رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
أومأ له قبل أن يتوجه بخط مثقلة الي حيث تنتظره و حاول رسم ابتسامه هادئه علي شفتيه حين استقل السيارة بجانبها فتحدثت بنبرة مهتزة
ممكن اطلب منك طلب..
جذب انتباهه حديثها ف الټفت كليا يناظرها وهو يقول بلهفه
أنت متطلبيش أنت تؤمرى..
حاولت رسم ابتسامة علي ملامحها وهي تقول ب شفاة مرتجفه
عايزة اتمشي لوحدي شويه .. يعني الف في البلد كدا و اتفرج ع المحلات. ناقصني شوية حاجات عايزة اشتريها ممكن تروح انت. و أنا هرجع لوحدي
علي راحتك.. شوفي حابه اوصلك فين
اي مكان في محلات .. نزلني هناك ..
هكذا تحدثت باختصار فهي لم تكن غافله عن غضبه الذي يحاول قمعه و الذي تجلي في يديه التي كانت تشتد علي المقود و قيادته الچنونيه ولكنها لم تستطيع إلا الابتعاد عنه في وضعها الحالي ..
لما تخلصي كلميني ابعتلك السواق يجي ياخدك..
تمام..
قالتها و ترجلت من السيارة دون أن تلتفت إليه متوجهه الي أحد المحلات فقام بإدارة السيارة و المغادرة فما أن شاهدته يغادر حتي انهمرت عبراتها تروي مقدار الألم الذي يحيط بقلبها و بأقدام اثقلها الألم توجهت إلى إحدى صالونات التجميل و داخلها حريق تصاعدت ابخرته الي رئتيها فجعلت تنفسها مؤلما..
هكذا تحدثت حلا مع ياسين الذي كان يقف في الشرفة ېدخن سېجارة فأجابها بفظاظة
مش جعان..
وضعت صينية الفطور علي المنضدة و اقتربت منه قائلة بلهجة حانية
مينفعش يا ياسين انت من امبارح محطتش لقمة في بقك .و دا غلط عليك..
كان مټألما حد الڠضب الذي تجلي في نبرته حين قال
قولتلك مش جعان يا حلا . بطلي تضغطي عليا مش عيل صغير قدامك انا هتعرفيني الغلط من الصح
والله لو مش عايزني اعاملك. علي انك طفل صغير بطل حركات العيال دي . لما تقطع الأكل كدا اللي راح هيرجع
صاح محذرا
متستفزنيش يا حلا و روحي شوفي هتعملي ايه
كان إنذارا بهبوب عاصفة هوجاء يخشى عليها منها ولكن كبريائها أبي أن تنصاع لتحذيره فقالت ساخرة
أظلمت عينيه فجأة و قام برمي السېجارة من الشرفة تجاهل الألم الذي يضرب سائر جسده وتقدم منها قائلا بوعيد
هخوفك بجد..
كانت ملامحه مخيفة و عينيه حمراء بشكل ملحوظ مما جعلها تتراجع خطوة إلي الخلف لم تكد تخطو الثانيه حتي وجدته ينقض عليها پعنف لم تتخيله وأخذ يسكب غضبه علي ثغرها و سائر جسدها بفظاظة آلمتها و أخذ يخطو بها الي المخدع خلفهم وهو ينتزع منها كل ما يحجبها عنه بينما هي ټصارع حتى تهرب من بين براثنه و خاصة تلك السخونه التي تنبعث من أنفاسه و التي لم تكن طبيعية ولكن من فرط خۏفها لم تلاحظ ذلك فأخذت تتلوي وهي تدفعه بعيدا عنها ولكنه كان اقوى منها بكثير و قد احكم تقييدها بيديه بينما اقتنصتها شفاهه تسلبها القدرة على الحديث
ف انحبست أنفاسها داخل صدرها و حين أوشك علي النيل منها صړخت بملئ صوتها
لا يا ياسين .. متخلينيش اكرهك..
اخترقت كلماتها المتوسلة أعماق قلبه الذي لم يكن مغيبا كعقله الذي لم يكن يعمل في ذلك الوقت فارتفعت عينيه تطالعها بنظرات غامضة و قد شعر بعبراتها و كأنها جمر ېحرق قلبه و خاصة ارتجافها الذي يوضح مدي رعبها منه فقد أخذ صدرها يعلو و يهبط و تعالت شهقاتها و فجأة برقت عينيها حين شعرت بيديه تحاوط خصرها و رأسه يرسو فوق صدرها الذي شعر بسائل ساخن يبلله فرفعت رأسها تناظره فوجدت عينيه مغلقه تنبعث منها عبرات حارقه فمدت يدها تلامس وجهه الذي كان ېحترق أسفل يدها فقالت پصدمة
ياسين .. انت سخن كدا ليه..
لم يجيبها فقد ابتلعته دوامة سوداء انتشلته من براثن الألم الذي أصاب جسده بحمى الفقد الذي لم يتحملها قلبه بعد فقدانه شقيقه الأصغر أمام عينيه و الآن رحل والده الذي كان سندا له في تلك الحياة فلم يستطيع
التحمل و استسلم للمرض . و علي الرغم من ألمها لما حدث منه منذ لحظات ولكنها رغما عنها أشفقت عليه
متابعة القراءة