رواية صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت
فهمست ف أذنها :
مبروك يا مرات ابني ... قالتها بصوت مسموع ثم قالت بهمس:
اعدلي خلقتك مش ناقصين فضايح واحمدي ربنا إن ابني ستر عليكي ومسبكيش لأخوكي يقطعك حتت ويرميكي للكلاب
قالتها وأبتعدت وهي تبتسم لها إبتسامة صفراء
لاتصدق ماتسمعه الآن ... تدعو الله إن ما تعيشه حاليا يكون مجرد حلم مزعج وستفيق منه ... لكن التهنئات والزغاريد والأغاني والموسيقي التي تخترق أذنيها تؤكد لها إنها أصبحت ف واقع مرير لامفر منه
: صعد العروسين إلي مقاعدهم وبدأ الإحتفال كباقي الأفراح الشعبية التي تقيم بالشوارع
: عاد كلا من خديجة وطه الذي وقف أمام البناء ينظر صوب رحمة التي تجلس بمفردها وعادل يتراقص مع أصدقائه
خديجة : طه ممكن اروح أبارك لرحمه ولو هيضايقك بلاش وممكن هابقي اروح اباركلها ف وقت تاني
ربت طه ع كتفها وقال : روحي ياخديجه انا مش هزعل بالعكس عايزك تواسيها وتخففي عنها
خديجة : حاضر اطلع أنت وأنا شوية وهاجي عشان احضرلك العشا
طه : لاء أنا هاتمشي شويه عايز اشم هوا
خديجة : طيب خد بالك من نفسك
تركته وذهبت لتهنأ صديقتها فتقابلت مع شيماء وذهبا معا إليها
قابل طه عبدالله فأرتمي ع صدره وأجهش بالبكاء
عبدالله : اي يا صاحبي ما تنشف كده هي مش أخر واحده ف العالم
طه بنبرة باكيه : انا ياما ظلمتها معايا ولما جيت انوي خير عشان تكون ليا ظلمتها اكتر
عبدالله : وحد الله يا طه ... ده نصيب .. اهدي انت بس وخد السېجاره دي هتنسيك رحمة والحاره كلها وهتحس إنك مسافر ف دنيا تانيه
نظر إليه طه بتعجب وقال : أنت رجعت تشرب تاني
عبدالله وقد أنتابه التوتر قال : لا ابدا ياصاحبي دي كانت عزومه من ايام الفرح وشيلتها لوقت الشده واديها جت ف وقتها فجبتهالك معايا وأنا جاي ... خد أنت بس وادعيلي ده صنف أفغاني لأصحاب المزاج العالي أوي ... عيش يانجم
أخذها منه ليضعها بين شفتيه ويشعلها له عبدالله ليتصاعد دخانها لأعلي
: ونعود إلي رحمة التي ترتمي ع كتف خديجة تبكي پقهر :
مش قادره استحمل ياخديجة ... نفسي اموت قبل ما يتقفل عليا باب مع البني ادم ده
خديجة : استهدي بالله ياحبيبتي متعلميش الخير فين ... يمكن يطلع كويس
شيماء بنبرة ساخره : وربنا انتي الي طيبة وع نياتك ياخديجة ... اقطع دراعي لو مكنش هو وامه ناوينلها ع نيه سوده
رمقتها خديجة پغضب وقالت :
شيماء ياتقولي كلمة عدله ياتسكتي خالص ... ملكيش دعوه بكلامها يارحمه
أنقطعت شهقاتها فأحست خديجة بثقل رأسها ع كتفها فقامت بهزها:
رحمة ... يا رحمة
ألتفت شيماء لتراها فشهقت وصاحت : الحقي دي أغمي عليها
توجهت النساء نحوها ف محاولة إيقاظها فقامت إحداهم بنثر العطر بالقرب من أنفها فأستعادت وعيها لكن يبدو عليها الأعياء والتعب ...توقفت الأغاني
والدة عادل : يا حبيبتي يابنتي ماكلتش حاجه من بدري هتلاقيها عشان كده اغمي عليها ... عااااادل انت يا ولاه
جاء راكضا : ايوه ياما
أبتعد الجميع عن العروس فأردفت والدته : شيل عروستك وفوءها ف شقتكو يلا وخليها تاكل وابقي انده عليا عشان اطلع أطمن عليها
قالتها ثم غمزت له
جاء نحوه أسامه الذي كان منشغلا مع الحاضرين وقال:
رحمة أنتي كويسه
رمقته رحمة بنظرات لوم وعتاب فأومأت له ثم ذهبت مع زوجها
: ليعود الإحتفال كما كان وبعد مرور أكثر من ساعتين والكل ذهب وأنتهي الفرح
كادت تصعد والدة رحمة إلي إبنتها لتطمأن عليها فأوقفتها عديلة :
خير يا ام رحمه عايزه حاجه ياحبيبتي
أندهشت والدة رحمة من ردة فعل عديله فقالت:
طالعة أطمن ع بنتي قبل ما اسيبها أمانه عندكو يا ام عادل
أبتسمت بتصنع وقالت : مټخافيش يا ام اسامه بنتك ف عنينا وبعدين هي مع جوزها فوق ومينفعش نزعجهم دول عرسان والليله دخلتهم
تنهدت بسأم فقالت : عندك حق هابقي أطمن عليها بكرة ف الصباحية إن شاء الله
عديلة : طبعا ياحبيبتي تجيلها وتنوري عن إذنك بقي هاطلع اريح
: أتفضلي ياختي ..
قالتها وذهبت مع نجلها وقالت :
أنا قلبي مش مطمن ع البت يا اسامه
اسامه : كلها الليلة وابقي روحيلها الصبح اطمني عليها
: ولجت عديلة إلي منزلها لتجد شقيقتها ف إنتظارها فقالت :
يلا يا سيده
سيدة : ماتشوفي يا ختي ليكونو نامو
عديلة : نامو أي أنا مأكده عليه يبقو صاحيين
سيدة : والله ما عارفه لازمته اي يا ختي
فاتن وهي تمسك بهاتفها تتصفحه :
أنتي طالعه لهم ليه ياما
عديلة : خليكي ف حالك يابت واقفلي الباب عليكي وإحنا نازلين ع طول
فاتن : من غير زعيئ ياما حاضر
وبالأعلي ... تتمدد رحمة فوق التخت بعدما أبدلت ثوبها بعباءه سوداء فضفاضة فأنتفضت عندما سمعت رنين جرس المنزل وبعدها ولجت إليها عديلة فشهقت:
هاااا يا ليله سوده اي الي انتي لبساه