رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
وهي تمد يدها الأخري له
هات الفيزا إللي معاك وحسك عينك تطلبها تاني إلا لما تتخرج من الكلية
اڼصدم هو من حديث والدته الذي يراه لأول مرة وسألها متعحبا
هي الفيزا مالها ومال اني انجح أو منجحش ياماما !
وبعدين انتي معصبة نفسك ليه ياحبيبتي كدة غلط عليكي من السكر والضغط .
صممت علي أن يعطي لها الفيزا وأكملت بحدة
علي شلة المقاطيع إللي بتمشي معاهم وبيستغلوك للضياع .
واستجاب مازن لإصرار والدته خوفا من نظرات مالك التي تخترقه ظنا منه أنه سيعرف يأخذها منها وهم وحدهم
ثم انتوي الذهاب إلى أعلي ليبدل ملابسه أوقفه صوت مالك مناديا عليه بحدة أرعبته
حول بصره لأخيه وداخله يرتجف وأجابه بتوتر
نعم يامالك في حاجة تانية.
اتأدب لما تيجي تتكلم مع أخوك الكبير إللي في مقام والدك .
قالتها والدته له پتعنيف .
لم يفتح فمه ببنت شفة وانتظر تحذيرات أخيه بملل إلي أن سمع صوت مالك مرددا بأمر قاطع
اعمل حسابك إنك هتنزل معايا المصنع من بكرة إن شاء الله
وأنت ماشاء الله فاضي أهو ولا وراك شغلة ولا مشغلة
واستطرد متهكما
أهو نستفاد من طولك وعرضك إللي ملوش لازمة في الدنيا غير السرمحة مع إللي يسوي وإللي ميسواش .
مط شفتيه بضيق وأردف مستنكرا
يعني إيه أنزل الشغل والمصنع وأنا ولا أعرف أي حاجة وكمان
أجابه مالك ببرود دون أن ينظر له
وإيه علاقة الشغل بالدراسة انت ولا بتذاكر
ولا بتروح الكلية غير مرة كل أسبوعين لما يهفك الشوق تغير صنف البنات الصايعة إللي إنت تعرفها
واسترسل باستهزاء وهو يشير إليه
البيه إللي بيصحي كل يوم الضهر ومقضي بياكل مامه وينام ننه
وإن رفضت بقي يامالك هتعمل إيه
قالها مازن باستنكار.
بسيطة خالص العربية هتنسحب منك والأيفون إللي بآلافات إللي بتتمنظر بيه
والفيزا أوردي انسحبت منك .
قالها مالك بتأكيد .
ڠضب مازن بشدة وتركه وصعد إلي الأعلي دون رد علي حديثه
بكرة الصبح إن شاء الله تظبط منبهك علي ٩ بالدقيقة تكون صاحي ٩ ٣٠ تكون علي الفطار سامعني
وأثناء انشغاله بعثت له رسالة عبر الواتساب أمسك هاتفه ليري من صاحب تلك الرسالة
وجدها من طليقته وكان محتواها
إزيك يامالك
أنا بجد زعلانة منك علي المقابلة الۏحشة إللي إنت قابلتها لي في المكتب ومش بس كدة ده انت طردتني كمان وخليت منظري وحش قدام السكرتيرة
أنا لسة بحبك يامالك وباقية علي عشرتنا مع بعض
للدرجة دي يامالك مبقتش أفرق معاك !
للدرجة دي مبقتش تحبني ولا طايق تشوفني !
قرأ هو رسالتها بملل واستغرب من أين أتت برقمه الخاص والذي لم يعطيه لأحد سوي والدته وأخيه وأخته وصديقه علي
وحدث حاله
الزفتة دي جابت رقمي منين هو أنا ناقص ۏجع دماغ من الحرباية دي
مش معقول يكون علي إللي إداها الرقم ده أما أصدق إني طلقتها وخلصت من نكدها وزنها
ولا ماما طبعا معقولة تكون أختي ولا مازن
بس مازن ميجرؤش يعملها يبقي مفيش غير الست هيام هانم ما هم طول عمرهم حبايب
واسترسل متوعدا
ماشي ياهيام إن ماشفت شغلي معاكي مبقاش أنا مالك.
ولم يعير رسائلها انتباها ثم وضع رقمها ضمن الأرقام المحظورة كي لا تبعث له رسائلها التي تجلب له صداع الرأس مرة أخرى .
انتظرت هي كي يرد عليها أو يعيرها انتباها بعدما رأت علامة استلامه للرسالة ولكنه لم يرد
جائت لترسل له مرة أخرى وجدته قد حظرها ورمي برسائلها عرض الحائط كما ترمي القمامة في سلة المهملات
استشاط داخلها وانتوت غدا الذهاب إلي أخته
كي تشهدها عليه وعلي تجاهله وأفعاله معها .
عجيب حقا أمر الإنسان الشئ يكون ملك يمينه ويفرط فيه بسهولة وما إن يتركه ويرحل ثم يعود ويجد ذلك الشئ وينظر إليه بعين أخري يلمع في عينيه ثانية ويريد امتلاكه
متابعة القراءة