رواية مذاق العشق بقلم بقلم سهام صادق
المحتويات
بها مدهوشا مما يسمعه وقد ازدادت تقطيبة حاجبيه
هي الحالة مكنتش تسمح بخروجها
للأسف لاء ناهد هانم بقت مغيبة.. مۏت بنتها كان صدمة ليها كبيرة مستحملهاش عقلها ومكنش في تحسن في حالتها
...
جلست ناهد فوق المقعد الخشبي تلتف حولها تنظر للغرفة التي تغيرت بأشيائها
دستور يا أسيادنا
انتفضت ناهد من فوق مقعدها تضم الحقيبة إليها فطالعتها المرأة بنظرات محدقة وقد أزاد الكحل اتساع عيناها
التوت شفتي المرأة بعدما تقدمت نحو المقعد الخاص بها
الست سندس ماټت وأنا بنتها
ودون أن تمنحها فرصة للتساؤل مرة أخرى
جاية ليه
ابتلعت ناهد ريقها بعدما رفعت الجالسة ثوبها قليلا ونثرت الملح حولها فمن أتت إليها من قبل قد ماټت
عايزاه يكرهها زي ما كره بنتي وماټت مقهورة
.
لا يعلم لما علق سؤالها داخل عقله ولما اليوم تتبعها عيناه.
اشاح عيناه عنها وعما تفعله بالحديقة بجانب العم جميل الذي عاد أخيرا من البلدة
الجو كان دافئا وجميلا اليوم فمنذ وقت طويل لم يجلس هكذا مسترخيا مع فنجان قهوته إنها عطلة الزواج التي أخذها حتى لا يثير الشكوك حول زيجته التي على ما يبدو ستثمر بالهدوء في حياته وستزيد من قهر طليقته التي منذ الصباح تبعث له رسائل عديدة من أرقام مختلفة كلما حظر رقم لها
عادت عيناه تتعلق بها بعدما أستمع لصوت صياحها السعيد
ملك
تعالا صوتها
في سعادة تلوح بيديها غير مصدقة أن ملك أتت إليها اليوم دون أن تهتم بما حدث أمس ورحيلها غاضبة
داعبت ابتسامة خفيفة شفتيه وهو يراها تضع بعض الهدايا التي جلبتها لها ثم فردت لها ذراعيها
كنت فاكرة إنك هتمشي من غير ما تشوفيني أوعي تنسيني تاني يا ملك أنت عيلتي الوحيدة
ضمتها إليها ملك بقوة تقاوم شعور الذنب الذي اخترقها.. فهي وحدها من كان عليها مساعدة بسمة كما ساعدتها حينا أتت الحارة غريبة و وحيدة
________________________________________
ما كنت جانبي
ارتعشت أهداب بسمه تأثرا إنها كانت بالفعل بحاجة إليها ولولا خۏفها على أن يتسبب لها فتحي بمشاكل لكانت الوحيدة من لجأت إليها
طالت نظرات جسار نحوهما كما طالت وقفتهم سويا.
ابتعدت بسمة عن أحضان ملك التي تأملتها بسعادة وهي ترى هيئتها الجميلة في ثوبها
لم تعلق ملك على شئ بل فضلت تجاهل كل ما حدث ليلة أمس ولم تتسأل عما حدث بينهم بعد رحيلها
ظل جسار مكانه واقفا يحدق بهما إلى أن تحركوا أخيرا من مكانهم
اتجهت ملك صوبه ولكن ما فاجأه أن بسمة اخذت ما جلبته لها ملك نحو الداخل بلهفة
عيناه علقت بها بفضول فما الذي تحتويه تلك العلبة المغلفة
متخافش يا جسار الهدايا مش هيكون فيها حاجات خاصه بالعرايس يعني
تجمدت ملامح جسار فاستدار بجسده نحوها وقد الجمه تعليقها الذي لا يراه إلا سخافة منها
تعرفي إنك بقيتي رخمه
حاولت ملك إخفاء ضحكتها فامتعضت ملامحه
ما أنت متحسسنيش إنك بتبص عليها زي أي راجل بيبص على مراته لما بتبعد عن عينه
بقيتي سخيفه يا ملك
أنا يا جسار
تسألت ببراءة ترفع حاجبها الأيسر منتظرة جوابه ازدادت تقطيبة حاجبيه يشيح عيناه عنها
عموما أنا خلاص مش هفتح سيرة جوازكم من تاني لأن اللي حصل حصل ومسير الغلطه هتتصلح لما بسمه تعرف تحدد طريقها وتكون قوية من غير ما تحس إنها مش أقل من حد
تعلقت عينين جسار بها بعدما تلاشت تقطيبته مستنكرا ما يسمعه منها
أنا نفسي أعرف ليه مصرة تشوفي إن جوازها مني خساره وچحيم ليها ما هي قدامك أهي عايشه متصانه في بيتي لا بمد ايدي عليها زي ما اخوها كان بيعمل ولا بأذيها جوازة هتخرج منها مستفاده ومرتاحة
شعور صعب الراجل ممكن يعرفه ويحسه يا جسار لكن أنت اتحسبت عليها جوازه
انسحبت ملك من أمامه نحو الداخل قبل أن تخبره بمخاوفها الأخرى
فماذا لو خسړت بسمه كل شئ وخرجت من تلك الزيجة بقايا أمرأه عليها أن ترمم حالها
ضاقت عينين جسار بعدما سمح لنفسه أخيرا أن يصب نظراته نحو الهدايا التي أتت بها ملك
اقترب من الكتب يلتقط واحدا وراء الأخر يفحص محتواه بنظرة سريعة رغم أن العناوين أمامه كانت واضحه
جميعها كتب تتحدث عن بناء الذات وتكوين الشخصية.
