبب استيقاظها لهذا الوقت
منمتيش ليه اطلعي نامي.. أنا هفضل في المكتب
مبقتش أعرف أنام غير وأنت جانبي
علقت عيناها به وهي تتمتم بعبارتها فطالعها غير مصدقا.. فهي إلى الأن تخاف أن تحبه وتثق به.. تظن نفسها في حياته مجرد نزوة.. تراه ببشاعة وكأنه رجل خسيس ضعيف لشهواته.. حينا يشبع شبقه منها سيلقي بها خارج حياته..
شهيرة هتيجي تعيش معانا هنا
ظنها ستعترض أو ستغضب ولكنها اجابتها بأخر شئ كان ينتظره منها
هي هتيجي عشان خديجة لكن متحلمش إنها هتاخد حاجة تانية
وبابتسامة لعوبة وعبث قد افتقدتهم منه تسأل وهو يعتدل ويتفحص ما ترتديه أسفل مئزرها
وإيه هي الحاجة ديه يا فتون
وهي لا تعرف المراوغة مثله منحته الإجابه التي اطربت قلبه وجعلته ينسى حنقه منها
أنت
وبتملك تعجبه منها لا يستوعب أنه يسمع تلك العبارة منها
أنت ملكي أنا وبس يا سليم
ارتفعت أنفاسه المشټعلة بالرغبة رغبة كان يقودها الحب.. ولم تشعر إلا وهي بين ذراعيه فوق الأريكة.. تطير فوق السحاب تبادله الحب بنفس توقه
غفت فوق صدره بعدما لثم رأسها بحنو يهمس لها
أنا فعلا ملكك أنت وبس يا فتون
داعبت أشعة الشمس جفنيه وهو يطالعها بسعادة وهي تغفو فوق صدره.. داعب خدها برفق حتى بدأت تفتح عينيها بصعوبه لا تصدق إنها غفت جواره فوق الأريكة
صباح الخير
بهمس يصحبه الخجل تمتمت
صباح النور
وبمشاغبة ونشاط كان يصاحب جسده داعبها بكلماته
تعالي نطلع اوضتنا قبل ما الخدم ينتشروا في البيت
طالعته بوداعة وهي تومئ برأسها دون نطق شئ من شدة خجلها ولكنه ضړب قراره في عرض الحائط.. وعاد ينالها مجددا
ابتعد عنها بعدما أستمع صوت شهيرة الذي أخذ يصدح بالمنزل.. تخبر الخدم بأخذ حقائبها لإحدى غرف الجناح الأيمن و تتسأل عنه.. تستعجب عدم نزوله من غرفته لهذا الوقت
مش معقول يكون سليم لسا نايم ده الساعه تسعة.. اكيد في اوضة المكتب
وقبل أن تخبرها الخادمة بعدم استيقاظه بالفعل.. اتجهت شهيرة نحو غرفة مكتبه.. تحرك مقبض الباب وتهتف باسمه
.
وقفت جامدة في مكانها وقد تعالت أصوات أنفاسها.. تتحكم جاهدة في ثباتها أمام أعين الخادمة التي وقفت أمامها مترقبة بعدما أندفعت لداخل غرفة المكتب وخرجت منه علي الفور وكأن عقرب قد لدغها بالداخل
ست شهيرة أنت كويسه يا هانم
حدقت بها شهيرة وقد كان عقلها غائب في المشهد الذي رأته منذ لحظات في ثواني خاطفة.. سليم يلتقط قميصه بعجالة يعطيه لها حتى ترتديه فوق اللاشئ.. وهي تقف خلفه تتحامي بجسده..
اندلعت النيران داخل فؤادها وهي تقبض فوق كفيها.. حتى انغرزت أظافرها داخلهما ف المشهد لا يترك عقلها بل بدء عقلها يرسم لها اللحظات التي صارت بينهم بأتقان..
سليم والخادمة في غرفة المكتب.. هل وصل به الأمر أن يعاشرها في مكتبه ..
اخذتها أفكارها لنقاط بعيدة تنظر حولها للمنزل..
تتخيل أين وصل بهم الحال...
هل لهذه الدرجة لا يتحمل رغبته بها.. ويتوق إليها بمجرد أن تتدلل عليه قليلا.. وعند هذه النقطه كانت تريد أن تصرخ عاليا
روحي علي شغلك يا مجيدة
تجمدت جميع حواسها وهي تستمع لصوته بعدما غادر مكتبه أخيرا.. الټفت بجسدها ببطئ لتري تلك التي لن تشبهها إلا بالعاهرة الصغيرة
فتون انجزي واطلعي من الأوضة مش هنفضل كده وكأننا مش في بيتنا
هل يمزح ويضحك بفخر كان أول شئ طرء في عقل شهيرة وهي تقف تحملق بهم..
وجدتها تخرج من الغرفة ترتدي قميصه وتحمل ثيابها الأخرى.. فتعالت ضحكاته وهو يرمقها كيف وقفت تتلفت حولها.. حتى لا يراها أحدا من الخدم
أنت السبب علي فكرة
وعندما وجدت نظرته المحذرة اللعوبه.. ركضت من أمامه
تخشي أن ينفذ وعيده ويعودوا للغرفة مجددا.. فهو لا يعبأ بشئ وسيكون أكثر من سعيد.
تعالت ضحكته وهو يتحرك خلفها فوقفت شهيرة مذهولة.. وقد انسحبت أنفاسها وهي لا تصدق إنها تشاهد سليم هكذا.. رجلا مراهقا ليس في الخامسة والثلاثون من عمره
تقدري تطلعي لبنتك يا شهيرة واتمنى فعلا تقربي منها وتعرفي تحتويها
حدقته بنظرات
متابعة القراءة