رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
على الطاوله لنحر عنق ذلك السمج و لكن أتتها فكرة أخرى فلونت ملامحها إبتسامة خبيثة فقالت بلهجة لينة
بجى أنت عايزين اثبتلك أني مش شايلة منيك .. طاب أني هثبتلك ..
أخرجه عن شروده نداء جده الذي كان يريده لأمر هام استغرق قرابة النصف ساعه أنهاها و هو ېحترق شوقا لرؤيتها و التحدث إليها على الرغم أنها بكل مرة يحادثها بها لا يسلم من حدة كلماتها ولكنه يشتهي حتى اللوم منها !
إيه يا مرت عمي .. واجفه اهنه وحدك ليه أومال فين البنات يساعدوكي..
تهاني بلطف
مفيش حاچه تتعمل يا ولدي البنات خلصوا كل حاچة أني بعمل كوبايه شاي لچدك ..
أحتار كيف يسألها عنها دون أن تلحظ لهفته لرؤيتها فقال بإرتباك طفيف
ماتحرمش منيك يا ولدي .. بس الموضوع مش مستاهل .. وبعدين چدك ميشربش الشاي غير من يدي..
زفر بحنق و قد قرر أن يسألها مباشرة فقد ضاق ذرعا من المراوغة
بجولك إيه يا مرت عمي .. أنت محتاچه حد ياجي يساعدك اهنه في المطبخ . يعني البنات الي بيشتغلوا مكفيين ولا محتاچه غيرهم ..
والله يا ولدي من ناحية محتاچة فأني محتاچة فعلا و خصوصي أن البت نعسة اتچوزت و سابت الشغل و نچمة أصرت ترچع تشتغل تاني في الزريبة .. بت غريبة چوي ..
توقف الزمن به حين سمع اسمها و قد اندهش من طلبها الرجوع الي هذا العمل الشاق فلم ينتبه لحديث زوجة عمه الذي قطعه قائلا
بعدين يا مرت عمي ورايا معاد مهم دلوق..
كانت قطرات العرق تلمع كذرات لؤلؤ على جبينها الناصع البياض الذي تنسدل فوقه بعض الخصلات الهاربة التي لم تهتم لها فقد كانت منشغله بإنجاز هذا العمل الشاق الذي اختارته طواعيه للابتعاد عن هذا الطاغية الذي كانت عينيه تطوف المكان بأكمله بحثا عنها و ما أن وقعت أنظاره عليها حتي تعثرت نبضاته بقوة داخل قلبه الذي قاده إليها بلهفة وما أن وصل إليها حتي توقف إثر وخزات الندم التي اجتاحته حين رأى هذا العمل الشاق الذي حكم عليها به ذات يوم .
هكذا تحدث متجاهلا معرفته بالأمر فتسمرت بمكانها لثواني قبل أن تجيبه من دون أن تلتفت إليه
بشوف شغلي ..
واصلت عملها دون أن تعيره أي إنتباه مما جعل الڠضب يبدأ بالتشعب داخله فخرج صوته حادا وهو يحادثها
شغلك اهناك في البيت الكبير إيه رچعك أهنه مرة تانية
وضعت ما بيدها من أقراص الروث التي تم تجفيفها و التفتت تناظره وهي تقول بقوتها المعهودة
.. و بعدين أنت جولت جبل سابج أني لو اشتغلت اهنه مش هتتعرضلي واصل .. ياريت تنفذ جولك و تبعد عني ..
أثارت كلماتها شتى أنواع الشعور بداخله ليجد الكلمات تنبثق من بين شفتيه
كني محاولتش ابعد عنك و ابعدك عن تفكيري !
أقترب خطوتين و تابع بأعين تحاصرها بسهام نظرات صوبت رأسا إلى قلبها
مجادرش !
اقترب خطوة أخري مضيفا بيأس قلما يظهر عليه
حاولت و مجدرتش .. يبجي مفيش جدامي حل غير أني أواچه اللي بيحصول..
أنا ورايا شغل كتير و مفضياش للحديت الماسخ ده..
ما أن أوشكت على الالتفات حتي أوقفتها كلماته الآمرة
وجفي عندك و سيبي اللي في يدك ده من هنا ورايح مفيش شغل اهنه ..
ده شغلي اللي بيوكلني عيش أني و أخواتي و مجدرش اسيبه
عاندته فخاطب قلبها بلهجه تحمل إعتذار لم يتجاوز حدود شفتيه
وإني صاحب الشغل و بجولك الشغل ده ميلجش بيك
ولا وجفتك اهنه معاي تليج بيك يا كبير .. خلي كل واحد يرجع مطرحه ..
عاندته مرة أخرى و لدهشته لم يغضب بل أحكم عنادها طوق الذنب على عنقه فقال بخفوت
نچمة.. عايز اتكلم معاك
لأول مرة تسمع اسمها من بين شفتيه .. و لم تكن تتوقع أن يكون وقعه هكذا على مسماعها فقد شعرت بنبضاتها تدق بقوة و كأنها في سباق فأنذرها ذلك بالخطړ لذا تراجعت خطوة للخلف وهي تقول بتوتر
خليني اشوف اللي وراي يا كبير الله لا يسيئك سيبني أخلص شغلي
و آدي الشغل اللي عم تتحچچي بيه.
تدلي فكها من فرط الصدمة وهي تراه يقوم بنقل أقراص الروث بالكامل و كل هذا فقط من أجل أن يحظي بحديث معها !
هرول الجميع في رواق المشفى باحثين بأعين فاض بها الدمع عن رقم الغرفة التي يمكث بها و قد كان من بينهم هي التي شعرت بأن قلبها قد انشق إلى نصفين حين سمعت همسه الخاڤت باسمها فلم تستطع سوى الصړاخ بأعلى صوتها الذي جرحت أحباله من شدة دويها.. و ابيضت عيناها من كثرة ذرف العبرات ولم
متابعة القراءة