قطب حاجبيه في دهشة سرعان ما تلاشت وهي يسمع صوت بسمه السعيد خاصة بالحاسوب
ملك قالتلي إني أقدر اتعلم أي حاجة من عليه
إستدار جسار إليها يصوب عيناه صوبها يرى السعادة مرتسمة فوق ملامحها وقد تلاشى الحزن الذي لازمها لأيام
مقولتيش ليا ليه أجيبلك واحد تفتكري كنت هرفض عارفة ده سعره كام عارفه تمنه مين اللي ممكن يكون دفعه
تلاشت سعادتها تسلط عيناها بعيدا عنه وقد فهمت حديثه
عارفه إنه غالي أما مين اللي دفع تمنه فهي ملك من فلوسها مش من فلوس جوزها
وإيه الفرق يا بسمه المفروض مكنتيش قبلتي هل أنا علقت على الكتب لأنها هدية مقبول إننا نهادي بيها حد
طالعته في تساؤل بعدما القت بنظرة سريعة نحو الحاسوب تخشى أن يأخذه منها
تقدري تحتفظي بي لكن تمنه أنا هبعته لملك لأن ببساطة ومهما كان المسمى اللي جوزنا بيندرج تحته ف أنت مراتي وأنا مقبلش حد يهاديكي بهدية أقدر اشتريها ليكي
علقت عيناها به فاقترب منها ببطئ مستغلا شرودها
امتدت يده نحوها ف أجفلتها حركته وسرعان ما تصلب جسدها وهي تطالع يده الممدودة وتلك النظرة التي يرمقها بها
مفهوم يا بسمه
سكن عقلها كما سكنت أطرافها فاخذ قلبها يتلذذ بمعنى ما قاله
لكن قوليلي يا بسمه إيه الحاجة اللي عايزه تتعلميها بيتهيألي إن كان عندك خطه تانيه خطه عن وصفات الطبخ
انتبهت على سؤاله ليفيق عقلها من تخدره على الحقيقة التي يتغافى عنها قلبها كلما رأت فيه صورة الرجل الذي تخيلته وتمنته
ابتعدت عنه تستشعر هذه المرة مرارة ما يقصده تزدرد لعابها
عايزه اتعلم دورات كمبيوتر عايزه اشوف نفسي في حاجة بعيده عن الطبخ ولا إللي زي حدودهم بس المطبخ يا جسار بيه
تجهمت
ملامحه فما الذي قاله لتفسر من حديثه إنه يقلل منها
ميادة هتساعدني في أي حاجة احتاجها وهتساعدني كمان اشتغل في شركة زميلها
واقتربت من الفراش تفتح الجهاز تحت نظراته الجامده لتثبت له إنها تستطيع التعامل مع أجهزة الحاسوب وليست جاهلة بأمور التكنولوجيا
شايف يا جسار بيه بعرف اه اتعامل عادي مع التكنولوجيا زي الناس
حدقها جسار بنظرات متجهمه يفهم ما ترمي به إليه لم يرغب بأن يحادثها بأي حديث تفسره كما تهوى فقرر الإنسحاب من غرفتها
اندفعت صوبه بعدما وجدته يغادر ووقفت أمامه ترخي اهدابها تحملق بحذائه اللامع وتحرك لسانها فوق شفتيها
داعبت ابتسامة خفيفة شفتيه ف النساء لا يقفون بهذه الوداعة إلا إذا أرادوا شيئا
ضاقت عيناه منتظر سماع ما ستخبره به مستمتعا بهيئتها وكأنها طالبة بالمدرسة تقف أمام معلمها
أنت قولت إن جوازنا مهما كان المسمى اللي بيندرج تحته فأنا يعني...
