رواية ۏجع الفراق بقلم حنان اسماعيل
المحتويات
طلبت مساعدتى ...واحدة بلدياتى غريبة عن بيتها واهلها ومااظنش انى لما اساعدها فى استخراج جواز سفر جديد بدل اللى ضاع منها تبقى دى خېانه وعامة الرزق على الله
اندهش سارى قائلا له لا تعالى وفهمنى الحكاية كلها من الاول
حكى له على كل شئ منذ البداية حتى لقاءه بطارق ومحاوله اغوائه كى يدله على مكان صافى وحتى كلام صافى عن طارق حينما ابلغها على بسؤالها عنه
زم شفتيه فى ضيق قبل ان يربت على ظهر على برفق قائلا لها بلهجة ودودة
سارى شوف شغلك ياعلى وبعد كده متعملش حاجة الا لما تبلغنى فاهم
اومأ على برآسه بابتسامه هادئه
قاد سارى سيارته للشركة .طوال الطريق كلما تذكر قسوته وضربه لها بالامس يزداد جنونه وغضبه حتى انه اخذ يضرب مقود السيارة عدة مرات بقوة .وصل للشركة بعد وقت .كان قد اتصل بفهد كى يقابله بمكتبه .جاءه فهد بعد وقت .ظل سارى شاردا لا ينطق .قاطع صمته فهد بإستغراب قائلا بحيرة طب انت جايبنى عشان اقعد اتفرج عليك وانت سرحان
سارى اول مرة اكون كده يافهد .اول مرة ابقى غبى ..طول عمرى بحسبها بعقلى ولاغى قلبى واحساسى عشان مغلطش بس امبارح غلطت غلطة عمرى وانا بكدب احساسى تجاهها وبصدق اللى انا كنت عاوز اصدقه .انا امبارح بس وانا بآذيها وبجرحها كنت زى ما اكون ماصدقت .كأنى كنت عاوز اعاقبها عشان اللى عرفته عنها من غير ما اتأكد حتى هو الكلام اللى اتقال عنها ده كان صح ولا غلط .انا امبارح دبحتها ودبحت آدميتها وكرامتها واى مشاعر كان ممكن تكون بينا فى يوم من الايام
اشعل سيجارته فى ضيق وهو يحكى له بإختصار ماحدث ليله امس .استمع اليه فهد بضيق قبل ان يقول له بحكمة
فهد انا مش هلومك ولا هعاتبك لانى شايف حالتك عاملة ازاى وشايف الندم فى عينيك
كل اللى اقدر اقوله لك اعتذر من مراتك واطلب منها تسامحك وفك آسرها هى مش سجينه عندك ولا عبدة .ورجع لها جواز سفرها وتليفونها وسيب لها حرية الرجوع لمصر لو انها تفضل معاك بعد اللى عملته معاها ده ..ولو انى اشك انها ترضى تسامحك
فهد وهو ينهض مغادرا انت حر بس نصيحه بص لنفسك فى المراية وقولى تفرق عن مروان ايه سلام
وصل للقصر قبيل الظهر بوقت قصير .صعد لغرفتها فلم يجدها نظر لملاءة السرير الملطخة بقطرات دمائها المبعثرة من ليله امس فتصاعدت الډماء الى وجهه .مد يده اليها ليلقيها بعيدا قبل ان ينزل مناديا على الخادمه كى يسألها عنها .التف حول القصر الى الشاطئ بحثا عنها فلم يجدها طاف بالقصر كله والحديقه امامه الا انها لم يجد لها اثرا .دخل بعد يأس الى غرفه المكتبه .جلس فى يأس على الاريكه وجد ورقه مطوية على المنضده امامه .التقطها وفتحها كى يقرأ مافيها
عندما تقرأ خطابى هذا اكون فى طريقى لوطنى او ربما هذا ما اتمناه لو نجحت فى الفرار من سجنك هذا ...سجنك الذى خلته لساعات قليله وانا برفقتك قبل يوم من الان فى لحظة غباء متناهية من قبلى بأنه جنة السعادة التى فقدتها يوما ما ..أقصد ليله ما ..ليله زفافى او ليله العمر كما يسمونها البعض .يوم تبدلت فيه احوالى الى ما أنا عليه الان .لأصبح تلك الفتاة الموسومة بالخطيئة والعاړ .اعينهم ترافقنى نظرات احتقارهم تسبق خطواتى
وهمساتهم الخافته عن ماضيا المشين ..ذاك الماضى الذى بدأ ليله زفافى من طارق والذى شاهدته انت وتعجبت كيف كنت وقتذاك حالمه وسعيدة وانا بفستانى الابيض ممسكه بيد زوجى
وأنا اغنى له واتراقص يمينا ويسارا .تكاد الدنيا لاتسع فرحتى الحمقاء .لن أطيل ولكنى رغما عنى أتذكر وأنا اكتب لك الأن تلك التفاصيل التافهة الصغيرة ....المهم .بعد انتهاء الحفل ذهبنا لعشنا الهادئ الذى آسسته وحدى فى شهور قليله بعدما ترك لى طارق الحرية فى اختيار أدق التفاصيل .نزلت العائله بعدما اطمأنا علينا .بمجرد أن اغلق الباب علينا بدأت معاناتى او مصيبتى التى
لم اكن لاتوقعها ابدا خاصة بعدما خرجت من غرفه نومى كريمان ابنه عمى او اختى التى لم تلدها امى وصديقة عمرى ونصفى الاخر كانت كريمان تصغرنى بعامين فقط .مكثت بيتنا كى تدرس بالجامعه
متابعة القراءة