توقفت الكلمه على طرفي شفتيها لا تقوى على نطقها فهي أضعف من أن تنطقها وتجعل قلبها يطرب من سماعها
عايزه تاخدي دورات تطورك يا بسمه مش كده
ارتفعت عيناها نحوه فقد خلصها من حرجها فالأمر كان صعب للغاية عليها مهما اقنعت حالها أن ما تطلب منه حقا لها
تحرك نحوها خطوتين بعدما علقت عيناها به بنظرة التمع فيها الخذلان فهو سيرفض وسيشعرها بدنو مكانتها فهو من يعطي وليست هي من تطلب
ملك نسيت تقولك حاجة مهمه يا بسمه انا فيا كل الصفات اللي ممكن تخلي أي ست تكرهني خصوصا لما افقد الثقه لكن مش عدو لنجاح أي حد وأنت حاليا مش أي حد يا بسمه أنت مراتي
يؤكدها اليوم لمرات يؤكدها ردا على اختيارها لجبهة أخرى غيره و هو كرجل شرقي لا يقبل الرفض ف بات التأكيد بالنسبة له أمرا يشعره بكونه وحده من يملك السلطة عليها شاء هو أم شاءت هي أو أبت فالزواج قد تم وأصبحت تحمل اسمه.
.
غادرت ناهد البناية المتهالكة تشعر بالقلق وهي تنظر لتلك الزجاجة التي اعطتها لها وعليها تنفيذ المطلوب منها
الټفت ناهد حولها وقد عاد الخۏف يدب داخلها أسرعت في دس الزجاجة تضم حقيبة يدها إليها ترتسم فوق شفتيها ابتسامة واسعة تعبر عن شرود صاحبها تتخيل ملك تعيش كما عاشت أبنتها لا يراها زوجها ولا يرغبها
أبنتها الجميلة كانت ك اللقمة المريرة التي يتناولها المرء ڠصب لم يرغب زوجها في بل وهجرها حتى حينا تم الأمر دون إرادة منه
والأن الأخرى تعيش السعادة كامله متكاملة كما عاشت هي قديما مع عبدالله حبيبها ملك تعيش نفس السعادة التي عاشتها يوما ولم تكن أبنتها محظوظة مثلها
حظت بالرجل الذي تمنته لأبنتها ابن شقيقتها الذي نالته ابنة المرأة التي عاشت وماټت دون أن يسمع عنها أحد المرأة التي ضحى بها عبدالله لينال حبها ويتزوجها
مش هتكوني في حياته غير مجرد ست بتربي ولاده بنتي اتحرمت من السعاده معاه وأنت كمان لازم
________________________________________
تتحرمي منها
يا هانم فيكي حاجة.. هاتي ايدك اسندك أنت زي والدتي برضوه
حدقت ناهد بسائق الأجرة وقد اقترب منها بعدما طالت وقفتها عيناه علقت بحقيبة اليد التي تتشبث بها بريبة
حتى المكان بدء يثير شكوكه ولكنها سيده كبيرة بالعمر وملابسها والحي السكني الذي تعيش فيه لا يدل إلا على ثرائها
شعرت ناهد بالإرتياب من نظراته العالقة بحقيبتها فتشبثت بها بشدة تهتف بتعلثم
أنا كويسه
تجاوزته ناهد واتجهت نحو السيارة ثم صعدتها فاستدار السائق بجسده نحو الحارة التي دخلتها يصرف عن ذهنه ما علق داخل عقله فلن تأتي امرأة مثلها لهنا لأمور الشعوذة والدجل
أنا مبقتش مرتاح للست ديه ولا كأنها هربانه من السراية الصفرا
..
خرجت فتون من المشفى بعدما اطمئنت على شقيقها و والدتها حديث والدتها عن ضجر الزوج من زوجته مهما كان يحبها ومتعلق بها اخترق أفكارها لأول مرة فالرجال بطبيعتهم يميلون للمرأة التي تهوى التجدد تبهره يوما بعد يوم بمظهرها فما الذي سيأخذه من تعقلها وعلمها واكبر مثال لديها طلاقه من زوجته المرأة الجميلة الناجحه التي يعمل تحت أمرتها العديد من الموظفين تظهر صورها في صفحات المجلات
متابعة القراءة